روسيا – توقع خبيران روسيان من “نادي فالداي للنقاشات الدولية”، في تقييم لتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وموقف الدول الغربية منه، معربين، عن اعتقادهما بأن حل القضية الفلسطينية يحتاج إلى تعاون دولي واسع، واتباع نهج عادل وشامل.

وقال احد الخبراء، لن تنتهي حرب غزة بدون تداعيات جيوسياسية كبيرة على الشرق الأوسط، فإسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة من تلك الحرب، وعوضا عن ذلك ستتحول إلى دولة معزولة، فيما ستبدأ في الشرق الأوسط حركة تحرر صعبة ومؤلمة من هيمنة القوى الغربية التي تهدد سياساتها بزعزعة استقرار المنطقة.

و”نادي فالداي للنقاشات الدولية” هو منتدى مقره موسكو يجمع بين خبراء أجانب وكبار المسؤولين الروس والسياسيين والصحفيين والأكاديميين.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة “نادي فالداي للنقاشات الدولية” أندريه بيستريتسكي إنه من “المحزن” أن يفقد بشر أرواحهم جراء هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفا الوضع بأنه “مأساوي للغاية”.

ورأى بيستريتسكي أن القضية الفلسطينية “وصلت للأسف إلى طريق مسدود”، معتبرا أنه “لن يتم حل هذه القضية دون اتباع نهج عادل وشامل”.

وأضاف أن “الوصول إلى مثل هذا الحل يتطلب، أيضًا، مبادرات وتعاون مشترك بين كل من تركيا وروسيا وإيران وأوروبا الغربية والولايات المتحدة والعديد من البلدان”.

وانتقد بيستريتسكي سياسات الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، إزاء الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.

وقال: “تتصرف الدول الغربية بطريقة غير عقلانية وغير منظمة وسطحية للغاية؛ فعلى الرغم من أن الوضع في الشرق الأوسط تغير بشكل جذري، إلا أن الغرب يريد الحفاظ على هيمنته وقوته ونفوذه على المنطقة”.

بيستريتسكي حذر في هذا الصدد من مخاطر تزايد التوتر في الشرق الأوسط، وتطرق إلى الإجراءات الواجب اتباعها لتوفير أرضية تضمن إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وقال موضحا: “هذا يتطلب إجراءات منسقة من قبل النخب في المنطقة والدول الفاعلة”.

وأوضح أن ممارسات الجيش الإسرائيلي في غزة مرتبطة بالأجواء السياسية وحالة التجييش التي تسيطر على الأجواء الداخلية في البلاد.

وأوضح: “تنعكس السياسة الخارجية على السياسة الداخلية في جميع البلدان، لكن الوضع يختلف في الولايات المتحدة وإسرائيل؛ إذ تكون السياسة الخارجية فيهما استمرارًا للسياسة الداخلية”.

واستنكر بيستريتسكي الموقف الضعيف صدر عن محكمة العدل في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة “الإبادة الجماعية” في غزة.

وأوضح أن “المحكمة طلبت من إسرائيل اتخاذ تدابير احترازية، لكنها لم تدن ممارساتها في غزة”.

وفي 26 يناير/ كانون ثاني الماضي، أعلنت محكمة العدل قراراتها الأولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948، وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

ورغم قرارات العدل الدولية الداعية إلى وقف الهجمات ضد الفلسطينيين دون أن تتضمن نصا لوقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تواصل هجماتها على قطاع غزة، وتبتعد عن اتخاذ خطوات لإنهاء المأساة الإنسانية.

مدير مركز البحث العلمي في “نادي فالداي للنقاشات الدولية” فيودور لوكيانوف حذر، أيضًا، من مخاطر التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن هجوم حركة الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة ورد فعل إسرائيل أديا إلى زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، محذرًا من غياب أي مخرج من هذه الأزمة في الوقت الراهن.

ورأى أن حكومة نتنياهو رغم هجومها الدموي على غزة ستخفق في تحقيق أي من أهدافها المعلنة من تلك الحرب، والتي كان في مقدمتها إعادة الأسرى من غزة والقضاء على حركة الفصائل.

وأضاف: “رغم الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين الفلسطينيين والدمار الكبير في غزة، إلا أن هذه الحرب لن تفضي إلى أي نتائج على الأرض، وسنرجع إلى النقطة التي بدأنا منها، وهي أن إسرائيل لن تحقق أهدافها العسكرية والسياسية”.

واعتبر لوكيانوف أن “عدم قيام دولة فلسطينية سيبقى العائق الأكبر أمام السلام بالمنطقة”، مضيفًا: “هناك خسائر بشرية فادحة، لكن الأسوأ من ذلك كله هو أن كل هذه الخسائر قد تذهب سدى”.

وشدد على أن محاولات المجتمع الدولي الراهنة لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية هناك “ليست كافية”.

