موقع النيلين:
2025-01-05@08:17:07 GMT

پلاي – ليستات الحرب

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT


لكلٍ تعريفه للصداقة. أحبها لقلبي هو تعريفها وفق قدرة مكبر صوت بيت المضيف على التعرّف على هاتف محمول الضيف، في البيوت التي لا تتوقف فيها الموسيقى.

حين لا تسعفني إرادتي في تفادي تناول الهاتف أول الصباح واستفتاح يومي بالأخبار، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى انهيار مُبكر، أبكر من المخطط له، ألجأ للموسيقى.

القائمة -هذه الأيام- مكونة في الغالب من (الراب والهيب-هوب) العربي. هذه المرحلة تبعت مرحلة إنعاش أغاني الانتفاضات والحروب السابقة، بل وأغاني المقاومة الأولى. ثمة ميل لما يُعبّر عن الحالة، ليس بتجرد، بل بجلاء، بعنف، وبصياغة متحررة من الجماليات، من التشفير والترميز، بل وكثيرا ما تكون متطبعة بالسوقية. يُرحب بالغموض القادم من تمرير (الراپر) برسائل خاصة هنا وهناك، لكن لا يُرحب بما يكشف عن المبالغة في التزويق.

المناخ السياسي العام ترك أثره في خياراتنا الموسيقية بلا شك. وكأن انهيار ثقتنا في إنسانية العالم، وعدالة مؤسساته، تهد الفن والأذواق معها. الغضب والقهر الفريد من نوعه، والقادم من فرادة هذه اللحظة التاريخية في سجل التاريخ الأسود للبشرية يختار مخرجا جديدا للتنفيس، وقلما يُشفي رغم ذلك- قلما يُساعدنا أي شيء في السلوان ولو لحظة.

تصرخ أغنية شوفني للناظر وشب جديد غير الجديدة «شنعلل/ شان ينفع هالأوقات هاي وين بتوصل/ راح أكمل/ رح أكون من الناس الجابوا الفاس بالراس/ ومش متحمل، مش متحمل، مش متحمل» فنكرر «مش متحمل» خلفهم مرات ثلاث. تليها أغنية شاهين -غير الجديدة أيضا- «صوت بجع»: «سيبوني عايزين مني إيه/ مابقاش عندي اللي أزعل عليه». وأحيانا تُتبع بـ«ما يُرام» لابيوسف وليل بابا: «لا أنا مش على ما يرام/ حاسس إن كل ده سراب/ بحاول أطلع من تحت الأنقاض/ لما بتمشي بيبقى في ظلام/ وأنا عارف إني متقل شوية في الهروب/ مش عارف إني أهندل نفسي لما أفوق/ كاتم اللي يتقل عليا السموم/ كل دي خصوم، كل دي خصوم».

وأنا أسأل أصدقائي أيضا يقول البعض: إن علاقتهم (بالراب والهيب-هوب) ساءت في الواقع. المُباشرة والتعبير الصريح اللتين يرجوهما المرء عادة من أغاني هذه الجونرا غير قابلة للتحقق، إذ يعجز أي شيء عن التقاط فداحة ما يحصل. بالمقابل ما يستمعون إليه هو ما يرتبط بشكل وثيق بما يحصل في غزة، أغانٍ من قبيل «سوف نبقى هنا، كي يزول الألم»، موطني التي لا تفقد شعبيتها أبدا، وڤيڤا پالستينا.

لا يقف التأثير عند نوع الجونرا التي نستمع إليها، بل يتعداه إلى ساعات الاستماع، فنحن بحاجة إلى إسكات الضجيج في رؤوسنا فور استيقاظنا من النوم، وحتى العودة للسرير مرة أخرى. لنا بالطبع وسائل هروب -أكثرها لا صحي بطبيعة الحال- قد تكون الموسيقى أصحها.

بالمقابل نعرف أن الموسيقى التي نتوسل بها للمواساة ومقاومة ما لا يمكن احتماله، تُستخدم أيضا على الطرف الآخر لشحذ الهمم من أجل مزيد من القتل والتدمير.

توقفت معظم الحفلات الفنية منذ بداية الإبادة، نتج عنه التفتيش وإعادة بعث قوائم الموسيقى القديمة، والتوسع في البحث عن شتى أنواع الموسيقى التي أُنتجت، وحظيت بشعبية من قِبل المستمعين في أزمنة التحرر ومقاومة الاستعمار، كحرب فيتنام مثلا. لكن المدهش (وغير المدهش حقا لمن يملك أقل معرفة بالجو السياسي العربي) هو غياب المهرجانات التي تخصص لهذا الغرض تحديدا. ثمة تعويضات من قبيل هتافات الجماهير في الملاعب أو غنائهم، والذي يعمل كتعويض للتجمهر والنزول إلى الشارع المحرم -أو المضيق عليه، على الأقل- في معظم الدول العربية.

نوف السعيدي – جريدة عمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وهابيات تجمل معهد الموسيقى العربية.. هذا الموعد

تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلا ضمن سلسلة وهابيات للفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمي، وذلك في الثامنة مساء الأحد 5 يناير على مسرح معهد الموسيقى العربية، في إطار أنشطة وزارة الثقافة الهادفة لإحياء التراث الفني.

‏يتضمن البرنامج نخبة من أعمال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب منها لولا الملامة، أنت عمري، في يوم وليلة، توبة، أهواك، من غير ليه وغيرها.. ‏أداء الفنانين أحمد عفت، منار سمير وهند النحاس.

جدير بالذكر أن سلسلة حفلات وهابيات، تأتي في إطار دور الأوبرا الهادف إلى تنمية الذوق الفني في المجتمعؤ وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الرموز الخالدة وروائع الموسيقار محمد عبدالوهاب الموسيقية والغنائية.

أنشطة دار الأوبرا


دار الأوبرا المصرية، أو الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي، افتتحت في عام 1988 وتقع في مبناها الجديد والذي شُيد بمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي.

ويعتبر هذا الصرح الثقافي الكبير، الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية، التي بناها الخديوي إسماعيل العام 1869، واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما.

ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل في كافة المجالات، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحي الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث اعتزم أن يدعو إليه عدداً كبيراً من ملوك وملكات أوروبا.

وتم بناء الأوبرا خلال ستة أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكانى وروس، وكانت رغبة الخديوي إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، وهي أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل.

وفقدمت أوبرا ريجوليتو في الافتتاح الرسمي، الذي حضره الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولى عهد بروسيا.

مقالات مشابهة

  • مدعوون لاستكمال التعيين بـمؤسسات رسمية – أسماء
  • صحيفة الثورة الأحد 5 رجب 1446 – الموافق 5 يناير 2025
  • انخفاض أسعار الذهب في الأردن – تفاصيل
  • تسجيل صوتي للمشتبه به في هجوم نيو أورليانز شمس الدين جبار: الموسيقى صوت الشيطان
  • صحيفة الثورة السبت 4 رجب 1446 – 4 يناير 2025
  • بين الجواز والتحريم.. علي جمعة يحسم الجدل في حكم الموسيقى
  • مؤسس داماك دبي امضى رأس السنة مع ترامب وماسك – صورة
  • صحيفة الثورة الجمعة 3 رجب 1446 – الموافق 3 يناير 2025
  • أسرتا الدقل والدهموش تحتفلان بالدكتور أمين – صورة
  • وهابيات تجمل معهد الموسيقى العربية.. هذا الموعد