عربي21:
2025-03-18@16:38:44 GMT

حول تصنيف ليبيا ضمن مؤشر الديمقراطية العالمي

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

لمن ليس لديه فكرة عن "مؤشر الديمقراطية العالمي" فهو يعنى بتحديد مستوى الالتزام بالنظام الديمقراطي وتطبيق شروطه، ويغطي نحو 170 دولة حول العالم، حيث يقاس مستوى الديمقراطية بتلك البلدان من خلال خمسة معايير هي:

ـ المشاركة السياسية.
ـ الثقافة السياسية.
ـ العملية الانتخابية.
ـ الحريات المدنية.
ـ أداء الحكومة.



ويعتمد مؤشر الديمقراطية العالمي، كغيره من المؤشرات، نظام النقاط من 0 إلى 10 لقييم جميع دول العالم سنوياً، وفقا للمعايير التي سبق الإشارة إليها. وبناء على النتائج، فإن المؤشر يصنف الدول ضمن أربع مستويات هي:

ـ ديمقراطيات كاملة.
ـ ديمقراطيات منقوصة.
ـ أنظمة هجينة.
ـ أنظمة استبدادية.

المؤشر صنف ليبيا ضمن الأنظمة الاستبدادية بـ 1.7 نقطة من أصل 10 نقاط، حيث جاءت في الترتيب 157 بين الدول، وهي في ذيل القائمة عربيا، إذ لم يتأخر عنها إلا بلدين عربيين هما سوريا والسودان، فيما جاءت تونس على رأس قائمة الدول الأكثر ديمقراطية في العالم العربي تليها المغرب وترتيبهما عالميا على التوالي 82 و93، وبنقاط تجاوزت الخمسة بقليل، إلا أنها صنفت كأنظمة هجينة.

وبالعودة لليبيا وتصنيفها ضمن الأنظمة الاستبدادية وأنها تأتي في ذيل القائمة على مستوى العالم فإن ذلك يعكس مدى تأثير النزاع القائم، والذي تحول إلى صراع دموي مرات، على الانتخابات التي باتت متعثرة ولا أفق قريب لإجرائها، وانعكاس الوضع الأمني المقلق على المشاركة السياسية والحريات، خاصة في الشرق، وبدرجة أقل في الغرب، وكيف قاد الوضع إلى أداء حكومي متردي بسبب الانقسام السياسي وغياب الرقابة الصارمة وتشكل حكومتين لفترة طويلة.

بغض النظر عن نتائج مؤشر الديمقراطية العالمي ومدى إنصافه للحالة الليبية، فإن الصحيح والقطعي هو أن عملية الانتقال الديمقراطي بمتطلباته واشتراطاته من تعددية ومشاركة واحترام للقانون وبناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية متماسكة وفعالة تعثرت بل واجهت انتكاسة شديدة بعد البشائر التيي لاحت في الأفق في السنوات الأولى بعد ثورة فبراير.وبغض النظر عن نتائج مؤشر الديمقراطية العالمي ومدى إنصافه للحالة الليبية، فإن الصحيح والقطعي هو أن عملية الانتقال الديمقراطي بمتطلباته واشتراطاته من تعددية ومشاركة واحترام للقانون وبناء مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية متماسكة وفعالة تعثرت بل واجهت انتكاسة شديدة بعد البشائر التيي لاحت في الأفق في السنوات الأولى بعد ثورة فبراير.

ومما لا شك فيه أن تدني الوعي العام بمتطلبات التحول إلى نظام ديمقراطي وضعف الثقافة السياسية لدى المجموع العام بما في ذلك قطاع من المتصدرين للمشهد في كافة الأجسام الرسمية والنشطاء الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وكذلك الحوارات التي تجري على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل أحد أبرز أسباب الانحراف عن الانتقال الصحيح والانزلاق إلى أتون التسلط والاستبداد، وعندما يتزعم دعوى عودة الدكتاتورية وتكريس التسلط من يصنفون كنخبويين يتأكد طبيعة التأزيم الذي تواجهه البلاد وهي تخطو صوب الانتقال الصحيح.

قصور الوعي الذي اتسعت رقعته ظهر في الاعتقاد بأنه وبمجرد التغيير الجذري وإسقاط النظام السابق فإن الطريق ستكون مفتوحة للحريات وسيادة القانون والمحافظة على الحقوق وبناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة وتحقيق والرفاه الاقتصادي والاجتماعي المنشود، ومع مواجهة عملية الانتقال التحديات التي من الطبيعي أن تواجهها بسبب فترات التخلف وما كرسه من آفات وراكمه من عراقيل حن كثيرون إلى الدكتاتورية والاستبداد، وفشلت النخبة في توعية الناس وقيادته برشد وعزم لمواجهة تلك العراقيل، بل تورط نخبويون في تأجيج هذا الحنين، وانسد الافق وقصر النظر واختلطت الأمور وصار الإحباط سيد الموقف.

