حول تصنيف ليبيا ضمن مؤشر الديمقراطية العالمي
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
لمن ليس لديه فكرة عن "مؤشر الديمقراطية العالمي" فهو يعنى بتحديد مستوى الالتزام بالنظام الديمقراطي وتطبيق شروطه، ويغطي نحو 170 دولة حول العالم، حيث يقاس مستوى الديمقراطية بتلك البلدان من خلال خمسة معايير هي:
ـ المشاركة السياسية.
ـ الثقافة السياسية.
ـ العملية الانتخابية.
ـ الحريات المدنية.
ـ أداء الحكومة.
ويعتمد مؤشر الديمقراطية العالمي، كغيره من المؤشرات، نظام النقاط من 0 إلى 10 لقييم جميع دول العالم سنوياً، وفقا للمعايير التي سبق الإشارة إليها. وبناء على النتائج، فإن المؤشر يصنف الدول ضمن أربع مستويات هي:
ـ ديمقراطيات كاملة.
ـ ديمقراطيات منقوصة.
ـ أنظمة هجينة.
ـ أنظمة استبدادية.
المؤشر صنف ليبيا ضمن الأنظمة الاستبدادية بـ 1.7 نقطة من أصل 10 نقاط، حيث جاءت في الترتيب 157 بين الدول، وهي في ذيل القائمة عربيا، إذ لم يتأخر عنها إلا بلدين عربيين هما سوريا والسودان، فيما جاءت تونس على رأس قائمة الدول الأكثر ديمقراطية في العالم العربي تليها المغرب وترتيبهما عالميا على التوالي 82 و93، وبنقاط تجاوزت الخمسة بقليل، إلا أنها صنفت كأنظمة هجينة.
وبالعودة لليبيا وتصنيفها ضمن الأنظمة الاستبدادية وأنها تأتي في ذيل القائمة على مستوى العالم فإن ذلك يعكس مدى تأثير النزاع القائم، والذي تحول إلى صراع دموي مرات، على الانتخابات التي باتت متعثرة ولا أفق قريب لإجرائها، وانعكاس الوضع الأمني المقلق على المشاركة السياسية والحريات، خاصة في الشرق، وبدرجة أقل في الغرب، وكيف قاد الوضع إلى أداء حكومي متردي بسبب الانقسام السياسي وغياب الرقابة الصارمة وتشكل حكومتين لفترة طويلة.
بغض النظر عن نتائج مؤشر الديمقراطية العالمي ومدى إنصافه للحالة الليبية، فإن الصحيح والقطعي هو أن عملية الانتقال الديمقراطي بمتطلباته واشتراطاته من تعددية ومشاركة واحترام للقانون وبناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية متماسكة وفعالة تعثرت بل واجهت انتكاسة شديدة بعد البشائر التيي لاحت في الأفق في السنوات الأولى بعد ثورة فبراير.وبغض النظر عن نتائج مؤشر الديمقراطية العالمي ومدى إنصافه للحالة الليبية، فإن الصحيح والقطعي هو أن عملية الانتقال الديمقراطي بمتطلباته واشتراطاته من تعددية ومشاركة واحترام للقانون وبناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية متماسكة وفعالة تعثرت بل واجهت انتكاسة شديدة بعد البشائر التيي لاحت في الأفق في السنوات الأولى بعد ثورة فبراير.
ومما لا شك فيه أن تدني الوعي العام بمتطلبات التحول إلى نظام ديمقراطي وضعف الثقافة السياسية لدى المجموع العام بما في ذلك قطاع من المتصدرين للمشهد في كافة الأجسام الرسمية والنشطاء الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وكذلك الحوارات التي تجري على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل أحد أبرز أسباب الانحراف عن الانتقال الصحيح والانزلاق إلى أتون التسلط والاستبداد، وعندما يتزعم دعوى عودة الدكتاتورية وتكريس التسلط من يصنفون كنخبويين يتأكد طبيعة التأزيم الذي تواجهه البلاد وهي تخطو صوب الانتقال الصحيح.
قصور الوعي الذي اتسعت رقعته ظهر في الاعتقاد بأنه وبمجرد التغيير الجذري وإسقاط النظام السابق فإن الطريق ستكون مفتوحة للحريات وسيادة القانون والمحافظة على الحقوق وبناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة وتحقيق والرفاه الاقتصادي والاجتماعي المنشود، ومع مواجهة عملية الانتقال التحديات التي من الطبيعي أن تواجهها بسبب فترات التخلف وما كرسه من آفات وراكمه من عراقيل حن كثيرون إلى الدكتاتورية والاستبداد، وفشلت النخبة في توعية الناس وقيادته برشد وعزم لمواجهة تلك العراقيل، بل تورط نخبويون في تأجيج هذا الحنين، وانسد الافق وقصر النظر واختلطت الأمور وصار الإحباط سيد الموقف.
الجدل حول التغيير الديمقراطي كبير، وليس بالضروري أن تكون الديمقراطية وفق النظرية المطروحة والمطبقة في الغرب هي الأساس، وقدر من الحزم مطلوب خاصة في مراحل الانتقال الأولى، لكن ينبغي أن يتضح لدى الجميع أن امتهان أدمية الإنسان وكسر إرادته وإرهابه نفسيا وقهره جسديا والوصاية عليه لا يمكن أن ينبي دولة على أسس متينة، وأن الدكتاتورية والاستبداد والتسلط في جل إن لم يكن كل التجارب لا تقود إلى ما يصبو إليه الناس من عيش كريم واستقرار دائم، فقد دفع خوف المصريين من انهيار الدولة إلى إحضان الدكتاورية والاستبداد من جديد، فإذا بهم اليوم يعضون أصابع الندم على ذلك بسبب ما أصابهم من فقر وعوز في أقواتهم، وامتهان لكرامتهم، ولأن الدكتاورية تجذرت من جديد صار من العسير إيقاع تغيير في المدى القصير أو المتوسط.
وعلى العموم فإن التغيير المنشود قادم وما نشاهده من أزمات وما وقع من أخطاء تضيف إلى ذاكرة الناس شيئا مهما وتراكما للوعي لديهم ولو بشكل بطيء، وهذا من أهم اشتراطات الانتقال الصحيح ومتطلباته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الديمقراطية المؤشرات ليبيا ليبيا رأي ديمقراطية مؤشرات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
«اقتصادية أبوظبي» و«معاً» توقعان مذكرة تفاهم
أبوظبي: «الخليج»
أعلنت دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، التي تقود جهود النمو والتنويع الاقتصادي، وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، المنصة الحكومية في أبوظبي المعنية بتوحيد جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمعالجة الأولويات الاجتماعية الرئيسية، توقيع مذكرة تفاهم بهدف تعزيز وبناء منظومة شركات اجتماعية مزدهرة في الإمارة.
وتسلط المذكرة، التي وقعت ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للأعمال، الضوء على الهدف المشترك المتمثل في تمكين الشركات الاجتماعية في الإمارة، حيث تهدف الجهتان إلى وضع إطار عمل لتسهيل وتسريع إصدار التراخيص للشركات الاجتماعية، وتدعم هيئة معاً أيضاً الشركات الاجتماعية من خلال منحها «شهادة تصنيف الشركات الاجتماعية»، وهي الاعتماد الحكومي الأول من نوعه للشركات ذات الهدف الاجتماعي في دولة الإمارات والتي تعمل على معالجة التحديات في المجتمع، ما يمنحها فرصة المشاركة ضمن شبكة واسعة من المستثمرين والمبتكرين الاجتماعيين للتعاون وتنمية الشركات.
وتقدم الشهادة لتلك الشركات الحوافز، كما تمكنها من الازدهار في أعمالها بالتوازي مع معالجة الأولويات الاجتماعية في أبوظبي، وتهدف هذه المبادرة إلى إحداث تأثير إيجابي ومستدام في المجتمع، وتحقيق التغيير الملموس وبناء مجتمع متعاون.