انطلاق مؤتمر دولي بمعهد الدوحة للدراسات العليا بعنوان "اللغة العربية لوارثيها: قضايا ومقاربات"
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لمركز اللغات في معهد الدوحة للدراسات العليا، اليوم، بعنوان "اللغة العربية لوارثيها: قضايا ومقاربات" بمشاركة أكثر من 50 باحثا من قطر وعدد من الدول العربية والأجنبية.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى مناقشة إسهامات جديدة في حقل العربية لوارثيها من خلال مقاربات تشمل قضايا الاهتمام بوارثي اللغة المقيمين داخل المجتمعات المتحدّثة باللغة العربية وخارجها وعبر جلسات تتوزع على مدار يومين حول مفاهيم العربية لوارثيها، وخصائص العربية عند ثنائيي اللغة وإشكاليات وتحديات تعليم اللغة العربية لوارثيها وجهود الأهالي والمنظمات والمدارس ودور الجامعات وإسهاماتها والفرص الاقتصادية لتعليم اللغة لوارثيها.
وأوضح الدكتور علاء الجبالي مدير مركز اللغات، في كلمته الافتتاحية، أن مصطلح وارثو اللغة يشير إلى فئة من الأفراد في المهجر لديهم بعض المعرفة باللغة التي ورثوها عن أهلهم ولكن هذه المعرفة منقوصة كما وكيفا مقارنة بأقرانهم في بيئة اللغة الأصلية ، لافتا إلى أنه يرتبط بجهود تمكين الأقليان من الحفاظ على هوياتهم اللغوية والثقافية في مجتمع مشتهر بأنه بوتقة تذوب فيها الأعراق.
وأشار إلى أن أهمية المؤتمر لا تنحصر بعدد المداخلات الـ 51 والتي تعكس اهتماما واسعا بهذه القضية وعمقا معرفيا يرتبط بها، بل يكتسب المؤتمر أهمية خاصة نظراً لخصوصية فئة وارثي اللغة وحاجاتهم الغائبة عن كثير من المشتغلين في مجال تدريس العربية فيبرز المؤتمر كمنصة يؤمل أن تقدم حلولاً ناجعة وإجابات نظرية تفيد المشتغلين بهذا المجال، وتَنعَكِس إيجاباً على دافعية وارثي العربية في تعلمها أو مواصلة تعلمها. وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء القطرية على هامش المؤتمر أنه يأتي ضمن جهود دولة قطر في الحفاظ على اللغة العربية في الداخل والخارج، لافتا إلى من أهم هذه الجهود القانون رقم /7 / لسنة 2019 بشأن حماية اللغة العربية، الذي نص في مادته الأولى على ضرورة التزام جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بحماية ودعم اللغة العربية في كافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها، إلى جانب إنجاز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وهو ذاكرة لجميع ألفاظ العربية وتسجيل تاريخ ظهورها ودلالاتها وتطوراتها، فضلا عن جهود مختلف المؤسسات الثقافية في تعزيز اللغة العربية.
وافتتح المؤتمر بمحاضرة عامة حول خصائص اللغة العربية ألقاها الدكتور العباس بن مأمون أستاذ في قسم شرق آسيا والشرق الأوسط وبرنامج اللسانيات في جامعة دوك بالولايات المتحدة الأمريكية، قدم خلالها خلاصة الأبحاث والدراسات التجريبية التي دارت في مجال اللغة لوارثيها، وبيّن كيف يمكن الاستفادة منها في تلبية حاجات فئة وارثي اللغة العربية.
وقال الدكتور العباس بن مأمون، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الأبحاث التي قدمت تناقش الكفاءة اللغوية لدى الطلاب العرب في أمريكا المنحدرين من أصول عربية حيث تعلموا اللغة العربية في البيت ولهم بعض الكفاءة في اللغة العربية ، حيث يتم دراسة الخصائص اللغوية لابد من تشجيع هذا الجيل ومساعدتهم في تعلم اللغة العربية والحفاظ عليها ، وتوفير الظروف المناسبة والوسائل الناجحة للحفاظ على اللغة العربية لدى أبناء المهجر فضلا عن ربهم بالعالم العربي وثقافته.
وتضمنت الجلسة الأولى من مؤتمر انطلاق مؤتمر "اللغة العربية لوارثيها : قضايا ومقاربات" تقديم عدد من الأوراق البحثية، منها ورقة للدكتورة سوسن خليل، أستاذة اللغة العربية في جامعة كامبردج ببريطانيا، حول موضوع "العمل على نهج شامل جديد لتعليم العربية كلغة لوارثيها: المنهج والموارد والتدريب"، وورقة حول السياسات اللغوية الداعمة للغة العربية كلغة تراثية في دول الخليج العربي وقطر، قدمها كل من محمد محجوب وهو باحث تربوي في قطاع التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر ومارتين إيلي وهي رئيسة قسم الأبحاث والتقييم في قطاع التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، تحت عنوان "نحو سياسة مبنية على الأدلة لدعم اللغة العربية كلغة التراث في مدارس مؤسسة قطر".
