ليلة الغدر بـ "محمد صلاح".. صاحب محل كشري خطف روحه في جزيرة الذهب
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
محمد صلاح بيموت.. جملة انتشرت سريعا بين أهالي جزيرة الذهب بمنطقة المنيب، وصلت لمسامع والده، تغافل كبر سنه، وهرول كصغير يصرخ على فلذة كبده، ليرى ابنه ملقى على الأرض تسيل الدماء من رأسه، ويفارق الحياة.
حزن تفرق بين سكان شارع عباس العقاد بالجيزة، فمن بكاء أسرته، وتألم الأصدقاء على فراق محمد صلاح، تحولت المنطقة لسرادق عزاء كبير، كل يواسي نفسه في ابن المنطقة.
علق محبي الفقيد صورة له على الجدران، وأخرى توسطت الشارع، تحمل عبارة شهيد الغدر، ومطالبات بالقصاص من قاتليه.
الحاج صلاح والد المجني عليهوداخل شقه في الطابق الرابع جلس رجل مسن لجوار زوجته تبكي بحرقة، يهدئ من روعتها ، " لا تحزني إن الله معنا"، يتلعثم في الكلام تارة، ويشاركها النحيب أخرى.
تزاحمت الأفكار في رأس الحاج "صلاح خليل" 64 عاما، ووقفت الكلمات عصية على لسانة، لا يعرف من أين يبدأ، فالمصيبة كبيرة، وألم الفراق يأكل من جسده، تماسك ليروي لـ "الوفد"، تفاصيل جريمة عصفت بابنه.
محمد صلاح المجني عليهيقول والد المجني عليه، محمد ابني، 30 عامل، يعمل مبيض محارة، شهرته "صرصار" متزوج منذ 4 سنوات، له من الدنيا طفلتين "غزل" عامين و"دهب" 6 أشهر، يقطن في منطقة ترسا، يأتي لزيارتي أنا ووالدته من حين لأخر.
طيب القلب، بار بي ووالدته، لا يحمل هما راضي بما قسم الله له، عندما تضيق به الدنيا في مجال المعمار، يعمل في كافتيريا ليتقاضى 120 جنيها في اليوم، قليلة لكن بالحلال كثيرة تحيطها البركة، شعار يرفعه "محمد صلاح "، ويسير عليه.
بار بوالديه
وسكت الحاج "صلاح" وكأنه تذكر شياء، فالمواقف الطيبة التي تجمعه بفلذة كبده لا حصر لها، وأكمل: كان يساعدني في مصاريف البيت لكن بطريقة غير مباشرة، يعطي أموال لأمه، حتى لا يحرجني.
رغم صغر سنه 30 عاما، لكنه كبير مقاما، رجاحة عقله، جعلت له مكانا بين الكبار وفي جلسات الصلح، والكل يناديه بـ "أبو غزل"، وبين أبناء جيله "صرصار".
وبجوار الأب المكلوم، تجلس والدة المجني عليه، 55 عاما، عيونها بواكي، قواها منهكة، الحزن على ابنها استنفذ ما لديها من طاقة، فقد كُسر ظهرها بموت "محمد".
راح السند.. المتهمون وجعوني في أعز ما أملك ، بهذه الكلمات رثت والدة المجني عليه فقيدها، والتقطت طرف الحديث لتروي بقية القصة.
أبو غزل الضحية زواج البنات سترةتقدم "عبدالله ناصر" 27 سنة ، ابن الجيران يعمل في محل كشري ملك والده "ناصر. ج"، لخطبة ابنتي، رفضنا لسوء سلوكه، فتزوج من ابنة أخي، حاولنا نصحه، بأن هذه الزيجة لن تكون سعيدة ، لم ينصاع لنا وأكمل في ستر ابنته حسب وصفه" زواج البنات سترة".
سعدنا بفرحه، وتمت الزيجة، مشاجرات نشبت بينهم، من ناحية شقيقي، وعريس ابنته، بعدما انجبا طفلة، تدخل ابني "محمد صلاح"، مرات للصح بينهم لكن وصل لطريق مسدود، وانتهى الأمر بالطلاق، وكان هذا قبل عام.