وأشار لوكيانوف إلى أن دول المنطقة بدأت تلعب دورا أكبر في سياسة الشرق الأوسط، وأن تنامي دور القوى الإقليمية أدى إلى تراجع دور بعض القوى الأجنبية.

وتابع: “حتى الولايات المتحدة لا تملك الأدوات اللازمة للتأثير على إسرائيل”، فالأمريكيون، كما يرى، “يريدون إنهاء هذه المأساة، لكن الإدارة الإسرائيلية تفكر بشكل مختلف”.

أما الصين فـ”تراقب تطورات الوضع عن كثب، بينما لدى روسيا أولويات مختلفة للسنوات المقبلة”، وفق لوكيانوف.

وذكر لوكيانوف أن الشرق الأوسط أصبح معزولا بشكل متزايد، وقال: “هذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات إيجابية”.

وأوضح: “كلما زادت المسؤوليات التي تتحملها دول المنطقة، كلما تمكنت من حل مشاكلها بشكل أسرع دون اللجوء إلى تدخل القوى الخارجية”.

وأضاف: “الآن، سنشهد حركة تحرر صعبة ومؤلمة في منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع استمرار القوى الأجنبية بلعب دور مزعزع للاستقرار في تلك المنطقة”.

وحول توقعاته لتلك الحرب ومآلاتها، قال لوكيانوف إن “الهجمات على غزة ستنتهي عاجلاً أم آجلاً”؛ “لأن موارد إسرائيل محدودة”.

واعتبر أن مواصلة الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة مسألة مرتبطة بالتطورات الداخلية في إسرائيل؛ فالحياة السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرهونة بنتائج هذه الحرب.

وأوضح: “سيبقى نتنياهو بالسلطة طالما استمرت الحرب، بينما ستنتهي حياته السياسية مع نهايتها”. ولفت إلى أن انتهاء مستقبل نتنياهو السياسي سيكون على وقع انتقادات يثيرها مواطنو إسرائيل تتعلق بإخفاقاته منذ بداية الهجوم الذي شنته “حماس” على مستوطنات غلاف غزة وعواقب ما حدث.

لوكيانوف توقع، أيضًا، أن تتحول إسرائيل إلى “دولة معزولة” بسبب تلك الحرب.

فيما أبدى تشاؤمه إزاء مصير القضية الفلسطينية، قائلا: “لا أرى أي حل شامل للقضية يلوح في الأفق”.

وفي تقييمه لقرارات محكمة العدل الدولية المتعلقة باتخاذ تدابير احترازية لحماية الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، قال لوكيانوف: “كان من الممكن أن تكون هذه القرارات أكثر قسوة”.

وأعرب عن اعتقاده بأنه “ليس لدى محكمة العدل الدولية أي قدرة على الضغط على إسرائيل وضمان تنفيذ قراراتها عليها”.

واختتم قائلا: “رغم أن معظم دول العالم تؤيد هذه القرارات وتدين إسرائيل، إلا أننا للأسف نعيش في عالم يلعب فيه البعد الأخلاقي دورًا ثانويًا للغاية”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشرق الأوسط محکمة العدل تلک الحرب على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، أن إسرائيل تمتلك فرصة تاريخية "لتغيير وجه الشرق الأوسط"، وذلك خلال إعلانه تعيين إيال زامير قائدًا جديدًا للجيش الإسرائيلي.

اعلان

وأعرب عن تفاؤله بأن يساهم التعيين الجديد في تحقيق نجاح عسكري "غير مسبوق"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقف أمام لحظة حاسمة لرسم مستقبلها الأمني والسياسي في المنطقة. 

وسبق لنتنياهو أن أبدى تأييده لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، مع إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بالتوازي مع ترحيل سكانه إلى دول مجاورة.

وفي كلمته اليوم، شدد نتنياهو على أن هذه المرحلة تشكل "فرصة تاريخية لضمان مستقبل دولة إسرائيل، ومستقبل الشعب اليهودي، ومستقبل أرض إسرائيل، ومستقبل عالم التوراة"، معتبراً أن تل أبيب لن تتمكن من الحفاظ على هويتها ومكانتها دون تحقيق هذه الأهداف. 

Related إسرائيل تُعيّن إيال زامير خلفا لهاليفي.. ماذا نعرف حتى الآن؟هاليفي بعد الاستقالة بسبب فشل السابع من أكتوبر: حققنا إنجازات كبيرة وقد تغير وجه الشرق الأوسطسموتريتش: "على هاليفي أن يستقيل قبل أن يُقال" والأمم المتحدة تكشف: 90% من منازل غزة تضرّرت أو هدّمت

وأضاف: "طلبت كلمتين، هما النصر الكامل، وقد قوبل ذلك بالعديد من الانتقادات والسخرية، لكن أصبح واضحًا للجميع أننا أمام فرص لتحقيق انتصارات لم نكن نحلم بها سابقًا. أتوقع من إيال زامير، خلال فترة قيادته، وربما حتى في المستقبل القريب، أن نحقق جميع هذه الإنجازات الكبيرة، التي لن تغير فقط وضع إسرائيل، بل ستعيد تشكيل الشرق الأوسط بأكمله". 

