بنات ألفة.. قصة حقيقية لانضمام فتيات تونسيات لداعش وصلت للأوسكار
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
ألفة الحمروني لا تعرف الكثير عن حفيدتها، لعبتها أو طعامها المفضل، وتقول إنها لا تريد المزيد من وجع القلب عن فاطمة البالغة من العمر 8 سنوات والتي قضت طفولتها في مخيم للجماعات المتطرفة في ليبيا.
قضت الطفلة طوال حياتها مع والدتها وعمتها، أكبر بنات حمروني، بعدما غادرتا المنزل في تونس في سن المراهقة وانضمتا إلى الجماعات المتطرفة في ليبيا.
القصة الواقعية لحمروني وبناتها هي محور "أربع بنات"، وهو فيلم مرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم روائي وثائقي. ويعالج فيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية تطرف فتاتين في سن المراهقة، وينقل صور حميمة لحياة عائلية فوضوية، وتأملات في صدام الأجيال: الأمومة والمراهقة.
وخارج الكاميرا، هي أكثر من مجرد حكاية عائلة واحدة، تتغير الأسماء، تختلف التفاصيل، لكن الكابوس مألوف للآخرين في تونس، حيث غادر كثيرون في وقت ما للانضمام إلى الجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في مناطق الصراع في الخارج.
واليوم، تعد عائلات مثل حمروني تذكيرا حيا لهذا الإرث المعقد، والقضايا التي لم يتم حلها والأسئلة الصعبة تستمر بعد سنوات.
وقالت الممثلة هند صبري، التي تظهر في بعض مشاهد الفيلم: "إنه جرح مفتوح في بلدي". "طالما أننا لا نتحدث عنه فلن نعالجه".
وتأمل حمروني أن يدعم الفيلم مطالبها بإعادة ابنتيها من ليبيا، حيث حُكم عليهما بالسجن، للمحاكمة في بلدهما تونس.
تردد المخرجة بن هنية نفس المطالب، وتقول"نحاول جاهدين دفع الحكومة التونسية للقيام بذلك"، وتضيف "الدولة مسؤولة عن مواطنيها."، قامت بن هنية بتوظيف ممثلتين محترفتين لأداء دور الابنتين المفقودتين.
وفي الفيلم تعيد بن هنية بناء ماضي الأسرة بحثا عن أدلة على تطرفهم، يقدم الفيلم نظريات ولكن لا توجد دوافع ملموسة، تقول المخرجة إن دورها كمخرجة سينمائية هو فهم وتحليل الأحداث وليس لعب دور القاضي.
في الفيلم، تظهر نشأة البنات في منزل صاخب، وأب غائب في أغلب الأوقات ويشرب كثيرا، فيما الأم مشغولة و قاسية وتعمل على الحفاظ على "نقاء بناتها الجنسي" للزواج، فتراقب وتعاقبهن عن أشياء مثل حلاقة ساق أو يوميات حول قبلة أولى.
بعد ذلك، جلبت التغييرات التي اجتاحت تونس بعد حركة الربيع العربي المؤيد للديمقراطية أكثر من عقد من الزمان تحولات أخرى بما فيها المتطرفون المتجولون من أجل الوعظ، وسرعان ما وصل هذا الوعظ إلى منزل حي العائلة وطال غفران ورحمة.
تعمق التطرف، وباتت رحمة تعاقب البنات الأصغر على عدم أو تأخير الصلاة، وتتخيل نفسها ترجم امرأة لممارستها الجنس خارج إطار الزواج.
عندما غادرت غفران قبل عقد من الزمن، حاولت الأم ألفا الحمروني منع البنت رحمة من المغادرة أيضا وسعت إلى الشرطة التي تتهمها بأنها لم تقم إلا بالقليل.
انهارت الأسرة. حزنت الأم على المغادرات إلى ليبيا، وقلقت على بناتها الأصغر سنا.
تم وضع الفتيات الأصغر سنا في منشأة حكومية لمساعدتهن على بناء حياتهن، لكن في الخارج، تقول العائلة، كانت الحياة صعبة، وقد تجنبهم الجيران والأقارب.
قال محمد إقبال بن ريب من جمعية إنقاذ التونسيين المحاصرين في الخارج إن بعض الذين وجدوا أنفسهم في مواقف مماثلة تبرأوا من أفراد الأسرة الذين غادروا، وأحيانًا لحماية أولئك الذين بقوا من التداعيات. ويقاتل الآخرون من أجل إعادة الأحباء. لا يعرف البعض ما إذا كان أقاربهم قد ماتوا أم لايزالوا أحياء.
وقال إن منظمته لا تدافع عن التونسيين الملطخة بالدماء، لكنها تدعو إلى إعادة تأهيل الآخرين، وخاصة لإنقاذ الأطفال وإعادة دمجهم من مناطق الصراع أو المولودين هناك.
يشعر هو والناشطون الآخرون بالقلق بشكل خاص لحقوق الأطفال ومستقبلهم، "هناك تقاعس" قد يكون محفوفا بالمخاطر.
دعا رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير السلطات التونسية إلى إيجاد حلول، وخاصة إحضار الأطفال من الخارج، مقرا أن الإعادة إلى الوطن غالباً ما تصطدم بعدد لا يحصى من التحديات الدبلوماسية أو السياسية أو المالية أو القانونية أو اللوجستية.