وحملت الجلسة الثانية عنوان "الهوية والسياسات اللغوية " وأدارها الدكتور حيدر سعيد رئيس قسم البحوث في المركز العربي للأبحاث ، حيث ركزت أولى مداخلات هذه الجلسة على سياسات اللغة العربية لوارثيها: السياق القانوني والمنظور التربوي والتي قدمها كل من الدكتور عبد الله عبد الله، أستاذ في القانون الخاص بكلية القانون بجامعة قطر، والدكتور عبد العظيم صبري أستاذ مساعد في الدراسات العامة بجامعة قطر.
وقدم أنوار بنيعيش، أكاديمي مغربي متخصص في الأدب العربي، ورقة بعنوان "اللغة العربية لوارثيها وتحصين الهوية الثقافية للأقليات في بلدان المهجر الأوروبي"، أما كارين علاف، كبيرة المستشارين للبرامج في مؤسسة قطر الدولية وتوني كولدربانك الذي يعمل على دعم وتوسيع برنامج مؤسسة قطر الدولية للغة العربية وثقافتها في المملكة المتحدة وأيرلندا، فقد ناقشا كيفية إسهام تعلم اللغة العربية في تكوين هوية المتعلمين من أصول عربية في المهجر وكيف يمكن لأساتذة اللغة العربية الاستجابة لاحتياجات هؤلاء المتعلمين بطريقة توفر لهم تجربة تعلمية ممتعة وذات صلة بحياتهم.
وبدوره، تناول الدكتور أشرف عبد الحي أستاذ مشارك في برنامج اللسانيات والمعجمية العربية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، مفهوم "اللغة العربية لوارثيها خارج البناء الاستعماري للغة: مقاربة ديكولونيالية".
وحاول دان ديفيدسون المستشار الأكاديمي والرئيس الفخري للمجالس الأمريكية للتعليم الدولي والأستاذ الفخري في اكتساب اللغة الروسية واللغة الثانية، خلال محاضرة عامة، الإجابة عن سؤال "ما هي ميزة وارثي اللغة؟" عبر دارسته المطولة لبرنامج الانغماس اللغوي، "فلاجشيب"، للغات العربية والصينية والروسية. لتختتم جلسات اليوم الأول بجلسة ثالثة تحت عنوان "مقاربات منهجية" أدارها الدكتور فؤاد القيسي محاضر أول في مركز اللغات في معهد الدوحة للدراسات العليا، حيث قدم الدكتور علاء الجبالي، مدير مركز اللغات ورقته البحثية حول مزج استراتيجيات اكتساب اللغة وتعلمها لوارثيها والبناء على معطيات اللغة الأم في اكساب الأطفال الفصحى، فيما أشارت الدكتورة ربا خمم أستاذة اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز البريطانية، إلى موضوع "استراتيجيات تربوية جديدة لتحويل مهارات اكتساب اللغة والمشاركة ومستوى الكفاءة لدى المتعلمين من وارثي اللغة".
وتطرقت ورقة الدكتورة رشا سليمان أستاذة مشاركة في علم اللغة واللغويات العربية، والباحثة مليسا تاولر وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة ليدز إلى تدريس اللغة العربية في مدارس المملكة المتحدة، وكيفية استغلال التنوع اللهجي في صف تدريس اللغة العربية: تصورات وانطباعات المعلمين.
وسيواصل المؤتمر جلساته غدا بمحاضرة افتتاحية للدكتور إدريس الشرقاوي أستاذ مشارك للغة العربية في قسم اللغات والآداب الحديثة في كلية ويليام وماري الأمريكية، حول "تعليم اللغة العربية لوارثيها: التحديات واستراتيجيات اكتساب اللغة"، فيما تناقش الجلسات التالية الكفايات والمنهج للدكتورة سيلفينا مونترول متحدثة عن "دعم اكتساب اللغات لوارثيها في أهم المراحل". كما تتناول الجلسات المسائية دراسات حالة خارج العالم العربي وفيه تغطي واقع وارثي اللغة في أمريكا، وهولندا، فرنسا، وكندا، والبوسنة والهرسك.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: معهد الدوحة للدراسات العليا قطر اللغة العربية الدوحة للدراسات العلیا اللغة العربیة فی للغة العربیة فی مؤسسة قطر فی جامعة
إقرأ أيضاً:
استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.. ووقف استهداف السفن بالبحر الأحمر.. وزير الخارجية يوجه رسائل هامة
كشف السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصرية، خلال لقاء له على هامش تقرير، لبرنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، عن الجهود المصرية الكبيرة التي تمت من اجل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى التركيز على التعاون مع الشركات البلجيكية للاستثمار في مصر.
وإليكم أبرز التصريحات.
وزير الخارجية: مصر مركز لوجيستي مهم وتستقطب اهتمام الشركات البلجيكية
أكد أنه يتم النظر إلى مصر من واقع أهميتها الإقليمية وموقعها الجغرافي المتميز وهو المركز اللوجيستي الأهم في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك رغبة متزايدة من الشركات البلجيكية للعمل في مصر على كافة القطاعات.
