في الدعاء على الكيزان.. نظرة لائكية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
إنتظمت وسائط التواصل الاجتماعي خاصة على الفيسبوك دعوة " أقل ما يُمكن أن توصف به - إذا جاز للمرء إطلاق الوصف - بأنها سمجة سُميت من قبل مطليقها "الدعاء على الكيزان" قوامها ترديد (اللهم لا تحقق للكيزان غاية ولا ترفع لهم راية) وتنشط هذه الدعوة بشكل كثيف كل يوم جمعة.
على عموم الأمر، ينبأ هذا التوجه - الدعاء على الخصم- عن حالة توهان فكري عميق من ناحية، ويؤسس لخلق حالة من الفوضى الفكرية في مقارعة الخصوم، ومن ناحية ثانية يؤكد على حالة عدم فهم لمشروع الإخوان المسلمين.. وبالتالي يفتح ساحة الصراع لمثل هذا التسابق غير المجدي نحو رفع الأمر للسماء... فالخلاف مع الإخوان أو الكيزان هو في الأصل خلاف مرجعيات فكرية محورها الأساسي يدور حول قدرة الإنسان على إدارة شؤون السياسة دون إقحام الغيب والدين في إدارة العملية السياسية مع التركيز على تقديم العقل Reason على كل ما عداه من مرجعيات بحسبانه أي العقل هو المرجعية الأساسية التي يُحتَكمُ إليها في العملية السياسية، مع التزام صارم بالتمسك به وبمقتضياته مهما كانت طبيعة ودينامية ومفاعيل الصراع السياسي وما يقود إليه من نهايات سعيدة أو تراجيدية، هكذا يُفهم الصراع مع الجماعات ذات المرجعية الدينية وعلى ذلك يجب أن تُبنى الخلافات معهم... أما الدعاء عليهم فذلك أمر فوق أنه لا يخدم قضية الصراع المجتمعي - الدنيوي في شي، فإنه يجر صاحبه لحالة من التماهي والتطابق مع المدعو عليه من حيث المرجعية بحيث يصير النّدان قرينان لا فرق بينهما لا بالدرجة ولا بالنوع بالصورة التي تشوش على المتابع أو المراقب ولا تمكنه من فهم أوجه الخلاف بين الداعي والمدعو عليه.
إن الخلاف مع الجماعات الدينية كجماعة الاخوان المسلمين لا يتأسس اطلاقا على حالة نفسية تتلبس فيها الشخص " كراهية" الكيزان كما هو سائد الآن دون النظر والاعتبار والتحقق من أدوات الخلاف معهم بالقطع مع مرجعيتهم لا التماهي معها، فحاصل الأمر أن جماعة الإخوان ومهما كان مستوى الخلاف معهم الا انهم يظلون قوة محفزة على الصراع، وتستثير الهمم نحو خلاف فكري له منطلقاته الأيدولوجية، وآفاقه السياسية كما يستدعي طاقة موجبة نحو الاطلاع على أدبياتهم وموروثهم الفكري والفلسفي، لذلك فالصراع معهم بهذا الوصف ليس ميداناً للتنابذ والدعاء، وتحريك مواطن الكراهية غير المبررة، ولا حتى بإستئصال شأفتهم عن طريق شن الحرب عليهم، وإنما يتأسس في الأصل على إستثارة العقل ومعرفة مواطن الخلاف فكرياً، قبل إطلاق العنان لحالة الرفض الناتج عن حالة ذهان psychosis الذي لا يفضي إلا لمزيد من الدعاء والدعاء المضاد على الخصوم، والذي سينتهي حتماً بإنتصار الكيزان فكرياً طالما رضى من يصنفون أنفسهم بأنهم خصومهم منازلتهم في ميدانهم وبأدواتهم وبالتالي يضمنون لهم من حيث لا يدروا رصيداً من أنفسهم حيث لا فرق في الأصل بين صاحب الدعاء والمدعو عليه.
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الخلاف مع
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية تكشف نقاط الخلاف بشأن الاتفاق المحتمل مع حزب الله
كشف صحيفة إسرائيلية عن نقاط الخلاف الرئيسية التي لم تحسم بعد، بشأن الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله.
وقالت "إسرائيل اليوم"، أن تظل هناك نقطتان خلافيتان رئيسيتان، الأولى تتعلق بمشاركة فرنسا في آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن "إسرائيل" تعارض منح الفرنسيين دورًا مركزيًا، على خلفية تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون "ضد إسرائيل"، وكذلك رد فعل فرنسا على أوامر الاعتقال التي صدرت ضد نتنياهو وغانتس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن "إسرائيل مستعدة لإدخال جنود فرنسيين في مرحلة التنفيذ فقط، بينما يطالب لبنان بمشاركة أكبر، لكن الحل المتوقع هو آلية إشراف مشتركة بين الولايات المتحدة ودولة عربية لم تُختَر بعد".
أما النقطة الخلافية الثانية تتعلق بالمطالبة الأمريكية اللبنانية بإدراج بند في الاتفاق يلزم بإجراء مناقشة فورية بشأن 13 نقطة خلافية على الحدود البرية، لكن "إسرائيل" تفضل صياغة غامضة تسمح لها بتحديد توقيت بدء المناقشات. وفق الصحيفة.
ومن المتوقع أن تستمر المحادثات هذا الأسبوع في محاولة لتقليص الفجوات، وسط حديث عن تقدم بشكل ايجابي نحو حسم نقاط الخلاف، وصولا للاتفاق.
وشددت الصحيفة على أن الوسيط الأمريكي، عاموس هوكشتين من المتوقع أن ينقل قريبًا إلى لبنان التحفظات الإسرائيلية، وسط ترجيح إسرائيلي، أنه يمكن التوصل إلى اتفاقات في غضون أسابيع قليلة، وربما أقل.
وفقًا للمخطط المتوقع، ستصل قوة أمريكية إلى لبنان قريبًا للإشراف على تنفيذ الاتفاق، الذي يتضمن انسحاب "الجيش الإسرائيلي" خلال 60 يومًا وانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود، ومن المتوقع أن تبقى القوة الأمريكية في جنوب لبنان لفترة غير محددة للإشراف على التنفيذ من الجانب اللبناني.