وقعت مصر، أمس الجمعة، اتفاقية شراكة استثمارية ضخمة مع الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة غربي الإسكندرية، في واحدة من أكبر الصفقات التي تسهم في تعزيز السيولة الدولارية بالبلاد وتخفف من أزمتها الاقتصادية، وستكون منطقة رأس الحكمة، التي تمتد على مساحة تزيد على 170 مليون متر مربع، بمثابة مدينة من الجيل التالي التي تتألف بشكل رئيسي من المرافق السياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية، إلى جانب توفر المساحات السكنية والتجارية والترفيهية بالإضافة إلى سهولة الاتصال المحلي والدولي من المنطقة.

اتفاقية رأس الحكمة بين مصر والامارات

في تصريح خاص "لبوابة الوفد الإلكترونية" قال الخبير الاقتصادي علاء عوض، إن الدولار في السوق السوداء الان في حالة انهيار، عقب الاعلان عن صفقة مشروع تطوير راس الحكمة وضخ 35 مليار دولار في شريان الاقتصاد المصري خلال شهرين، حيث أن السندات  السيادية المصرية المقومة بالدولار استحقاق 2050 شهدت ارتفاعًا بنحو 1.1 سنت ليجري تداولها عند نحو 68 سنتاً، وهو أعلى مستوى لها خلال عام، وياتي هذا بالايجاب على تراجع تكلفة التأمين على ديون مصر.

وأضاف عوض، أن مشروع رأس الحكمة أعاد الثقة للإقتصاد المصري دوليا، وخاصة ان صندوق النقد الدولي أعطي إشارة إيجابية بزيادة الدعم المقدم لمصر والتراجع عن شروطه التعسفية لاقراض القاهرة، بسبب المُتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة على غرار خلفية حرب غزة بالإضافة لإعلان الإتحاد الأوروبي عن خطط لدعم الإقتصاد المصري.

وأكد، على أن كل هذه التطورات الاقتصادية الهامة، سوف تعطي إشارة إيجابية للشركات العالمية والاقليمية لضخ استثمارات مباشرة في الإقتصاد المصري على غرار مشروع شراكة القاهرة وابوظبي في تطوير منطقة راس الحكمة، مؤكدًا، أن هذا المشروع سيضمن تدفقات نقدية دولارية تصل لـ 120 مليار دولار خلال فترة التنفيذ بالإضافة الى عوائد تشغيل المشروع.

واستطرد الخبير الاقتصادي، أن كل تلك العوامل السابقة تُعد رسالة واضحة الدلالة لمضاربي السوق السوداء ان مستقبل السوق الموازي لسعر صرف الجنيه اُصيب على حد قوله بـ "جلطة" مالية جعلته قريب من الموت، مستكملاً حديثه أن سعر الدولار في السوق السوق السوداء سيواصل انخفاضه حتى يصل لحاجز 40 جنيهًا مصريًا خلال الفترة القصيرة القادمة، ومع الوقت سيختفي السوق السوداء.

وأشار علاء عوض، أن من الممكن ان يتجه سعر الدولار إلى معاملة سعرية موحدة فين السوق الموازية والرسمي ليتلاقى عند نقطة واحدة وهي سعر 40 جنيه فقط، مشيرًا، إلى أن هذا الثبات والالتقاء سوف يؤدي إلى عودة ثقة العاملين في الخارج في الجهاز المصرفي بما يضمن ضخ مزيد من العملة الصعبة في البنوك المصرية، بالاخص أن حرب غزة قد تقترب من نهاية سيناريوهاتها الأمر الذي سيؤدي لعودة إيرادات قناة السويس لحيويتها وكذلك السياحة.

وتابع عوض، أن كل ما سبق سينعكس بالإيجاب على تراجع التضخم في مصر بنسبة كبيرة، وأسعار العديد من السلع سوف تشهد تراجعًا ملموسا وعلي الحكومة المصرية تفعيل كل أدوات الرقابة على الإنتاج والأسواق حتى يشعُر المواطن بعوائد تلك التطورات الإيجابية التي تنتظر الجنيه المصري.

واختتم حديثه، لابد من العمل على توزيع العوائد بشكل عادل حتى نضمن استدامة التنمية وغلق باب احتكار السلع والخدمات، وتفعيل خارطة التنمية الصناعية بما يضمن عدم الوقوع في أزمات اقتصادية مجددًا، حيث أن هذه افضل وسيلة لإخراج ميزان المدفوعات من مشاكله المزمنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خبير اقتصادي مشروع رأس الحكمة سعر الدولار بمصر السوق السوداء مشروع تطوير رأس الحكمة السوق السوداء رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي: تهريب نفط الاقليم يخدم الأحزاب الكردية والشركات الأجنبية

5 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: استبعد الأستاذ في الاقتصاد نبيل المرسومي استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان عبر خط جيهان التركي حالياً ومعتبرًا أن الواقع حالياً يخدم مصالح الأحزاب الكردية، خاصة الديمقراطي الكردستاني ويلحقه الاتحاد الوطني، من خلال التهريب الى ايران والاستهلاك المحلي، كما يحقق في الوقت نفسه أرباحًا مناسبة للشركات النفطية الأجنبية العاملة في الإقليم.

وأوضح المرسومي في تصريح تعليقاً على بيان وزارة النفط الاخير أن الشركات النفطية الأجنبية استأنفت جزءًا من إنتاجها في الإقليم لكنها لم تعد إلى مستويات ما قبل توقف التصدير حيث تنتج حاليًا نحو 300 ألف برميل يوميًا يُستهلك جزء منها محلياً في حين يُهرّب ما يقارب 200 ألف برميل يوميًا إلى إيران عبر صهاريج تمر من منفذي برويس خان وباشماخ سواء بشكل نفط خام أو على شكل مخلوط من “النفط الأسود والگاز”.

وأضاف أن هذا الواقع يخدم الطرفين: الشركات الأجنبية تحقق أرباحًا من استعادة جزء من إنتاجها في حين تستفيد الأحزاب الكردية من أرباح التهريب داخل الإقليم وخارجه مما يجعل من غير المرجح أن يتم التخلي عن هذا “الوضع المريح” لكلا الطرفين في الوقت الحالي حسب قوله.

وفيما يتعلق بإعادة الضخ عبر خط جيهان التركي أشار المرسومي إلى أن العراق لم يكن متحمس لهذه الخطوة في السابق بسبب قيود أوبك بلس التي تمنع العراق من تجاوز حصته الإنتاجية إلا أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الاونة الاخيرة بالإضافة إلى ضعف التزام بعض دول أوبك بتلك القيود دفع اوبك بقرار لإطلاق 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من شهر ايار المقبل، كإشارة إلى توجه نحو تعويض الخسائر الناتجة عن تراجع الأسعار بزيادة الصادرات.

وحذر المرسومي من أن استئناف الضخ عبر جيهان يبقى غير ممكن ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الشركات الأجنبية العاملة في كردستان التي تطالب بمستحقات مالية متراكمة تصل إلى مليار دولار فضلًا عن ضمانات لتسديد مستحقاتها الحالية والمستقبلية.

وأكد أن تكلفة إنتاج برميل النفط في كردستان تبلغ نحو 16 دولارًا ولا يغطي أرباح الشركات، مشددًا على أن غياب الاتفاق مع تلك الشركات يجعل الحديث عن عودة التصدير من كردستان عبر جيهان التركي أمرًا بعيد الاحتمال في الوقت الراهن.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • زيادة الدين المحلي المصري 709 مليارات جنيه في نصف عام
  • 4400 جنيه لعيار 21.. خبير أسواق الذهب يصـدم سيد علي بالأسعار الحالية
  • خبير اقتصادي: قرارات ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية عشوائية وغير مدروسة
  • إيهاب واصف: تراجع الذهب 95 جنيها في السوق المحلي
  • خبير اقتصادي: قرارات ترامب الجمركية ألحقت ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الأمريكي
  • الشحومي: ليبيا تحتاج إلى مشروع اقتصادي بحكومة واحدة وليست مسكنات
  • خبير اقتصادي: تهريب نفط الاقليم يخدم الأحزاب الكردية والشركات الأجنبية
  • الذهب يقفز بفعل الدولار الموازي.. الفارق مع السعر العالمي يصل لـ60 جنيهًا
  • خبير اقتصادي: انخفاض أسعار النفط يهدد الاقتصاد الليبي بأزمة حادة في 2025
  • بعد قرار ترامب بفرض رسوم جمركية | خبير اقتصادي: لن يكون تأثيرها كبير