سودانايل:
2025-04-17@14:11:52 GMT

حمدوك ما زال الرئيس الدستوري للسودان!!

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

د. أحمد جمعة صديق
لماذا لا تباشر حكومة حمدوك مهامها من المنفى؟ فهو لا يزال رئيس الوزراء الدستوري؟
سعدت بعودة الدكتور حمدوك الى موقعه الطبيعي لقيادة هذه الامة في هذ الايام العصيبة، فهو رجل مؤهل، ومجرب، وناجح، ووجه مقبول على المستوى المحلي والعالمي ويتكلم لغة السياسة الحديثة ويعرف دهاليز الامم المتحدة و دروب افريقيا.

كما سعدت ايضا بالمبادرات التي قام بها مع بقية الثوار بتكوين (تقدم)، هذه الجبهة النقابية العريضة لتمثل كل الطيف السياسي السوداني أو أغلبيته لكي يكون التعبير أاكثر دقة وصدقا.
ان (ت ق د م) في نظري هي امتداد طبيعي ل(ق ح ت)، وكلاهما في رأي برلمانات سودانية كاملة الدسم، لما تملكه من تفويض شعبي، ادركه كل العالم، بالمظاهرات المليونية الراتبة – التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا- والتي كانت تزرع شوارع العاصمة والمدن السودانية بالبهجة وهتافات الحرية والسلام والعدالة، وهي شعارات تفوقت على شعارات الثورة الفرنسية نفسها - ولم تتوقف تلك المهرجانات الشعبية العظيمة يوما واحدا وبنفس الايقاع؛ مع انها كانت تقدم كل يوم الشهيد تلو الشهيد.
في نظري أن (ق ح ت) كانت برلماناً شعبيا لم يشهده تاريخ السودان، وبالتالي كانت تفويضاً كاملا لحكومة حمدوك للمضي قدما نحو اكمال الفترة الانتقالية بنجاح. ولقد شهدت حكومة حمدوك نجاحات لا ينكرها الا (كوز) أو (حاسد) أو (جاحد)، مما عجّل برحيلها بذلك الانقلاب المشئوم في اكتوبر 2021 وبايعاز من الثلاثة المذكورين.
(فالكيزان) قد افل نجمهم تماماً ولعبت لجنة ازالة التمكين في كشف عوراتهم ومصادرة ممتلكاتهم وادركوا انهم على وشك الفقر التام في المال والسلطة، فاوعزوا الى (الحاسد) لكي يوقف هذا النجاح خاصة بعد نجاح مؤتمر ( باريس) الذي عالج كثيرا من المشاكل (الهيكلية) للسودان، واتاح للسودان ان يعود الى الساحة العالمية التي حرمنا منها زمنا، بعد رفعه من القائمة السوداء سيئة الذكر ثم تأهيله للاقتراض من المؤسسات الدولية والافريقية.
فنجاح مؤتمر باريس كان نقطة تحول جوهرية في دعم حكومة حمدوك، حيث كان له أثر مباشر في استقرار الدولار والذي اختفى من السوق السوداء تماماً، بل وتوافر لدى حكومة السودان فائض كان يعرضه بنك السودان في (الدلالة) العامة.
ونتيجة لذلك فقد شهدنا انخفاض في أسعار العقارات والسيارات والسوق الاستهلاكية بصورة عامة. لقد ادركت الحاسة الكيزانية ان هذه هي بداية الطامة الكبرى، وان لا حلم لهم بعد ذلك بحكم السودان في ظل هذه الانجازات العظيمة لحكومة حمدوك. ثم أوعزوا (للحاسد) ان يقوم بالانقلاب ثم فشل الانقلاب، حتى في تسمية رئيس وزراء آخر الى اليوم. ثم قامت مجموعة (الجاحدين) من اكلة الموز ليكملوا المشوار الذي لم يكتمل حتى الآن.
أما الذي عجّل بالحرب فانه النجاح الثاني ل(ق ح ت) في وضع تلك الوثيقة والتي في رأي هي (الماجنا كارتا(Magna Carta: السودانية التي وضعت النقاط فوق الحروف لانهاء الصراع العسكري المدني بصورة نهائية. وقد ادرك ايضا الكيزان بحاستهم (الفطرية) بان تلك نهاية النهاية فاوعزوا بالحرب في 15/4/2023 حينما اقسموا بان هذا الاتفاق لن يتم الا على جثثهم كما قال قادتهم بذلك.
واستمرت الحرب كما نرى الآن وهم الآن ايضا أحرص ما يكونون على استمراهم بالتنصل عن الاتفاق الذي وقعه الكباشي مع دقلو الثاني في البحرين وبالتصريحات الصريحة للبرهان بان لا تفاوض مع الدعم السريع الا بهزيمته، وللاسف الشديد العالم كله يعرف ان الواقع العملي يقول ان الدعم السريع يهمن على الاوضاع على الارض.
وعموما هذه الصورة البائسة هي الماء العكر الذي يصطاد فيه (الكيزان) بان يركعوا هذه الشعب الذي رفضهم في مليونيات كانت تغطي عيش الشمس. ونخلص من هذا باستنتاج يفيد بان هذه الحرب لن يوقفها (التفاوض) لان (منبر جدة) وقد كان عليه العشم؛ قد فشل حتى الان في جعل الرجلين يجلسان معا في طاولة المفاوضات. كما فشلت ايضا (الايقاد) في جمع الرجلين ايضا لطاولة المفاوضات، ثم تاكد ذلك تماما (بالتحلل) الشرعي من اتفاق الكباشى مع دقلو الثاني وتصريحات البرهان الاخيرة بان لا تفاوض مع الدعم السريع.
لم تفض المفاوضات في جدة بوساطة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى أي نتيجة. لان العسكر لا يرغبون في اتخاذ أي قرار لوقف الحرب، والمدنيون مغيبون عن هذه الاجتماعات ولو في شكل مراقبين. لذلك أعتقد أن أصوات المدنيين يجب أن تُسمع من خلال آلية ما فعّالة. نجح (الكيزان) تماما في اجندة مواصلة الحرب. فما المخرج؟ يتبع في المقال القادم ان شاء الله.


aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حکومة حمدوک

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن يتعهد بتقديم 813 مليون جنيه إسترليني للسودان وجواره

لندن – تعهّدت مجموعة من المشاركين في المؤتمر الدولي حول السودان في لندن، امس الثلاثاء، بتقديم أكثر من 813 مليون جنيه إسترليني من التمويل هذا العام لصالح السودان والدول المجاورة له.

جاء ذلك في بيان مشترك عقب المؤتمر الذي عُقد في العاصمة البريطانية برئاسة مشتركة لكل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.

وشارك أيضاً في المؤتمر وزراء خارجية وممثلون رفيعون من كندا وتشاد ومصر وإثيوبيا وكينيا والسعودية والنرويج وقطر وجنوب السودان وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وأوغندا والولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، بحسب البيان.

وأكد البيان أن المشاركين ركّزوا على تحقيق تقدم في الأهداف المشتركة المتمثلة في إنهاء الصراع في السودان وتخفيف معاناة الشعب السوداني، وجددوا التزامهم القوي بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه.

وأشار إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والإمارات وكندا وسويسرا، تعهّدت بتقديم أكثر من 813 مليون جنيه إسترليني هذا العام لصالح السودان والدول المجاورة له، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون قدّم مراجعتين أمام المجلس الدستوري... هذا ما تتعلقان به
  • حمدوك درقة الجنجويد والامارات
  • مؤتمر لندن يتعهد بتقديم 813 مليون جنيه إسترليني للسودان وجواره
  • «مؤتمر لندن» يحشد 800 مليون يورو مساعدات إنسانية للسودان
  • الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يعززان المساعدات للسودان في مؤتمر بلندن
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • ناشد بالتصدي لخطاب الكراهية .. حمدوك: حرب السودان صراع على السلطة
  • حمدوك يناشد السودانيين "التصدي لخطاب الكراهية"
  • مع دخول الحرب عامها الثالث غوتيريش يندد بتدفق الأسلحة للسودان
  • مفتي القاعدة السابق يتحدث عن انتقال التنظيم للسودان وخروجه منه