سودانايل:
2024-07-01@22:15:43 GMT

كيف تغيرت حياتنا بفضل الثورة الصناعية الخامسة؟

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

زهير عثمان حمد

هل تتخيل حياتك بدون هاتف ذكي أو كمبيوتر أو إنترنت؟ هل تتخيل عالمًا بدون طبيب أو معلم أو مهندس؟ هل تتخيل مستقبلًا بدون طاقة أو غذاء أو ماء؟

إذا كانت إجابتك لا، فأنت تعيش في زمن الثورة الصناعية الخامسة. هذه الثورة هي تغيير جذري في طريقة إنتاج واستهلاك وتوزيع السلع والخدمات. هذه الثورة تستخدم تقنيات جديدة تجمع بين الرقمي والبيولوجي والفيزيائي، مما يخلق إمكانيات هائلة للتحسين والابتكار, تعالوا نتعرف علي بعض التقنيات الرئيسية للثورة الصناعية الخامسة، وكيف تغيرت حياتنا بفضلها، وما هي التحديات التي نوجهها، وما هي الفرص التي ننتظرها
الثورة الصناعية الخامسة هي مرحلة جديدة من التحول الصناعي والتكنولوجي الذي يحدث في العالم بفضل التقدم في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الرقمية.

هذه الثورة تهدف إلى إيجاد توازن بين الكفاءة والإنتاجية من جهة، والإبداع والابتكار من جهة أخرى، بما يحقق مصلحة الإنسان والمجتمع والبيئة، وهذه الثورة، يتصالح الإنسان والآلة ويتعاونان لتحسين وسائل الإنتاج والخدمة، بحيث يقوم الذكاء الاصطناعي بالأعمال الروتينية والمعقدة التي تتطلب سرعة ودقة، ويقوم الإنسان بالأعمال الإبداعية والمبتكرة التي تتطلب حساً وذوقاً وقيمة. هذا التداخل بين العالم المادي والفيزيائي يفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات الذكية في مجالات مختلفة مثل الصناعة والزراعة والطب، والتعليم والترفيه وغيرها. مثلاً، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تصميم وتصنيع منتجات مخصصة لاحتياجات العملاء، أو يمكنه أن يساعد في تحسين الإنتاج الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية، أو يمكنه أن يساعد في تشخيص وعلاج الأمراض والحالات الصحية، أو يمكنه أن يساعد في توفير تجارب تعليمية وترفيهية ممتعة ومفيدة.

من بين أهم التقنيات المستخدمة في الثورة الصناعية الخامسة، يمكن ذكر الذكاء الاصطناعي: هو مجال يهدف إلى تطوير آلات وبرامج قادرة على محاكاة القدرات الذهنية والمعرفية للبشر، مثل التعلم والاستنتاج والتخطيط والإبداع والتواصل. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحسين الكفاءة والجودة والأمن في العديد من القطاعات والمجالات.
البيانات الضخمة و هي مجموعات كبيرة ومتنوعة من البيانات التي تتجاوز قدرة الأنظمة التقليدية في التخزين والمعالجة والتحليل. البيانات الضخمة تمكن من استخراج معلومات ورؤى ثمينة عن الأنماط والاتجاهات والسلوكيات في مختلف المجالات. البيانات الضخمة تساهم في تعزيز الابتكار والتخصيص والتنبؤ في العديد من القطاعات والمجالات.
إنترنت الأشياء: وهو مفهوم يشير إلى توصيل الأجهزة والأشياء المادية بالإنترنت وببعضها البعض عبر شبكات لاسلكية ومستشعرات وبروتوكولات اتصال. إنترنت الأشياء يسمح بجمع وتبادل وتحليل البيانات بين الأشياء المختلفة، مما يؤدي إلى تحسين الأداء والوظائف والخدمات في العديد من القطاعات والمجالات.

من الصعب الحصول على مقياس دقيق لمستوى استغلال التقنيات الجديدة في القارة الأفريقية، لأن هذا المفهوم يشمل عدة جوانب، مثل البنية التحتية، والابتكار، والوصول، والاستخدام، والأثر. ومع ذلك، هناك بعض التقارير والمؤشرات التي تحاول قياس وتقييم حالة التكنولوجيا في أفريقيا من منظور محايد وموضوعي.

أحد هذه التقارير هو تقرير "رؤية للقارة الإفريقية في المستقبل: خرائط التغيير، التحوُّلات والمسارات نحو 2030"، الصادر عن المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية (ISPI)، والذي يستشرف مستقبل القارة من خلال استعراض بعض المؤشرات الهامة. وقد تناول العامل الديموغرافي والاقتصادي، واستعرض أبرز التحديّات أمام تحقيق انطلاقةٍ قويةٍ للقارة الإفريقية. ويشارك في التقرير عدد من الباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي.

