عربي21:
2024-10-05@10:54:40 GMT

حول تصنيف ليبيا ضمن مؤشر الديمقراطية العالمي

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

لمن ليس لديه فكرة عن "مؤشر الديمقراطية العالمي" فهو يعنى بتحديد مستوى الالتزام بالنظام الديمقراطي وتطبيق شروطه، ويغطي نحو 170 دولة حول العالم، حيث يقاس مستوى الديمقراطية بتلك البلدان من خلال خمسة معايير هي:

ـ المشاركة السياسية.
ـ الثقافة السياسية.
ـ العملية الانتخابية.
ـ الحريات المدنية.
ـ أداء الحكومة.



ويعتمد مؤشر الديمقراطية العالمي، كغيره من المؤشرات، نظام النقاط من 0 إلى 10 لقييم جميع دول العالم سنوياً، وفقا للمعايير التي سبق الإشارة إليها. وبناء على النتائج، فإن المؤشر يصنف الدول ضمن أربع مستويات هي:

ـ ديمقراطيات كاملة.
ـ ديمقراطيات منقوصة.
ـ أنظمة هجينة.
ـ أنظمة استبدادية.

المؤشر صنف ليبيا ضمن الأنظمة الاستبدادية بـ 1.7 نقطة من أصل 10 نقاط، حيث جاءت في الترتيب 157 بين الدول، وهي في ذيل القائمة عربيا، إذ لم يتأخر عنها إلا بلدين عربيين هما سوريا والسودان، فيما جاءت تونس على رأس قائمة الدول الأكثر ديمقراطية في العالم العربي تليها المغرب وترتيبهما عالميا على التوالي 82 و93، وبنقاط تجاوزت الخمسة بقليل، إلا أنها صنفت كأنظمة هجينة.

وبالعودة لليبيا وتصنيفها ضمن الأنظمة الاستبدادية وأنها تأتي في ذيل القائمة على مستوى العالم فإن ذلك يعكس مدى تأثير النزاع القائم، والذي تحول إلى صراع دموي مرات، على الانتخابات التي باتت متعثرة ولا أفق قريب لإجرائها، وانعكاس الوضع الأمني المقلق على المشاركة السياسية والحريات، خاصة في الشرق، وبدرجة أقل في الغرب، وكيف قاد الوضع إلى أداء حكومي متردي بسبب الانقسام السياسي وغياب الرقابة الصارمة وتشكل حكومتين لفترة طويلة.

بغض النظر عن نتائج مؤشر الديمقراطية العالمي ومدى إنصافه للحالة الليبية، فإن الصحيح والقطعي هو أن عملية الانتقال الديمقراطي بمتطلباته واشتراطاته من تعددية ومشاركة واحترام للقانون وبناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية متماسكة وفعالة تعثرت بل واجهت انتكاسة شديدة بعد البشائر التيي لاحت في الأفق في السنوات الأولى بعد ثورة فبراير.وبغض النظر عن نتائج مؤشر الديمقراطية العالمي ومدى إنصافه للحالة الليبية، فإن الصحيح والقطعي هو أن عملية الانتقال الديمقراطي بمتطلباته واشتراطاته من تعددية ومشاركة واحترام للقانون وبناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية متماسكة وفعالة تعثرت بل واجهت انتكاسة شديدة بعد البشائر التيي لاحت في الأفق في السنوات الأولى بعد ثورة فبراير.

ومما لا شك فيه أن تدني الوعي العام بمتطلبات التحول إلى نظام ديمقراطي وضعف الثقافة السياسية لدى المجموع العام بما في ذلك قطاع من المتصدرين للمشهد في كافة الأجسام الرسمية والنشطاء الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وكذلك الحوارات التي تجري على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل أحد أبرز أسباب الانحراف عن الانتقال الصحيح والانزلاق إلى أتون التسلط والاستبداد، وعندما يتزعم دعوى عودة الدكتاتورية وتكريس التسلط من يصنفون كنخبويين يتأكد طبيعة التأزيم الذي تواجهه البلاد وهي تخطو صوب الانتقال الصحيح.

