أسطورة أوروبا الفينيقية من لبنان إلى البندقية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
تروي الأسطورة اليونانية القديمة -التي يستدعيها معرض البندقية العالمي للفن المعاصر لعام 2024- كيف خطف زيوس (أعظم آلهة الإغريق) أميرة فينيقية (حضارة المنطقة الساحلية الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط قديما، ما يعد حاليا سواحل بلاد الشام) تدعى أوروبا بعد أن فُتن بها.
تبدأ الحكاية بزيوس الذي أُعجب بجمال أوروبا، فتحول إلى ثور أبيض لطيف لجذب انتباهها فيما كانت تلعب مع صديقاتها في الحقول.
بدورها، انبهرت أوروبا بالثور وقررت أن تصعد على ظهره، لكن فور أن فعلت ذلك انطلق الثور بسرعة نحو البحر وسبح بها بعيدا وأخذها إلى جزيرة كريت، حيث كشف عن هويته الحقيقية وتزوجها.
أنجبت أوروبا 3 أبناء من زيوس، أحدهم كان مينوس الذي أصبح ملكا عظيما في جزيرة كريت اليونانية، ولا تروي القصة فقط مغامرة الخطف والحب، بل أيضا تعبر عن كيفية تفاعل الثقافات المختلفة والتأثير الذي تركته على الحضارة اليونانية.
واشتق اسم "أوروبا" نفسه ليُستخدم لاحقا للإشارة إلى القارة الأوروبية بأسرها، مما يعكس أهمية هذه الأسطورة في التراث الثقافي والتاريخي الأوروبي.
أسطورة الأميرة الفينيقية أوروبا اشتقت منها قارة أوروبا اسمها (مواقع تواصل) جناح لبنان في البندقيةوفي استعادة للأسطورة القديمة ستخيم الأجواء الأسطورية الممزوجة بالحداثة على الجناح اللبناني في "المعرض العالمي للفن المعاصر- بينالي البندقية"، إذ يستعيد بتصرف أسطورة أوروبا الفينيقية كما تراها الفنانة البصرية منيرة الصلح التي قامت بتعديل قصة الأسطورة في عملها الفني.
وتتولى الجمعية اللبنانية للفنون البصرية برعاية وزارة الثقافة اللبنانية تنظيم الجناح اللبناني في الدورة الـ60 من المعرض العالمي التي ستقام بين 20 نيسان/أبريل و24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.
ويحمل هذا التجهيز الفني المتعدد الوسائط -والذي يتألف من 41 عملا- عنوان "رقصة من حكايتها"، وسيشغل فضاء الجناح اللبناني البالغة مساحته 180 مترا مربعا، ويتناول أسطورة "أوروبا" ابنة ملك مدينة صور الفينيقية وعلاقتها بإله السماء والصاعقة في الميثولوجيا الإغريقية زويس من المنظور الفني الفنانة لمنيرة الصلح.
ويتمحور تجهيز "رقصة من حكايتها" الذي وضع له السينوغرافيا المهندس المعماري كريم بكداش على قارب يدعو الزائر إلى رحلة رمزية، لكن هيكل القارب الرئيسي الذي يتوسط المعرض غير مكتمل ومحاط بـ6 قوارب و18 رسما و5 لوحات و15 قناعا.
ويتناول شريط مصور مدته 12 دقيقة الأعمال التي يتضمنها المعرض بطريقة متحركة، وتتخلله مشاهد تمثيلية، ويعرض على شاشة تشكل شراع القارب الرئيسي.
ابنة ملك صوروقالت الفنانة البصرية المتعددة الاختصاصات منيرة الصلح (46 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية -على هامش مؤتمر صحفي عقد وسط التماثيل والنواويس في القاعة الرئيسية للمتحف الوطني في بيروت- إنها "استوحت التجهيز من أسطورة أوروبا ابنة أجينور ملك صور (اللبنانية)"، ويضم المتحف نفسه فسيفساء تمثل أسطورة أوروبا.
لكن الفنانة اللبنانية ارتأت أن تبدل حوادث القصة "فبدلا من أن يخطفها زيوس إلى حضارة ثانية تتحكم أوروبا بقصتها وتمسك بزمام الأمور وتغيّر سياقها مظهرة أنها ليست المرأة المظلومة والضحية"، مضيفة "يهمني أن تكون المرأة مصدر القوة".
وأوضحت أنها كتبت هذه القصة من منظورها "كامراة لبنانية"، مذكرة بأن "معظم من كتب هذه الأساطير الإغريقية كانوا رجالا".
بدوره، رأى الإعلامي روني ألفا ممثل وزير الثقافة اللبناني أن "عمل الصلح المتعدد الأبعاد يحاكي الأسطورة والواقع، التاريخ والحداثة"، واصفا إياه بأنه "رحلة نضال تحرري يتحدى المجتمع الذكوري بغوايته وسط سينوغرافيا تحمل الزائر إلى الشاطئ اللازوردي في صور".
من جهتها، أوضحت القيّمة الفنية على الجناح اللبناني ندى غندور أن المعرض هذه السنة يلقي الضوء على القضايا والتحديات التي تواجهها المرأة"، ويبدو الجناح اللبناني سنة 2024 صرحا "يمجد الانعتاق والحرية والتضامن والمساواة بين الجنسين".
ولفتت إلى أن لبنان يشارك للمرة الأولى بدورتين متتاليتين في بينالي البندقية.
وأملت غندور أن تعزز هذه المشاركة "مكانة لبنان على الساحة الفنية العالمية مركزا للإبداع والابتكار الفني، وأن تمهد الطريق لإقامة جناح لبناني دائم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجناح اللبنانی أسطورة أوروبا
إقرأ أيضاً:
عن التوغل البريّ في لبنان واتّفاق وقف إطلاق النار.. ما الذي قاله لواء إسرائيليّ؟
قال اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسرائيل زيف قائد شعبة العمليات سابقاً، إنه ينبغي على إسرائيل أن تتخلى عن أمر جوهري من أجل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
وحذّر من أنّ "التوسّع البري والضغط العسكري قد ينقلب علينا ويعمل ضدنا من دون التوقيع على اتفاق ونجد أنفسنا في المستنقع اللبناني".
ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن زيف إشارته إلى أنّ "المهم ليس أننا قريبون من تسوية في الشمال، إنما النقطة التي لا تزال موضوع خلاف هي فرض التسوية من خلال زيادة الضغط العسكري".
وأضافك "هناك نقطة لا تستطيع تجاوزها في المفاوضات، واستمرار الضغط العسكري في مرحلة معيّنة يجعل هذا الضغط عادياً، والطرف الثاني صامد".
كما رأى أنه "يحتمل الوصول إلى وضع بحيث أن الهجمات في لبنان قد تنقلب على إسرائيل كما حدث في الأمم المتحدة". (الميادين)