مشروع رأس الحكمة.. فرصة أخيرة أمام اقتصاد مصر
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
بعد إعلان مصر لصفقة استثمارية ضخمة مع الإمارات، سرعان ما انخفض سعر الدولار الأميركي أمام العملة المحلية في السوق السوداء بواقع بضعة جنيهات، ما فتح التساؤلات بشأن قدرة مثل هذه المشاريع على معالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها القاهرة.
والجمعة، أعلنت الحكومة المصرية، توقيع "أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر" في البلاد، وذلك في إشارة إلى مشروع تنمية مدينة "رأس الحكمة" شمال غربي مصر على البحر المتوسط، في خطوة من شأنها أن تمنح خزينة الدولة نحو 35 مليار دولار في غضون شهرين وبإجمالي 150 مليار دولار، وفق البيانات الرسمية.
واعتبر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في تصريحات إعلامية نقلها صفحة رئاسة مجلس الوزراء على فيسبوك، الجمعة، أن المشروع "لا يمثل بيعا للأصول وإنما شراكة" مع الإمارات، ستساهم في حل مصر لأزمة "السيولة الدولارية، وبالتالي تحقيق الاستقرار النقدي، ومن ثم كبح جماح التضخم وخفض معدلاته".
وأوضح أن الصفقة "من شأنها أن تساعد أيضا في القضاء على وجود سعرين للعملة (الصعبة) في السوق المصرية، كما أنه في ظل حجم الاستثمارات المُمثل في ذلك المشروع الضخم سيتم خلق ملايين من فرص العمل؛ حيث تحتاج مصر إلى أكثر من مليون فرصة عمل جديدة سنويا؛ لذا تحتاج الدولة إلى تكرار مثل تلك المشروعات".
ولا يتجاوز سعر الجنيه المصري 31 جنيها أمام الدولار الأميركي في السوق الرسمي، فيما وصل قيمة العملة المحلية في السوق الموازية إلى 70 جنيها خلال المرحلة الماضية قبل أن تتراجع قليلا.
واعتبر محللون وخبراء اقتصاديون تحدث إليهم موقع "الحرة" أن الصفقة سوف تكون بمثابة خطوة أولى في الطريق نحو حل الأزمة في مصر وبداية لمشروعات مماثلة، لكنها لن تنهي المعاناة الاقتصادية التي دخلتها القاهرة منذ ما يقرب من عامين، حيث يجب أن يتبعها تغييرات في السياسات الحكومية.
عقب إلقاء كلمته بعد توقيع أكبر صفقة استثمار مباشر بين مصر والامارات: رئيس الوزراء يُعقب على مداخلات الإعلاميين حول...
Posted by رئاسة مجلس الوزراء المصري on Friday, February 23, 2024وتضاعفت ديون مصر الخارجية أكثر من 3 مرات خلال العقد الأخير لتصل إلى 164.7 مليار دولار، وفقا للأرقام الرسمية، بينها أكثر من 42 مليار دولار مستحقة هذا العام.
صفقة رائدةوأوضح مدبولي تفاصيل الاتفاق المالي مع شركة أبوظبي التنموية القابضة "ADQ"، وقال إنها تتضمن شقين "الأول مالي يتم سداده كمقدم، وجزء آخر عبارة عن حصة من أرباح المشروع طوال فترة تشغيله تخصص للدولة"، لافتا إلى أن الجزء المالي سيتضمن استثمارا أجنبيا مباشرا يدخل للدولة المصرية في غضون شهرين بإجمالي 35 مليار دولار".
وأوضح أن هذا المبلغ "سيقسم على دفعتين، الأولى خلال أسبوع بإجمالي 15 مليار دولار والثانية بعد شهرين من الدفعة الأولى بإجمالي 20 مليار دولار".
وعلقت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، مونيكا مالك، على الصفقة، بالقول لوكالة "بلومبرغ"، الجمعة، إنها "بهذا الحجم والإطار الزمني تعتبر رائدة حقا".
