الأسئلة العشرة وأخواتها التي وجهها محمد جلال هاشم للوليد مادبو:
□ أولا:
○ النخب هي النخب، ونفس هذه النخب، بصرف النظر عن مرجعياتها الإثنية، هي التي دأبت على تجييش المليشيات والتنكيل بالمدنيين، دون أي مدعاة منطقية لأي فرز إثني بين هذه النخب.
□ ثانيا:
○ متى كانت هناك قوة تحارب من أجل اهداف نبيلة مثل رفع التهميش تتجه للانتقام من المدنيين العزل الأبرياء وكمان من النساء وانتهاك أعراضهن؟
○ هل من النبل وبغرض رفع التهميش أن يتم بالاغتصاب والنهب واستهداف المدنيين، واتباع سياسة الأرض المحروقة؟
○ هل يمكنك أن تسمي لي حركة تناضل من أجل رفع التهميش تفعل هذا؟
□ ثالثا:
○ هذا ما رأينا مليشيات الجنجويد المجرمة تفعله منذ لحظة تشكيلها وإلى الآن.


○ فهل لا زلت تعتقد بأنها فعلا تخوض حرباً نبيلة من أجل أهداف نبيلة هي ما أشرت لها قبل أيام؟
□ رابعا:
○ هل هذه الأفعال بدأت بعد قصف الضعين؟ ○ أولم تحدث هذه الانتهاكات المركبة خلال هذه الحرب من قبل ميليشيات الجنجويد المجرمة في الجنينة ونيالا وزالنجي والخرطوم وامدرمان وبحري ثم مدني وقرى الجزيرة، وكل هذا قبل قصف الجيش للضعين؟
□ خامسا:
○ وبموجب نص كلامك، إذن فهذه الانتهاكات قبل يوم لأعراض الحرائر في قرى اللعوتة والرِّبْع العوامرة وتخوم أبقوتة وغيرها، قد ارتكبتها ميليشيات الجنجويد المجرمة انتقاما لما جرى من قصف للضعين.
○ حسنا!
○ إذن !
○ هل هذا أنه اعتراف منك بمشروعية الانتقام من المدنيين وانتهاك أعراض الحرائر؟ ○ خاصةً وانك قد ذكرته دون أن تصدر منك ولو كلمة إدانة واحدة له، بينما ينضح أسلوبك بالأسى والغضب لما حدث في الضعين؟
□ سادسا:
○ هل نفهم من محمل موقفك هذا أنك بتصريحاتك الأخيرة من حيث إضفاء النبل وكل مخايل المقاصد السامية لحرب مليشيات الجنجويد المجرمة ضد الشعب السوداني وتوصيفها بأنها حرب تهدف لتحرير السودان من نخب بعينها، أن ميليشيات الجنجويد المجرمة هي التي شنت هذه الحرب؟
○ أم أنها بعد اندلاع الحرب قد اكتسبت نبل مقاصدها هذه التي تجلت في مجمل الجرائم النكراء التي ارتكبتها بقلب بارد ضد الشعب السوداني ممثلا في المدنيين وممثلا في معالم نظامية الدولة order of State حيث قامت هذه المليشيات بتجريدها من كل هذه المعالم؟
□ سابعا:
○ هل موقفك هذا من مليشيات الجنجويد المجرمة هو نفس موقفك منها من قبل، وأثناء الحرب، وإلى الآن، وهو موقف تقفه بالأصالة عن كونك تنامي إلى أرومة الرزيقات بخاصةٍ ومجموع ما يسمى بالعطاوة بعموم؟
□ ثامنا:
○ هل تعني بموقفك الأخير هذا، وما انطوى عليه من حمية قبلية لا تخفى، ولا أظنك بمنكرها، اعترافا صريحا بأن مليشيات الجنجويد هي الرزيقات بخاصةٍ ثم العطاوة بعموم؟
□ تاسعا:
○ أنت تقول: “… وأنا أرفض المفاضلة بين إثنين هما البرهان وحميتي. وهذا موقفي ظللت متسقا معه طيلة العشرة أشهر.”، وهذا يعني أن موقفك هذا رهين هذه الحرب، بحكم هذه الأشهر العشرة.
○حسنا!
○ فهل انت أيضا ترفض المفاضلة والممايزة بين الجيش السوداني ومليشيات الجنجويد وتنظر إليهما كشيء واحد؟
○ دعنا، بموجب انحصارك في هذه أشهر الحرب العشرة هذه، نستكشف خفايا موقفك.
○ الجيش الآن موجود في سنار وفي الدمازين وفي امدرمان وفي شندي وفي كريمة وفي الفاشر وفي القضارف وفي كسلا وبورسودان …، وقبلها كان في الضعين نفسها … إلخ.
○ في هذه الحرب تحديدا، وخلال هذه المدة:
○ هل هناك أحداث قام فيها الجيش بقصف الضعين قبل أن تستعصم مليشيات الجنجويد بأحيائها المدنية وبمدنييها، بالضبط مثلما فعلت هذه المليشيات الجبانة في الخرطوم وبحري وامدرمان، ثم في الجنينة ونيالا ومدني؟
