فرنسا: أوكرانيا في موقف دفاعي ببداية السنة الثالثة للعملية العسكرية الروسية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
تدخل أوكرانيا العام الثالث من الحرب اليوم السبت وهي في موقف دفاعي ضعيف، حيث تجف المساعدات من حلفائها.. بينما تكتسب الآلة العسكرية الروسية القوة.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير بثته بمناسبة دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث - أنه عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الروسية دخلت الأراضي الأوكرانية فجر يوم 24 فبراير 2022، اعتقد بوتين أن بإمكانهم السيطرة على كييف في غضون أيام قليلة، لكن المقاومة الأوكرانية أجبرتهم على التراجع.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2023، شهدت أوكرانيا خيبة أمل كبيرة، حيث فشل هجومها المضاد الكبير في الصيف، لدرجة أن الجيش الروسي، باقتصاد موجه نحو المجهود الحربي، يجد نفسه في موقع قوة، مقارنة بالقوات الأوكرانية التي يشكو عسكريوها من ضعف قواتهم ونقص القذائف ومعدات الدفاع المضادة للطائرات.
والوجود الكبير لزعماء غربيين في أوكرانيا اليوم، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لإظهار دعمهم، لا يخفي هذا الوضع، حيث يتم عرقلة مرور المساعدات الأمريكية من قبل المنافسين الجمهوريين للرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - خلال استقباله رئيس الحكومة الدنماركية أمس /الجمعة/ في مدينة لفيف الأوكرانية - أن "المهم هو أن يتم اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بتسليم المساعدات في الوقت المحدد.. أعتقد أن هذه هي الأولوية".
كما وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن أوكرانيا تقاتل من أجل نفسها، ومن أجل قيمها، ومن أجل أوروبا.. وقال "التزامنا بها لن يضعف".
وأعلن قصر الإليزيه - عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا) - أنه سيتم تقديم مساعدات أوروبية لأوكرانيا بنحو 50 مليار يورو على مدى أربع سنوات بدعم من فرنسا في الأول من فبراير.
وأوضح التقرير أن روسيا من جانبها تفتخر بزيادة هجماتها على الجبهة، وتؤكد تحقيق النجاحات، ولا سيما الاستيلاء على بلدة أفدييفكا المحصنة في 17 فبراير الجاري.
ويشن الجنود الروس أيضًا هجومًا ويحققون مكاسب في قطاع ثانٍ في الشرق، وهو قطاع مارينكا، الذي تصفه كييف الآن بأنه "نقطة ساخنة".. لكن سكان العاصمة الأوكرانية يقولون إنهم ما زالوا مصممين على تحقيق النصر.
ومن جانبها.. لم تكن روسيا أقل حماسا إزاء نجاحاتها العسكرية الأخيرة، حيث حيا رئيسها فلاديمير بوتين مرة أخرى أمس الجمعة هؤلاء الأبطال الذين يقاتلون أوكرانيا، وقد انضم حوالي 500 ألف رجل في عام 2023 لصفوف الجيش الروسي، وانضم حوالي 50 ألف آخرين في يناير من هذا العام وحده.
أما بالنسبة للعقوبات التي عزلت روسيا عن العالم الغربي وهزت الاقتصاد الروسي في البداية، فقد استمر الكرملين في السخرية منها والتقليل من قوتها.
ولم تمنع هذه الإجراءات صناعة الدفاع من زيادة إنتاجها، مما أدى إلى إمالة ميزان القوى لصالح الروس في ساحة المعركة.
وأشار التقرير إلى أنه ينبغي للجولة الجديدة من العقوبات الغربية التي أُعلن عنها في الأيام الأخيرة أن تتطرق لهذه المشكلة، لكن المسئولين الروس تجاهلوها، مثل السفير الروسي لدى كندا أوليج ستيبانوف، الذي وصفها بأنها "عمل رمزي عاجز ولا معنى له".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فرنسا أوكرانيا العملية العسكرية الروسية السنة الثالثة
إقرأ أيضاً:
كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟
نشر موقع "ذا هيل" تقريرًا يتناول فيه طريقة تعامل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع القضايا الدولية، مثل حرب أوكرانيا، من خلال مفهومه الخاص بـ "الصفقات"، مشيرًا إلى أن ترامب يفتقر إلى التعاطف والفهم المعقد للوضع، ما يجعله مستعدًا للتخلي عن بعض القيم الأساسية لتحقيق صفقات سريعة.
وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن أنصار الرئيس ترامب يزعمون في كثير من الأحيان أن قوته تكمن في براعته التجارية، التي اكتسبها خارج الساحة السياسية التي فقدت مصداقيتها. ويقدمونه كصانع صفقات جريء وذو حدس قوي، قادر على النظر إلى ما وراء الحكمة التقليدية وإيجاد حلول عملية للمشكلات المستعصية.
واستند الموقع في ذلك إلى اتفاقات إبراهيم لسنة 2020، حيث وافقت البحرين والإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل، وكان ذلك تحت رعاية ترامب، وربما كان التاجر الكبير قد بدأ مرحلة جديدة وإيجابية في المنطقة.
وأفاد الموقع بأن صورة صانع صفقات هذه مبينة على أسس مشكوك فيها. والواقع أن مفهوم الرئيس نفسه لـ"الصفقة" يمكن أن يكون غامضًا، كما تكتشف أوكرانيا، والتي تدفع ثمنًا باهظًا لذلك. فقد يكون ترامب مهووسًا بالتوصل إلى اتفاق لدرجة أنه قد يتجاهل أي اعتبارات فردية. والجانب الآخر من انغماسه في ذاته هو الافتقار إلى التعاطف، وهي صفة حيوية للمفاوض الفعال.
