المستشار أسامة الصعيدي يكتب: العدالة تتأذى من الأيادي المرتعشة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
بات التأكيد على أن مستقبل الوطن لن تبنيه الأيادي المرتعشة، والرُقي والتقدم فى أي بقعة من بقاع العالم لن يكون إلا على يد نخبه من المخلصين الذين يعملون بأمانه باعثهم الوظيفي فى إطار تنفيذ القانون تقديم كل ما بوسعهم وطاقاتهم كلُ حسب اختصاصه الوظيفي لتحقيق المصالح المعهود بها لهم للحفاظ عليها دون الإضرار بها عن قصد »تعمد« أو غير قصد »إهمال« فكلاهما تتحقق به المسؤولية الجنائية.
دعونا ننتقل إلى فكرة المقال من خلال عدة أسئلة نطرحها ومنها هل يعلم الموظف العام أن عليه واجبات وظيفية يجب القيام بها فى ضوء اختصاصاته الوظيفية وبخاصة إعطاء الحقوق لأصحابها؟ وهل يعلم الموظف العام أن عدم إعطاء كل ذي حق حقه يشكل جريمة جنائية بخلاف الأثم التأديبي الذي يلحق به؟ وهل يعلم الموظف العام بأن عدم انجاز المعاملات الخاصة بالمواطنين فى توقيتاتها الزمنية المناسبة قد يترتب عليه اضراراً بأموال ومصالح هؤلاء المواطنين المعهود بها للجهة الوظيفية التي يعمل بها الموظف ومن ثم تتحقق المسؤولية الجنائية عن جريمتي الإضرار العمدي وغير العمدي المؤثمتين بالمادتين 116 مكرر، 116 مكرر (أ) من قانون العقوبات؟ وهل يعلم الموظف العام أن استعماله سلطته الوظيفية فى وقف تنفيذ الأوامر الصادرة من الحكومة أو أحكام القوانين واللوائح أو عدم تنفيذ حكم أو أمر صادر له من المحكمة يشكل جريمة جنائية وفقاً للمادة 123 من قانون العقوبات وعقوبتها الحبس والعزل من الوظيفة؟
وهناك أيضاً تنظيم قانوني للسلوك الوظيفي والتأديبي للموظف العام، فى ضوء أحكام قانون الخدمة المدنية فى الباب السابع من هذا القانون تحت عنوان »السلوك الوظيفي والتأديب«، كما نود الإشارة إلى أنه لا يعفى الموظف من الجزاء التأديبي استناداً إلى أمر صادر إليه من رئيسة إلا إذا ثبت أن ارتكاب المخالفة كان لأمر مكتوب بذلك صادر إليه من هذا الرئيس بالرغم من تنبيهه كتابة إلى المخالفة.
وفى النهاية » يجب التأكيد على أن العدالة هي شعور كامن في النفس يكشف عنه العقل السليم والضمير المستنير، ويهدف إلى إعطاء كل ذي حق حقه بعيداً عن بيروقراطية العقول التي تتأذى منها العدالة، فالعدالة دائماً وأبداً في قلب الإنسان، فإذا لم توجد فيه فلا وجود لها مع القانون«.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
إلى معسكر الثورة المضادة: رسالة لن تُنسى
إلى #معسكر_الثورة_المضادة: رسالة لن تُنسى
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
إلى أولئك الذين يراهنون على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى من يحلمون بعودة الاستبداد والطغيان، نقولها بوضوح لا يحتمل الشك: صفحة نظام الأسد المجرم قد طُويت إلى الأبد. لن يعود الظلم إلى #سوريا الحرة التي كتبها أبناؤها بدمائهم وتضحياتهم. سوريا الجديدة هي سوريا العدالة والحرية، الوطن الذي يحتضن كل أبنائه دون استثناء، ويحترم حقوق الإنسان وكرامة المواطنين.
إن الثورة السورية ليست مجرد انتفاضة ضد الظلم، بل هي مشروع وطني شامل. إنها إرادة شعب أراد أن ينهض من تحت ركام القهر لبناء دولة قائمة على أسس الحرية، العدالة، والمواطنة. هذه الثورة ليست طائفية ولا اقصائية ولا استبدادية، بل هي حركة تحرير وطني تهدف إلى إقامة دولة المؤسسات والقانون، حيث يكون الجميع متساوين أمام العدالة. إنها حلم كل السوريين بوطن يتسع للجميع، يُعيد المهجرين إلى أرضهم، ويُطلق مسيرة الإعمار بروح التآخي والتعاون.
إن معسكر الثورة المضادة، الذي يهدف لإجهاض هذا الحلم، لن يوفر جهداً لبث الفتن وزرع الانقسامات. يستخدم هذا المعسكر كل الوسائل، من إشاعات مغرضة إلى محاولات التلاعب بمصير الشعب السوري، لكنه لن ينجح. هذه الثورة محصنة بدماء الشهداء وبإرادة لا تُقهر، إرادة شعب قرر ألا يعود إلى قيود الاستبداد مهما كانت التضحيات.
مقالات ذات صلة الكاتب الزعبي في رسالة جديدة من خلف القضبان .. شكرا للأحلام 2024/12/15لقد شهدنا سابقاً محاولات مماثلة في مصر وتونس واليمن، حيث سعى معسكر الثورة المضادة إلى خنق أحلام الشعوب، لكنه فشل في إسكات صوت الحرية. سوريا ليست استثناءً، وشعبها لم ولن يخضع. الثورة السورية هي قضية وطنية بامتياز، وهي تعبير عن إرادة شعب يسعى إلى تحرير وطنه من قبضة الظلم والبغي والاستبداد.
إن سوريا الجديدة هي وطن لجميع أبنائها، بدون استثناء أو تمييز. لا مكان في سوريا المستقبل للطائفية أو العنف، بل هي وطن يكرّم الإنسان ويحترم حقوقه. هذه الثورة لم تُقد قِط بدافع الانتقام أو الكراهية، بل قادها السوريون برؤية لبناء دولة مدنية حديثة تُكرّم الإنسان وتُرسّخ قيم العدالة والمواطنة.
إلى معسكر الثورة المضادة، نقول: حلمكم بإجهاض الثورة السورية هو كحلم إبليس في الجنة. لن تستطيعوا إطفاء شعلة الحرية التي أشعلها السوريون، ولن تنجحوا في تدمير ما بُني بدماء الشهداء وصمود الأحرار. فالشعب السوري واعٍ لما تخططون له، وسيقف صفاً واحداً ضد كل محاولاتكم اليائسة.
للتاريخ، ستُكتب أسماؤكم في صفحاته السوداء كأعداء للحرية والكرامة. أما سوريا، فستُخلّد كرمز للصمود والنضال. الثورة السورية ليست مجرد لحظة في التاريخ، بل هي مسيرة متواصلة نحو بناء وطن يحترم حقوق الجميع، وطن لا مكان فيه للظلم أو القمع.
إلى السوريين الأحرار، ندعوكم إلى اليقظة والحذر. إن معسكر الثورة المضادة لن يتوقف عن محاولة زرع الانقسامات وإشعال الفتن لإجهاض هذا الحلم الجميل. لكن إرادتكم هي السلاح الأقوى، وصمودكم هو الضمانة لمستقبل سوريا. هذه الثورة هي ثورتكم، أنتم من قادها، وأنتم من سيُكمل مسيرتها حتى تتحقق أهدافها.
سوريا الحرة هي الحاضر والمستقبل، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. الثورة مستمرة، والنصر دائماً حليف الشعوب الحرة.