وقال نتنياهو إنّ "السبب الأول لاختيار زامير هو أنه يمتلك توجهًا هجوميًا، فالجيش، إلى جانب باقي أجهزة الأمن، يجب أن يكون خاضعًا لقرارات الحكومة، لكنني أتوقع أن يقدم لنا خيارات فعالة لمواجهة أعدائنا والانتصار عليهم. فالوظيفة الأولى للجيش هي محاربة العدو وتحقيق النصر". 

وجاءت تصريحاته خلال اجتماع لمجلس الوزراء، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية رسميًا على تعيين زامير رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفًا لهرتسي هاليفي، الذي أعلن استقالته الشهر الماضي. ومن المقرر أن يتولى زامير مهامه اعتبارًا من آذار/مارس المقبل. 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث مع السكرتير العسكري آنذاك إيال زامير خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، يوم الأحد 2 يونيو 2013Sebastian Scheiner/AP

وشغل زامير، البالغ من العمر 58 عامًا، منصب المدير العام لوزارة الدفاع قبل تعيينه، كما يتمتع بعلاقة وثيقة مع نتنياهو، إذ عمل سكرتيرًا عسكريًا له بين عامي 2016 و2018. وتولى قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش خلال حرب 2014 على غزة، التي شهدت تدمير آلاف المنازل ومقتل أكثر من 2100 فلسطيني. 

وجاء اختيار زامير بعد أشهر من التكتم حول هوية المرشحين للمنصب، وسط انقسامات داخل المؤسسة العسكرية بسبب تداعيات الحرب على غزة والتوترات المتزايدة داخل إسرائيل. وكانت استقالة هاليفي قد أثارت موجة من الاستقالات في صفوف قيادات الجيش، وسط حالة من الغضب الشعبي تجاه الأداء الأمني خلال الأشهر الماضية. 

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لقطات جوية تُظهر حجم الدمار في جباليا بشمال غزة بعد 16 شهراً من العمليات العسكرية الإسرائيلية نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعادة إعمار غزة رغم الاتفاق..هل تفشل جهود التهدئة؟ مسؤول أممي ليورونيوز: وقف إطلاق النار يجب أن يصمد في ظل الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة دونالد ترامبالشرق الأوسطقطاع غزةإسرائيلبنيامين نتنياهوفلسطيناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سلاح حزب الله يجب أن يتم على يد جيش لبنان يعرض الآنNext المناخ لم يعد أولوية في انتخابات ألمانيا 2025 وقضايا الأمن والاقتصاد تطغى على المشهد يعرض الآنNext "الضمانات الأمنية أولاً"..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادرة مع واشنطن يعرض الآنNext نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعادة إعمار غزة رغم الاتفاق..هل تفشل جهود التهدئة؟ يعرض الآنNext عام على وفاة نافالني.. معارضة روسية منقسمة وبلا زعيم يقف في وجه بوتين اعلانالاكثر قراءة رئيس الوزراء الفلسطيني من مؤتمر ميونيخ: سيطرة حماس على غزة كانت استثناء ويجب أن تنتهي 100 مركبة في تصادم واحد... ولايات أميركية تحت رحمة الطبيعة جنوب كاليفورنيا: الفيضانات تغمر المناطق التي التهمتها الحرائق قبل فترة الرئيس الأوكراني: حان الوقت لإنشاء قوات مسلحة أوروبية احتفالات في رام الله بعد إالإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية في إطار اتفاق التبادل اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبقطاع غزةفولوديمير زيلينسكيمؤتمر ميونيخ للأمنروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانيةإسرائيلأوكرانيامحادثات - مفاوضاتحركة حماسسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى الرياض ضمن جولته في الشرق الأوسط
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تنفذ سياسات أمريكا في الشرق الأوسط
  • خبير استراتيجي: مصر قوة عظمى وشريك أساسي في القضية الفلسطينية
  • نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش
  • خبير عسكري: إسرائيل لن تنسحب من لبنان كليا
  • السيسي وولي عهد الأردن: إنشاء الدولة الفلسطينية الضمانة الوحيدة للسلام الدائم واستقرار الشرق الأوسط
  • تداعيات خطة ترامب لتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط على العراق
  • وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نتنياهو في أول جولة له في الشرق الأوسط.. فما أهميتها؟
  • روبيو يصل إلى إسرائيل في جولة شرق أوسطية
  • دفاع النواب: مصر ركيزة استقرار الشرق الأوسط ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية