يمانيون../

عدّ الكاتب والصحفي اللبناني عبدالحسين شبيب أن المواجهة البحرية اليمنية – الأمريكية وضعت الانتشار الأمريكي في الشرق الأوسط أمام اختبار قوة يرجح أنه سينتهي إلى نتائج كارثية بالنسبة لواشنطن.

وأشار شبيب في مقال بعنوان (اليوم التالي في الشرق الأوسط: نهاية الاستفراد الأمريكي) إلى أن فعالية الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة تعد ثاني مرتكزات القوّة التي تتكئ عليها واشنطن في فرض نفوذها وهيمنتها وتحكمها بالعديد من الأنظمة الشرق أوسطية، يتوزع على ثلاثية القواعد وحاملات الطائرات والصواريخ بعيدة المدى.

ورأى أن “المواجهة البحرية اليمنية – الأمريكية وضعت هذا الانتشار أمام اختبار قوة جديد يرجح أنه سينتهي إلى نتائج كارثية، فقد تمنعت عدة دول عن الموافقة على استخدام واشنطن لهذه القواعد في ضرب اليمنيين خوفًا من ردة فعلهم ضدّ الدول التي تتمركز فيها هذه القواعد.

ولفت إلى أن النكسة الثانية تمثلت بانكشاف القوّة البحرية الأمريكية ومعها البريطانية – وبضعة دول أخرى – أمام الأسلحة اليمنية؛ تبين أن تقليص فعالية هذه البوارج والمدمرات المتطورة ليس بالأمر الصعب.

وقال شبيب: عندما تسقط هيبة هذا السلاح أمام دولة لم تخرج من الحرب بعد ولديها مخزون محدود من الصواريخ والمسيّرات والزوارق والغواصات المسيّرة – التي دخلت الخدمة حديثًا – بما لا يقارن بمحتويات تلك الحاملات والمدمرات، فإن ذلك يطرح علامات استفهام قوية حول مستقبل النفوذ الأمريكي، بعدما فشلت في تحقيق أهدافها بتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ العدو.

وأضاف: باتت واشنطن أيضًا عاجزة عن حماية سفنها البحرية المدنية والعسكرية، مردفا باختصار بعد هذه المواجهة غير المتكافئة مع اليمن، كيف ستعيد الولايات المتحدة ترميم سمعتها وسطوتها ومن ستخيف الآن؟

واعتبر الصحفي شبيب أن “تمنُّع عدد كبير من دول المنطقة والعالم عن الانضمام إلى “تحالف الازدهار” أظهر عجز واشنطن في فرض قرارتها على الدول التي عادة لا ترد طلبًا لها، مؤكدا أن لتلك العواصم مبرراتها التي لا يمكن للأمريكيين تجاوزها.

وركز على أن “الأخطر من ذلك هو أن تلك الدول التي تدين باستقرارها إلى الحماية الأمريكية لن تبقى قادرة على الرهان على تلك الحماية بعد فشل واشنطن في توفير الحماية ليس فقط لـ”إسرائيل” بل حتّى لقواعدها العسكرية التي تعرضت للقصف في العراق وسورية ولأسطولها البحري الذي بات عمليًا في حالة دفاعية ومكشوفًا أمام الضربات اليمنية” وفقا للكاتب.

وتابع “بالتالي ستجد واشنطن صعوبة بعد هذه المواجهة في بيع سلعة “الحماية” لتلك الأنظمة الهشة”، مؤكدا أن القوّة العسكرية الأمريكية فقدت نسبة معتبرة من قدرتها على الاستثمار في هذا المجال الذي يعتبر منذ عقود أحد مرتكزات الهيمنة الأمريكية الخارجية.

إلى ذلك، شدد الصحفي شبيب على أن “خروج محور المقاومة إلى الحيز العملي التنسيقي في المنطقة دعمًا لغزّة شكل إسقاطًا مباشرًا لكل التهديدات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة التي توعدت من يساند المقاومة الفلسطينية.

وقال: لم يكترث حزب الله ولا المقاومة الإسلامية في العراق ولا الدولة اليمنية لكل الترهيب الأمريكي وتم تنفيذ الإسناد بالطرق التي تم تحديدها.

وأضاف “هذا الخروج العملي للمحور ستكون له نتائج عملية لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهلها بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن ليّ ذراع قوى نظامية وغير نظامية رغم عدم تكافؤ القوى والفرص.

