لمدة تجاوزت 30 يومًا، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبينما تمارس الطواقم الطبية عملها بمداواة الجرحى والمرضى، فوجئ الجميع باقتحام القوات الإسرائيلية للمجمع خلال الأيام الماضية، فقطعت الكهرباء ونفد الماء والطعام، وفقد المجمع الطبي كل مقومات الحياة، وتحول إلى كابوس جديد يكتب صفحة سوداء من انتهاكات الاحتلال للقطاع الطبي في غزة.

وبعد اقتحام مجمع ناصر الطبي، عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى اعتقال الطواقم الطبية والإداريين بينما كانوا على رأس عملهم، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

تواصلت «الوطن» مع الأطباء والعاملين بمجمع ناصر الطبي، من بينهم الدكتور نزيه أبو خاطر، وبدوره روى تفاصيل ما حدث من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكيف تم اقتحام المستشفى واعتقال أفراد الطاقم الطبي، وما تعرضوا له من جرائم وانتهاكات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تخدع الجميع: «أنتم آمنون»

بدأ الدكتور «أبو خاطر» حديثه لـ«الوطن»، بسرد بداية محاصرة قوات الاحتلال لمجمع ناصر الطبي، والتي تجاوزت 3 أسابيع واقتربت من الشهر، خلال هذه الفترة، لم تقتحم القوات المستشفى، وأبلغت الجميع بأنهم آمنون، وأضاف قائلاً: «قوات الاحتلال كانت تتواصل مع مدير المستشفى، وأبلغته بأن المستشفى آمن، كانت أغلب المعلومات تفيد بأن المستشفى والطواقم والمرضى في آمان، وقالوا لنا إنهم معنيون بمحيط المستشفى فقط».

اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي 

وتابع أن رسائل قوات الاحتلال بثت الطمأنينة في نفوس الطواقم الطبية داخل المجمع، ولم تغادر المستشفى، وبقيت تمارس عملها حرصاً على حياة المرضى وسلامتهم، ولكن فجأة اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى دون إنذار، واستطرد بقوله: «تمت محاصرتنا داخل المستشفى، وقوات الاحتلال دخلت ومعها الآليات العسكرية، وقامت بعملية تجريف وقصف وإخلاء المباني كلها».

نقل الجميع لمبنى متهالك واقتحام باقي مباني المجمع

يتكون مجمع ناصر الطبي من 4 مبان، هي المبنى «آيه» و«بي» و«سي» ومبنى الإدارة، قامت قوات الاحتلال بإخلائها بالكامل، وبقى مبنى واحد فقط، وهو مبنى الباطنة، وعلى حد قول الطبيب الفلسطيني، المبنى متهالك وقديم، واستكمل حديثه: «أصبحت كل الطواقم الطبية والنازحين والإداريين والمرضى والمرافقين والمصابين موجودين داخل المبنى القديم المتهالك، وتم اقتحام باقي مباني المجمع الطبي، وقام الاحتلال بعملية تخريب وتفتيش وبحث عن المعلومات على مدار يوم كامل».

وأضافت أن قوات الاحتلال أبلغت الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بأنه سيتم إخلائهم بواسطة مؤسسة دولية، وللمرة الثانية لا يلتزم الاحتلال بحديثه، حيث فوجئ الجميع بطلب القوات إخلاء المرضى والمرافقين من مبنى الباطنة باتجاه المبنى «سي»، وتابع قائلاً: «طلبوا منا إخلاء المرضى والمرافقين اللي بيقدروا يتحركوا باتجاه مبنى رقم C، وطلبوا إخلاء الطاقم الطبي من السيدات والآنسات من الباطنة إلى المبنى نفسه أيضًا، وتبقى في مبنى الباطنة عدد قليل من أفراد الطواقم والمرضى الذين لا يستطعيون التحرك، أو الذين يعانون إصابات خطيرة تمنع حركتهم».

