من ديانه بارتس وكريستال هو واشنطن/نيويورك – (رويترز) – قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن كبرى شركات الذكاء الاصطناعي ومن بينها أوبن إيه.آي وألفابت وميتا بلاتفورمز قطعت تعهدات طوعية للبيت الأبيض بتنفيذ تدابير مثل وضع علامة مائية على محتواها الذي ينتج باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي للإسهام في جعل هذه التقنية أكثر أمانا.

وتعهدت الشركات، ومنها أيضا أنثروبيك وإنفليكشن وأمازون دوت كوم ومايكروسوفت شريكة أوبن إيه.آي باختبار أنظمتها بصورة شاملة قبل إصدارها وبمشاركة المعلومات حول كيفية تقليل المخاطر والاستثمار في الأمن الرقمي. ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه انتصار لجهود إدارة بايدن في تنظيم تقنية الذكاء الاصطناعي التي تشهد انتعاشا سواء فيما يتعلق بالاستثمار فيها أو زيادة عدد مستخدميها. وقالت مايكروسوفت اليوم الجمعة “نرحب بقيادة الرئيس لجهود توحيد صف قطاع التقنيات من أجل العمل على خطوات مادية ستسهم في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر أمانا وأعظم فائدة للعامة”. وبدأ مشرعون حول العالم النظر في كيفية تخفيف أخطار التقنية الناشئة على الأمن القومي والاقتصاد بعد أن اكتسب الذكاء الاصطناعي شعبية ساحقة هذا العام نتيجة لقدرته على إنشاء محتوى جديد باستخدام البيانات مثل برنامج تشات جي.بي.تي. لكن الولايات المتحدة متأخرة عن الاتحاد الأوروبي في تناول وضع لوائح تنظيمية للذكاء الاصطناعي. ففي يونيو حزيران، وافق مشرعو الاتحاد الأوروبي على مسودة مجموعة من القواعد هذا الشهر تلزم أنظمة مثل (تشات جي.بي.تي) بالإفصاح عن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي والمساعدة في التفريق بين الصور الحقيقية وبين ما يُسمى بصور التزييف العميق وضمان وجود تدابير للحماية من المحتوى غير القانوني. ويدرس الكونجرس مشروع قانون سيلزم بالإفصاح فيما يتعلق بالإعلانات ذات المحتوى السياسي عما إذا كان الذكاء الاصطناعي قد استُخدم في إنشاء صور أو محتوى آخر. ويعمل بايدن أيضا على إصدار أمر تنفيذي وتشريع مؤيد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي يجتمع فيه بالبيت الأبيض اليوم الجمعة مع مسؤولين تنفيذيين من سبع شركات. وتعهدت الشركات السبع في هذا السياق بوضع نظام “مميز بعلامة مائية” لجميع أشكال المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي التي تتنوع من النصوص والصور إلى الملفات الصوتية ومقاطع الفيديو حتى يتسنى للمستخدمين معرفة المرات التي استُخدمت فيها التقنية. ولم تتضح بعد الكيفية التي ستظهر بها العلامة المائية عند تبادل المعلومات. وتعهدت الشركات كذلك بالتركيز على حماية خصوصية المستخدمين في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وعلى ضمان أن التقنية خالية من التحيز وأنها لا تُستخدم في التمييز ضد المجموعات الأكثر ضعفا. وتتضمن التعهدات الأخرى تطوير حلول ذكاء اصطناعي للمشكلات العلمية مثل الأبحاث في مجال الطب وتخفيف حدة تغير المناخ. (إعداد محمد أيسم للنشرة العربية – تحرير محمد علي فرج وسها جادو ومحمود رضا مراد)

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)

 

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

أصبح تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا في ساحة المنافسة الكونية بين الدول. ولم يأتِ هذا التطور التاريخي من العدم، ولم تندلع الصراعات الجيوسياسية، والمسارات المستقبلية المحتملة لسباق التسلح التكنولوجي هذا بين الدول الرائدة، ولا سيما الولايات المتحدة والصين، من الفراغ.

إضافة إلى ذلك، ونحن في سياق سبر معالم التطور التاريخي لمنظومة الذكاء الاصطناعي، لا بُد من التوقف عند العوامل التي مكنت الصين من تجاوز الدول الأوروبية في تقدم صناعة الذكاء الاصطناعي، واقتصادياته، والتحديات التي تحول دون التعاون الكبير بين قوى الذكاء الاصطناعي الكبرى. وأخيرًا، لا بُد من الإشارة إلى الاصطفاف والعواقب الدولية المحتملة لسباق الذكاء الاصطناعي المستمر.

بدايةً.. لا بُد من الاتفاق على تحول التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وبشكل متزايد، كتقنية استراتيجية ستشكل مستقبل الاقتصادات والأمن والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. إن التطور السريع لنظم وتقنيات الذكاء الاصطناعي ليس مسعىً علميًا وتكنولوجيا فحسب، بل هو أيضا عنصر حاسم في ديناميكيات القوة العالمية. ومن هنا، ينبغي التعامل مع سباق الذكاء الاصطناعي بين اللاعبين العالميين الرئيسيين، والعوامل التي تدفع منافستهم، وآثاره على المستقبل الدولي والإقليمي بشكل عام، وعلى مستوى كل دولة على حدة، بما فيها الصغيرة منها، على وجه خاص.