ومع ذلك، عادت بعض النساء التونسيات من ليبيا بقرارات من المحاكم الليبية، كما أعيد عدد من الأطفال.
أما الحمروني التي عاشت بدورها طفولة صعبة، فتقول إنها تدرك الآن أين أخطأت كأم، لكن أخطاءها لا تبرر قرارات بناتها. وتتساءل عن مصير حفيدتها فاطمة: كيف ستتعلم فاطمة الأخلاق؟ من سيعلمها عن بلدها؟.
وتقول الأم التي تزوجت مرة أخرى أنها إن أتيحت لها فرصة تربية فاطمة، فلن تضربها "سأعلمها الصواب من الخطأ ولكن أدعها تتخذ خياراتها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بن هنیة
إقرأ أيضاً:
9 أفلام بين الوثائقي والقصير والطويل .. تفاصيل مشاركة مصر بمهرجان القاهرة
دائمًا ما يترقب حضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كل عام الاعلان عن الأفلام المصرية المشاركة فى المهرجان ، خاصة وان البحث عم فيلم مصري ليشارك فى المسابقة الرسمية امر ليس سهلاً ، ولكن هذا العام نجحت إدارة المهرجان فى الحصول علي عدد من الأعمال المصرية و لتشارك فى المسابقات المختلفة .
وفى السطور التالية نرصد تلك الأفلام : المسابقة الدولية :وقع الاختيار على الفيلم الروائي الطويل دخل الربيع يضحك للمخرجة نهى عادل ، ليمثل مصر فى المسابقة الرسمية ، وتبدأ الاحداث خلال فصل الربيع المعروف بطبيعته القاسية، تدور أربع حكايات ما بين الأسرار والغضب والأحزان والدموع المخفية وسط الضحكات الظاهرة. ولكن، مع بداية ذبول الأزهار الزاهية، يأتي خريف غير متوقع ليختتم القصص.
دخل الربيع يضحكمسابقة آفاق السينما :نجحت مسابقة آفاق عربية هذا العام في الحصول على فيلمين مصريين للعرض في تلك المسابقة ، والتنافس على جوائزها .
أول تلك الاعمال هو الفيلم الروائي الطويل تصدق مين ؟ ، للمخرجة زينة عبدالباقي فى أولي تجاربها الاخراجية ، والعمل حول نادين التى تتخلص من حالة الفراغ التي تعيشها، فى التعرف على شاب محتال يُدعى باسم، الذي يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام الذي تفتقده. تشارك نادين باسم في عمليات نصب يتورطان من خلالها في العديد من المشاكل، مما يضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.
تصدق مينأما ثاني الاعمال هو الفيلم الوثائقي “ وين صرنا! ” ، وهو إنتاج مصري ، ويعد التجربة الإخراجية الأولي للممثلة درة زروق، وتدور احداثه حول نادين، امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات. في مصر ، تنتظر زوجها الذي لن يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.
وين صرنا! بعد إعلان تكريمه بالقاهرة السينمائي.. 7 معلومات رقمية عن يسري نصر الله بعد تكريمه بمهرجان القاهرة.. مشوار أحمد عز من "كلام الليل" للتربع على قمة شباك التذاكر فلسطين حاضرة بقوة في القاهرة السينمائي .. فيلم الافتتاح |تفاصيل مسابقة الأفلام القصيرة :أما فى مسابقة الأفلام القصيرة ، فهناك عدد من الافلام المصرية تتنافس على تلك المسابقة ، أولها فيلم أبو جودي للمخرج عادل أحمد يحيى ، وتدور أحداثها حول جودي، فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، اعتادت الذهاب مع والدها إلى العمل. في أحد الأيام يحدث موقف غير عادي سيشكل تحديًا كبيرًا في علاقتهما!
فيلم أبو جوديكما يشارك فيلم نهار عابر للمخرجة رشا شاهين ، والعمل تدور أحداثه حين تتغير حياة إمرأة بسبب الحرب، وتضطر لممارسة البغاء مع رجل يبحث عن المتعة. يتحول لقائهما القصير إلى لمحة من حياتها السابقة.
نهار عابربالإضافة الي فيلم ماء يكفي للغرق ، للمخرج جوزيف عادل ، وتدور أحداثه في ضريح مقدس مخصص للنساء، يجد البطريرك نفسه عالقًا في شبكة من الهوس والشك، حينما تخالف فتاة تزور الضريح لأول مرة القواعد الصارمة له. بينما يتصارع مع شياطينه الداخلية.
ماء يكفي للغرقبالإضافة الي فيلم مانجو من إخراج راندا علي ، العمل تدور أحداثه خلال صيف أغسطس الحار في القاهرة، تكافح نادية حزن ابتعادها عن والدها وشجرة المانجو الخاصة به.
مانجوكما يعرض الفيلم الوثائقي الأم والدب ، للمخرجة ياسمينا الكمالي ، من خلال العلاقة المعقدة بين الأم ووالدتها، تتعمق الأم وابنتها في تاريخ عائلتهما وتعقيدات علاقتهما كأم وابنتها.
الأم والدب
كما يعرض فيلم عقبالك يا قلبي للمخرجة شيرين دياب ، حيث تدور الأحداث حول عامل توصيل طلبات يؤدي عمله المعتاد، وبينما يقوم بتوصيل أحد الشحنات، تخرج الأمور فجأة عن السيطرة.