الجدل حول التغيير الديمقراطي كبير، وليس بالضروري أن تكون الديمقراطية وفق النظرية المطروحة والمطبقة في الغرب هي الأساس، وقدر من الحزم مطلوب خاصة في مراحل الانتقال الأولى، لكن ينبغي أن يتضح لدى الجميع أن امتهان أدمية الإنسان وكسر إرادته وإرهابه نفسيا وقهره جسديا والوصاية عليه لا يمكن أن ينبي دولة على أسس متينة، وأن الدكتاتورية والاستبداد والتسلط في جل إن لم يكن كل التجارب لا تقود إلى ما يصبو إليه الناس من عيش كريم واستقرار دائم، فقد دفع خوف المصريين من انهيار الدولة إلى إحضان الدكتاورية والاستبداد من جديد، فإذا بهم اليوم يعضون أصابع الندم على ذلك بسبب ما أصابهم من فقر وعوز في أقواتهم، وامتهان لكرامتهم، ولأن الدكتاورية تجذرت من جديد صار من العسير إيقاع تغيير في المدى القصير أو المتوسط.

وعلى العموم فإن التغيير المنشود قادم وما نشاهده من أزمات وما وقع من أخطاء تضيف إلى ذاكرة الناس شيئا مهما وتراكما للوعي لديهم ولو بشكل بطيء، وهذا من أهم اشتراطات الانتقال الصحيح ومتطلباته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الديمقراطية المؤشرات ليبيا ليبيا رأي ديمقراطية مؤشرات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ليبيا تشارك في المؤتمر العالمي لـ«النساء البرلمانيات» بالمكسيك

شاركت عضو مجلس النواب، “ربيعة أبو راص”، في المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات 2025، الذي ينظمهُ الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع مجلس الشيوخ المكسيكي في مدينة مكسيكو سيتي بالمكسيك، خلال الفترة من 13 إلى 16 مارس 2025م.

تأتي هذه المشاركة في إطار “دعم مجلس النواب الليبي لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة التي ساهمت في خلق فرص متساوية بين النساء والرجال في مختلف القطاعات وميادين العمل”.

افتتح المؤتمر، رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم باردو، في القصر الوطني، بحضور شخصيات بارزة، من بينهم “رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، والأمين العام للاتحاد، ورئيسة برلمان كوت ديفوار، إلى جانب عدد من البرلمانيات والقيادات السياسية من مختلف دول العالم”.

حيث ناقش المؤتمر “سبل تحقيق التكافؤ البرلماني وتعزيز دور المرأة في صنع القرار، كما سلط الضوء على التحديات التي تواجه البرلمانيات والحلول الممكنة لتحقيق مشاركة عادلة للمرأة في العمل التشريعي”.

وتأتي المشاركة في هذا الحدث تأكيدا على “دعم تمكين المرأة، وتعزيز سياسات التنمية المستدامة، ومكافحة جميع أنواع العنف السياسي والاجتماعي والإلكتروني، والاستفادة من التجارب الدولية لتحقيق مشاركة سياسية أكثر شمولًا وتمثيلًا للمرأة، سواء في ليبيا أو على المستوى الإقليمي والدولي”.

اختتم المؤتمر بوثيقة ختامية، تضمنت العديد من التوصيات والخطوات المتعلقة “بآليات الفرص المتساوية للنساء والرجال مع مكافحة العنف والتمييز ضد النساء والفتيات”.

مقالات مشابهة

  • مؤشر الحرية الاقتصادية خلال 2025.. العراق خارج تصنيف للعام الثاني توالياً
  • دمياط ضمن قائمة أفضل الجامعات المصرية في تصنيف مؤشر نيتشر
  • جامعة قناة السويس تواصل تميزها عالميا في تصنيف سيماجو العالمي
  • لفساد وفشل حكومات العراق الإيرانية .. العراق خارج تصنيف مؤشر الحرية الاقتصادية
  • للعام الثاني توالياً.. العراق خارج تصنيف مؤشر الحرية الاقتصادية
  • ليبيا تشارك في المؤتمر العالمي لـ«النساء البرلمانيات» بالمكسيك
  • المدرسة الديمقراطية: ترامب يقود أمريكا نحو الارهاب العالمي
  • الأكاديمية العربية تحقق تقدما جديدا في تصنيف كيو إس العالمي للجامعات
  • 11 دولة عربية تتألق في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024
  • تحسُّن الأداء الحكومي الكُلي يرفع تصنيف عُمان على جميع المؤشرات الدولية