لبنان ٢٤:
2024-11-24@00:44:55 GMT

الحرب مستمرّة... وهكذا سيكون تأثيرها على لبنان

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

الحرب مستمرّة... وهكذا سيكون تأثيرها على لبنان

بعد إسقاط القرار الجزائريّ في مجلس الأمن، المُتعلّق بوقف إطلاق النار في غزة، يبدو أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة ليست بوارد القبول بانتهاء المعارك بين حركة "حماس" وحليفتها في الشرق الأوسط إسرائيل، فقد استخدمت مرّة جديدة "الفيتو"، بينما امتنعت المملكة المتّحدة عن التصويت، في دلالة واضحة إلى أنّ هناك أطرافاً دوليّة، لا تزال تُشجّع الحكومة الإسرائيليّة على المضي قدماً بعمليتها العسكريّة وباجتياح رفح.


 
وحتّى الآن، لم تنجح إسرائيل لا بالقوّة العسكريّة ولا من خلال القنوات الدبلوماسيّة من تحرير جميع رهائنها، ولم تعثر على أبرز القيادات في "حماس" في قطاع غزة، الذي أصبح مُدمّراً بشكل كامل، بينما باتت تصبّ إهتمامها على مدينة رفح الحدوديّة مع مصر، لاعتقادها بأنّ المحتجزين الإسرائيليين قد يكونون هناك، وكيّ تُوقف تهريب الأسلحة من مصر إلى فلسطين، عبر الأنفاق التيّ بُنِيَت تحت الأرض.
 
ويُؤكّد "الفيتو" الأميركيّ أنّ الولايات المتّحدة تُريد أنّ تُحقّق إسرائيل نصراً عسكريّاً، وقد أعطتها المزيد من الوقت لهذا الهدف، بحجة إيجاد طريقة فعالة لحماية النازحين في رفح، عبر نقلهم إلى مكان آخر، لإكمال المعارك مع "حماس". ويقول مراقبون عسكريّون في هذا السياق، إنّه إذا فشلت إسرائيل من الفوز عبر الطرق العسكريّة، فإنّ هذا الأمر سيُؤثّر ليس فقط على سمعة تل أبيب في المنطقة، وإنّما على واشنطن، ما سيُعزّز الدور الإيرانيّ في الشرق الأوسط أكثر، عبر تعاظم الفصائل المسلّحة المواليّة لطهران في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
 
ولعلّه بحسب المراقبين العسكريين، فإنّ أميركا تدعم الحملة العسكريّة الإسرائيليّة على "حماس" حتّى النهاية، لأنّ هناك تجربة فاشلة لكلٍّ من إسرائيل والولايات المتّحدة في لبنان، عبر عدم قدرتهما على تدمير "حزب الله" عام 2006، ما أدّى حاليّاً إلى تعاظم حضوره عسكريّاً وسياسيّاً وشعبيّاً أكثر، وأمسى يُشكّل تهديداً متزايداً على تل أبيب ومستوطناتها في شمال فلسطين المحتلة.
 
كذلك، فإنّ أميركا أعطت إسرائيل بعض الوقت، كيّ لا تقبل بالشروط التي وضعتها "حماس" في المفاوضات التي تتعلّق بتبادل الأسرى والرهائن، ووقف إطلاق النار مؤقتّاً وإدخال المساعدات إلى غزة. فوفق خبراء عسكريين، هذه النقاط التي اشترطتها المقاومة الفلسطينيّة مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، تُمثّل خيبة أمل للحكومة الإسرائيليّة، ولداعميها وفي مُقدّمتهم واشنطن وبريطانيا. فإذا قبلت تل أبيب بها، فإنّها ستُفرج حينها عن أسماء قياديّة من "حماس" من سجونها، ربما قد يكون لهم دورٌ مهمٌّ في المستقبل، في زيادة قوّة حركة المقاومة الإسلاميّة.
 
أمّا في ما يتعلّق بجنوب لبنان، فيلفت المراقبون العسكريّون إلى أنّ المبعوث الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين لا يزال يعمل بين بيروت وتل أبيب على تهدئة الأوضاع، وعدم تمدّد الحرب إلى لبنان. وعلى الرغم من أنّ واشنطن تُدرك أنّ "حزب الله" لن يُوقف المعارك على الجبهة الجنوبيّة، إنّ لم تضع إسرائيل حدّاً لجرائمها ضدّ الشعب الفلسطينيّ، يرى المراقبون أنّ هوكشتاين يُشدّد على الحكومة الإسرائيليّة بعدم خرق "قواعد الإشتباك"، كيّ تستمرّ في حربها على "حماس" من جهّة، ولا تُوسّع رقعة المعارك إلى لبنان، وكيّ تُحقّق بعض الأهداف عبر توجيه ضربات محدودة لكنّ مهمّة ضدّ "حزب الله".
 
وقبل أيّام قليلة، ادّعت إسرائيل على لسان وزير حربها يوآف غالانت، أنّها نجحت في تجاوز "قواعد الإشتباك"، عبر قصف الغازية والنبطيّة والصوانة، وتنفيذها لعمليّة إغتيال في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت في كانون الثاني الماضي. ويعتبر المراقبون أنّ أميركا بإطالة الحرب، تُساعد تل أبيب على تحقيق مكاسب على أرض الميدان، كيّ لا تنكسر هيبة الجيش الإسرائيليّ، في ظلّ وجود جيوش عربيّة وأجنبيّة في المنطقة، أقوى منه.
 
