أصدرت وكالات إنسانية ومنظمات لحقوق الإنسان، بيانا شديد اللهجة، دعت فيه إلى منع فوري لأي عملية اجتياح لمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، مشددة على أن العقاب الجماعي للمدنيين يرقى لجريمة حرب.

ونقلت منظمة العفو الدولية البيان العاجل لسبع منظمات ووكالات إنسانية دولية، الذي أعربت فيه المنظمات عن صدمتها بـ "التطورات المروعة في رفح، المنطقة الأشد اكتظاظًا بالسكان في غزة، التي يلجأ إليها 1.

5 مليون شخص كملاذ أخير لهم – وما يزيد عن نصف مليون منهم من الأطفال".

وحذر من أنه "إذا ما شنت إسرائيل هجومها البري المقترح، فسوف يُقتل آلاف المدنيين الإضافيين، وستتعرض الكميات القليلة من المساعدات الإنسانية الحالية لخطر التوقف التام".


وشدد البيان على "إيقاف هذه الخطة العسكرية فورا"، لأن العواقب ستكون "كارثية"، متهما دولة الاحتلال بـ "التقاعس" في إدخال المساعدات إلى غزة بعد قرار محكمة العدل الدولية.  

وذكر البيان أن "التواطؤ سواء كان ذلك من خلال نقل الأسلحة، أو العرقلة الدبلوماسية للقرارات، أو الصمت، أتاحت لإسرائيل فعليا الإفلات من العقاب".

ودعا الحكومات إلى "وقف إمدادات الأسلحة والذخيرة المستخدمة في ارتكاب هذه الفظائع"، مطالبة بوقف لإطلاق النار في القطاع الذي يتعرض لـ "إهلاك".

وأدناه نص البيان والجهات الموقعة:


لقد صدمتنا التطورات المروعة في رفح، المنطقة الأشد اكتظاظًا بالسكان في غزة، التي يلجأ إليها 1.5 مليون شخص كملاذ أخير لهم – وما يزيد عن نصف مليون منهم من الأطفال. وإذا ما شنت إسرائيل هجومها البري المقترح، فسوف يُقتل آلاف المدنيين الإضافيين، وستتعرض الكميات القليلة من المساعدات الإنسانية الحالية لخطر التوقف التام. وإذا لم يتم إيقاف هذه الخطة العسكرية فوراً، فإن العواقب ستكون كارثية.

ومع الأضرار الجسيمة التي لحقت بأكثر من 70% من البنية التحتية المدنية، تحولت العديد من المناطق في غزة إلى أنقاض، وأصبحت غير صالحة للسكن. ومعظم المستشفيات لا تعمل أو تعمل جزئيًا فقط، وهي مكتظة تمامًا. ولا يوجد إلا القليل من الطعام أو المياه النظيفة أو أماكن للإيواء أو مرافق الصرف الصحي. ويعيش الناس في أكثر الظروف لاإنسانيةً، والعديد منهم في العراء. ومما يستعصي على التصديق أن الجيش الإسرائيلي قد قام بتهجير أغلبية السكان قسراً من منازلهم إلى رفح – حيث أصبح عدد الأشخاص الذين تم حشرهم في المنطقة الآن ستة أضعاف ما كان عليه الحال من قبل – ثم أعلن بعد ذلك عن خطط لمهاجمتها.

أدت استراتيجية الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في النقل القسري الممنهج والمتكرر للسكان المدنيين إلى التهجير القسري لأكثر من ثلاثة أرباع السكان، تُرك الكثير منهم دون مأوى أو منازل مناسبة للعودة إليها.  إن العقاب الجماعي للمدنيين – من خلال حرمانهم من المأوى المناسب والغذاء والمياه النظيفة، وغيرها من الضروريات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة، وعرقلة شحنات الإغاثة الإنسانية المخصصة للتخفيف من حدة المجاعة – قد يرقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة لالتزامات سلطة احتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، ويشكل جرائم حرب.

في الشهر الماضي، كلّف حكم محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في غزة. ولم تتقاعس إسرائيل عن القيام بذلك فحسب، بل إن الوضع على الأرض قد تدهور أكثر. وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية في رفح عن مقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني في يوم واحد، في تحدٍ للدعوات الدولية لتوخي الاعتدال، وربما لأمر محكمة العدل الدولية كذلك. وليس لدى أكثر من 1.5 مليون شخص محاصرين في رفح مكان آمن يذهبون إليه، وقد نزح العديد منهم قبل الآن عدة مرات. واتضح أن جميع الأماكن التي أعلنت إسرائيل أنها آمنة لم تكن كذلك، وهذا دليل آخر على أنه لم يكن هناك أبدًا أي مكان آمن حقًا في غزة.