وفقا لهذا التقرير، فإن التكنولوجيا تلعب دورا مهما في تحويل القارة الإفريقية وتعزيز قدراتها التنافسية والابتكارية. ويُبرز التقرير أن القارة تشهد نموا ملحوظا في قطاعات مثل الاتصالات والمعلومات والطاقة والنقل والصحة والتعليم والزراعة، بفضل استخدام التقنيات الجديدة والحديثة. ويُشير التقرير إلى أن القارة تمتلك موارد بشرية وطبيعية وإمكانات اقتصادية واجتماعية هائلة غير مستغلة، ما يجعلها دائمًا محطّ أنظار العديد من دول العالم والشركات متعددة الجنسيات التي تسعى لاستغلال تلك الموارد.

استخدام التقنية في السودان يواجه العديد من التحديات، ومنها التحديات البنيوية: تتمثل في نقص أو انقطاع الكهرباء والإنترنت والمعدات والأجهزة اللازمة لتشغيل وتطوير التقنية. كما تتضمن صعوبة الحصول على بعض البرامج والتطبيقات والتراخيص العالمية بسبب العقوبات السابقة أو القيود المالية.

التحديات البشرية: تتمثل في نقص المهارات والمعرفة والتدريب للمعلمين والطلاب والموظفين والمستخدمين الآخرين للتقنية. كما تتضمن عدم الوعي أو المقاومة أو الخوف من استخدام التقنية أو الاعتماد عليها.

التحديات الأخلاقية والاجتماعية: تتمثل في مخاطر الاستخدام السيئ أو الضار أو الإجرامي للتقنية، مثل انتهاك الخصوصية أو الأمن أو الحقوق الفكرية أو الهوية. كما تتضمن مشكلات النزاهة والتحيز والشفافية والمسؤولية في بعض الأنظمة والبيانات الذكية.

هذه بعض التحديات التي تواجه استخدام التقنية في السودان، ولكن هناك أيضا فرص وحلول ممكنة للتغلب عليها، مثل تحسين البنية التحتية والتمويل والتنظيم والمحتوى المحلي والتعاون والشراكة مع الجهات الدولية والإقليمية والمحلية المهتمة بتطوير التقنية في السودان.

ومن بين المؤشرات التي يستخدمها التقرير لقياس مستوى التكنولوجيا في أفريقيا هي مؤشر الابتكار العالمي (GII)، الذي يقيس الأداء الابتكاري للدول من خلال 80 مؤشرا فرعيا، مثل البحث والتطوير، والملكية الفكرية، والبنية التحتية، والمهارات، والإنتاج العلمي والإبداعي. ووفقا لهذا المؤشر، فإن أفريقيا تحتل المرتبة الأخيرة عالميا في مجال الابتكار، حيث تمثل 27 دولة من أسفل 30 دولة في الترتيب. ومع ذلك، فإن هناك بعض الدول الأفريقية التي تظهر تحسنا ملحوظا في مؤشرات الابتكار، مثل كينيا، ورواندا، وجنوب أفريقيا، وتونس، والمغرب، ومصر، والتي تعتبر من الدول الرائدة في القارة في هذا المجال.

وبالإضافة إلى مؤشر الابتكار العالمي، فإن هناك مؤشرات أخرى تستخدم لقياس مستوى التكنولوجيا في أفريقيا، مثل مؤشر الجاهزية للتكنولوجيا الحديثة (NRI)، الذي يقيس قدرة الدول على استخدام والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، ومؤشر الوصول إلى الإنترنت (A4AI)، الذي يقيس مدى توفر وجودة وسعر خدمات الإنترنت في الدول. ووفقا لهذه المؤشرات، فإن أفريقيا تحتل أيضا مراكز متأخرة عالميا، حيث تعاني من نقص في البنية التحتية والتمويل والتنظيم والمحتوى المحلي والمهارات الرقمية. ومع ذلك، فإن هناك بعض الاتجاهات الإيجابية في القارة، مثل زيادة عدد مستخدمي الهواتف المحمولة والإنترنت، وانتشار الخدمات المالية الرقمية، وظهور الحلول التكنولوجية المحلية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية.