ويتوقّع المراقبون العسكريّون أنّ تبقى الحرب محدودة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ، حتّى لو أقدم الأخير على اغتيال شخصيّات من المقاومة اللبنانيّة أو الفلسطينيّة في مناطق غير مرتبطة بالجنوب، وحتّى لو استهدف أهدافاً بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، لأنّ "الحزب" سيردّ بالطريقة عينها، وسيُوجّه ضربات مدروسة جدّاً، لا تُدخله في حربٍ مباشرة مع العدوّ. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة الإسرائیلی ة العسکری ة حزب الله المت حدة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب

كتب طوني عيسى في" الجمهورية": هناك أفخاخ عدة زرعها بنيامين نتنياهو في صلب الورقة التي يعمل هوكشتاين على تسويقها، وأبرزها على الإطلاق شرط احتفاظ إسرائيل ب »حقّها » فيرصد أجواء لبنان بالطيران الحربي والمسيّرات، وبأن تكون لها صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في أي لحظة، إذا اكتشفت أنّ«حزب الله » أو أي طرف آخر يقوم مجدداً بالتسلح أو الانتظام عسكرياً. 

طبعاً،المفاوض اللبناني هرب من هذا البند باعتماد صيغة «حق كل من الطرفين في الدفاع عن النفس »، إذا اكتشف أنّ الطرف الآخر يخرق الاتفاق. ووفق الصيغة المتداولة، يتقدّم الطرف المشتكي باعتراضه إلى الهيئة المعنية بمراقبة الاتفاق،التي يرئسها جنرال أميركي، وهي تتولّى المعالجة. ولكن السؤال هو: ماذا لواعتبر الطرف الشاكي أنّ المعالجة لم تتمّ كما يجب؟ هل سيحصّل حقه بيده؟ أيهل يلجأ إلى القوة في التعاطي مع الطرف الآخر؟ هذه الصيغة التي طرحها لبنان، كبديل من النص القاسي الذي كان قد صاغه الإسرائيليون، تبقى أيضاً قاسية، وهي عملياً تخدم المصلحة الإسرائيلية في التنفيذ. فإسرائيل لا تحتاج إلى خرق القرار 1701 لتحافظ على قوة ردعها. وأما «حزب الله » فمضطر للحصول على السلاح من الخارج وتخزينه من أجل البقاء كقوة عسكرية، وإّ لّافإنّه سيصبح حزباً سياسياً لا أكثر. وكذلك، الإسرائيليون مؤهلون أكثر من«الحزب » لإقناع أركان الهيئة بوجهة نظرهم.  فهي برئاسة أميركي وتضمّ دولاً أطلسية، بعضها يعتبر الجناح العسكري ل »الحزب » منظمة إرهابية، ما يعني أنّ احتمال تحرّك الهيئة ضدّ«الحزب » يفوق بكثير احتمال تحركها ضدّ إسرائيل. وللتذكير أيضاً، إسرائيل تمتلك قدرة عملانية كبيرة على ضرب أهداف لـ «الحزب » في لبنان، إذا قرّرت ذلك، فيما قدراته على القيام بالمثل ضدّها هي اليوم محدودة، وستكون محدودة أكثر بعد تنفيذ الاتفاق وتوقفه عن التزود بالسلاح.  
في أي حال، ربما تكون صيغة «الدفاع عن النفس » هي أفضل ما استطاع المفاوض اللبناني تحقيقه، كبديل من الطرح الإسرائيلي القاضي بالتدخّل العسكري، في أي لحظة، علماً أنّ إيراده ضمن ملحق خاص بينهم وبين الأميركيين يشكّل إلزاماً إضافياً لواشنطن. والتدقيق في هذا الشرط يكشف أبعاداً بالغة الخطورة حاول المفاوض اللبناني تجنّبها .
في أي حال، قرار لبنان الرسمي ليس عنده. والمفاوض الفعلي هو إيران. فهل ستترك لإسرائيل أن تهزم «الحزب » نهائياً؟ وهل تعتبر أنّ «الحزب » في موقع ضعف في لبنان يفرض عليها الاستسلام؟ المطلعون على أجواء «الحزب » يقولون إنّ إيران لن توافق في أي شكل على انكسار «الحزب » أمام إسرائيل في لبنان، كما لم توافق على انكسار «حماس » في غزة، وستقاتل حتى النهاية سعياً إلى تدارك الخسارة. وهي تراهن على أنّ إسرائيل قد تتعب وتدفعها الظروف الدولية إلى تسوية أكثر توازناً تسمح ل «الحزب » بأن يحتفظ بقوته، وأن يبقى لها نفوذ من خلاله على حدود إسرائيل وشاطئ المتوسط. ففي الواقع،لن توافق طهران بأي ثمن على نهاية «حزب الله ». وفي الموازاة، لن توافق إسرائيل على نهاية الحرب الدائرة حالياً. ولذلك، سيراوح هوكشتاين طويلاً في الدوامة باحثاً عن تسوية. وسيناور بنيامين نتنياهو وشركاؤه في حكومة اليمين واليمين المتطرف ويرفضون أي تسوية حتى يبلغوا أهدافهم المرسومة، في المراحل المقبلة من الحرب. وهذه الأهداف ستؤدي على الأرجح إلى إحداث تحولات جديدة في لبنان والمنطقة كلها.
 

مقالات مشابهة

  • لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • التلفزيون الإسرائيلي: تل أبيب ترفض مشاركة فرنسا في المفاوضات مع لبنان
  • بشأن الحرب مع لبنان... ماذا يُريد الإسرائيليّون؟
  • عن الدور الفرنسي في وقف الحرب على لبنان.. هذا ما تريده إسرائيل
  • سقوط نتنياهو دوليا وأوروبا تجهز زنزانته.. اكتئاب في تل أبيب وصواريخ حزب الله تدك حيفا وبوتين يجهز النووي
  • لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
  • إسرائيل: الظروف تغيرت ونقترب لاتفاق يوقف الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب
  • “نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس