بيانات المستخدمين في خطر.. ضربة قاتلة لـ واتساب من منافسيه
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يفرض واتساب WhatsApp، سيطرته على عالم المراسلة الفورية على الإنترنت، ولكن مع وجود منافسة متزايدة من تطبيقات أخرى مثل تيليجرام وسيجنال وثريما، يبذل تطبيق الدردشة الأشهر جهدا أكبر للبقاء والاستمرار في الصدارة دون منازع.
وفي الآوانة الأخيرة، أجبر قانون الأسواق الرقمية DMA، التابع للاتحاد الأوروبي المنصات الكبرى مثل واتساب على فتح أبوابها أمام إمكانية التشغيل البيني مع خدمات المراسلة الأخرى، للوهلة الأولى، يبدو أن هذه خطوة مهمة نحو المزيد من المنافسة وزيادة حرية المستخدم، ولكن سيجنال وثريما يرفضان ذلك وهما من أشهر التطبيقات في مجال المراسلة المشفرة، لذلك تظهر بعض التحديات المعقدة التي تأتي مع هذا الابتكار.
سيجنال وثريما ترفضان قابلية التشغيل البيني مع واتساب
قررت شركتا سيجنال وثريما، المعروفتان بالتزامهما الصارم بالخصوصية والأمن، عدم التكامل مع واتساب وفقا للوائح القانون الجديد، مما يثير تساؤلات مهمة حول مدى توافق معايير الاتصالات المفتوحة مع متطلبات الأمان العالية وحماية البيانات التي تعد بها هذه الخدمات مستخدميها.
وترجع شركتا سيجنال وثريما السبب الرئيسي وراء قرارهما رفض قابلية التشغيل البيني مع واتساب، في المقام الأول للمخاوف المتعلقة بمعايير الأمان وحماية البيانات، حيث تؤكد كلتا الخدمتين على أن معاييرهما الخاصة تذهب إلى ما هو أبعد بكثير مما يتطلبه هذا التعاون، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتشفير وحماية البيانات، لذلك قد يعرض التكامل مع واتساب سلامة أنظمتهم للخطر هو جوهر رفضهم.
وتتعلق مخاوف سيجنال وثريما بشكل خاص بالتعامل مع البيانات الوصفية والمخاطر المحتملة المتمثلة في إلغاء إخفاء هوية مستخدميها وجمع الحد الأدنى من البيانات، ولكن التكامل مع واتساب يتعارض بشكل مباشر مع هذه المبادئ.
وتهدف مبادرة الاتحاد الأوروبي لضمان المزيد من الانفتاح والمنافسة من خلال قانون الأسواق الرقمية، ومع ذلك، تظهر ردود أفعال سيجنال وثريما أن تنفيذ هذه الأهداف ليس بالأمر السهل، خاصة فما يتعلق بالمجالات الحساسة للخصوصية والأمن.
ويسلط قرار سيجنال وثريما بمعارضة التشغيل البيني مع واتساب الضوء على الاختلافات العميقة في أساليب حماية البيانات والأمن بين خدمات المراسلة المختلفة، وتؤكد الشركات أيضا أنها لا تستطيع معرفة ما يحدث لبيانات مستخدميها بمجرد وصولها إلى أيدي واتساب وبالتالي لا يمكنهم ضمان أن بيانات مستخدميهم آمنة.
معايير الأمان والخصوصية غير متوافقة مع واتسابوفي بيان له قال رئيس سيجنال، ميريديث ويتاكر: “معايير الخصوصية لدينا عالية للغاية ولن نخفضها فحسب، بل نريد الاستمرار في رفعها، حاليا، العمل مع فيسبوك ماسنجر أو iMessage أو واتساب يعني تدهور معايير حماية البيانات لدينا”.
ويقول المتحدث باسم خدمة ثريما: 'السبب الرئيسي هو أن معايير الأمان والخصوصية لدينا غير متوافقة مع واتساب، ولا يمكننا ولن نحيد عن هذه المعايير فهي ما تعنيه ثريما".
وفي حال إضافة إمكانية التشغيل البيني مع واتساب قد يسمح لأولئك الذين يرغبون في استخدام سيجنال وثريما كمراسلين أساسيين بالتحدث إلى عدد أكبر بكثير من الأشخاص، فإن كلا الشركتين توضحان أن الخصوصية أكثر أهمية بالنسبة لهما ولمستخدميهما من ذلك.
وعلى الرغم من أن محادثات واتساب مشفرة من طرف إلى طرف، إلا أنه لا يوفر أدوات خصوصية متقدمة للبيانات الوصفية، من ناحية أخرى، يقوم سيجنال وثريما أيضا بتشفير البيانات الوصفية بحيث لا يمكن لأطراف ثالثة رؤيتها.
