انكفأت النجمة السورية ثناء دبسي مع زوجها الممثل المخضرم سليم صبري في بلاد متهالكة، قرّرت ألا تغادرها مهما تهاوت وترنّحت، لأنّها كانت تعتبر أنّ السفر هو السبب الرئيسي في انهيار سعادة أي عائلة.

تكرّست هذه الفكرة في ذهنها منذ صباها وسفر أخويها إلى أوروبا، ثم عادت لتتعمّق أكثر مع اندلاع الحرائق السورية واتخاذ ابنتها النجمة يارا صبري قرارا بالابتعاد النهائي عن البلاد.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4وفاة الفنانة السورية ثناء دبسي عن 83 عاماlist 2 of 4الدراما السورية في رمضان 2023.. كثير من السياسة وقليل من الرومانسيةlist 3 of 4الشام القديم يداعب خيال صناع الدراما الرمضانية السورية 2024list 4 of 4"نحن متنا شكرا لخذلانكم".. سوريون ينتقدون موقف الأمم المتحدة من دعم متضرري الزلزالend of list

هكذا، انطفأت مساء الثلاثاء الماضي ثناء دبسي عن عمر ناهز 83 عاما بعدما نالت شبه إجماع شعبي مطلق على محبّتها، وحصدت لقب "أم الدراما السورية" بسبب كثرة ما جسّدت ببراعة دور الأمّ في دراما بلادها.

ومن "غزلان في غابة الذئاب" إلى "زمن العار" لرشا شربتجي، ثم "وراء الشمس" لسمير حسين، و"الزعيم" لمؤمن الملّا وغيرهم الكثير من المسلسلات، حفرت الراحلة مكانتها العميقة في ذاكرة مشاهد التلفزيون.

الفنانة السورية ثناء دبسي قرّرت ألا تغادر بلادها مهما تهاوت وترنّحت (مواقع التواصل الاجتماعي) عائلة عاشقة للفن

أما عن الولادة والبدايات، فقد كانت في مدينة حلب السورية وضمن كنف عائلة تذوقت الطرب الشرقي، وجعلته جزءا من تفاصيل حياتها اليومية. والدها كان يعزف العود، وخالها كان يغني في سهرات عائلية حميمة، في حين كانت هي من تجيد الغناء.

وتلك الطقوس الفنية البسيطة حملتها معها إلى مدرسة الراهبات حيث تلقّت تعليمها. وتعرّفت فيها إلى لذة ذلك الشعور الغامض بالذعر والقلق عند الصعود إلى المسرح ومواجهة الجمهور. كانت المدرسة تحرص دائما على إقامة حفلات يصدح فيها صوت ثناء التي تعلّمت الغناء، وأحبته قبل التمثيل.

رحلة فنية ثرية

وعلى هذا المنوال أتيح للطفلة التي عشقت الفن أن تمارس هوايتها المفضلة من خلال حفلات ومسرحيات جسدت فيها العديد من الأدوار. بعد عملها في المسرح المدرسي، انتسبت مع أختها الممثلة ثراء دبسي إلى فرقة "المسرح الشعبي" في مدينة حلب. قدمت الفرقة عروضا جماهيرية جالت مدنا عربية مثل القاهرة وغزة. ثم كانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة إلى العائلة المحافظة، عندما أخبرت ثناء والدهما أنها تريد الرحيل مع أختها إلى دمشق لاحتراف الفن.

وقدمت أوّل مسلسل طويل هو "حارة القصر" (1970)، من تأليف عادل أبو شنب وإخراج علاء الدين كوكش. بإمكانيات متواضعة لكاميرا ثقيلة وبتصوير متواصل دون مونتاج، خرج العمل مذهلا قياسا بالإمكانات المتاحة، مما دفع خبراء فرنسيين زاروا سوريا في ذلك الوقت إلى الإشادة بـ"أهمية ما ينجزه هؤلاء الممثلون الشباب" الذين سرعان ما تحوّلوا إلى أيقونات الدراما السورية.