قصور الوعي الذي اتسعت رقعته ظهر في الاعتقاد بأنه وبمجرد التغيير الجذري وإسقاط النظام السابق فإن الطريق ستكون مفتوحة للحريات وسيادة القانون والمحافظة على الحقوق وبناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة وتحقيق والرفاه الاقتصادي والاجتماعي المنشود، ومع مواجهة عملية الانتقال التحديات التي من الطبيعي أن تواجهها بسبب فترات التخلف وما كرسه من آفات وراكمه من عراقيل حن كثيرون إلى الدكتاتورية والاستبداد، وفشلت النخبة في توعية الناس وقيادته برشد وعزم لمواجهة تلك العراقيل، بل تورط نخبويون في تأجيج هذا الحنين، وانسد الافق وقصر النظر واختلطت الأمور وصار الإحباط سيد الموقف.

الجدل حول التغيير الديمقراطي كبير، وليس بالضروري أن تكون الديمقراطية وفق النظرية المطروحة والمطبقة في الغرب هي الأساس، وقدر من الحزم مطلوب خاصة في مراحل الانتقال الأولى، لكن ينبغي أن يتضح لدى الجميع أن امتهان أدمية الإنسان وكسر إرادته وإرهابه نفسيا وقهره جسديا والوصاية عليه لا يمكن أن ينبي دولة على أسس متينة، وأن الدكتاتورية والاستبداد والتسلط في جل إن لم يكن كل التجارب لا تقود إلى ما يصبو إليه الناس من عيش كريم واستقرار دائم، فقد دفع خوف المصريين من انهيار الدولة إلى إحضان الدكتاورية والاستبداد من جديد، فإذا بهم اليوم يعضون أصابع الندم على ذلك بسبب ما أصابهم من فقر وعوز في أقواتهم، وامتهان لكرامتهم، ولأن الدكتاورية تجذرت من جديد صار من العسير إيقاع تغيير في المدى القصير أو المتوسط.

وعلى العموم فإن التغيير المنشود قادم وما نشاهده من أزمات وما وقع من أخطاء تضيف إلى ذاكرة الناس شيئا مهما وتراكما للوعي لديهم ولو بشكل بطيء، وهذا من أهم اشتراطات الانتقال الصحيح ومتطلباته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الديمقراطية المؤشرات ليبيا ليبيا رأي ديمقراطية مؤشرات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الصين تحث الاتحاد الأوروبي على العودة إلى المسار الصحيح لحل النزاعات التجارية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حثت الصين، اليوم الجمعة، المفوضية الأوروبية على إظهار إجراءات ملموسة حقيقية لتنفيذ إرادتها السياسية والعودة إلى المسار الصحيح لحل الاحتكاكات التجارية من خلال المشاورات.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في تصريحات: "تعارض الصين بشدة الحكم النهائي المقترح من الجانب الأوروبي، لكنها لفتت أيضا إلى الإرادة السياسية من الجانب الأوروبي لمواصلة حل القضية من خلال المفاوضات"، مشيرا إلى أن الفرق الفنية من كلا الجانبين ستواصل مفاوضاتها في 7 أكتوبر.

وحثت الوزارة الجانب الأوروبي على أن يكون على دراية واضحة بأضرار فرض رسوم إضافية، لأن ذلك لن يحل أي مشكلات بل سيؤدي فقط إلى زعزعة ثقة الشركات الصينية وعزمها ويمنعها من التعاون الاستثماري في أوروبا.

وأضاف المتحدث أن "موقف الصين ثابت وواضح. تعارض الصين بشدة الممارسات الحمائية غير النزيهة وغير القانونية وغير المعقولة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي في هذه القضية، وتعارض بشكل قاطع الرسوم التعويضية الإضافية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية. ستتخذ الصين جميع الإجراءات الممكنة للدفاع بحزم عن مصالح الشركات الصينية".

مقالات مشابهة

  • برج السرطان.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: تسير على الطريق الصحيح
  • الصين تحث الاتحاد الأوروبي على العودة إلى المسار الصحيح لحل النزاعات التجارية
  • القانون يحدد الأجر المستحق للموظفة خلال فترة الحمل والوضع.. تفاصيل
  • ربيع الآخر أم الثاني.. النطق الصحيح وسر التسمية مع بداية الشهر الهجري
  • مصرع نحو 80 شخصاً بانقلاب سفينة في جمهورية الكونغو الديمقراطية
  • عضو «صحة الشيوخ»: رسائل الرئيس السيسي تؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح
  • ما هي الأزمات التي تواجه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟
  • “التغير والنظام العالمي.. فهم التحولات التي تشكل عصرنا” .. ندوة حوارية بمعرض الكتاب
  • والد مصطفى أشرف: اللاعب قريب من الانتقال إلى الزمالك
  • نقص التمويل أبرز تحديات معظم الدول العربية