إن دعوتنا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار أصبحت أشد إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث أدى القصف والحصار الإسرائيلي المتواصل بلا هوادة إلى إهلاك غزة، وترك السكان المدنيين الفلسطينيين يتضورون جوعًا، ويواجهون المجاعة والأمراض المتفشية، بينما يعيق محاولات التخفيف من معاناتهم. لقد جعل الهجوم العسكري الإسرائيلي من المستحيل فعليًا على وكالاتنا مجتمعةً أن تقدم العمل الإنساني بشكل هادف وفعال.

وذلك لا يعرض سلامة الأشخاص للخطر فحسب، بل أيضا المبادئ ذاتها التي توجه جهودنا الإنسانية. وكان معبر رفح بمثابة نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات، ومن ثم فإن القصف سوف يمنع أي مساعدات من العبور.

إن الصمت، وفي بعض الأحيان الدعم المادي الذي يتلقاه الجيش الإسرائيلي من قبل دول قوية، يشير إلى تواطؤ محزن في أزمة غزة المتفاقمة.  وسواء كان ذلك من خلال نقل الأسلحة، أو العرقلة الدبلوماسية للقرارات، أو الصمت، فإن مثل هذه الأفعال قد أتاحت لإسرائيل فعليًا الإفلات من العقاب. ويؤكد الوضع المروع في غزة الحاجة الملحة إلى قيام الحكومات، في جميع أنحاء العالم، بوقف إمدادات الأسلحة والذخيرة المستخدمة في ارتكاب هذه الفظائع.

وندعو أيضًا إلى وقف دائم لإطلاق النار لحماية أرواح المدنيين، والإفراج عن الرهائن والفلسطينيين المعتقلين بشكل غير قانوني، وإتاحة الوصول الكامل ودون عوائق للمساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني.

وتتحمل الدول مسؤوليات قانونية وأخلاقية لحماية المدنيين، ومنع جرائم الحرب، واحترام القانون الدولي. ونحث جميع الدول على أن تعتبر أن تقاعسها عن اتخاذ أي إجراء أو دعمها المستمر لا يؤدي إلى تعميق المأساة فحسب، بل يورطها أيضًا. وندعوها إلى بذل كل ما في وسعها لمنع المزيد من الهجمات العسكرية، والتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة.

الجهات الموقّعة 

آنا ألكالدي – القائمة بأعمال الأمين العام، منظمة أكشن إيد الدولية ActionAid International 
الدكتورة أنياس كالامار – الأمينة العامة، منظمة العفو الدولية 
شارلوت سلينتي – الأمينة العامة، المجلس الدنماركي للاجئين Danish Refugee Council 
مانويل باترويار – الرئيس التنفيذي، منظمة هاندكاب الدولية-الإنسانية والإدماج Handicap International-Humanity & Inclusion  
أميتاب بيهار – المدير التنفيذي، منظمة أوكسفام الدولية  
روب ويليامز – الرئيس التنفيذي، منظمة وور تشايلد آلينس War Child Alliance 
فارس العاروري – مدير جمعية وكالات التنمية الدولية Association for International Development Agencies

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية رفح غزة منظمة العفو الدولية غزة منظمة العفو الدولية رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإطلاق النار فی رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

افتتاح بطولة الشوفكان الدولية في بورت غالب بمشاركة دولية لدعم السياحة الرياضية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد فراج عبد المقصود، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالبحر الأحمر من مدينة بورت غالب، اليوم الثلاثاء، افتتاح بطولة الشوفكان الدولية التي تقام في إطار فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان بورت غالب للسياحة الرياضية الذي تنظمه بورت غالب تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ومحافظ البحر الأحمر.

جاء ذلك بحضور أحمد عبد الخالق مدير عام السياحة الرياضية بوزارة الشباب والرياضة ومحمد تمساح مدير إدارة شباب مرسى علم وسعيد أبو الحجاج رئيس مجلس إدارة مركز شباب مرسى علم ممثلين عن دول الكويت، بولندا، هونج كونج، نيجيريا، ومصر، وعدد من الفرق الرياضية من مختلف الأندية الرياضية بمدن المحافظةالمحافظة وسط أجواء احتفالية مميزة جمعت بين الطابع الرياضي والثقافي.