وحتى الآن، لم يوضح تيليجرام، الذي يعد من بين أفضل خمسة تطبيقات للمراسلة الأكثر استخداما في العالم ولديه قاعدة مستخدمين أكبر من سيجنال وثريما مجتمعين، خططه لقابلية التشغيل البيني لـ واتساب.
قانون الأسواق الرقمية، يجبر العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى تغيير طريقة عملها ومعالجة البيانات في الاتحاد الأوروبي، إحدى الشركات المستهدفة هي “ميتا”، حيث يعتبر واتساب وفيسبوك ماسنجر بمثابة حراس البوابة الذين قد يمنعون المنافسين الأصغر من الوصول إلى حصة السوق ذات الصلة، ولهذا السبب يتعين على “ميتا” توفير إمكانية التشغيل البيني مع برامج المراسلة الأخرى في مارس 2024.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واتساب وسيجنال قانون الأسواق الرقمية الاتحاد الأوروبي
إقرأ أيضاً:
خفض الهدر المدرسي وتسهيل الولوج للتكوين المهني…رئيس الحكومة يترأس تتبع تنزيل خارطة طريق التشغيل
زنقة20ا الرباط
ترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 بالرباط، اجتماعا خصص لتتبع تنزيل خارطة طريق قطاع التشغيل، يندرج في إطار سلسلة الاجتماعات التي يترأسها لتتبع تنزيل هذه الخارطة بشكل فعال، ووضع ميكانيزمات الحكامة وآليات التنسيق بين مختلف المتدخلين.
وحسب بلاغ لرئاسة الحكومة خصص هذا الاجتماع، الثاني من نوعه الذي يترأسه رئيس الحكومة منذ إصدار المنشور الخاص بخارطة الطريق شهر فبراير الماضي، لتدارس آليات تعزيز الإدماج الاجتماعي والمهني للفئات الأكثر هشاشة، لاسيما الشباب والنساء ودعم الأسر في الوسط القروي، والتي تشكل محورا رئيسيا في خارطة طريق قطاع التشغيل، من خلال مبادرات تهم تقليص وتيرة فقدان مناصب الشغل في القطاع الفلاحي، وتذليل العوائق أمام ولوج المرأة إلى الشغل، ومحاربة الهدر المدرسي.
وتطرق الاجتماع إلى كيفية التنزيل والأجرأة الفعلية لتنفيذ هذه المبادرات، وفي صلبها تحفيز التشغيل في العالم القروي، لاسيما تحفيز فئة الشباب على إحداث مقاولات ناشئة تنشط في القطاع الفلاحي.
كما تم الوقوف على أبرز التدابير التي جرى اعتمادها لمحاربة الهدر المدرسي وخفض أعداد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة إلى النصف، وذلك عبر تعزيز إعداديات الريادة وتوسيع مفهوم مدارس الفرصة الثانية، وتنفيذ التدابير الكفيلة بتشجيع التلاميذ على مواصلة التمدرس أو الحصول على تكوين مهني.
تمكين المرأة من الولوج إلى سوق الشغل، شكل بدوره أحد الإجراءات التي تم التداول بشأنها، ويتعلق أساسا بتذليل العوائق أمام النساء الراغبات في العمل، لاسيما فيما يخص جانب رعاية الأطفال، وذلك عبر تعزيز عرض دور الحضانة.
وأكد السيد رئيس الحكومة في هذا الاجتماع، أن الحكومة حريصة على تحقيق التعبئة والالتقائية بين مختلف القطاعات، قصد الرفع من نجاعة التدابير الحكومية الواردة في خارطة طريق قطاع التشغيل، مبرزا أهمية إرساء نظام للحكامة الجيدة بهدف تنسيق تدخلات كافة القطاعات المعنية.
وأوضح رئيس الحكومة، أن هذه الخارطة ستساهم في ضخ دينامية تهم قطاعات متعددة من أجل إنعاش التشغيل من خلال إجراءات عملية، وذلك إيمانا من الحكومة بأن التشغيل يعد أولوية وطنية كبرى بالنظر لدوره في تعزيز منسوب الكرامة لدى المواطنين، وضمان العيش الكريم للأسر.
يشار إلى أن خارطة طريق قطاع التشغيل، التي تضم 8 مبادرات عملية لتعزيز دينامية التشغيل والحد من البطالة، عبأت الحكومة لتنزيلها غلافا ماليا يقدر بحوالي 15 مليار درهم.