ورأى أن “الأمور مرجحة لمزيد من توجيه الإهانات المعتبرة للقوة الأمريكية العظمى، ولن يعود الأمن الإقليمي احتكارًا لها ولمن يوازيها في التصنيف العالمي.

وأكد أن أطراف هذه المنطقة باتوا شركاء حكميين في أمن المنطقة ولا يمكن تجاهلهم أو فرض شروط عليهم، حتّى لعنة التصنيف “الإرهابي” سترتد على واشنطن، مضيفا هي صنفت أنصار الله منظمة “إرهابية| وردت السلطات اليمنية في صنعاء بالمعاملة بالمثل.

وخلص بقوله “غدًا عندما تنتهي الحرب على غزّة إذا لم تتراجع واشنطن عن هذا التصنيف ما الذي يحول بين صنعاء وبين منعها مرور أي سفن أمريكية وبريطانية في البحرين الأحمر والعربي قبالة السواحل اليمنية ما لم تتراجع عن هذا التصنيف؟ التجربة الحالية تقول لا شيء يمنع اليمنيين من القيام بذلك.”

هذه بعض ملامح اليوم التالي في الشرق الأوسط الجديد الذي تحاول الولايات المتحدة ان تتقصى ملامحه وهي تلاحظ تراجع قدرتها وهيبتها وسمعتها، وتقترب من الاذعان لحقيقة نهاية تفرّدها بالشرق الأوسط. الوقت المتبقي للإقرار بهذه الحقيقة لا يعد شيئًا مهمًا في تاريخ التحولات النوعية للشعوب والدول. نهاية الشياطين وانتصار المظلومين سنّة الهية لا مفر منها.

# المعركة البحرية#البحر العربي#العدوان الصهيوني على غزةً#اليمن#طوفان الأقصى‎#فلسطين المحتلةً#كيان العدو الصهيونيأمريكا

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشرق الأوسط ة البحریة

إقرأ أيضاً:

تحليل أمريكي: شارات "نادي صيد الحوثيين" على كتف ضباط البحرية الأمريكية تحمل طابع الحرب العسكرية العنصرية (ترجمة خاصة)

سلط تحليل أمريكي الضوء على الحرب الخفية التي تشنها الولايات المتحدة على جماعة الحوثي في اليمن والذي قال إنها "منزوعة الإنسانية وتحمل طابع عسكري عنصري".

 

وقال موقع "ذا انترسيبت" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، نشر موقع خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية ــ مستودع الصور الرسمي للبنتاغون ــ صورة تسلط الضوء على شارة كتف الملازم كايل فيستا، وهو طيار يعمل في سرب المروحيات البحرية رقم 74 التابع للبحرية، وتشير الشارة إلى الإنجازات والعملياتية للسرب ورصيده.

 

وتتميز رقعة فيستا بخطوط متقاطعة فوق صور تشبه أفراد فرقة توسكين رايدرز، "شعب الرمال" الخيالي الذي هاجم لوك سكاي ووكر في فيلم "حرب النجوم" لعام 1977. وكتب على الرقعة: "نادي صيد الحوثيين. البحر الأحمر 2023-2024".

 

ووفقا لتعليق الصورة، احتفلت الشارة بنشره على متن حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي أيزنهاور في البحر الأحمر. منذ يناير/كانون الثاني، وجهت السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر ضربات متكررة للحوثيين، وهي حركة قومية تسيطر على جزء كبير من اليمن وتهاجم السفن - بما في ذلك السفن الحربية الأميركية - هناك وفي خليج عدن ردا على الحرب الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة على غزة.

 

وقال الموقع الأمريكي "بينما يتهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الجيش الأمريكي بأنه "مستيقظ" للغاية، فإن رقعة معنويات عُرضت على موقع وزارة الدفاع تشير إلى أن بعض القوات متعصبة أكثر من أي وقت مضى. وبينما قام الجيش بإخفاء أدلة الرقعة، وإزالة صورها وسط احتجاجات صحفية، لم ينكرها البنتاغون".

 

وبحسب التحليل فإن أفراد الجيش الأميركي يرتدون كل أنواع الشارات ــ الرسمية وغير الرسمية ــ على زيهم العسكري. وبعض الشارات المعنوية المزعومة متجذرة في علم الشعارات والتاريخ؛ والبعض الآخر يشير إلى الثقافة الشعبية أو الفكاهة السوداء.