وذكر الموقع أن سمعة ترامب تستند إلى دليل أعماله/ مذكراته الصادر سنة 1987، "فن الصفقة"، وهو كتاب حقق مبيعات ضخمة وساهم في جعله اسمًا معروفًا. ولكن "فن الصفقة"، سواء بطبيعته أو ما يمثله، يقدم صورة مغرية لكنها مضللة.
وحمل الكتاب اسم ترامب ونُسب إلى "دونالد ج. ترامب مع توني شوارتز". وكان شوارتز، الصحفي في مجلة نيويورك، قد تم تعيينه لكتابة الكتاب بشكل غير رسمي في سنة 1985، وهو عرض كان مغريًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن رفضه. وفي سنة 2019، قال إنه أكبر ندم في حياته وأشار إلى أن حقوق الملكية بأنها "مال ملوث بالدم".
ويزعم شوارتز أن ترامب لم يُساهم تقريبًا بأي شيء ذو قيمة في النص، مضيفًا أن الكتاب يجب أن يُعاد تصنيفه على أنه "خيال".
وبحسب الصحيفة؛ فإذا فشلت أي صفقة، فإن ترامب سريعًا ما يتنصل منها. وقد هاجم ترامب سقوط كابول في آب/ أغسطس 2021 ووصفه بأنه "أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة"، محملاً إدارة بايدن مسؤولية ذلك بسبب ضعفها. والحقيقة هي أن بذور الانسحاب المهين من أفغانستان، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، كانت قد زرعها ترامب ومستشاروه في شباط/ فبراير 2020.
وأضاف الموقع أن الصفقة التي أبرمتها إدارة ترامب مع طالبان في الدوحة كانت ثنائية، دون مشاركة الحكومة الأفغانية. ونصت على انسحاب القوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو 2021 ورفع العقوبات عن طالبان. باختصار، قدمت الصفقة مخرجًا لترامب من الحملة العسكرية في أفغانستان التي استمرت 20 سنة، متجاهلًا الحقائق على الأرض وأملًا في الأفضل.
وفي مفاوضاته بشأن أوكرانيا، يستبعد ترامب الحكومة في كييف لأنه يرى فلاديمير بوتين كبوابة أسهل لتحقيق ما يريد. ولم تتميز المفاوضات الأولية بين الولايات المتحدة وروسيا بحكم متقلب، حيث تم التنازل عن أوراق المساومة دون مقابل.
وقبل أن تبدأ المفاوضات بشكل جدي، استبعد وزير الدفاع بيت هيغسميث فعليًا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وألمح ترامب بشكل قوي إلى أن روسيا لن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في أوكرانيا، كما وضع المسؤولون الأمريكيون لأنفسهم مهلة صعبة بشكل غير ضروري، حيث أعربوا عن أملهم في التوصل إلى تسوية بحلول عيد الفصح.
وأشار الموقع إلى أن هذه تمثل بعض أهداف بوتين من الحرب، لكن ترامب تنازل عنها لأنها بدت غير مهمة له أو للولايات المتحدة. كما أنه مدفوع بكراهية شديدة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي وصفه بـ "الدكتاتور" رغم عدم وجود دليل على ذلك. واتهم ترامب أوكرانيا بالتسبب في الحرب قائلاً: "كان يمكن تسويتها بسهولة. ولم يكن يجب أن تبدأوها أبدًا. كان يمكنكم إبرام صفقة."
الواقع أن ترامب يحب بوتن ويكره زيلينسكي. ولم يكن له أي مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا، وهو يقدس "الصفقة"؛ ونتيجة لهذا، فمن غير المفهوم بالنسبة له أن تقاوم أوكرانيا روسيا لمدة ثلاث سنوات ملطخة بالدماء. إن احتمال خروج بوتن من الحرب بعدوانه مكافأ أمر لا مفر منه ببساطة في النظام البيئي العقلي لترامب من الأقوياء والفائزين والخاسرين.
وقال الموقع إن ترامب يحب بوتين ويكره زيلينسكي، ولم يكن له مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا. فهو يقدس "الصفقة"، لذا يصعب عليه فهم مقاومة أوكرانيا لروسيا. بالنسبة له، من المحتمل أن يخرج بوتين من الحرب منتصرًا على عدوانه، وهو أمر متوقع في رؤيته للعالم الذي يفضل الأقوياء والفائزين.
واعتبر الموقع أن انتهاء الحرب بالشروط التي وافقت عليها الولايات المتحدة بالفعل سيكون نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية لبوتن.
وبين الموقع أن ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتي يتفوق بشكل مريح على مطور عقاري متهور لعب دورًا كاريكاتيريًا لنفسه في برنامج "ذا أپنتيس". ولا يولي ترامب أي قيمة لأوكرانيا سوى ما يمكنه استخراجه منها. ببساطة، هو يريد أن تنتهي الحرب مهما كان الثمن.
واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن أوكرانيا قد تدفع هذا الثمن في البداية، ولكن ستكون هناك عواقب طويلة الأمد جراء إظهار أن العدوان العسكري ينجح. وربما يجب أن نسمّي ذلك "الصفقة الجديدة" لترامب.