موقع النيلين:
2025-01-20@14:50:20 GMT

قواعد اشتباك

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT


يحضر الفهم هنا، إلى مجموعة من التقاطعات التي تحصل، سواء بين الفرد والفرد، أو بين الفرد وذاته، أو بين الفرد والمجموعة التي ينتمي إليها، قد يصنفها البعض على أنها نقاط تصادم، وقد يكون هذا التصادم ماديا، أو فكريا، وقد يكون ذا ديمومة معينة، أو لحظويا لظرف استثنائي، وفي كل أحواله هو صدام بين طرفين، بمعنى آخر أنه قواعد اشتباك ملتهبة، وبما أنها بهذا المعنى، فبلا شك، سيكون هناك فائز، وهناك خاسر، ولا يستبعد أن يكون هناك ظالم، وهناك مظلوم، فالعدالة المطلقة في الفهم البشري، هي نوع من الخرافة، إلا وفق تشريع أمين وصادق، ليس فيه محاباة طرف على حساب طرف آخر.

ولماذا الاشتباك من الأساس؟ فالاشتباك -كقاعدة- هو خارج عن السياق الأخلاقي الذاهب إلى لا اشتباك، وإن صنف على أنه من الفطرة، أليس كذلك؟ هناك من يذهب إلى تجذر العاطفة والمشاعر في زج أنفيهما فيما يسمى بـ«العلاقات» والعلاقات، كما هو معروف أيضا، من أعقد المفاهيم القائمة بين البشر أنفسهم، والسبب: إن هذه العلاقات واقعة تحت فخ التجيير، كل يجيرها لما تملأ له رغبته، بغض النظر إن كان هذا التجيير يضر بمصالح الآخرين من حوله، إذن، ووفق هذه الصورة المترهلة للعلاقات، فما الحل الأمثل للخروج من قاعدة الاشتباك هذه؟ والسؤال الآخر: هل قدر على الإنسان أن يعيش حالة اشتباك دائمة، ما أن يخرج من حالة اشتباك واحدة إلا والأخرى قادمة، وعلى من؟ ومع من؟ هذا ما تنبئ عنه قواعد الاشتباك في كل مناسبة.

في بيئات العمل المختلفة تتوسع دائرة العلاقات، كزملاء عمل، ولعل بيئات العمل تعد أكبر محضن، ليس فقط لتشابك الزمالات، وليس فقط لنمو المهن، وليس فقط لتضارب المصالح الخاصة، وليس فقط لوجود فرص كثيرة للمقارنات -حيث البيئات الاجتماعية المتنوعة- وإنما أيضا لظهور النتوءات، ولظهور التشوهات، ولظهور «غض الطرف إنك من نمير…» ولظهور الصراخ في بعض المواقف، ولظهور الألم الصامت في مواقف أخرى، ولذلك فاشتداد قواعد الاشتباك قائم وبقوة كل هذه التقاطعات، والتمايزات، حيث تشتد صرخات العواطف مجتمعة، ومع ذلك ينظر إلى هذا الواقع على أنه ظاهرة صحية، وبخلاف ذلك، فالأمر يحتاج إلى شيء من التأمل، ينظر إلى الأسرة على أنها الحامية الحانية، الآمنة الوادعة، الباسمة المبتسمة، ينزوي فيها العقل «خجلا» بعيدا بعيدا «في العائلة يختفي العقل خلف الشعور والعاطفة» -كما يقول جون إهر نبرغ في كتابه المجتمع المدني حيث تتموضع العواطف والمشاعر، وألوان الحب، وتزداد مجسات النبض، فالقلب في أوج احتضاناته، ولكن، ومع تجمع كل هذه «البانوراما» العاطفية، تقحم الذات تجاذباتها الذاهبة إلى إشباع رغباتها، وفي لحظة زمنية، قد تكون فارقة، فتؤجج قواعد الاشتباك بين الأطراف التي كانت متصالحة، ويطرح السؤال المباشر الصادم: أيعقل أن يحدث هذا، وهؤلاء يشكلون ملحمة اجتماعية لا يمكن اختراق تماسكاتها؟

ما يمكن التأكيد عليه هو أن قواعد الاشتباك هي سنن كون بشرية لا تحتاج إلى كثير من الجهد لإثارتها وإقحامها في خطوط عرض وطول، ومع الإيمان بالتسليم لهذا الموضوع، ألا يمكن للعقلاء عدم إثارتها؟ ألا يمكن أن يكون هناك نوع من المهادنة بين طرفي النزاع؟ مع أن هناك من يرى ثمرة أي اختلاف هو اتفاق، وأن من فوائد قواعد الاشتباك هو تراكم مجموعة من الاتفاقات المفضية إلى نوع من الرضا والاطمئنان، هل يمكن الاتفاق على هذه النتيجة؟

أحمد سالم الفلاحي – جريدة عمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قواعد الاشتباک

إقرأ أيضاً:

استنفار أمريكي في قاعدة حقل العمر النفطي بسوريا وسط مخاوف من تهديدات أمنية - عاجل

بغداد اليوم -  دمشق

أكد مصدر مطلع، اليوم الاثنين (20 كانون الثاني 2025)، وجود حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف القوات الأمريكية المنتشرة في قاعدة حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور السورية.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "القوات الأمريكية دخلت في حالة استنفار منذ 24 ساعة بعد ورود معلومات عن تسلل مسلحين إلى المناطق القريبة من الجزءين الغربي والشرقي للقاعدة". 

وأضاف أن "أجواء المنطقة شهدت تحليقاً مكثفاً للطائرات المروحية من نوع أباتشي والمسيرات، مع انتشار دوريات آلية مكثفة حول أسوار القاعدة الخارجية"، مبينا ان "هذا الاستنفار يُعد الأكبر منذ أحداث الثامن من كانون الأول الماضي". 

وأشار المصدر إلى أن "القوات الأمريكية تتخوف من احتمال امتلاك المسلحين صواريخ دفاع جوي محمولة على الكتف، مما قد يهدد طائرات الشحن العسكري التي تهبط بشكل دوري في القاعدة لنقل الجنود والمعدات". 

وأكد أن "قاعدة حقل العمر تعد من القواعد الاستراتيجية لدعم العمليات العسكرية في المناطق المحيطة، خاصة في الحسكة وبقية المواقع الأخرى"، مشيرا الى "وجود قلق متزايد لدى القوات الأمريكية من احتمالية حدوث مواجهات مع المقاتلين المنتشرين في المنطقة، ممن تصنّفهم واشنطن ضمن قوائم الإرهاب الدولي، وسط حالة من الفوضى والإرباك التي يشهدها الملف السوري بشكل عام".

هذا وكشف مصدر مطلع، يوم السبت (28 كانون الأول 2024)، عن وجود 3 اسباب وراء زخم الأجواء في عين الأسد غرب العراق وتحولها الى نقطة تمركز وتجهيز لباقي القواعد.

وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، ان "حركة طائرات الشحن الكبيرة في عين الأسد غرب البلاد بدأت ترتفع بوتيرة متصاعدة بعد 8 من كانون الأول الجاري لتصل الى مرحلة الذروة خلال الأيام الماضية بعضها قادم من قواعد أمريكية في الخليج العربي والبعض الاخر من قواعد في أوروبا وهي تحمل جنود ومعدات واعتدة".

وأضاف أن " عين الأسد تحولت الى اشبه بنقطة تمركز مؤقتة هي الأكبر في الشرق الأوسط قبل ان يتم نقل تلك القوات والمعدات الى 7 قواعد أمريكية في سوريا خاصة الحسكة وسط معلومات بان واشنطن اخذت ضوء اخضر بإنشاء 3 قواعد جديدة في دمشق ودرعا والقنطيرة".

وأشار الى أن " 4 طائرات شحن متوسطة الشحن نقلت جنود ومعدات من عين الأسد الى قاعدة أمريكية في ريف الحسكة خلال الأيام 3 الماضية اي ان اسباب زخم الأجواء هي بداية اكبر عملية إعادة انتشار للقوات الامريكية في الشرق الأوسط ستكون بداية وجود اكثر كثافة ونقل الالاف من الجنود".

وتابع: " لايمكن المضي بنقل الالاف الجنود من القوات الامريكية لولا انها كانت جاهزة منذ اشهر لهذا الخيار ويبدو ان سيناريو اسقاط الاسد كان من ضمنها وهذا مايفسر تدفق القوات باعداد كبيرة الى قواعد عدة في سوريا دون اي ردة فعل من قبل حكام دمشق الجدد".

مقالات مشابهة

  • استنفار أمريكي في قاعدة حقل العمر النفطي بسوريا وسط مخاوف من تهديدات أمنية - عاجل
  • لا يمكن العثور على عمال براتب 60 ألف ليرة تركية! هناك نقص كبير في العمالة في هذه المهن
  • خبراء: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة رسخ قواعد جديدة
  • قيد مصانع وشركات في «الرقابة على الصادرات» بعد استيفاء قواعد التسجيل
  • محللون: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة رسخ قواعد جديدة
  • الجيش اللبناني يُعلن اشتباك عناصره مع مسلحين مجهولين على الحدود السورية..تفاصيل
  • «مستقبل وطن» يهنئ الرئيس السيسي على نجاح جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
  • لم يتعامل الجيش بشكل تدميري مع أي منطقة انسحب منها
  • مصر تعود بقوة إلى ساحة الطاقة العالمية.. اكتشاف غاز جديد يغير قواعد اللعبة
  • قسد: استهدفنا قواعد تركية شمال شرقي سوريا