IBM تتعاون مع بنك أبوظبي الأول مصر لتعزيز التجربة المصرفية باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أعلنت شركة IBM عن تعاون جديد مع بنك أبوظبي الأول مصر، أحد أكبر البنوك العاملة في مصر ، لدعم رحلة التحول الرقمي للبنك باستخدام حلولIBM للذكاء الاصطناعي. ويعد هذا جزءاً من تعاون طويل المدى بهدف تطوير عمليات البنك وتحسين تجربة عملائه من خلال توفير حلول تتيح الاعتمادية، والأمان، والسرعة.
وفي إطار هذا التعاون، تمكن بنك أبو ظبي الأول مصر من الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي مثل IBM Cloud Pak for Integration و IBM Cloud Pak for Business Automation بالاعتماد على منصة Red Hat OpenShift، لفتح آفاقاً جديدة في عالم الابتكار الرقمي؛ حيث اتاحت هذه الحلول الشاملة تكاملاً سلساً وقدرات رقمنة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ساعدت في تسريع عملية التحول الرقمي.
وانطلاقاً من إدراك بنك أبوظبي الأول مصر بضرورة اعتماد نهج يركز على العملاء، قام البنك بتحويل نموذجه وعملياته المصرفية لتلبية متطلبات العالم الرقمي. وقد اتخذ البنك خطوات جريئة في هذا الإطار مع تركيزه المستمر على تعزيز العائد على الاستثمار (ROI) واستكشاف مصادر جديدة للإيرادات، مسترشداً بخبرة شركة IBM في هذا المجال.
ومن خلال الاعتماد على قوة الذكاء الاصطناعي، اتاحت خدمات IBM Cloud Pak for Business Automation مجموعة أدوات فعالة مكّنت من تشغيل ورقمنة بنك أبوظبي الأول مصر، والامتثال التنظيمي، وتعزيز كفاءته التشغيلية والارتقاء بتجربة عملائه إلى آفاق جديدة غير مسبوقة.
قالت مروة عباس، مدير عام شركة IBM مصر: "يسعدنا أن نكون جزءًا من التزام بنك أبوظبي الأول مصر بإتاحة تجارب استثنائية للعملاء ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم. فمع التغير المستمر في احتياجات العملاء، أصبحت المؤسسات بحاجة إلى إعادة تشكيل خطط اعمالها وتوظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي لبناء عمليات تشغيلية مرنة وموثوقة. يتمتع بنك أبوظبي الأول مصر الآن بقدرة فريدة على التكيف مع المتطلبات المتغيرة باستخدام حلول وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي تصممها IBM بعناية لتمكين المؤسسات المالية من تطوير عملياتها وتبسيط أعباء العمل وتحسين استخدام الموارد."
قال شعراوي محمد، رئيس قطاع التكنولوجيا في بنك أبوظبي الأول مصر: "نلتزم في بنك أبوظبي الأول مصر بتقديم خدمات متميزة لعملائنا وتلبية احتياجاتهم المتطورة باستمرار، خاصة من خلال شراكاتنا المحورية؛ حيث تمكننا التكنولوجيا المتقدمة من IBM وخبرتها العميقة في هذا المجال من تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي والإبتكار الرقمي والاستفادة منها، حيث تعد الحلول الرقمية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتنا، مما يتيح لنا تقديم تجربة مصرفية فريدة ومصممة خصيصًا للمستهلكين في العصر الحالي. وكذلك نعمل بشكل وثيق مع شركة IBM لوضع معايير جديدة في القطاع المصرفي وتشكيل مستقبل الخدمات البنكية في مصر."
ومن خلال قدرات التكامل المتاحة في حلول IBM Cloud Pak for Integration بالإعتماد على نظام Red Hat OpenShift، تمكّن بنك أبوظبي الأول مصر من ربط التطبيقات الخاصة به بسرعة وكفاءة. ويعمل البنك على تطوير واستخدام وإدارة واجهات برمجة التطبيقات بسلاسة، مع ضمان حركة مرور آمنة للبيانات واعتماد بنية مبنية على الأحداث، مما يجعله في طليعة الابتكار في المجال.
ويمثل التعاون بين بنك أبوظبي الأول مصر و شركة IBM علامة بارزة في القطاع المصرفي، حيث يستعرض قدرات التحول الرقمي وإمكاناته. ويهدف التعاون الى إعادة تعريف مستقبل الخدمات المصرفية في مصر، ووضع معايير جديدة للتميز، بالإضافة إلى إلهام المؤسسات المالية الأخرى للبدء في رحلاتها التحويلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بنک أبوظبی الأول مصر الذکاء الاصطناعی من خلال شرکة IBM
إقرأ أيضاً:
يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.
لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.
نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.
جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.
لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.
إعلانإننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.
أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.
هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.
وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.
جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.
هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.
وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟
في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.
إعلانولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.
في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.
الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.
ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟
نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.
المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline