في تطور يثير الجدل، تشهد الحملات الانتخابية الرئاسية الامريكية لعام 2024 استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الفيديوهات والصور المفبركة بهدف السخرية من المنافسين السياسيين، وتعتبر هذه الاستراتيجية تهديدا للنزاهة والشفافية في العملية الانتخابية، كما تم استثمار  تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الناخبين لتوجيه لهم رسائل سياسية أكثر دقة وتاثيرا.

 

"ترامب "ينشر فيديو ساخر لبايدن وهو متجه لدار المسنين 

تشير التقارير إلى أن بعض الفرق الانتخابية تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مفبرك يستهدف منافسيهم بصورة ساخرة ومسيئة، و يتم استخدام تقنيات التلاعب بالصور والفيديو لإنشاء مشاهد وأحداث وهمية يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بهدف التأثير على الرأي العام وتشويه صورة المنافسين.

 في تطور لافت في معركة الانتخابات الرئاسية الامريكيه ، قام الرئيس السابق دونالد ترامب بنشر فيديو ساخر بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي يصور الرئيس الحالي جو بايدن وهو متجه لدار الأيتام بصحبه زوجته، في محاولة لإقناع الناخبين بأنه غير صالح لتولي فترة رئاسة ثانية بسبب عمره المتقدم.

وتم تداول الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار جدلاً واسعاً وانقساماً في الرأي العام، واظهرت لقطات الفيديو الرئيس بايدن وهو يسيير بشكل بطيء  شديد وبصحبته زوجته متجهين نحو دار المسنين ، وتناول الفيديو تعليقات ساخرة تستهزئ بقدراته العقلية والجسدي، وفريق اخر استنكر هذا النوع من الفيديوهات المفبركة مطالبا بضرورة وجود إطار قانوني وأخلاقي يحكم استخدامها بشكل صحيح ومسؤول وضمان أن هذه التكنولوجيا لا تستخدم للتلاعب أو إلحاق الأذى بالآخرين.

*"هيلي "تسخر من "العجوزين*

وفي هجمة اخري باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي ، ضربت نيكي هيلي المرشحة للرئاسة من الحزب الجمهوري عصفورين بحجر واحد ، وانتقدت عمر كل من ترامب والرئيس الحالي جو بايدن ، وبشكل ساخر نشرت صورة على حسابها في إكس ، وهما يرتديان قبعتين من الصوف ووصفتهما بالعجوزين معلقة فوقها "المنافسة التي لا يريد أحد رؤيتها مجدداً"، في إشارة إلى تنافس كل من ترامب وبايدن مجددا كما حصل في 2020.

وانتقدت هيلي عدة مرات في مقابلة تلفزيونية وخطابات أمام مؤيديها عمر الرجلين، ولكن هذه المرة استخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي للسخرية من عمر منافسيها.

وأوضح عدد من الخبراء ان استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق أمرًا مثيرًا للقلق، حيث يمكن للتقنيات المتقدمة التلاعب بالصور والفيديوهات بخلق صورًا وأحداثًا مزيفة بشكل حقيقي يصعب كشفه، مما يجعل من الصعب على الجمهور تحديد ما هو حقيقي وما هو مفبرك.

يثير هذا الاستخدام المسؤولية الأخلاقية والأمنية للذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، فقد يؤدي تداول الصور والفيديوهات المفبركة إلى نشر معلومات زائفة وإشاعات تؤثر على سمعة المرشحين وتشوه صورتهم في ذهن الناخبين .

*المرشحون يعتمدون علي تطبيقات متطورة لتحسين من رسائلهم السياسية*

وعلي الجانب الاخر، هناك الوجه الإيجابي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرة المرشحين لتحسين استراتيجيات حملاتهم وتحليل بيانات الناخبين وتوجيه الرسائل السياسية بشكل أكثر دقة وتفصيلاً.

أحد التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية هو تحليل البيانات الضخمة المتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، و يمكن للمرشحين استخدام تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات لفهم اهتمامات الناخبين ومواقفهم السياسية بشكل أفضل، مما يتيح لهم صياغة رسائل واستراتيجيات انتخابية مخصصة تلبي تلك الاهتمامات وتحقق تأثيرًا أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المرشحين في توجيه حملاتهم الانتخابية، من خلال تحليل البيانات والتصنيف التلقائي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد المجموعات الديموغرافية المستهدفة بشكل أكثر دقة وتوجيه الجهود الانتخابية بشكل فعال، مما يؤدي إلى توفير المزيد من الوقت والجهد والموارد.

ومع ذلك، تثير استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية بعض التساؤلات المتعلقة بالخصوصية والأمان، يجب أن يتم استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول ومن خلال الامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها، لضمان حماية بيانات الناخبين والحفاظ على سلامة العملية الديمقراطية.