 

ونقل "ذا انترسيبت" عن جانيت ماكنتوش، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة برانديز وخبيرة في التاريخ الطويل للجيش الأميركي في نزع الصفة الإنسانية عن أعدائه قولها "إن هذه الشارات تقلل من مكانة الحوثيين إلى مرتبة كائن آخر غير بشري تماما. وبالتالي يتم منح العدو وضعا شبه عنصري ودون بشري، مما يجعل من السهل قتله".

 

وتضيف: "كما أنها تضع كل الحوثيين في نفس الفئة، وهو ما يجعل من السهل أيضا قتل غير المقاتلين أو المدنيين".

وسأل موقع The Intercept مكتب وزير الدفاع عما إذا كان أوستن يوافق على توصيف رقعة المعنويات للحوثيين لكنه لم يتلق ردًا قبل النشر. "تدل الرقعة على الإنجازات العملياتية للسرب وتراثه"، وفقًا لتعليق الصورة الرسمية للبحرية التي التقطها أوستن ماكلاين.

 

وقال "بعد أن لفت العديد من الصحفيين - بمن فيهم مراسل إنترسبت السابق كين كليبنشتاين - الانتباه إلى صورة "نادي صيد الحوثي"، تمت إزالة تلك الصورة وصورة أخرى لفيستا وهي ترتدي الرقعة من موقع وزارة الدفاع على الإنترنت".

 

وقالت القائدة داون إم ستانكوس، ضابطة الشؤون العامة في سلاح الجو البحري الأطلسي، لموقع إنترسبت: "بعد مزيد من المراجعة، تم تحديد أن الرقعة غير مناسبة بطبيعتها ولا تتوافق مع اللوائح الموحدة". مشيرا إلى فشلها هي والمتحدثون الآخرون باسم البحرية في الرد على أسئلة أكثر جوهرية حول القرار.

 

وطبقا للتحليل فإن نزع الصفة الإنسانية عن الإنسان يشكل وسيلة للقتل. فقد ثبت أن استخدام الألفاظ المسيئة للحيوان يزيد من استعداد الناس لتأييد إيذاء مجموعة مستهدفة. على سبيل المثال، قارن النازيون اليهود بالجرذان. وخلال الإبادة الجماعية في رواندا، أشار المسؤولون الهوتو إلى التوتسي باعتبارهم "صراصير".

 

وأفاد أن الأميركيين البيض كانوا ينزعون صفة الإنسانية عن الآخرين العنصريين والإثنيين منذ فترة طويلة قبل أن تنشأ الولايات المتحدة. وكان نزع الصفة الإنسانية عن الآخرين عنصراً أساسياً في تبرير الغزو الأوروبي والاستعمار الاستيطاني والعبودية، الأمر الذي جعله لا ينفصل عن أصول الأمة. ولا تقل وثيقة مثل إعلان الاستقلال الأميركي لعام 1776 إشارة إلى "الهنود المتوحشين بلا رحمة". وقد أظهرت دراسات حديثة، بعد ما يقرب من 250 عاماً، أن المواقف العنصرية التي يتبناها الأميركيون تجاه الأقليات لا تزال قائمة.

 

وذكر أن للجيش الأميركي تاريخ طويل في نزع الصفة الإنسانية عن أعدائه ــ وخاصة الآخرين العنصريين ــ منذ الحروب الهندية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فصاعدا.

 

وقالت ماكنتوش، التي تتناول هذا التوتر في كتابها القادم "حديث القتل: اللغة والسياسة العسكرية الميتة"، "إن تأييد الجيش الضمني للرقعة هو جزء من نمط أوسع من الرسائل المتضاربة في التدريب العسكري والثقافة العسكرية". "من ناحية، يتم تعليم المرء القواعد والقوانين المصممة للسيطرة بعناية على العنف، ولكن من ناحية أخرى، يمكنك أن تجد رسائل تشجع بشكل غير مباشر فكرة أن الهوية العسكرية تتعلق جزئيًا بانتهاك الأخلاق وأحيانًا حتى قواعد الجيش نفسها".

