"فورين بوليسي" تتساءل: لماذا لا تستطيع أوروبا توحيد جهودها وعملها العسكري؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
دق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أجراس الإنذار في أوروبا عندما قال أمام تجمع انتخابي في العاشر من فبراير الجاري بولاية كارولاينا الجنوبية إنه قد "يشجع" روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض بعد انتخابات نوفمبر المقبل.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الدول الأوروبية تشعر بالقلق بالفعل بشأن احتمال ولاية ترمب الثانية، وأن تصريحاته الأخيرة عززت من مخاوف وقلق هذه الدول، وهو ما تجلى بعدها ببضعة أيام، حينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فان دير لاين، لصحيفة "فايننشيال تايمز" إن أوروبا تواجه حاليا عالما "أكثر قسوة" و"يتعين علينا نحن الأوروبيون أن ننفق المزيد، وأن يكون هذا الإنفاق بشكل أفضل".
وأشارت المجلة إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تفعل أوروبا ما يكفي لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها؟ خاصة وأن الشكاوى من اعتماد الدول الأوروبية بشكل مفرط على الحماية الأمريكية وعدم رغبتها في الحفاظ على قدرات دفاعية كافية، لها تاريخ طويل، كما أن التحذير القوي الذي أطلقه الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 لم يسفر حتى الآن عن زيادة كبيرة في القوة العسكرية الأوروبية القابلة للاستخدام.
ولفتت المجلة إلى أنه بالرغم من أن أعضاء حلف شمال الأطلسي ينفقون الآن المزيد من الأموال، وأن الاتحاد الأوروبي وافق مؤخرا على تقديم 50 مليار يورو إضافية في هيئة دعم مالي لأوكرانيا، إلا أن قدرة أوروبا على الاحتفاظ بقوات كبيرة في الميدان لأكثر من بضعة أسابيع تظل محدودة للغاية، حيث إنها لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة في بعض القدرات الحيوية.
كما أنه في ظل تحذيرات بعض المسؤولين الأوروبيين مثل وزير الدفاع الدانماركي، ترويلز لوند بولسن، من أن روسيا قد تختبر فقرة الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي "في غضون ثلاث إلى خمس سنوات"، وتوقعات بعض المراقبين والدبلوماسيين الأوروبيين من "نية روسيا وقدرتها" على مهاجمة إحدى دول الناتو بحلول عام 2030، فإن بعض مؤيدي الحلف الأطلسي في أوروبا يرغبون بشدة في استمرار دور والتزامات الولايات المتحدة تجاه أمن أوروبا خاصة وأن تطوير القارة العجوز لقدراتها العسكرية بالشكل الملائم قد يستغرق 10 سنوات أو أكثر.
وتساءلت "فورين بوليسي" مجددا عما إذا كانت أوروبا قادرة في ظل هذه التهديدات على توحيد جهودها؟ مشيرة إلى أن هناك عدة نظريات حول هذا الأمر، منها: نظرية توازن القوى (أو توازن التهديد)، بمعنى أنه إذا وجد أي تهديد خارجي خطير للأمن الأوروبي مثل وجود قوة عظمى مجاورة ذات طموحات عسكرية قوية من شأنه أن يدفع معظم الدول الأوروبية إلى توحيد قوتها لردع التهديد (أو هزيمته إذا لزم الأمر). وسيصبح هذا الدافع أقوى إذا أدركت هذه الدول أنها لا تستطيع الاعتماد على أي شخص آخر (أمريكا) للحصول على الحماية.
ويرى مؤيدو هذه النظرية أن الزيادات الأخيرة في الإنفاق الدفاعي الأوروبي، والقرارات التي اتخذتها السويد وفنلندا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، توضح ميل الدول المهددة إلى تحقيق التوازن التام، والسعي لتعزيز قدرة أوروبا واستعدادها لتحمل قدر أكبر من مسؤولية الدفاع عن نفسها.
ولكن هناك نظرية أخرى مغايرة للنظرية السابقة، وتتحدث عن أنه انطلاقا من أن الأمن هو "صالح جماعي"، فإن الدول الأعضاء في التحالف ستميل إلى "التهرب من المسؤولية" أو الاستغلال المجاني لجهود الآخرين، على أمل أن يبذل شركاؤهم ما يكفي للحفاظ على سلامتهم وأمنهم، حتى لو بذلوا جهدا أقل.
ويساعد هذا الاتجاه في تفسير سبب ميل أقوى أعضاء التحالف إلى المساهمة بقدر غير متناسب في الجهد الجماعي، استنادا إلى أنه إذا بذلوا ما يكفي لردع أو مواجهة أي هجوم، فقد تكون مساهمات أصغر الأعضاء غير ضرورية. ومن هنا يأتي الإغراء المتمثل في بذل جهد أقل. ولكن إذا استسلم عدد كاف من الأعضاء لإغراء السماح للآخرين بتحمل العبء الأكبر، أو إذا تغلبت المصالح الأنانية الأخرى على الحاجة إلى العمل الجماعي، فإن التحالف قد لا ينتج القدرات المشتركة والاستراتيجية المنسقة التي يحتاجها ليكون آمنا.
وتؤكد هاتان النظريتان معا المعضلة التي يواجهها حلف شمال الأطلسي اليوم. ولكن الخبر الجيد هو أن الأعضاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي يتمتعون بقدرات قوة كامنة أكبر بكثير من تلك التي تتمتع بها روسيا، حيث يبلغ عدد سكان هذه الدول ثلاثة إلى أربعة أضعاف عدد سكان روسيا، واقتصاداتها مجتمعة أكبر بعشر مرات من اقتصاد روسيا.
كما أن العديد من الدول الأوروبية ما تزال تمتلك صناعات أسلحة متطورة قادرة على إنتاج أسلحة ممتازة، وكان بعضها (على سبيل المثال، ألمانيا) يمتلك قوات برية وجوية هائلة خلال المراحل الأخيرة من الحرب الباردة.. والأمر الأكثر لفتا للانتباه هو أن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تنفق وحدها على الدفاع ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف ما تنفقه روسيا كل عام.. ولدى أوروبا أيضا ما يكفي من إمكانات القوة لردع أو هزيمة أي هجوم روسي، على افتراض أن القدرة الكامنة يتم تعبئتها وقيادتها على النحو اللائق.
أما النبأ السيئ، فهو أن الجهود المتواصلة الرامية إلى تشكيل قوة دفاع أوروبية تتمتع بقدرات مناسبة، تواجه عقبات كبيرة، من بينها أن أعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين لا يتفقون على مستوى أو حتى هوية مشاكلهم الأمنية الرئيسية. فبالنسبة لدول البلطيق وبولندا، من الواضح أن روسيا تشكل الخطر الأكبر. أما بالنسبة لإسبانيا أو إيطاليا، فإن روسيا تمثل مشكلة بعيدة في أحسن الأحوال، وتشكل الهجرة غير الشرعية تحديا أكبر لهما، الأمر الذي يجعل مسألة تقاسم الأعباء والتخطيط العسكري أكثر تعقيدا.
وتتمثل عقبة ثانية أمام تشكيل هذه القوة الأوروبية في كيفية إقناع الأوروبيين أنفسهم بوجود مشكلة خطيرة، وأن حل هذه المشكلة لن يكون مكلفا أو صعبا للغاية، بمعنى أنه إذا حاول الأوروبيون حشد الدعم لتعزيز القدرات من خلال المبالغة في تقدير حجم القدرات العسكرية الروسية وتصوير فلاديمير بوتين باعتباره "رجلا غير مسؤول" يحمل طموحات غير محدودة، فإن التحدي الذي تواجهه أوروبا في هذه الحالة قد يبدو مستحيلا، وسيتنامى إغراء اللجوء إلى العم سام. كما أنه إذا كان الحديث عن أن قوة روسيا وطموحاتها أكثر تواضعا، وبالتالي يمكن التحكم فيها، فسيكون من الصعب إقناع الجماهير الأوروبية بتقديم تضحيات كبيرة. لذا، ومن أجل مواجهة هذه العقبة، يتعين على الأوروبيين أن يؤمنوا بأن روسيا "دولة خطيرة"، وأنهم يتمتعون بالقدرة على التعامل معها حتى لو لم تبذل الولايات المتحدة أي جهد يذكر.
ويشكل الدور الغامض الذي تلعبه الأسلحة النووية العقبة الثالثة أمام تشكيل قوة الدفاع الأوروبية، حيث إذا كان الاعتقاد السائد بأن الأسلحة النووية تردع أعمال العدوان واسعة النطاق، فمن المرجح الميل إلى أن القوات النووية البريطانية والفرنسية و"المظلة النووية" الأمريكية ستحمي حلف شمال الأطلسي من أي هجوم روسي تحت أي ظرف من الظروف تقريبا، وإذا كان الأمر كذلك، فستكون هناك حاجة أقل لبناء مجموعة كبيرة ومكلفة من القوات التقليدية الأوروبية.
وتتمثل العقبة الرابعة في أن الدول الأوروبية ما تزال تفضل الاستثمار في صناعاتها الدفاعية وقواتها المسلحة منفردة، بدلا من التعاون لتوحيد الأسلحة وتطوير استراتيجية وخطط دفاعية مشتركة، فوفقا لتقرير صدر عام 2023 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإنه على الرغم من ارتفاع إجمالي الإنفاق الدفاعي الأوروبي بشكل كبير منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، إلا أن النسبة المخصصة لجهود المشتريات التعاونية انخفضت بشكل مطرد حتى عام 2021 ولم تقترب أبدا من هدف 35 بالمائة التي وضعها الاتحاد الأوروبي، كما يتردد أن دول الاتحاد الأوروبي تمتلك حوالي 178 نظاما مختلفا للأسلحة، وهو ما يشكل إهدارا للميزة الهائلة الكامنة في الموارد التي تتمتع بها أوروبا مقارنة بمنافسيها المحتملين.
ويعد تناقض أمريكا بشأن تشجيع أوروبا على الاعتماد على نفسها العقبة الأخيرة أمام تشكيل هذه القوة، حيث أرادت الولايات المتحدة عموما أن يكون شركاؤها الأوروبيون أقوياء عسكريا، ولكن ليس أقوياء للغاية، ومتحدين سياسيا ولكن ليس بشكل متماسك للغاية. ويعود ذلك –وفقا لفورين بوليسي- لسعي واشنطن الدائم إلى تعظيم نفوذها على جميع التحالفات والشركاء، حيث تريد واشنطن أن يكون بقية أعضاء حلف شمال الأطلسي قويا بما يكفي ليكون مفيدا، ولكن في نفس الوقت متوافقا تماما مع رغبات الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي سيصعب تحقيقه إذا أصبحت هذه الدول أقوى وبدأت في التحدث بصوت واحد.
وأخيرا، يجب إدراك أن الدافع الأولي للتكامل الاقتصادي الأوروبي في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي كان مدفوعا جزئيا بالمخاوف الأوروبية من أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها في نهاية المطاف من القارة، وأن قدرتها على مواجهة حلف وارسو ستتعزز من خلال إنشاء نظام اقتصادي أوروبي كبير وموحد، ولكن الدافع الأمني انحسر وراء التكامل الأوروبي بمجرد أن أصبح واضحا أن العم سام (أمريكا) سيبقى في القارة، ولكن الشكوك المتزايدة حول التزام الولايات المتحدة من شأنها أن تعطي الأوروبيين حافزا كافيا لتعبئة قدراتهم الاقتصادية المتفوقة وإمكاناتهم العسكرية الكامنة على نحو أكثر فعالية، انطلاقا من المصلحة الذاتية البحتة.
وترى المجلة الأمريكية - في هذا الصدد - أنه يجب على المسؤولين الأمريكيين تشجيع هذا التطور، بغض النظر عمن سيصل إلى البيت الأبيض العام المقبل، حيث إن عملية إعادة الأمن الأوروبي إلى الأوروبيين لابد أن تتم تدريجيا، بحيث يتم تحقيق التوازن بين تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، والتغلب على معضلات العمل الجماعي الأوروبي التي سوف تنشأ بشكل حتمي في المراحل الأولى لهذا العمل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة أوروبا أمريكا ترمب الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی الدول الأوروبیة هذه الدول إذا کان أنه إذا ما یکفی کما أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
هذه الدول ستشهد تغيرات في السلطة خلال 2025.. ما تأثير ذلك على روسيا؟
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها عدد من الدول في القارة الأوروبية وخارجها خلال السنة الجديدة 2025.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الانتخابات في أنحاء العالم ستجري وسط تحوّلات واسعة النطاق على الصعيد الدولي، ومن أبرز العوامل التي تؤثر على تلك الانتخابات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
انتخابات مبكرة في ألمانيا
أكدت الصحيفة أن الموسم السياسي في دول الاتحاد الأوروبي ينطلق بانتخابات برلمانية مبكرة في ألمانيا، من المقرر إجراؤها في 23 شباط/ فبراير.
كانت الانتخابات مقررة في خريف 2025، ولكن بسبب تفكك ائتلاف "إشارة المرور" الحاكم، الذي يتألف من الحزب الديمقراطي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تم الإعلان عن انتخابات مبكرة.
في 16 كانون الأول/ ديسمبر، عقد البوندستاغ جلسة تصويت وقرر حجب الثقة عن حكومة أولاف شولتس.
في هذه الانتخابات، تبدو حظوظ كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي كبيرة، ويعتبر زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز الأوفر حظا للفوز بمنصب مستشار ألمانيا.
من جانبه، يرشح حزب البديل من أجل ألمانيا زعيمته أليس فايدل لمنصب المستشار، بينما يخوض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الانتخابات بقيادة المستشار الحالي أولاف شولتس، وقد رشح حزب الخضر روبرت هابيك الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.
وقالت الصحيفة إن حظوظ حزب البديل من أجل ألمانيا، وتحالف سارة فاغنكنشت -الذي يتخذ موقفا إيجابيا تجاه روسيا-، في الحصول على الأغلبية في البرلمان أو الانضمام إلى الائتلاف الحكومي تبدو ضئيلة.