وافتتح المهرجان فراج عبد المقصود، وكيل وزارة الشباب والرياضة نائبا عن وزير الشباب والرياضة الدكتور اشرف صبحي، والمهندس حسام الخرافي رئيس نادي بورت غالب الرياضي، رئيس الاتحاد النيجيري للبولو ورئيس الاتحاد الإفريقي للشوفكان نورا ساني وسكرتير الاتحاد الدولي للشوفكان ميتشيك ميشيل، والدكتور وائل الجندي نائب رئيس مجلس إدارة نادي بورت غالب الرياضي.

كما حضر الافتتاح اللواء دكتور احمد حسام نائب رئيس اتحاد التراياثلون ورئيس لجنة الحكام، واللواء محمود حسين المدير التنفيذي باتحاد التراياثلون والعميد محمد عبدالمنعم عضو مجلس ادارة ورئيس لجنة المسابقات، ونادية صبحي عضو مجلس ادارة اتحاد التراياثلون ورئيس لجنة البراتراياثلون، والدكتور حاتم ستين طبيب الخيول الدولي ولفيف من القيادات التنفيذية بمرسى علم ومحافظة البحر الأحمر.

وقال عبد المقصود، إن هذه البطولة التي تعد واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية على أجندة الفعاليات الرياضية بالمحافظة، وتهدف إلى تعزيز دور الرياضة في الترويج السياحي لمصر، وتسليط الضوء على جمال مدينة بورت غالب كوجهة سياحية عالمية.

وتأتي هذه الفعالية في إطار الجهود المتواصلة لجعل الرياضة منصة للترويج للمقاصد السياحية في البحر الأحمر، وإبراز مكانة مصر كمركز للبطولات الدولية.

وفي ذات السياق أفاد وكيل الوزارة، بأن فعاليات اليوم الأول بدأت بطابور أعلام الدول المشاركة، حيث طاف الرياضيون والمسؤولون بأعلام بلدانهم في  بورت غالب، في تقليد جديد يعكس التنوع الثقافي وروح التعاون بين الشعوب، وأضفى هذا العرض طابعًا احتفاليًا فريدًا على المدينة، حيث تجمع السكان والزوار لمتابعة الطابور، ما ساهم في تسليط الضوء على المعالم السياحية للمنطقة.

وفي إطار المباريات الأولى للبطولة، أقيمت مواجهة قوية بين منتخبي بولندا ونيجيريا، حيث قدم الفريقان أداءً مميزًا أظهر مستوى عالٍ من المهارة والتنافسية، وانتهت المباراة بفوز مستحق لمنتخب بولندا، الذي تمكن من حسم النتيجة لصالحه وسط تشجيع حماسي من الجماهير الحاضرة.

ويعكس تنظيم البطولة ضمن مهرجان السياحة الرياضية استراتيجية إدارة المهرجان لدعم الاقتصاد المحلي من خلال استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، خاصة أن المشاركة الدولية الواسعة والتي تؤكد الثقة المتزايدة في إمكانيات بورت غالب التنظيمية وقدرتها على استضافة فعاليات بهذا الحجم.

جدير بالذكر أن مهرجان بورت غالب للسياحة الرياضية يستمر على مدار عدة أيام، حيث يتضمن العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين المشاركين وتقديم تجربة مميزة للزوار والمشاركين على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية تصدر بياناً بشأن العدوان الاسرائيلي: انقذوا الشعب الفلسطيني
  • “منظمات دولية” تصدر بيان مشترك يدين غارات “إسرائيل” على البنى التحتية في اليمن 
  • «أوتشا»: أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة لمساعدات إنسانية
  • منظمة الهجرة الدولية: الوضع في السودان لا يزال حرجا والصراع والنزوح يشكلان أكبر التحديات
  • غزة في عيون العالم.. مأساة إنسانية وصراع المواقف الدولية
  • 59 منظمة تعرب عن قلقها من تداعيات الغارات الإسرائيلية على المدنيين في اليمن
  • افتتاح بطولة الشوفكان الدولية في بورت غالب بمشاركة دولية لدعم السياحة الرياضية
  • المفتي العام للسلطنة يدعو إلى مضاعفة المساعدات الإنسانية لغزة
  • المفتي العام للسلطنة يدعو إلى مضاعفة المساعدات الإنسانية لغزة.. عاجل
  • الهجرة الدولية: 90% من سكان غزة أصبحوا نازحين والأزمة وصلت إلى نقطة لا يمكن تحملها