وبالتالي، يمكن القول إن مستوى استغلال التقنيات الجديدة في القارة الأفريقية ما زال منخفضا مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم، لكنه يشهد تطورا وتحسنا في بعض الجوانب، مما يفتح الباب لفرص وإمكانيات كبيرة للتنمية والابتكار في القارة. ولتحقيق ذلك، يحتاج القطاع العام والخاص والمجتمع المدني والشركاء الدوليين إلى تعزيز التعاون والتكامل والتضامن لتوفير البيئة المناسبة والموارد اللازمة لدعم وتعزيز التكنولوجيا في أفريقيا.

لا، لم تخرج دولة السودان من التعامل مع التقنيات الذكية بعد الحرب، بل على العكس، فإن السودان يسعى إلى الانضمام إلى الثورة الصناعية الخامسة والاستفادة من التقنيات الحديثة في مختلف المجالات. وفي هذا الصدد، فقد انضم السودان مؤخرا إلى تحالف إفريقيا الذكية، الذي يهدف إلى تعزيز الأجندة الرقمية لإفريقيا وإنشاء سوق رقمية واحدة بحلول عام 2030.
ويعتبر السودان من الدول الأفريقية التي تمتلك موارد بشرية وطبيعية وإمكانات اقتصادية واجتماعية هائلة غير مستغلة، مما يجعلها محط أنظار العديد من الشركات والمنظمات الدولية التي ترغب في دعم وتمويل مشاريع تكنولوجية في البلاد. وقد تبنى السودان إصلاحات رئيسة تهدف إلى استخدام التكنولوجيا دفعا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وتوفير خدمات أفضل للمواطنين في مجالات مثل الاتصالات والمعلومات والطاقة والنقل والصحة والتعليم والزراعة.
ومن بين التقنيات الذكية التي يستخدمها السودان أو يسعى إلى استخدامها في المستقبل القريب، يمكن التعرف بالتالي مثل الهواتف المحمولة والإنترنت: يعتبر السودان من الدول الأفريقية ذات معدل النمو الأعلى في عدد مستخدمي الهواتف المحمولة والإنترنت، حيث يبلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول نحو 30 مليون شخص، وعدد مستخدمي الإنترنت نحو 15 مليون شخص. وتستخدم هذه التقنيات في توفير خدمات متنوعة للمواطنين، مثل الخدمات المالية الرقمية والخدمات الحكومية الإلكترونية والتعليم عن بعد والتجارة الإلكترونية وغيرها.

الطاقة الشمسية: يعتبر السودان من الدول الأفريقية ذات الإمكانات الكبيرة في إنتاج الطاقة الشمسية، حيث يتمتع بموقع جغرافي ملائم وبمعدل ساعات الشمس العالي. وتستخدم هذه التقنية في توفير الطاقة النظيفة والمتجددة للمناطق النائية والمحرومة من الكهرباء، وكذلك لتشغيل بعض المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية. وقد شهد السودان في السنوات الأخيرة إقامة عدة محطات ومشاريع للطاقة الشمسية بدعم من بعض الشركاء الدوليين.

الواقع المعزز والواقع الافتراضي: هما تقنيتان تسمحان بإنشاء بيئات واقعية أو خيالية تفاعلية تستخدم في التعليم والتدريب والترفيه والسياحة وغيرها. وقد بدأ السودان في استخدام هذه التقنيات في بعض المجالات، مثل تعليم اللغات والتاريخ والجغرافيا والفنون، وكذلك في تقديم تجارب سياحية وثقافية مميزة للزوار والمهتمين. وقد شارك السودان في بعض المعارض والمهرجانات الدولية التي تستخدم هذه التقنيات، مثل معرض إكسبو 2020 في دبي.

هذه بعض الأمثلة عن التقنيات الذكية التي يتعامل معها السودان أو يخطط لتعامل معها في المستقبل. ويمكن القول إن السودان يمر بمرحلة حرجة وحاسمة في تاريخه، وأن التكنولوجيا يمكن أن تكون عاملاً مساعداً ومحفزاً للتغيير والتطور في البلاد. ولتحقيق ذلك، يحتاج السودان إلى تغلب على بعض التحديات والعقبات التي تواجهه في مجال التكنولوجيا، مثل نقص البنية التحتية والتمويل والتنظيم والمحتوى المحلي والمهارات الرقمية. ويحتاج أيضا إلى تعزيز التعاون والشراكة مع الدول والمنظمات والشركات الدولية التي تقدم الدعم والمساعدة في هذا المجال.

