الخرطوم ترفض بيانا أميركيا ومنظمة مدنية تتهم الدعم السريع باختطاف أفراد من عائلة البشير
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أعربت وزارة الخارجية السودانية عن رفضها لما وصفته بالاتهامات الباطلة التي تضمنها بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة يتهم حكومة السودان بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في البلاد.
وقالت الخارجية السودانية في بيان إنها تستغرب ما جاء في بيان الخارجية الأميركية الذي قالت إنه "تجنب إصدار إدانة صريحة وواضحة للمليشيا الإرهابية المسؤولة عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي والجرائم ضد الإنسانية في السودان، رغم إقرار الإدارة والمؤسسة التشريعية بالولايات المتحدة بوقوع تلك الانتهاكات".
وقالت الوزارة إن بيان الخارجية الأميركية "سعى بطريقة متعسفة لتوزيع الإدانة، بإقحام القوات المسلحة السودانية، الجيش الوطني المسنود بكامل الشعب السوداني، في مسائل لا صلة لها بها".
وأوضحت أن البيان الأميركي تجاهل كون المليشيات تنتشر على الحدود السودانية التشادية، و"هي المعبر الأساسي للأسلحة والمعدات التي تستخدمها المليشيا لقتل الشعب السوداني"، وفق تعبير البيان.
وأكدت الوزارة التزام الحكومة السودانية بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية، وأعربت عن ترحيبها "بإعادة وزارة الخارجية الأميركية التذكير بهذه الوثيقة الموقعة منذ 11 مايو/أيار 2023″.
وانتقدت الخارجية السودانية ما وصفته بـ"مواقف الإدارة الأميركية المترددة تجاه تنصل المليشيات من إعلان جدة وعدم اتخاذها خطوات حاسمة حيال فظائع المليشيا منذ ذلك الوقت، ورسائلها المتناقضة بهذا الصدد".
وقال إن التردد الأميركي أسهم في عدم تحقق النتائج المرجوة من إعلان جدة، والتي كان من شأنها احتواء الأزمة الإنسانية والتمهيد لوقف المعارك في السودان.
اعتقال أفراد من عائلة البشير
وفي الشأن السوداني أيضا، دعت منظمة مدنية تدعى "هيئة محامي دارفور" قوات الدعم السريع للإفراج الفوري عن 5 أشخاص من أسرة الرئيس المعزول عمر البشير قالت إنه تم اعتقالهم في قرية صراصر بولاية الجزيرة وسط السودان أمس الجمعة.
وحمّلت الهيئة في بيان اليوم السبت قوات الدعم السريع المسؤولية عن عملية الاعتقال التي وصفتها بـ"الاختطاف"، طالما أنها تمت في المناطق الخاضعة لسيطرة تلك القوات أو بسبب دخولها لتلك المناطق.
ونقل البيان عن الرئيسة السابقة للمفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان، إيمان فتح الرحمن قولها إن "قوة من الدعم السريع اختطفت 3 من أبناء شقيقة الرئيس السابق عمر البشير وأحد أحفادها أمس الجمعة"، كما أكدت أن قوات الدعم السريع تعتقل شخصا آخر من عائلة البشير -لم تذكر اسمه- منذ بداية العمليات العسكرية.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي مواجهات عسكرية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفرت عن مقتل 13 ألفا و900 شخص حسب بيان للأمم المتحدة نشر أمس الجمعة.
وأدى القتال لفرار نحو 8.1 ملايين شخص من منازلهم في السودان، ويشمل ذلك حوالي 6.3 ملايين داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکیة الدعم السریع أمس الجمعة فی السودان
إقرأ أيضاً:
هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع
البلاد – الخرطوم
تواصل الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، فيما صدّت القوات المسلحة السودانية هجومًا واسعًا شنّته الميليشيا من أربعة محاور، في عملية استمرت لأكثر من سبع ساعات، بالتزامن تصعد الميليشيا عمليات التصفية الجسدية بحق المدنيين واستهدافها الممنهج للبنية التحتية الحيوية، في مسعى لخلط الأوراق وشحن الرأي العام ضد الجيش، عقب خسائرها المتتالية في الخرطوم مؤخرًا.