 

وزاد الموقع "بينما تمت إزالة صور فيستا وشارة نادي صيد الحوثيين، يواصل موقع خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية عرض صور لشعارات أخرى مثل شارة القيادة النسائية لعام 2022 مع "صورة امرأة تقف بفخر في مواجهة قوة الانفجار الذري".

 

وأشار إلى أن رقعة نادي صيد الحوثي لا تزال تتوفر من خلال موقع تجاري يؤكد أنه على الرغم من أنه غير تابع للجيش الأمريكي، إلا أنه مع ذلك "المكان الذي تشتري منه معظم أسراب [مشاة البحرية الأمريكية] والبحرية شارات أسرابها مباشرة"، مضيفًا أنها "مرخصة من قبل مكاتب العلامات التجارية لسلاح مشاة البحرية الأمريكية والبحرية الأمريكية".

 

وقال "إن هذا النوع العام من إضفاء الطابع السيميائي على المرح في عمليات القتل العسكرية هو أمر شائع حقًا."

 

وأشارت ماكنتوش إلى أنه على عكس استخدام الإهانات كوسيلة لنزع الصفة الإنسانية أثناء حرب فيتنام، فإن رقعة نادي صيد الحوثي تستخدم صورًا لشخصيات أفلام خيالية، مما يوفر إنكارًا معقولًا - وهي وسيلة لتصوير الرقعة على أنها نكتة. وتسمي هذا مثالاً على "تحريف الإطار"، وهو مزيج من الرمزية المتفائلة والمهددة داخل الثقافة العسكرية.

 

وتقول: "تستحضر رقعة صيد الحوثيين رياضة الصيد - حيث يقتل الناس من أجل المتعة - والترفيه من خلال تصوير أهل الرمال، الذين لديهم صدى ثقافي شعبي. هذا النوع العام من الطبقات من السيميائية المرحة على القتل العسكري شائع حقًا"، مشيرة إلى أنه آلية للتكيف مع الفكاهة المشنقة ورخصة للعنف والفساد العسكري.

 

يتابع التحليل "الواقع أن التناقضات المحيطة بالرقعة البحرية كثيرة، وليس أقلها إخفاقات الجهود العسكرية الأميركية ضد الحوثيين. فقد نفذت مجموعة القاذفات يو إس إس أيزنهاور وحدها أكثر من "750 اشتباكا"، مستخدمة "792 ذخيرة في القتال"، وفقا لبيان صحفي صادر عن البحرية في يوليو/تموز. ولكن قبل شهر واحد فقط، أقر تقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع بأن هجمات الحوثيين أدت إلى انخفاض بنسبة 90% في نشاط الشحن عبر البحر الأحمر.

 

وخلص انترسيبت في تحليله بالقول "لم يستجب البنتاغون للأسئلة حول جهوده العسكرية ضد الحوثيين وما إذا كان يعتبر الحملة العسكرية ناجحة. كما فشل في التعليق على قرار إزالة صور شارة نادي صيد الحوثيين، ولا ما إذا كان سيتم اتخاذ أي إجراء لتقييد ارتداء العسكريين لها".

 

 

 


مقالات مشابهة

  • الاصلاح يدفع بأطراف جديدة على خط المواجهة أمام السعودية في حضرموت
  • فيديو| مواطنو الشرقية يقترحون تحسين الواجهات البحرية لتلبية حاجة الزوار
  • صور| مواطنو الشرقية يقترحون تحسين الواجهات البحرية لتلبية حاجة الزوار
  • ما سر ذكر طرابلس في نشيد البحرية الأمريكية؟ (شاهد)
  • إقبال كبير على خدمة تبديل الأطقم البحرية التي أطلقتها هيئة قناة السويس
  • عملية يمنية نوعية تستهدف البحرية الأمريكية وتضعف أسطورة “القوة الضاربة”
  • تحليل أمريكي: شارات "نادي صيد الحوثيين" على كتف ضباط البحرية الأمريكية تحمل طابع الحرب العسكرية العنصرية (ترجمة خاصة)
  • أوهام جنونية وتصرفات غريبة.. الأمواج تدمر أدمغة أفراد البحرية الأمريكية
  • تعرف على حاملة الطائرات ابراهام التي دكتها القوات اليمنية ..
  • الحوثي يتحدى الولايات المتحدة: دعوة للبث المباشر من حاملة الطائرات التي استهدفتها القوة الصاروخية اليمنية