○ لماذا لا تسال نفسك عن سبب امتناع مليشيات الجنجويد المجرمة في المكوث بالحاميات العسكرية التي أخلاها لها الجيش؟
○ لقد ظل الجيش ولأشهر في الجنينة ونيالا وزالنجي يتلقى القصف اليومي المدعوم بإمدادات دويلة الإمارات، دون أن يفكر أن يخليها ويحتمي بالمساكن وبالمدنيين، كما تفعل مليشيات الجنجويد المجرمة الجبانة. وقد تعرضت مناطق سكنية في الخرطوم وبحري وامدرمان ونيالا إلى القصف بعد أن ثبت لدى الجيش أن مليشيات الجنجويد الجبانة تحتمي بها وتتخذ من المدنيين دروعا بشرية.
○ فلماذا هذه الغضبة المضرية حال قصف الضعين؟
○ هل لأنها حاضرة أهلك الرزيقات الكرام؟ ○ وعلى من يفترض أن تتوجه غضبتك المضرية هذه؟
○ على الجيش الذي هدفه قصف مليشيات الجنجويد الجبانة المحتمية بالمساكن والمدنيين، أم كان ينبغي لغضبتك أن تتوجه إلى هذه المليشيات الجبانة التي زعمت أنك (ومعك من معك ممن تعنيهم بصيغة الجمع في حديثك) تمسك بقرونهم وتهدد بعاقبة إطلاق هذه المُقرنات المستوحشة، كما لو كانوا ثيرانا إسبانية قد أوغروها فاستوحشت؟
○ ثم هل لك، في هذه الحرب تحديدا، أن تذكر لنا أحداثا بعينها في كل المدن التي يوجد بها الجيش السوداني تحكي عن الاغتصابات الممنهجة لحرائر السكان المدنيين تحت تهديد السلاح كما ظلت تفعل مليشيات الجنجويد منذ اندلاع هذه الحرب؟
○ ألا ترى يا صديقي أنه هكذا ينبغي أن تنعقد المقارنات، أي بالإمساك بقرون الأحداث ومضاهاتها مع بعضها بعضا، ثم الخلوص إلى مثل مقولتك المقتبسة أعلاه، وليس عبر الإمساك بقرون أهلنا “البقّارة” كما لو كانوا هم أنفسهم البقر وليس ما يرعونه؟
□ عاشرا وأخيرا (وليس آخرا)،
○ أفلا ترى أنك بموقفك هذا هنا وفي مقولات أخرى، فيما فهمه قطاع عريض من الناس بأنك قد كشفت عن حقيقة اصطفافك الجنجويدي المتخفي وراء الانتماء الإثني الرزيقي، قد اتخذت من أهلك دروعا بشرية تتوقى بها دون اصطفافك الجنجويدي هذا ولو كان فيما تفعله تعريض لأهلك كيما يتحملوا جرائم مليشيات الجنجويد المجرمة والجبانة؟
○ فقد ظلت صوت العقل الوطني والحضاري والإنساني يكرر ويقول بأن مليشيات الجنجويد هي مليشيات إجرامية، ومن يقاتلون في صفوفها مجرمون، ولا يمثلون خلفياتهم الإثنية بأي حال من الأحوال، ذلك لأن المجرم لا قبيلة له ولا حاضنة له.
○ وقد تبنت قيادات الجيش نفسها هذا الخطاب الوطني والحضاري والإنساني.
○ ثم ها أنت كما لو كنت تريد أن تنتكس بكل هذا إلى عصبية القبيلة، وهي عصبية منتنة، تنبي عن تخلف، ولو كان المتخلف هذا متقدما بأعلى الشهادات. فكما يقول أهلنا: “قلم ما بزيل بلم”، وكم صدقوا وأيم الله! فعل هذا ما انت عليه، يا صديقي، وما أنت بصدده؟
○ هل هذا ما يقوله المثقف ويتبعه ولو كان على حساب نفسه، أم هذا هو ما يقوله النخبوي الأفندوي صاحب الامتيازات التي هو مستعد للتضحية بأهله وشعبه ليستأثر بها ويستزيد منها؟
○ أمثقفٌ إنت يا الوليد أم مجرد أفندي نخبوي؟
○ فالظنُّ بك كان دائما أنك تقف على سنام مثقفينا، فهل كنا مخطئين في ذلك، لا قدّر الله؟

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

???? أن تساوي بين جيش وجنجويد ثم تطلب من نفس الجيش أن يموت دفاعا عن أهلك ومدنك

تعليق علي ما حدث:
+ قيادة الجيش ضعيفة عسكريا وسياسيا ومخترقة في أعلي مستوياتها.
+ نجح حلفاء الجنجويد ودعايتهم في عزل الجيش عن الشعب داخليا وعزله دبلوماسيا في الخارج.