بداية اعتقال الطواقم الطبية 

وبحسب الطبيب «أبو خاطر» عاشت الطواقم الطبية في مبنى الباطنة ساعات في انتظار تحديد مصيرهم وإلى أي جهة سيذهبون، وبعد مرور الوقت، طلبت منهم قوات الاحتلال الخروج إلى الساحة الخارجية، وخلع ملابسهم، باستثناء ما يستر عوراتهم، وقال: «طلبوا منا نجلس على الأرض، ونرفع أيدينا فوق رؤوسنا، وبدأت عملية الاعتقال بشكل فعلي».

ظل العديد منهم في الهواء والبرد القارس لعدة ساعات، لا يحملون سوى هويتهم الشخصية، ثم بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تكبيل أيديهم واقتيادهم للاعتقال واحداً وراء الآخر.

يروي الطبيب بمستشفى ناصر أوقاتًا عصيبة مرت عليهم، فأياديهم مكبلة وأعينهم معصوبة وأجسادهم عارية، ولا يعرفون مصيرهم: «تم إدخالنا إلى ممر، وبدأت عملية ضرب وإهانة على مدار 3 ساعات تقريبًا، وتم إقتيادنا من مستشفى ناصر إلى خارج قطاع غزة بشاحنة أو ناقلة جند، ما بعرف إيه وسيلة النقل، لأن ما كنا نرى أي شيء، وكلنا فوق بعضنا».

ظل الدكتور نزيه أبو خاطر في سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة 8 أيام رفقة العديد من الطواقم الطبية الأخرى، 8 أيام كاملة أياديهم مكبلة وأعينهم معصوبة: «طوال الفترة إهانة وضرب وعلى مدار 8 أيام مكبلين وما نشوف إلا السواد، لحين ما تم التحقيق معي والإفراج عني».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سجون الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي غزة مجمع ناصر الطبي قطاع غزة خان يونس قوات الاحتلال الإسرائیلی مجمع ناصر الطبی الطواقم الطبیة

إقرأ أيضاً:

استشهاد فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، صباح اليوم الإثنين، باستشهاد فلسطينيين جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار في وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت نيرانها بشكل مكثف في وسط مدينة رفح، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين.

 كما أشارت المصادر إلى استمرار إطلاق النار من قبل آليات الاحتلال في منطقة "السناطي" شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.

وأكدت وسائل الإعلام أيضًا أن طائرة مروحية إسرائيلية أطلقت النار في عرض بحر خان يونس وشمالها، بينما استهدفت آليات الاحتلال مناطق شرقي جباليا شمال القطاع.

وكان 6 فلسطينيين قد استشهدوا وأصيب آخرون يوم الأحد، نتيجة القصف العشوائي وإطلاق قوات الاحتلال النار في مناطق متفرقة من القطاع.

وتستمر قوات الاحتلال في خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة منذ 19 يناير الماضي. حيث أعلن "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب أكثر من 900 خرق لهذا الاتفاق، مما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع.

كما قررت حكومة الاحتلال أمس الأحد وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما عرقل دخول المفاوضات للمرحلة الثانية. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تستمر كل منها لمدة 42 يومًا، بوساطة من مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير الماضي إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قبة الصخرة بالمسجد الأقصى
  • زائر للمسجد الحرام يروي قصة تعرضه لحادث حريق في محطة وقود .. فيديو
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة بلدات بالضفة الغربية
  • طبيب ترامب يكشف موعد الفحص الطبي الروتيني للرئيس
  • 13 شهيداً بالعدوان الإسرائيلي على طولكرم
  • إجراء أول عملية زراعة كبد من متبرع حي بمجمع الإسماعيلية الطبي تحت مظلة التأمين الصحي الشامل
  • في جولة ليلية.. وزير الصحة يشيد بجهود الطواقم الطبية في مستشفى العيون ببنغازي
  • صور أول عملية زراعة كبد من متبرع حي بمجمع الإسماعيلية الطبي
  • إجراء أول عملية زراعة كبد من متبرع حي بمجمع الإسماعيلية الطبي