وفيما شهدت الفاشر هدوءًا حذرًا وسط استمرار التراشق المدفعي أمس الثلاثاء، أوضح قائد الفرقة السادسة مشاة، اللواء محمد أحمد الخضر، أن الهجوم الأخير للميليشيا استُخدمت فيه طائرات مسيّرة، ومدفعيات ثقيلة، وعربات مدرعة، مشيرًا إلى أن الجيش كان على أتم الجاهزية للتصدي له. وأضاف أن الهجوم انتهى بالقضاء على التقدم المعادي، مؤكدًا أن القوات المسلحة في موقع قوة، ومستعدة لحسم أي محاولة مماثلة.
وخلّف الهجوم الذي وقع الاثنين 40 قتيلًا مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة القصف العشوائي للميليشيا على أحياء سكنية. وقد أعلنت قوات الدعم السريع لاحقًا سيطرتها على ستة أحياء داخل الفاشر، موجّهة نداءً إلى عناصر الجيش لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة، متعهدة بضمان سلامة من يستجيب. غير أن مصادر ميدانية أكدت تراجع المهاجمين تحت ضربات الجيش والمقاومة الشعبية، في حين أشار حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى أن الهجوم قاده عبد الرحيم دقلو، وانتهى بانسحاب القوات المهاجمة بعد تصدي القوات المشتركة لها.
ويرى خبراء أن التحوّل في تكتيكات الدعم السريع، عبر استهداف منشآت البنية التحتية الحيوية، بهدف إثارة السخط الشعبي وتشتيت تركيز الجيش عن تقدّمه في دارفور. يعكس حالة يأس ميداني للميليشيا بعد خسائر بشرية كبيرة وفقدان كميات كبيرة من العتاد العسكري.
وفي هذا السياق، قصفت الميليشيا بطائرات مسيّرة مصفاة الجيلي شمال الخرطوم، ومحطة بربر التحويلية للكهرباء، ومحطة عطبرة للمرة الرابعة خلال أسبوع، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، وزاد من معاناة المدنيين في ظل وضع إنساني متدهور.
وعلى صعيد الانتهاكات، طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في مجزرة مروعة وقعت بمنطقة الصالحة جنوب أم درمان، حيث تم إعدام 31 مدنيًا ميدانيًا، بينهم أطفال. وأكد المرصد أن الضحايا كانوا مدنيين عُزّل، وأن قوات الدعم السريع نفذت الجريمة بدافع “الانتقام”. وقد اعترف بذلك قادة في الميليشيا بمقاطع مصوّرة، ما يُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن قتل ميليشيا الدعم السريع للمواطنين في منطقة صالحة جنوبي أم درمان ينم عن كراهيتهم للشعب السوداني، وأضاف في كلمة أمس الثلاثاء أن الحرب الدائرة حاليا ضد ميليشيا الدعم السريع وليست ضد قبيلة، مشيرا إلى أن المرجفين يروجون أن الحرب ضد أعراق محددة، بهدف تحشيد الناس وجرهم للقتل، وتابع بأن “حربنا ضد كل من يحمل السلاح ضد الدولة، وتمرد رئيس القبيلة لا يعني تمرد كل القبيلة، مؤكدًا أنه “لا تفاهم مع هؤلاء المرتزقة بعد كل ما فعلوه وسيذهبون في هذه المعركة حتى الانتصار”.
ويُثبِت المشهد الميداني أن الميليشيات لم تجلب للسودان والمنطقة سوى الدمار والدم، فيما يتجدد الأمل مع صمود الجيش السوداني في التأسيس لمستقبل تستقر فيه البلاد على قاعدة الدولة الوطنية والجيش الواحد.