+ أرتال من المعلقين يسبون الجيش يوميا ويساوون بينه وبين ميليشيا الغزاة وهذا من حقهم. ولكن هناك تناقض بين ان تسحب الشرعية عن مؤسسة وتساوي بينها وبين الجنجويد في درجة السوء ثم تطلب منها أو تتوقع أن تحميك وتحمي التراب من نفس الجنجويد.

+ حسب هذا المنطق إن لم يوجد فرق بين الجيش والجنجويد إذن لا فرق إذا سيطر الجيش أو الجنجويد علي مدينة أو كل البلد.

+ لا أفهم أن تساوي بين جيش وجنجويد ثم تطلب من نفس الجيش أن يموت دفاعا عن أهلك ومدنك.

+ إذا كنت تعتقد إنه لا يمكن مساواة الجيش بميليشيا ممولة من الخارج، فهذا لا يجعل الجيش بقرة مقدسة فوق النقد ولكنه يعني ضبط منطق النقد، ويلقي عليك أعباء محاربة الجنجويد وأعوانهم بكل السبل المتوفرة لك بدلا عن مساعدة دعاية الحلف الجنجويدي والوقوع في حبالها التي تصور العدوان الجنجويدى الممول من الخارج وكانه صراع ضد الكيزان أو جيش يسيطر عليه الكيزان.

+ التحفظ علي بعض قيادات الجيش لا يعني إدانة كل أفراده بالجملة. كم أشفق علي جنود صغار أو ضباط وطنيين استشهدوا أو يحملون نعشهم علي كتفهم كل لحظة دفاعا عن الوطن وبطونهم خاوية ولباسهم خرق دفاعا عن وطن وعن ملايين المدنيين ثم ياتي ملتاث أو مرتشي أو فرد من جحافل حمقى أمبيرتو ايكو لشتم الجيش بالجملة وبدون لغة تميز وتزن. أمن أجل هؤلاء يموت محمد صديق وأمثاله؟

+ مرة أخري، إن لم يوجد فرق بين الجيش والجنجويد – وسعادتك علي مسافة واحدة منهما – فرقت شنو يعني لو استولي الجنجويد علي سنجة أو مدني أوبورتسودان؟

+ إذا كنت تعتقد أن واجب الجيش حماية البلد من الجنجويد، هذا يفرض أن تسال نفسك عما هو دورك في محاربة الجنجويد. حماية الوطن في حالة الحرب واجب الجميع ولا تقع حصريا علي الجيش.

+ غريب أن تنساق خلف هراء أن هذه الحرب فصل آخر من صراع السودان ضد الأخوان المسلمين وتتفرج وتسحب المشروعية عن الجيش ولا تمنحه حتي شرعية الأمر الواقع ثم تطلب و من أفراده االتضحية بحياتهم وسلامتهم بغرض حمايتك واهلك ومدنك.

معتصم اقرع
معتصم اقرعإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 31 مليون.. تعرف على إيرادات فيلم اللعب مع العيال
  • ذهنية الجيش واحدة من اكبر اسباب الهزائم حتى الان
  • استمع لسبب عداء الجنجويد لأنصار السنة
  • موندويس: اجتياح الشجاعية حرب استنزاف لإسرائيل وفظائع ضد المدنيين
  • المواطنون الأبرياء بين مطرقة الدعم السريع ومحرقة الحرب
  • ???? من تسبب في معاناة الناس وتشريدهم هم الجنجويد والخونة المتعاونين معهم وليس الجيش.
  • ???? أن تساوي بين جيش وجنجويد ثم تطلب من نفس الجيش أن يموت دفاعا عن أهلك ومدنك
  • اجتياح حي الشجاعية بين استنزاف جيش الاحتلال والفظائع والانتهاكات ضد المدنيين
  • مليشيات الحوثي تختطف عشرات المدنيين في خمس محافظات
  • مناشدات لحماية المدنيين في حرب السودان بعد دعوة «هيومن رايتس ووتش» لنشر قوات أممية