وفي حديث لوكالة رويترز، قال فيكتور زابو، مدير الاستثمار لدى "أبردن"، وهي شركة استثمار عالمية مقرها لندن، إن الإعلان عن الصفقة أظهر أن مصر "أكبر من أن تفشل"، مضيفا: "هذا تطور جيد وسيساعد في النمو بالتأكيد، لكن مصر ستشهد فوائد أكبر على المدى المتوسط".
من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي، عامر الشوبكي، في حدث لموقع "الحرة"، أن المشروع المعلن عنه بين مصر والإمارات يأتي بالتزامن مع دخول عملات أجنبية أخرى إلى مصر، حيث هناك قرض من صندوق النقد الدولي في مراحله الأخيرة، وربما يعقبه أموال من الداعمين سواء في الخليج أو جهات أخرى.
وأضاف الشوبكي: "كل ذلك سيشكل إضافة إلى احتياطي العملة الصعبة لدى مصر، ما سيدعم سعر صرف الدولار في السوق الموازية الذي لاحظنا تراجعا فيه بالفعل. الآن سيكون له تأثير محسوس لكن غير كبير على الاقتصاد المصري.. سيخلق التدفق نوعا من الطمأنة ويشير إلى أن البلاد على طريق بداية الحل لكن ليس نهاية للأزمة".
وبالفعل تراجع سعر الدولار في السوق الموازية (السوداء) لما دون 52 جنيها خلال الساعات الأخيرة، وفق وسائل إعلام محلية، بعدما شهد ارتفاعا خلال الفترة الأخيرة حيث وصل إلى حدود السبعين جنيها.
من جانبها، أشارت عالية المهدي، التي سبق أن شغلت منصب عميدة كلية عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن "وصول تدفقات من العملات الأجنبية، سيقود تدريجيا إلى انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء، ومع استمرار هذه التدفقات ربما يختفي السوق".
في حديث لموقع "الحرة"، تابعت المهدي بالقول: "ربما يظهر تأثير الصفقة خلال 6 أشهر إلى أن يكون البنك المركزي والقطاع المصرفي لديهم القدرة على توفير العملة لكل العملاء من مستثمرين ومسافرين إلى الخارج. بجانب تحريك سعر الصرف ليكون أكثر واقعية ما سيقضي على السوق السوداء".
متى يشعر المواطن؟يذكر أنه منذ أن وصول الرئيس، عبد الفتاح السيسي، إلى السلطة، قدمت دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات إلى مصر، لكن بحسب رويترز، توقفت حزم المساعدات إلى حد كبير خلال العامين الماضيين، واختارت دول الخليج ربط الدعم بإصلاحات السوق الحرة والحصول على استثمارات مربحة في بعض من أكبر الأصول قيمة في مصر.
وبعد صفقة "رأس الحكمة"، قالت المهدي إن المواطن العادي في البلاد "سيستغرقه فترة قد تصل إلى 6 أشهر أو عام حتى ينعكس الأمر على الأسعار"، مشيرة إلى أن "هناك تجار بالفعل استوردوا مدخلات إنتاج أو منتجات بأسعار مرتفعة للدولار، وسيبيعون بضائعهم بسعر مناسب لهم".
وارتفع التضخم إلى مستويات قياسية في الصيف الماضي، كما أن عبء الديون آخذ في الارتفاع، فيما يتفاقم نقص العملات الأجنبية بسبب فقدان الإيرادات من قناة السويس في أعقاب هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر، والتي انخفضت بنسبة تراوح بين 40 و50 بالمئة، بحسب تصريحات للرئيس المصري.
ودفع نقص العملة الصعبة في البلاد بنك "جي بي مورغان" في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى استبعاد مصر من بعض مؤشراته.
كما خفضت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني النظرة المستقبلية لمصر من "مستقرة" إلى "سلبية"، مشيرة إلى مخاوف بشأن التمويل الخارجي والفارق بين سعر الصرف الرسمي وفي السوق الموازية.
