#المرأة في #الإدارة_التربوية!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
ذات يوم، في بداية التسعين، سألني وزير التربية:
مقالات ذات صلة عشتار في زمن الجدب 2024/02/23هل لدينا سيّدات عظيمات قادرات على إدارة التعليم؟
أجبته: لماذا تريد “عظيمات”؟ وهل لديك ” سادةٌ عِظام”؟.
كان تعيين المرأة في وظيفة قيادية أمرًا، أو حلمًا بعيد المنال!
واليوم وبعد ثلاثين سنة، تصدر وزارة التربية، قائمة بقيادات إدارية مرموقة، اشتملت على أكثر من عشرين سيدة، وهذا برأيي أبرز تطوّر تربوي، يعكس حقائق عديدة، ليس أهمها تغيّر نظرة الوزير، بل ذلك الاجتياح النسائي لوزارة التربية، حيث تقاسمت المرأة وظيفة الأمين العام منذ ثلاث سنوات، وبدت تشارك في خجل وظيفة مدير تربية!
إذن؛ نحن أمام تغيرات ليست فقط اجتماعية، بل وتربويه أيضًا! فالتغيّر الجديد ليس كميّا فقط، بل نوعيّ أيضًا.
قديمًا قالوا: ماذا لو حكمت المرأة العالم؟ هل سيكون أكثر أمنًا؟
(01)
ما التغيّرات المتوقعة؟
قد يقال: إن المرأة وصلت بدعم الرجال؛ فمن يحكمون التعليم الآن ذكور سمحوا للمرأة باحتلال مواقع قيادية! وقد يقال: إنه نضال المرأة وتعلمها، ودعم المجتمع لها! وقد يكون كلا الأمرين! لكن يجب أن نضع في الأهمية مسؤوليات جديدة للقياديات، في مقدمتها: دعم المرأة وتمكينها، وتقديم نماذج لنمط جديد من القيادات التربوية الذكورية السلطوية. فما هذه النماذج المأمولة؟
نموذج لإدارة البهجة والسعادة، وليس الاستعلاء والسلطوية، والاستقواء بالوظيفة. نموذج لإدارة الأناقة، والنظافة والترتيب، على غرار ما هو ماثل في مدارس البنات. كنت “شخصيّا” أدعو لوضع مديرات لمدارس الذكور، حتى المستعصية منها!! نموذج الجِدّ، والإبداع، والتفوق. وهذا ما اعتدناه من فروق بين مدارس الذكور، ومدارس الإناث. نموذج الكفاية والعدالة، وعدم الخضوع للوساطات التي برع الذكور في الخضوع لها؛ خاصة إذا كانت من متنفذين. نموذج الشفافية، والشراكة، ومحاربة الصمت التنظيمي، وإدارة الكبت التي خلقت إدارات سلبية؛ “تمسكن حتى تتمكّن!”(02)
الدعم المطلوب
أغلب الظنّ أن جمعيات المرأة، ولجانها التي “تدّعي” أنها معنيّة بتمكين المرأة، لن تفرح ولن تهنّىء القائدات في وزارة التربية. وأتمنى:
أن نحتفل بالقيادات الجديدة. وأن نعبّر عن الدعم لوزارة التربية في هذا المجال. فالمطلوب: قيادات بنسبة المرأة في الوزارة!ولن يكون بعيدًا ذلك الوقت الذي تكون المرأة فيه وزيرة تربية، وأن تكون المرأة أغلبية في مجالس التعليم. وهذا برأيي هو طريق التطوير، بعد أن دمّرنا كثيرًا من القيم التربوية،
المرأة التربوية القائدة هي الأمل!
فهمت علي جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الإدارة التربوية ذوقان عبيدات المرأة فی
إقرأ أيضاً:
البرامج البينية المتداخلة أحدث صيحة فى التعليم والبحث العلمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العالم يتغير كل يوم، خاصة فى مجال التعليم والبحث العلمي.. تشكيل فرق بحثية وعلاجية من تخصصات متعددة، Multi-Disciplinary Teams بدأ منذ نهاية القرن الماضي. ثم تطور فأصبح هناك تداخل أكثر بين التخصصات للقيام بأعمال مشتركة (Inter- Disciplinary). أما أحدث صيحة فى مجال التعليم العالي، فقد ظهرت مؤخراً فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم إعداد برامج يدرس فيها الطلاب مجالين أو أكثر من التخصصات المتداخلة والمتكاملة (Trans-Disciplinary) والتى تؤهل الخريجين لسوق العمل، والتدريب على حل بعض المشكلات، أو معالجة بعض الموضوعات المعقدة التى يصعب التعامل معها عن طريق نظام أو تخصص واحد. فمثلاً، بدأت بعض البرامج لتخريج الطبيب المهندس، Physician-Engineer الذى يدرس الطب جنباً إلى جنب مع أفرع الهندسة المرتبطة بممارسة الطب فى برنامج واحد وليس برنامجين. فما قصة تطوير الإدارة الأكاديمية فى الجامعات، وتكامل البرامج التعليمية فى الكليات منذ بداية القرن الحادى والعشرين؟.. هذا ما نحاول الإجابة عنه فى هذا المقال.