وقال إنه وجدنا طفرة هامة، وتقديرا كاملا للقيادة المصرية والرئيس السيسي والدور المصري سواء على صعيد الإصلاح الاقتصادي الداخلي أو الصعيد السياسي، أو الدور الإقليمي في التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لوقف العدوان على أهالينا في قطاع غزة مع أشقائنا في قطر والولايات المتحدة.
وتابع أن هناك تقديرا كاملا للدور المصري، مؤكدا أنه كان لدي الفرصة أن أتشرف بلقاء برئيس المجلس الأوروبي ولقاءات مع المفوضين الأوروبيين ومع المسئولين البلجيكيين ومع قيادات البرلمان الأوروبي.
الخارجية: مصر تعمل على حل المنازعات بالطرق السلمية في سوريا واليمن وليبيا والسودان
أكد أنه نعمل على نقل الرؤية المصرية الثاقبة التي تحض وتدفع لحل المنازعات بكل الطرق السلمية البعيدة عن الحلول العسكرية، وذلك سواء في سوريا واليمن وليبيا والسودان، مشيرا إلى أنه أحاط كل القيادات البلجيكية علما بالجهود التي تقوم بها مصر في تلك الملفات.
وقال أنه كان لدي زيارة لبورسودان مرتين خلال شهر واحد، إضافة إلى متابعة الأوضاع في سوريا.
وتابع أنه "نقف قلبا وقالبا مع الشعب السوري لدعم حقوقه في أن يكون هناك عملية سياسية شاملة، لا تقصي أحدا وألا تكون سوريا مصدرا للتهديد لأي دولة من دول الإقليم.
وزير الخارجية: زيارة الرئيس السيسي لبروكسل ساهمت في تعزيز التعاون مع بلجيكا
أكد أن نتائج زيارة الرئيس السيسي لبلجيكا ساهمت في التنسيق السياسي والمشاورات السياسية، وعمل الشركات البلجيكية في مصر بما يتعلق بقطاع الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتطوير الموانئ ورقمنتها وقطاع اللوجستيات وقطاع الكيماويات.
وقال إن التعاون مع بلجيكا ينمو بخطوات واسعة بعد زيارة الرئيس السيسي لبروكسل.
ونوه بأنه كان لدي لقاءات عديدة مع رؤساء مختلف الشركات البلجيكية العاملة في مصر، واتضح أن مصر حققت إنجازات كبيرة بما يتعلق بالبنية التحتية لأن تلك الشركات لم تأتِ لمصر سوي بالبنية التحتية القوية.
وتابع أن التسهيلات الكبيرة التي أكد عليها رؤساء الشركات البلجيكية، تُظهر مدى تقديرهم للقرارات الهامة التي اتخذتها الحكومة المصرية بإزالة العوائق وإعطاء مزيد من التسهيلات للاستثمار الأجنبي في مصر.
وزير الخارجية يطالب بوقف استهداف السفن بالبحر الأحمر
أكد أنه نأمل أن يتم التوقف تماما عن استهداف السفن في منطقة البحر الأحمر، مشيرا إلى أنه لا بد أن يتم تأكيد مبدأ حرية الملاحة، خاصة أن مصر خسرت أكثر من 8 مليارات دولار نتيجة الوضع الشديد التوتر في منطقة البحر الأحمر.
وقال إن الجهود المصرية العظيمة تمكنت من التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معلقا “ آن الأوان أن تعود الأمور لنصابها أن يتم التوقف عن استهداف السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر”.
وتابعأن مصر ستمضي قدما لضمان تنفيذ تلك الاتفاقيات وأن يلتزم كل طرف بمسئولياته في تنفيذ هذا الاتفاق، مؤكدا أنه نأمل لخفض حدة التوتر والتصعيد وأن نركز جهودنا على إغاثة أهالينا في غزة إنسانيا وطبيا وإعادة الإعمار.
وزير الخارجية: مصر تسعى لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة
أكد وزير الخارجية المصري، أن مصر هي من فتحت الباب للسلام في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات دفع حياته ثمنا للمبادرة التاريخية بقيامه بأول معاهدة سلام مع إسرائيل، فمصر دائما تطبق مبدأ الصبر الاستراتيجي والمفاوضات وهو ما ظهر على مدار 15 شهرا في أزمة غزة.
وقال إن مصر تحملت الكثير، ولكنها صمدت وتتبنى قضية إنسانية عظيمة واستمرينا في موقفنا الثابت ونجحنا في الدفع بتلك العملية حتى توصلنا لتلك النتيجة.
وتابع أنه لا بد أن يكون هناك استدامة لوقف إطلاق النار وتنفيذ لكل مرحلة على حدة، مؤكدا أنه لا بد من التفرغ لإدخال أكبر كمية من المساعدات وتنفيذ مشرعات للتعافي المبكر خاصة أن الوضع في غزة مأساة على الأرض.