أسرة المجني عليه تروي لـ الوفد تفاصيل الجريمة سبب الجريمةصفعة على وجهة ابني، سددها " ناصر. ج" عاما65 صاحب محل كشري، لم يشتبك "محمد " معه، وقال له " أنا حترم سنك ومش هضربك" وأنصرفوا جميعا بعدما تدخل الأهلي وفضوا المشكلة قبل اتساعها.
وأوضح "أحمد صلاح" 34 عاما، فني تشغيل ميكانيكي، وشقيق المجني عليه، أن صاحب محل الكشري، لم يعجبه رد "أبو غزل" عليه، وظل طيلة عام كامل يخفي الحقد والكراهية له.
وتابع، في مطلع الشهر الجاري، اشتبك ناصر ونجله، وآخرين مع خالي بسبب حضانة الطفلة، وسددوا له طعنه بسلاح أبيض، تسببت له ببتر في أصابع يده، هرول شقيق لتفقد الأمر وفض المشاجرة كعادته.
محمد صلاح قبيل وفاته ليلة مقتل محمد صلاحوأردف شقيق المجني عليه، وصل "محمد" الشهير بـ"صرصار" فوجد خاله غارقا في دمائه، وما هي إلا لحظات، وجائه"ناصر" من الخلف وسدد له ضربة على رأسه بكرسي حديد.
ومن خلفنا جلست سيدة احتضنت طفلتين "غزل ودهب"، تستمع بانصات لحديث الأسرة، وتتاسقط منها الدموع على وجهي صغارها، وعيناها تبوح بالكثير.
هجموا عليه زي التتار وقتلوه، جملة قالتها "أم غزل"، أرملة المجني عليه، واستطردت، "ناصر. ج" هشم رأس زوجي، وسالت الدماء من رأس، نقلناه إلى المستشفى لكنه فارق الحياة، رحل وترك لي صغيرتين يذكروني بمن ليس أنساه.
امنتعت الأسرة عن إقامة عزاء لفقيدها، قبل القصاص من المجني عليه، وارتفعت أصواتهم مطالبين بإعدام المتهمين بخطف روح فلذة كبدهم.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 3 متهمين بإنهاء حياة مبيض محارة، في جزيرة الذهب بمنطقة المنيب بالجيزة.
حررت الأجهزة الأمنية محضرا بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة العامة لمباشرة التحقيق، التي أمرت بحبس المتهمين، قبل أن يجدد قاضي المعارضات حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قسم شرطة المنيب المجنی علیه محمد صلاح
إقرأ أيضاً:
الامام محمد أبوزهرة صاحب زهرة التفاسير
الشيخ محمد أبو زهرة، أحد أبرز أعلام الفكر الإسلامى فى القرن العشرين، عُرف بشجاعته الفكرية ومواقفه الصريحة التى لم يهادن فيها أحدًا.
النشأة والتعليم
وُلد الشيخ محمد أحمد مصطفى أبو زهرة فى 29 مارس 1898، بقرية المحلة الكبرى، محافظة الغربية، حفظ القرآن الكريم كاملاً فى سن التاسعة، وبدأ رحلته فى معهد الأحمدى الأزهرى، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعى، ليحصل على شهادة عالية تُعادل درجة أستاذ.
رحلة علمية حافلة
بدأ مدرسًا للشريعة الإسلامية، قبل أن يتدرج فى المناصب الأكاديمية حتى أصبح رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق، كان له الفضل فى تخريج جيل من العلماء البارزين، مثل الشيخ محمد الغزالى، كما تم تعيينه عضوًا فى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
إسهاماته الفكرية
ترك أبو زهرة أثرًا عظيمًا فى التدريس والكتابة، متناولاً قضايا الشريعة بأسلوب عصرى، ألّف أكثر من 30 كتابًا، أبرزها «تاريخ المذاهب الإسلامية»، و«زهرة التفاسير»، و«علم أصول الفقه»، وتميزت كتاباته بالوضوح والجرأة، مع التركيز على بيان أحكام الشريعة ومقاصدها.
وفاة مهيبة
فى 12 أبريل 1974، رحل الشيخ أثناء كتابته تفسيرًا لآية فى سورة النمل، إذ تعثر أثناء نزوله من غرفته وسقط ساجدًا على المصحف، فتحوّل سرادق المؤتمر الشعبى الذى كان ينوى إقامته لمناقشة قضايا مجتمعية، إلى عزاء شعبى لأحد عظماء الأمة.