فرصة أخيرة؟وأشاد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، بصفقة "رأس الحكمة"، لكنه قال أيضا عبر حسابه بمنصة "إكس": "آمل أن تعي القيادة المصرية أن هذه فرصة أخيرة لتغيير المسار الحالي وكافة الخطط السابقة ومراجعة النفس في كل الأمور".
يذكر أن تحويلات المصريين بالخارج التي تشكّل المصدر الأول للنقد الأجنبي في البلاد، انخفضت بدورها خلال الربع الأول من العام المالي 2023-2024 بنسبة ناهزت 30 بالمئة مقارنة بالمدة نفسها من العام المالي السابق.
شكرا دولة الامارات … اولاد الشيخ زايد رحمه الله عليه ..محبى مصر …????❤️… دعم غير طبيعى و كرم غير مسبوق … املى ان تعى القيادة المصرية ان هذه فرصة آخيرة لتغيير المسار الحالى .. و كافة الخطط السابقة و مراجعة النفس في كل الامور .. و ان تستمع الي شعبها و تفتح ابواب الحرية المغلقة …
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) February 23, 2024ووقعت مصر اتفاقا مع صندوق النقد الدولي في نهاية العام 2022 للحصول على قرض قيمته 3 مليارات دولار، ولكنها لم تحصل إلا على الشريحة الأولى منه وقدرها 347 مليون دولار.
وتأجل صرف الشرائح التالية عدة مرات بسبب خلافات بين مصر والصندوق حول برنامج الإصلاح الهيكلي ومطالبة الصندوق خصوصا بسعر صرف مرن وبخفض حصة الدولة والجيش في الاقتصاد.
وأخيرا، أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيتم التوصل خلال أسابيع قليلة إلى اتفاق مع مصر بشأن المراجعتين الأولى والثانية لاتفاقية القرض واللتين تم تأجيلهما عدة مرات العام الماضي.
وتحتاج مصر إلى سيولة دولارية لتتمكن من رفع قيمة عملتها الوطنية، وهو شرط رئيسي لصندوق النقد الدولي، وللقضاء على السوق السوداء التي نشأت بسبب شح الدولار وعجز المصارف عن توفيره للمستوردين والأفراد.
ورأت المهدي أنه بغض النظر عن مشروع "رأس الحكمة" وسواء كان موجودا أم لا، فيجب "على الدولة إعادة النظر في السياسات، وخصوصا أن الصفقة في النهاية ليست بالرقم الرهيب نظرا إلى قيمة الأرض التي تبلغ قيمتها أكبر بكثير لأنها أفضل موقع على البحر المتوسط، وبالتالي هذه أرقام متواضعة".
وتابعت: "هذه فرصة للدولة لتغيير سياسات سعر الصرف والسياسة التجارية وكل ما يخص بيئة الاستثمار. يجب أن تدرك أنها بحاجة إلى تغيير سياستها".
بدوره، أكد الشوبكي أيضا أن حاجة مصر تفوق تلك الأرقام المرتبطة بالصفقة، وهناك حاجة إلى "تخارج حكومي بشكل أكبر من الاقتصاد لتزيد من حجم التدفقات النقدية من العملة الصعبة لموازنة حجم الطلب. في المحصلة لا تزال السوق المصرية تعاني من شح العملة الصعبة ومن المشكلة الرئيسية لاقتصادها وهو وجود أكثر من سعر للدولار".
مقدمة لصفقات أخرى؟تقع منطقة "رأس الحكمة" على بعد نحو 200 كيلومتر غربي الإسكندرية في منطقة منتجعات سياحية راقية وشواطئ تشتهر بالرمال البيضاء يقصدها الأثرياء المصريون خلال أشهر الصيف، وفق رويترز.
وقالت شركة أبوظبي القابضة إنها ستعمل على بناء "مدينة الجيل القادم" على مساحة 170 كيلومترا مربعا، أي نحو خمس مساحة مدينة أبوظبي، سيبدأ في أوائل عام 2025.
وسوف تضم المدينة مناطق استثمارية وصناعات خفيفة وتكنولوجية ومتنزهات ترفيهية ومرسى ومطارا، بالإضافة إلى مشاريع سياحية وسكنية. وستحتفظ الحكومة المصرية بحصة قدرها 35 بالمئة في المشروع.
وقال رئيس الوزراء المصري خلال مؤتمر توقيع الصفقة، إن المشروع سيدر 150 مليار دولار.
وكتب رجل الأعمال الإماراتي، خلف الحبتور، السبت، إنه قرر الاستثمار في أحد فنادق مدينة العلمين بالساحل الشمالي والقريبة من منطقة "رأس الحكمة"، وذلك بعد فشل مفاوضات سابقة.
إن إعلان المبادرة الاستثمارية التاريخية بين دولة #الإمارات وجمهورية #مصر شكل حافزاً كبيراً لدى عدد كبير من رجال الأعمال للإستثمار في أرض الكنانة مصر.
وتشجيع رجال الأعمال للإستثمار يبدأ بوضع أسس منطقية وواقعية لأية عملية تهدف لإنجاحها وليس العكس.
وهنا أجدد رغبتي بالاستثمار في فندق…
من جانبه، أوضح الشوبكي أن هذا المشروع "خطوة أولى، وأعتقد أنه ليس خيارا، بل ضرورة لإتمام برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي (التخارج من الاقتصاد وفتح مجال للقطاع الخاص). وأيضا للذهاب أكثر في اقتصادها نحو الاستقلالية والمكاشفة بإتمام تعويم كامل للعملة المحلية".
وفي سياق متصل، يعتقد المحلل الاقتصادي المصري، عبدالنبي عبدالمطلب، في حديثه لقناة "الحرة"، أن "المشروع سيسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، لكنه حل مؤقت"، على حد تعبيره.
وقال: "المشكلة تحتاج إلى الإنتاج والانتقال من الاقتصاد الريعي إلى العيني أي الاهتمام بالزراعة والصناعة واستعادة الثقة في الاقتصاد لتشجيع تحويلات المصريين بالخارج".
ومضى قائلا: "أعتقد أن هذه الصفقة هي مقدمة لصفقات أخرى مع السعودية وربما مع الكويت وقطر وكيانات أخرى عالمية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی فی السوق الموازیة الوزراء المصری العملة الصعبة السوق السوداء رئیس الوزراء ملیار دولار مع الإمارات رأس الحکمة فی البلاد دولار فی أکثر من إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
«ستاندرد تشارترد فينشرز»: 6% نمو اقتصاد الإمارات في 2025
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
ينمو اقتصاد الإمارات بنسبة تراوح بين 5 و%6 خلال العام 2025، فيما يأتي جزء كبير من هذا النمو من القطاع غير النفطي، بحسب توقعات محمد فيروز، رئيس عمليات الشرق الأوسط في شركة «إس سي فينشرز»، التابعة لبنك «ستاندرد تشارترد».
وقال فيروز لـ «الاتحاد» إن الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات تساهم بنسبة تصل إلى %63.5 من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ويرجح أن يشهد قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات نمواً ملحوظاً خلال الأعوام الثلاثة القادمة، بما يتماشى مع النمو الاقتصادي العام، وسيعزز ذلك السياسات الحكومية الداعمة، والتمويل، والتحول الرقمي العالمي، ما سيؤدي إلى تسريع وتيرة النمو بشكل ملحوظ.
وأشار فيروز، إلى أن التقارير تبين أن 91% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات تظهر تفاؤلاً ملحوظاً بمستقبل أعمالهم، بينما يسعى 70% منهم إلى تأمين تسهيلات ائتمانية لتوسيع نطاق عملياتهم، كاشفاً أنه انطلاقاً من خبرة «إس سي فنتشرز» في تأسيس وتنمية مشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة، تعتزم إطلاق مشروع متخصص في هذا القطاع خلال النصف الثاني من العام الجاري، يهدف إلى إنشاء منصة عالمية متكاملة تربط هذه الشركات بشركاء منظومة أعمالهم، وتسهل عمليات التجارة والإمداد والتمويل ضمن شبكة عالمية مترابطة.
وشدد فيروز، على وجود فرصاً واعدة لنمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث يُقدر حجم الاحتياجات التمويلية التي لم تتم تلبيتها بعد، في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها بأكثر من 250 مليار دولار، ويترافق ذلك مع انخفاض مستوى الوصول الرقمي لتلك الشركات.
وأضاف أنه في هذا الإطار، بدأنا بالفعل في بناء شراكات استراتيجية لإطلاق إمكانات الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال معالجة التحديات الرئيسية التي تواجهها، وتمكينها من تحقيق النمو، معلناً أن الشركة تعتزم الاستفادة من قدرتها المتكاملة على معالجة تحديات تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية الرقمية، وتأسيس مشاريع ناجحة للشركات الصغيرة والمتوسطة في كل من الهند وجنوب شرق آسيا والقارة الأفريقية، للتعاون مع عدد من الشركاء في المنطقة لنقل الخبرات.
جهود الإمارات
وحول جهود دولة الإمارات لدعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، أفاد فيروز، بأن حكومة دولة الإمارات وفرت بيئة داعمة ومحفزة للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تأسيس مجموعة من الأطر الاستراتيجية، فعلى سبيل المثال، تُعدّ استراتيجية الـ300 مليار الصناعية لدولة الإمارات نموذجاً بارزاً، والتي سيساهم من خلالها بنك الإمارات للتنمية في تقديم التمويل لـ13500 شركة صغيرة ومتوسطة. وقال إنه بالإضافة إلى ذلك، يواصل صندوق خليفة، المؤسسة غير الربحية التابعة لحكومة أبوظبي، تقديم دعمه للشركات الصغيرة والمتوسطة منذ عام 2007، وقد شهد هذا الدعم نمواً ملحوظاً من رأسمال أولي قدره 300 مليون درهم إلى ملياري درهم، وهو حالياً يغطي هذه الشركات في جميع أنحاء الإمارات. وأضاف أنه في مجالي التكنولوجيا المالية وريادة الأعمال، نتعاون في «إس سي فنتشرز» بشكل فعّال مع وزارة الاقتصاد لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز نموها، وفي هذا الاتجاه؛ وقعت شركة أبرو أونبوردينغ سوليوشنز، إحدى الشركات التابعة لمحفظتنا الاستثمارية، مذكرة تفاهم مع وزارة الاقتصاد بهدف تمكين التسجيل الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وذكر أنه إضافة إلى ذلك هناك العديد من المبادرات الرئيسية التي تتضمن مشروعاً ناشئاً تقوده الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، والذي يهدف إلى تطوير منصة وسوق للتكنولوجيا المالية مصممة خصيصاً لتسهيل التجارة عبر الحدود لهذه الشركات، وتوفير التمويل، وربطها بالفرص العالمية، معتبراً أن هذه الجهود تؤكد التزام دولة الإمارات الدائم بتعزيز دور الشركات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والابتكار.
أفضل وجهة
قال محمد فيروز، رئيس عمليات الشرق الأوسط في شركة «إس سي فينشرز»، إن الإمارات تصدرت المركز الأول عالمياً في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2023-2024، لتسجل بذلك هذا الإنجاز للعام الثالث على التوالي الذي يكتسب أهمية بالغة، إذ سجلت الدولة معدلاً قياسياً بلغ 7.7، وهو الأعلى في تاريخ التقرير.
وتابع: «وفي ضوء ذلك، صُنفت الإمارات كأفضل وجهة عالمية لبدء وإدارة المشاريع التجارية الجديدة، متفوقةً بذلك على العديد من الاقتصادات المتقدمة، إقليمياً ودولياً، منوهاً بأنه ضمن مبادرة «100 شركة من المستقبل» التي أطلقتها وزارة الاقتصاد، فقد تم اختيار «أبرو»، الشركة المتخصصة في حلول التسجيل الرقمي التابعة للشركة، كواحدة من الشركات الناشئة ذات الرؤية المستقبلية التي تساهم في تشكيل مستقبل القطاع في الإمارات.