ولم تكن هذه المهمة سهلة بالنسبة للممثلة الحلبية، فوقوفها الاحترافي الأوّل على المسرح كان الدرس الحقيقي لها في عرض افتتاحي للمسرح القومي عام 1960، حمل اسم "أطفال بلدنا" حيث أدّت شخصية أم ثمانينية. كي تتمكّن من التخلّص من الرهبة التي تملّكتها، ركزت على شخص من الجمهور، وتناست أنها أمام هذا الحشد الذي راح يداوم على عروض المسرح القومي لشهور متواصلة.

والعروض الجماهيرية في المسرح القومي، جعلتها ممثلة متمكنة، ثم عملت مع المخرج سليم قطايا العائد من ألمانيا، في مجموعة سهرات تلفزيونية صنعت منها نجمة جماهيرية على التلفزيون السوري، كما أسهم في تقديمهم إلى الجمهور قبل أن يغادر هذه الدنيا باكرا من دون أن توثَّق تجربته، أو يؤرشَف تاريخه المهم.

رحلتها الإنسانية كانت رفقة الممثل سليم صبري، والتي استمرّت معه حوالي 60 عاما، أسّسا خلالها مشوارا مهنيا غنيا، وحياة شخصية أثمرت عائلة متماسكة، ظلّت بقربه حتى آخر يوم في عمرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدراما السوریة ثناء دبسی

إقرأ أيضاً:

عودة 70 عائلة إلى حمص من مخيم زوغرة ضمن مبادرة قافلة العز 2

حمص-سانا  

استقبلت إدارة نادي الوثبة الرياضي أمام مقرها اليوم 70 عائلة من عائلات حمص المهجرة المقيمة في مخيم زوغرة قرب جرابلس، وذلك ضمن مبادرة قافلة العز التي أطلقها النادي الأسبوع الفائت.

وكان في استقبال القافلة عدد من أهالي العائدين، وحشد من المواطنين، إلى جانب أبناء النادي، وسط أهازيج العراضة الحمصية.

وقال رئيس النادي نجيب الفرا في تصريح لمراسلة سانا: انطلاقاً من دور النادي الاجتماعي والإنساني، تم توفير عودة عدد من العائلات الحمصية الموجودة في مخيم زوغرة، إذ تم إطلاق قافلة العز الأولى الأسبوع الفائت وأمنت وصول 30 عائلة، واليوم استقبلنا الدفعة الثانية.

بدوره شكر منسق القافلة أسامة الجنيد إدارة نادي الوثبة على لفتتها الإنسانية، ومساعدتها للأهالي غير القادرين على تأمين أجور انتقالهم للعودة إلى مدينتهم التي هجروا منها قسراً إبان النظام البائد.

وأكد عبد الرحيم البقاعي، الذي أخرجه النظام البائد من حي الوعر قبل 7 سنوات أنه لا توجد كلمات تصف فرحته بعودته لمدينته التي كبر وعاش فيها، موجهاً الشكر لجميع من ساهم في هذا العمل.

ولفت الصيدلاني خالد أبو زيد إلى مشاعر الفرح والحنين لحظة وصوله، داعياً إلى استكمال نقل بقية العائلات المتبقية في المخيم، لكونها تعاني ظروفاً صعبةً.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • إبراهيم النجار يكتب: محادثات مسقط.. هل تكون بداية النهاية؟!
  • تقنيات المراقبة الرقمية في إيران.. تصعيد القمع ضد النساء بأصفهان تحت ستار الحجاب
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • عائلة ثرية في باريس تستعد لمنافسة سان جيرمان.. شغف قد يحوّل الحلم إلى حقيقة
  • دهوك.. عودة 400 عائلة إيزيدية من المخيمات إلى سنجار
  • في النهاية لا كيكل اعتذر لينا، زي ما بتتخيّلوا؛ ولا فارس النور اعتذر ليكم، زي ما بتتمنّوا
  • الاحتلال يقتحم نابلس ويهجر 4 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم
  • باريلا: الهزيمة أمام بولونيا مؤلمة.. وسنقاتل حتى النهاية في جميع الجبهات
  • عودة 70 عائلة إلى حمص من مخيم زوغرة ضمن مبادرة قافلة العز 2
  • أيمن يونس: الزمالك لم يخطئ في حق زيزو.. واللاعب اختار هذه النهاية