شكرا لك على حوارك الممتع والمفيد. أود أن أختم بدعوة الشباب السوداني والأفريقي إلى استغلال التقنيات الذكية في كل المجالات، وخاصة في المجال السياسي، للمساهمة في تحقيق الانتقال الديمقراطي والتنمية المستدامة في بلادهم. فالتقنية هي أداة قوية وفعالة للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق والمشاركة في صنع القرار والرقابة على الحكومة والمؤسسات. كما أن التقنية هي فرصة للابتكار والإبداع والتميز والتنافس في العصر الرقمي. لذلك، أدعو الشباب إلى استخدام التقنية بحكمة ومسؤولية وأخلاق، وإلى التعلم والتحديث والتطوير المستمر، وإلى التعاون والتكامل والتضامن مع الشباب الآخرين في القارة والعالم. فالشباب هم القوة والأمل والمستقبل لأفريقيا

صفحات من مسودة كتاب المدخل للمعارف المعاصرة #

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الثورة الصناعیة الخامسة التکنولوجیا فی أفریقیا الذکاء الاصطناعی التقنیات الذکیة البیانات الضخمة الدول الأفریقیة استخدام التقنیة البنیة التحتیة أن یساعد فی التقنیة فی هذه الثورة السودان من فی القارة العدید من من الدول فی بعض

إقرأ أيضاً:

قيادي حوثي يتحدث عن موعد سقوط صنعاء ونهاية نظام الحوثيين

شمسان بوست / متابعات:

أدلى الناشط السياسي والقيادي السابق في جماعة الحوثيين علي البخيتي بتصريحات نارية حول سلوك الحوثيين في اليمن، واصفًا إياهم بالتصرف بوقاحة وبجاحة، وكأنهم مطمئنين إلى أنهم سيظلون في الحكم إلى الأبد.

وأعرب البخيتي عن استيائه من التصرفات غير المقبولة التي يمارسها الحوثيون، مشيرًا إلى أنهم لم يتركوا فعلاً قبيحًا إلا وارتكبوه، ولم يتوانوا عن انتهاك حرمات المجتمع اليمني.
وأضاف البخيتي قائلاً: “أشفق عليهم من الآن، ماذا لو سقطت سلطتهم؟ كيف سينتقم منهم الشعب؟! فقد بلغ كره الناس وحقدهم عليهم مبلغًا لم يسبق أن وصل تجاه سلطة قبلهم”.

وأكد أن كره الناس للحوثيين قد بلغ مستويات غير مسبوقة، مما ينذر بعواقب وخيمة إذا ما تغيرت الأوضاع السياسية في البلاد.

واختتم البخيتي حديثه بالقول: “لا يضعون نسبة حتى ١٪ لإمكانية سقوط سلطتهم، يتصرفون دون ذلك الاحتمال الذي جرى حتى على علي والحسن والحسين، سقطت سلطتهم، وقتل بعضهم، ومُثل بجثث البعض، فهل عبدالملك وأصحابه معصومون مما لم يُعصم منه علي والحسن والحسين؟”.

ودعا البخيتي العقلاء في جماعة الحوثي إلى مراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان، واحترام ما تعود عليه اليمنيون في حروبهم وصراعاتهم السياسية، وعدم قطع كل الجسور وكسر كل الروابط، حتى يجدوا من يحمي ضعفائهم وأسرهم في حال تغيرت الأوضاع وانقلبت ضدهم، مشيرًا إلى أن السلطة لو دامت لمن سبقهم لما وصلت إليهم.

مقالات مشابهة

  • تايمز: في أفريقيا بأكملها قنبلة الاضطرابات توشك على الانفجار
  • مديرية عنس بذمار تشهد مناورة عسكرية لخريجي الدفعة الخامسة من الدورات العسكرية المفتوحة
  • خبير اقتصادي: تحديث البنية التحتية التشريعية أحد أولويات الحكومة المرتقبة
  • شرانز: مباراة انجلترا لحظة يمكن أن نندم عليها لبقية حياتنا
  • سموتريتش يحدد أهدافا استيطانية جديدة ويحرص على بقائها حال تغيرت الحكومة
  • سموتريتش يحدد أهداف استيطانية جديدة ويحرص على بقائها حال تغيرت الحكومة
  • عمرو السنباطي: بفضل 30 يونيو نشهد دولة قوية ومؤسسات راسخة وسط محيط إقليمي مضطرب
  • رئيس الوزراء: بفضل البنية التحتية مصر أصبحت دولة محفزة للاستثمار والمشروعات
  • قيادي حوثي يتحدث عن موعد سقوط صنعاء ونهاية نظام الحوثيين
  • اليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي.. تأثير دائم على حياتنا الرقمية