على الرغم من الفوائد المحتملة للاستخدام المناسب للذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، يجب أن يتم التعامل معه بحذر ومسؤولية، ووضع إطار قانوني وأخلاقي صارم لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي في مصلحة حقوق الأفراد، ولضمان الشفافية والعدالة في العملية الديمقراطية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي العملية الانتخابية الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسائل التواصل الاجتماعي الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ثاني الزيودي: الإمارات استشرفت مبكراً القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي

 

«أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة استشرفت مبكراً القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي، مشدداً على أهمية تعاون الحكومات والمؤسسات والشركات والمنظمات الدولية للاستثمار في البنى التحتية الرقمية ودعم الابتكار ودمج أدوات تكنولوجية كالذكاء الاصطناعي لتطوير نظام تجاري عالمي حديث ومرن وجاهز للمستقبل.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية المعرفية التي أقيمت ضمن إطار مبادرة «تكنولوجيا التجارة»، المشروع الدولي المشترك الذي يستمر لثلاث سنوات، بالتعاون بين المنتدى الاقتصادي العالمي ووزارة الاقتصاد الإماراتية ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي.
ودعا معالي الدكتور الزيودي، في كلمته الافتتاحية في الجلسة، إلى تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب التجارة العالمية قائلاً: «يمكّننا الذكاء الاصطناعي من تسريع تصميم المستقبل وتحديث الأنظمة وتعزيز النمو ومضاعفة الإنتاجية، كما أن لاستخدام الذكاء الاصطناعي تأثيراً ملموساً على سلاسل التوريد، حيث يحسّن آليات الشحن وتصنيف الشحنات ويعزز استمرارية العمل. ولدمج هذه التكنولوجيا بالمستوى المطلوب، أمامنا اليوم فرصة لتشكيل الملامح المستقبلية للتجارة الدولية، بدءاً من بنيتها الرقمية وحتى أطرها التنظيمية، وذلك بالتنسيق بين صنّاع القرار والقطاعات التجارية والمراكز اللوجستية والشركات».
وأضاف معاليه: نتطلع إلى نقاشات اليوم ودور مبادرة تكنولوجيا التجارة في تحفيز التحوّل المنشود. ومن مسؤوليتنا الاستفادة من هذه الأفكار لتطوير وتحديث التجارة العالمية تحقيقاً لمصالح الجميع.
ويمثل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز المواضيع التي تركّز عليها مبادرة «تكنولوجيا التجارة» في عامها الثاني، نظراً لتأثيره المتنامي على قطاع الخدمات اللوجستية.
وجمعت الجلسة، تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي والتجارة العالمية: مستقبل تكنولوجيا التجارة»، خبراء ومهنيين وقادة الرأي ضمن قطاعات التكنولوجيا والتنمية والاقتصاد والتجارة، منهم تيم ستيكينجر، رئيس مبادرة تكنولوجيا التجارة لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، والبروفيسور ماريك كوفالكيفيتش، المدير المؤسس لمركز الاقتصاد الرقمي لدى جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، وولفغانغ ليماشر، خبير عالمي في مجال شبكات الإمداد والنقل، وفيليب إيسلر، مدير التحالف العالمي لتسهيل التجارة.
وقدّم المتحاورون رؤاهم حول أفضل سبل الاستفادة من الفرص التحويلية للذكاء الاصطناعي واستخداماته لتأثيرها الملموس على كفاءة سلاسل التوريد، حيث تمكّن أدوات الذكاء الاصطناعي الشركات من التعاقد مثلاً مع موردين جدد وتقييمهم بناءً على الحجم والموقع وسجلّ الاعتمادات، ويمكن كذلك أتمتة جوانب من المفاوضات التجارية باستخدام تطبيقات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتقديم عروض الخدمات أو السلع أو الأسعار المعتمدة ومن ثم الاتفاق عليها.
وتناولت نقاشات الجلسة، التي سيضم التقرير الثاني لمبادرة تكنولوجيا التجارة أبرز أفكارها، تأثير الذكاء الاصطناعي على قوانين التجارة العالمية، واستعداد الأسواق الناشئة لرقمنة التجارة، ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين الاستشراف والتوقّع التجاري، وتمكين الشركات من سد الثغرات المستجدة في المهارات ضمن القوى العاملة لديها.
وقال تيم ستيكينجر، رئيس مبادرة تكنولوجيا التجارة لدى المنتدى الاقتصادي العالمي: الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لمواجهة التحديات التجارية التقليدية، بل محفز لوضع تصور جديد للتجارة. ومن خلال الشراكات المتينة بين القطاعين الحكومي والخاص والتعاون الشامل للمنظومة التجارية بأكملها، بدءاً من المنتجين ووصولاً إلى صنّاع القرار، ومن مقدمي الخدمات اللوجستية إلى المستهلكين، يمكننا الاستفادة من كامل قدرات الذكاء الاصطناعي لبناء مشهد تجاري عالمي أكثر كفاءة واستدامة وشمولية يحقق الازدهار للجميع.
وكانت وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات أطلقت مبادرة «تكنولوجيا التجارة» بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي في دافوس في يناير عام 2023، بهدف تسريع رقمنة سلاسل التوريد العالمية. 

أخبار ذات صلة ثاني الزيودي: قيادة الإمارات استشرفت مبكراً القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي الزيودي: الإمارات وجهة عالمية للمواهب والكفاءات المتميزة

مقالات مشابهة

  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا
  • وزير الاتصالات: نعمل على إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي
  • ثاني الزيودي: الإمارات استشرفت مبكراً القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي
  • نائب وزير التعليم: دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أدوات تطوير القطاع بمصر
  • الحملات الانتخابية بين الشعارات البراقة والقدرات المحدودة!
  • موبيليس توقع اتفاقية شراكة مع المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة للمزارعين الأفارقة
  • تجربة المستقبل ..كشف النقاب عن رؤية  TECNO للذكاء الاصطناعي في IFA Berlin 2024!
  • إنترسك السعودية 2024 يسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في توحيد نظم السلامة من الحرائق
  • الذكاء الاصطناعي والتمويل في صدارة اهتمامات “أديبك 2024”