لماذا يتخبط الإعلام العبري.. وكيف يعكس ذلك فجوة التطرف في حكومته اليمينية؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
بعيدا عن التخبط في مطبخ كيان الاحتلال السياسي نجد تخبطا أكبر في صفوف الجيش المتزعزع عديم الثبات أثبت اليمين المتطرف أنه لا يمكن أن يكون متناسقا في الحكم نظرا لفجوات التطرف بين أبناء الأحزاب اليهودية
يتخبط الإعلام العبري ويضيع في بحر المعلومات المتراشقة حول مصير عدوان جيشه على قطاع غزة بعد مرور 141 يوما من بدء القتل والتهجير للمدنيين الأبرياء من أبناء غزة.
وبعد ارتقاء 29,606 شهيدا وتسجيل أكثر من 69 ألف مصاب، يعجز الإعلام العبري عن معرفة اليوم القادم للعدوان، فتارة تجده يتحدث عن صفقة تبادل أسرى، وتارة يتحدث عن وقف العدوان، وتارة ينفي وجود تقدم في المباحثات.
ومن اللافت للنظر أن وسيلة الإعلام الواحدة تراها تنشر في غضون ساعات عددا من التقارير الصحفية المتناقضة في متنها وصلبها عن بعضها بعضا، ما جعل المستوطن "الإسرائيلي" في حالة شك وعدم ثقة بوسائل الإعلام التابعة لكيانه المحتل.
وسائل الإعلام العبرية في تخبطها أزاحت اللثام عن حالة تخبط واضحة في حكومة الاحتلال اليمينية، أو حتى في حكومة الحرب المصغرة؛ فهناك يتطرف بن غفير وسموتريتش أكثر من البقية وينفون فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة من الأساس، وعلى النقيض يطالب آخرون بصفقة تبادل ووقف للنار، فيما يصر نتنياهو على اكمال العدوان تحت شماعة الرغبة في تدمير "حماس"، وبعيدا عن كل هذا التخبط في مطبخ كيان الاحتلال السياسي، نجد تخبطا أكبر في صفوف الجيش المتزعزع عديم الثبات.
"الإسرائيليون" تائهون على مناطق تخوم الحرب رغم أنهم ىالورقة والقلم دمروا جل مباني غزة، وهدموا معاقل التعبد فيها من مساجد وكنائس، وحطموا تعليمها ويتموا أبناء القطاع ورملوا نساءه، إلا أن ذلك لم يشفع لهم ليدركوا تفاصيل حقل الألغام الذي ساروا به، ولعل قادتهم استذكروا خطيئة اجتياحهم بيروت ذات زمن أو خطأ ما أسموه بحرب "الغفران" وكيف انعكس عليهم الأمر سلبا وزاد من الاحتقان نحوهم وقلل من تماسك منظومة الردع التابعة لهم في ظل تزايد العمليات الاستشهادية والمقاومة المسلحة والسخط الشعبي العربي بحق مستوطنيهم داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالعودة للإعلام العبري فهو بات يدور في دوامة مفرغة من التساؤلات، التحليلات، والعجز عن التخمين الدقيق لشكل المرحلة أو تفاصيل مبادرة الهدنة إن وجدت ذات لحظة؛ ولعل السبب في هذا التخبط مصدر المعلومة المستقل؛ فحكومة حرب العدو كل يغرد بها على ليلاه وأثبت اليمين المتطرف أنه لا يمكن أن يكون متناسقا في الحكم؛ نظرا لفجوات التطرف بين أبناء الأحزاب اليهودية.
اقرأ أيضاً : مثلث الموت.. مجازر لا تتوقف في غزة لليوم الـ141 - فيديو
كما أن الإعلام العبري يظل حبيسا للرواية الأمريكية الحالمة، أو ربما الكاذبة؛ فالأمريكيون اليوم يطرحون خطة سلام جديدة، تشبه خططهم التي فطمت على دماء الفلسطينيين طوال 23 عاما، إلا أنها خطة بلا أطراف، أو أعضاء عضوية، تشبه الجسد المحنط، بلا قلب ينبض أو دماغ يفكر ويتخذ القرار وأطراف تنفذ الغاية والرغبة.
خطة أمريكا بلا حديث عن القدس التي تمثل قلب القضية، وخالية من الزمان والأسطر الضيقة التي تتحدث عن التطبيق أي أنها بلا دماغ، وتنقصها الأطراف القادرة على إجبار الاحتلال على التنفيذ والخضوع، والإعلام العبري كما كل مرة يتراشق التسريبات من أبناء الإدارة الأمريكية دون أن يحبكها بعناية لتواجه التصريح الواضع والمكشوف ليمينهم المتطرف والذي يقول بالفم الملآن:"لا دولة فلسطينية، لا حماس، واحتلال جديد لغزة".
وعلى صعيد آخر تخرج المقاومة الفلسطينية بعد كل هذا الكد ومئات المعارك لتقول ببساطة ووضوح أن المفاوضات لن تحدث ولن ترى الهدنة النور إلا بعد تنفيذ شروطها هي، ورغباتها، وما يحقق جزءا من العدالة للشعب الفلسطيني في غزة، والذي ذاق مالم تذقه الأمم وما عجز البشر عن تحمله طوال 141 يوما.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب في غزة حركة المقاومة الاسلامية حماس وسائل الاعلام الإعلام العبری
إقرأ أيضاً:
محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
تناول الإعلام الإسرائيلي تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وقال محللون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعطل الصفقة خوفا على حكومته.
فقد أكد المتحدث السابق باسم الجيش رونين مانيليس أن إسرائيل وقعت اتفاقية من 3 مراحل وليست مرحلة واحدة لترى بعدها ما سيقوله دونالد ترامب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبزرفر: العراقيون مبتهجون بنهوض مآثر الموصل من تحت الأنقاضlist 2 of 2لماذا يعاني جيش الكونغو الجرار أمام مليشيا أصغر منه بكثير؟end of listوقال مانيليس إن إسرائيل التزمت من البداية بتنفيذ المرحلة الثانية، مشيرا إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال في السابق إنه سينسحب من الحكومة ما لم تستأنف الحرب بعد المرحلة الأولى.
وبالنظر إلى عدم إقرار الموازنة العامة حتى الآن فإن الوزراء كلهم سيذهبون إلى بيوتهم وتجرى انتخابات جديدة في حال انسحب سموتريتش من الحكومة، كما يقول مانيليس.
العودة للحرب لن تفيد
وفي السياق، قال سليمان مسودة -مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان"- إن نتنياهو يعتقد أن هناك إمكانية للعودة للحرب من أجل استعادة "الرهائن"، لكنه نقل عن متخصصين أن هذا الأمر "لن يحقق أي نتائج".
وقال مسودة إن عددا من ذوي الأسرى تحدثوا -خلال الأيام الماضية- مع أعضاء في فريق المفاوضات الذين أبلغوهم بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لن تقبل إعادة أي أسير دون التفاوض على إنهاء الحرب وهو أمر تعهدت به إسرائيل في الاتفاق".
إعلانواتفق أمنون أبراموفيتش -محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12- مع الحديث السابق بقوله إن نتنياهو "لا يريد دخول مفاوضات المرحلة الثانية لأنها قد تؤدي لانهيار الحكومة".
بدورها، قالت دانا فايس -محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12- إن الاتفاق الذي تم توقيعه وتنفيذه كاملا "لا يوفر أي سبب للعودة للحرب". وأضافت أن حماس "لا ترفض المفاوضات وتقول إنها تريد الانتقال للمرحلة الثانية حسب ما تم الاتفاق عليه".
وتأكيدا على وجود محركات سياسية للموقف الإسرائيلي الحالي، قال رفيف دروكر -المحلل السياسي في القناة الـ13- إن أهداف نتنياهو السياسية تدفعه لدق طبول الحرب في الوقت الراهن بغض النظر عما يحدث في الميدان.
وأضاف "ليس مهما أن تكون حربا ضارية لكنه يلوح بالحرب إرضاء لسموتريتش الذي قال إنه سينسحب من الحكومة ما لم تعد إسرائيل للحرب بعد المرحلة الأولى".
وبالمثل، قال باراك سري -المستشار السابق لوزير الدفاع- إن هناك اتفاقا تم التوقيع عليه "لكن نتنياهو نادم لأنه وصل إلى هذه المرحلة التي تهدد بإسقاط حكومته".
لا حل سوى إنهاء الحرب
ووصف سري رئيس الوزراء بأنه "فنان في المماطلة"، وقال إنه "يماطل ولا يعرف إلى أين سيصل، لكنه اليوم في مرحلة قد تؤثر على مستقبله السياسي، وتهديدات سموتريتش حقيقية وهو يعرف هذا".
لكن يارون أبراها -مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12- قال إن المتخصصين الذين يعملون على المفاوضات منذ بداية الحرب أكدوا أن ثمن التنصل من الاتفاق "سيكون باهظا"، وأن الصواب هو الحديث بجدية عن المرحلة الثانية وإلا فالنتائج واضحة ولا يجب أن يتفاجأ بها أحد.
وعن الخيارت المتاحة حاليا، قال رامي إيغرا -الرئيس السابق لشعبة الأسرى والمفقودين في الموساد– إن إسرائيل أمام خيارات محدودة تتلخص في العودة للقتال أو الدخول في حرب كبرى أو إنهاء الحرب بشكل كامل.
إعلانوأكد إيغرا أن العودة للقتال لن تحقق أي نتائج، وأن الدخول في حرب كبرى ليس ممكنا لأن إسرائيل ستكون عاجزة عن فعل أي شيء أكثر مما فعلته، مضيفا "أعتقد أننا ذاهبون نحو خيار وقف الحرب".
وأخيرا، قال ميخائيل مليشتين -رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب- إن حماس تريد التفاوض لكنها مستعدة للقتال طوال الوقت، مشيرا إلى أنها رممت قدراتها القتالية تحسبا لاستئناف الحرب.