الخلفية التاريخية والمعالم الرئيسية

ولفهم آفاق تطور مراحل سباق الذكاء الاصطناعي، لا بُد من التوقف عند محطاته الرئيسية، وعلى وجه الخصوص المفصلية منها، على امتداد الحقب التاريخية التي عاشتها صناعة الذكاء الاصطناعي:

1950-1970: أبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة: في هذه الفترة، بدأت أبحاث الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث وضع الرواد الأوائل مثل آلان تورينج وجون مكارثي الأسس النظرية. وقادت الولايات المتحدة تمويل الذكاء الاصطناعي من خلال (وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (“DARPA”: Defence Advanced Research Projects Agency)؛ وهي وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. وهي مسؤولة عن تمويل وتطوير التقنيات الناشئة للتطبيقات العسكرية والأمنية الوطنية.  ومارست دورًا حاسمًا في التقنيات الرائدة مثل الإنترنت ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة. تأسست الوكالة في العام 1958 ردًا على إطلاق الاتحاد السوفيتي "سبوتنيك". وهو أول قمر اصطناعي ينطلق إلى الفضاء. أطلقه الاتحاد السوفيتي إلى مدار الأرض المنخفض في 4 أكتوبر 1957 في إطار برنامج الفضاء. 1980-1990: (الذكاء الاصطناعي الشتاء والإحياء): حدثت فترات انخفاض التمويل والاهتمام بسبب قوة الحوسبة المحدودة والتقدم البطيء. ومع ذلك، فإن مشروع "أنظمة الحاسوب من الجيل الخامس" في اليابان أعاد تنشيط الاهتمام بأبحاث الذكاء الاصطناعي. 2000- إلى الوقت الحاضر (التعلُّم العميق، ونظم الذكاء الاصطناعي الحديثة): أدى ظهور التعلم العميق، والبيانات الضخمة، والتقدم في القوة الحسابية، إلى تعزيز التقدم السريع الذكاء الاصطناعي. كما قادت الاختراقات في الشبكات العصبية ومعالجة اللغة الطبيعية والروبوتات إلى زيادة استثمارات الحكومة والقطاع الخاص في قطاعات الذكاء الاصطناعي المختلفة.

الصراع الجيوسياسي بين القوى العظمى في الذكاء الاصطناعي

برزت الولايات المتحدة والصين كلاعبين مهيمنين في تطوير الذكاء الاصطناعي، ويستفيد كل منهما من نقاط قوته:

الولايات المتحدة: موطن لمؤسسات أبحاث الذكاء الاصطناعي الرائدة وعمالقة التكنولوجيا من أمثال (Google وMicrosoft وOpenAI) ونظام بيئي صديق للابتكار. يعزز الدعم القوي لرأس المال الاستثماري وتاريخ من الريادة التكنولوجية مكانتها. الصين: استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تقودها الحكومة الصينية مع قدرات هائلة لجمع البيانات والتمويل المدعوم من الدولة والتكامل السريع مع الذكاء الاصطناعي. وتساهم شركات مثل Baidu وAlibaba وTencent في تقدم الذكاء الاصطناعي في الصين. الاتحاد الأوروبي: رغم بعض التقدُّم على طريق بناء منظومة الذكاء الاصطناعي الأوروبية، لكن بقيت الأبحاث محدودة، والنظم القائمة على مرتكزات الذكاء الاصطناعي لا تقارن بنظيراتها في الصين والولايات المتحدة؛ ما أدى لتخلُّف الاتحاد الأوروبي عن الركب في تسويق الذكاء الاصطناعي.

الصدارة الأمريكية

مقابل ذلك، وخلال الخمسين سنة التي تلت الحرب الكونية (العالمية) الثانية، تبوَّأت الولايات المتحدة صدارة العالم في أبحاث وتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لعدة عوامل رئيسية ساعدت على تعزيز ريادتها في هذا المجالي مكن رصدها في العوامل التالية:

متانة ورسوخ منظمات البحث والتطوير الأكاديمي تقوم في الولايات المتحدة أفضل الجامعات والمؤسسات البحثية في العالم، مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ستانفورد وجامعة هارفارد. وجميعها تمارس دورا محوريًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. دعم حكومي وأكاديمي كبير لمراكز الأبحاث مثل DARPA، التي تموّل مشاريع الذكاء الاصطناعي ذات التطبيقات العسكرية والمدنية. استثمارات ضخمة ورأس المال المغامر يتوفر في الولايات المتحدة نظام استثماري قوي يدعم الشركات الناشئة؛ حيث تستثمر كبرى شركات رأس المال المغامر (Venture Capital) في تقنيات الذكاء الاصطناعي.  شركات مثل OpenAI، Google (DeepMind)، Microsoft، Amazon، وMeta  تقود الابتكار في الذكاء الاصطناعي بميزانيات ضخمة. تفوُّق الشركات التكنولوجية الكبرى يُعد وادي السيليكون مركزًا عالميًا للابتكار، ويضم شركات تكنولوجية تمتلك بنية تحتية متقدمة في الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، مما يعزز تطوير الذكاء الاصطناعي. شركات التكنولوجيا الأمريكية تقود تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة مثل ChatGPT (OpenAI) وGemini (Google) وClaude (Anthropic).

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تحديث جديد من «فيسبوك».. حذف المحتوى الذي يزيد عمره عن «30 يوما» تلقائياً
  • كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟
  • هل الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه كلب أو صورة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)
  • تعزيز الابتكار في صناعة المحتوى للكفاءات السعودية.. 30 متدرباً في تقنيات الذكاء الاصطناعي بالإعلام
  • محمود حسن: مهرجان القاهرة الدولي للتمور يجمع كبرى الشركات والمنتجات المبتكرة
  • شركات صينية تحتفي بروبوت ديب سيك للذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات يجتمع بقادة كبرى الشركات العالمية لتعزيز الشراكة بمجالات التقنية والابتكار والفضاء
  • وزير الاتصالات يبحث تعزيز الشراكات التقنية والابتكارية مع كبرى الشركات العالمية
  • شركات وطنية تستعرض أنظمة رصد مدعومة بالذكاء الاصطناعي