تطور الإدارة الأكاديمية فى الجامعات، حدث ضم عدداً من البرامج المتشابهة فى مجال عام (colleges or schools) لتكوين كيان أكبر يسمى كلية(Faculty) فمثلاً تم ضم برامج الطب البشرى وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى والتمريض والعلوم الصحية التطبيقية فى كلية تسمى كلية العلوم الصحية، Faculty of health allied sciences، ولكل برنامج مدير، وللكلية عميد واحد يدير شئونها .وكذلك تم ضم برامج العلوم والهندسة وعلوم الحاسوب والتكنولوجيا الحديثة والرياضيات فى كلية واحدة، تسمى اختصاراً STEM -Faculty of Science, Technology, Engineering and Mathematics. وكذلك تم ضم برامج الآداب والتربية والفلسفة والفنون والاجتماع وإدارة الأعمال فى كلية واحدة تسمى العلوم الإنسانية Faculty of Humanities.
هذا النمط جعل الإدارة العليا أسهل وأفضل، لأن كل كلية من الكليات الثلاث لها عميد واحد ينسق بينها، وجعل التكامل بين البرامج أفضل وأقل بيروقراطية وأكثر فعالية عما سبق.
تكامل البرنامج التعليمى داخل الكلية الواحدة، واندماج البرامج التعليمية فى الكليات المختلفة، منذ أن اقترح أستاذ التعليم الطبى الأسكتلندى رونالد هاردين "سلم التكامل فى المنهج الدراسي The Ladder of Harden المكون من ١١ مستوى من التكامل، والذى يبدأ بتدريس كل تخصص بمعزل عن باقى التخصصات وينتهى بالتكامل التام بين كل التخصصات لتدريس منهج يشمل الجميع (Trans-Disciplinary)، وهناك سباق محموم بين جميع برامج الطب فى العالم للوصول إلى قمة السلم وهى التداخل والتكامل التام بين كل التخصصات لحل مشكلة طبية، وبناء عليه ظهرت البرامج التكاملية.
وفى مصر، تم تغيير لوائح جميع كليات الطب سنة ٢٠١٨، لتكون بنظام الوحدات المتكاملة. ومع إنشاء الجامعات الأهلية الحكومية الأربع سنة ٢٠٢٠، ومن بعدها الجامعات الأهلية المنبثقة عن الجامعات الحكومية، تم إنشاء البرامج البينية التى تشمل أكثر من تخصص بينى (مثل برامج الطاقة الجديدة والمتجددة). أما الجديد، فهو تدريس البرامج التى تشتمل على تخصصين أو أكثر، مثل الطب والهندسة لنفس الطالب فى برنامج واحد ليكون الخريج طبيبا/مهندسا. الغرض الذى تتسابق من أجله الجامعات هو تأهيل الخريجين لسوق العمل حسب متطلبات عصر الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات.
مما سبق يتضح أن هناك الجديد كل يوم، ليس فقط فى مجال التعليم والبحث العلمي، ولكن أيضاً فى مجالات الإدارة والحوكمة. والمتابع للحياة العلمية والسياسية فى مصر، يدرك أن مصر تتابع أحدث التوجهات العالمية. وعلى سبيل المثال، جاءت استراتيجية وزارة التعليم العالى والبحث العلمى التى أطلقها الوزير محمد أيمن عاشور، يوم ٧ مارس ٢٠٢٤، لتحدد ٧ محاور للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، وهى (التكامل، التخصصات المُتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الابتكار وريادة الأعمال)، لتتوافق مع التوجه العالمى للتكامل فى التخصصات البينية.. مع أطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح والاستمرار فى تحديث وتطوير الهياكل التنظيمية والبرامج التعليمية فى كل الجامعات المصرية.
*رئيس جامعة حورس