انتخابات رئاسية في بولندا
ذكرت الصحيفة أن بولندا ستنظم انتخابات رئاسية في آيار/ مايو المقبل، وينهي رئيس الدولة الحالي أندريه دودا بذلك فترة ولايته الثانية.
وأبرز مرشحين في الانتخابات هما عمدة وارسو رافال ترزاسكوفسكي من الائتلاف المدني، وكارول نوروكي عن حزب القانون والعدالة. ووفقا لآخر استطلاعات الرأي، يتقدم ترزاسكوفسكي على منافسه، لكن من المستبعد فوزه من الجولة الأولى وفقا للصحيفة.
ويرى الخبير في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، أوليغ نيمنسكي، أن فرص المرشحين ستكون متساوية تقريباً في الجولة الثانية نظرا لانقسام المجتمع البولندي.
ويضيف: "تعتمد النتيجة من نواحٍ عديدة على تصرفات الحكومة، ورد فعل المجتمع بحلول ذلك الوقت".
واعتبرت الصحيفة أن روسيا تستفيد من التناقضات بين رئيس الوزراء والرئيس البولندي بشأن السياسة الخارجية، لأن ذلك يُضعف موقف وارسو دوليا.
كما ذكر نيمنسكي أن موقف الحكومة الحالية يخدم مصالح روسيا لأنها تنسق سياستها تجاه أوكرانيا وروسيا مع الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن ترامب من المستبعد أن يوافق على رغبة أي حكومة بولندية جديدة بانتهاج سياسة مستقلة تجاه الحرب الأوكرانية الروسية.
انتخابات برلمانية في جمهورية التشيك
تعتزم التشيك انتخاب حكومة جديدة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. ويتولى بيتر فيالا رئاسة الحكومة حاليا، وسيكون أندريه بابيش عن حزب "أنو 2011" أبرز مرشح للفوز بالمنصب، وقد كان رئيسا لوزراء التشيك بين سنتي 2017 و2021.
في الانتخابات البرلمانية الماضية سنة 2021، فاز تحالف سبولو المحافظ بنسبة 27.8 بالمئة من الأصوات، وانضم حزب بابيش إلى المعارضة. وفي الانتخابات الرئاسية سنة 2023، ترشح أندريه بابيش للمنصب، وقد فاز الجنرال المتقاعد بيتر بيفل في الانتخابات.
ويعتقد نيمنسكي أن بابيش سينتهج في حال فوز حزبه بالانتخابات سياسة مشابهة لسياسة سلوفاكيا والمجر فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، مما يخلق فرصة للتفاوض مع روسيا.
انتخابات رئاسية في بيلاروسيا
من المقرر أن تشهد بيلاروسيا انتخابات رئاسية في 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، وتبدو حظوظ رئيس الدولة الحالي ألكسندر لوكاشينكو كبيرة في الفوز بولاية جديدة، وفقا للصحيفة.
وقد قدم كل من الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي البيلاروسي سيرجي سيرانكوف، ورئيس حزب العمل والعدالة ألكسندر خيزنياك، ورئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي البيلاروسي أوليغ جايدوكيفيتش، أوراق الترشح للجنة الانتخابات المركزية.
وتعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة الأولى منذ تعديل الدستور البيلاروسي في شباط/ فبراير 2022، حين أيد غالبية الناخبين في البلاد تنقيح القانون الأساسي، بما في ذلك تحديد عدد الفترات الرئاسية وتمديد مدة ولاية البرلمان إلى خمس سنوات. كما تم أيضا حذف البند الذي كان ينص على أن مينسك تسعى إلى جعل أراضيها منطقة خالية من الأسلحة النووية ودولة محايدة.
إعادة الانتخابات في رومانيا
أوردت الصحيفة أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا جرت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وكان من المقرر إجراء الجولة الثانية في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، غير أن المحكمة الدستورية ألغت نتائج الانتخابات برمتها.
خلال الانتخابات التي أُلغيت نتائجها، فاز كالين جورجيسكو منذ الجولة الأولى، وهو يُعرف بانتقاده للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بينما تدعو مرشحة المعارضة إيلينا لاسكوني إلى زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتعزيز مكانة رومانيا في الناتو.
ويستبعد الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإقليمية والسياسة الخارجية بالجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية، فاديم تروخاتشيف، إمكانية السماح لجورجيسكو بالمشاركة في الانتخابات القادمة، مرجحا فوز جورج سيميون الذي يتبنى موقفا معاديا لكل من روسيا وأوكرانيا.
انتخابات برلمانية في مولدوفا
من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في مولدوفا سنة 2025، ويحتل حزب العمل والتضامن أغلب المقاعد في البرلمان الحالي.
وذكرت الصحيفة أن استطلاعات الرأي تُظهر أن حزب العمل والتضامن يحظى بدعم حوالي 40 بالمئة من الناخبين، بينما تحظى كتلة المعارضة من الشيوعيين والاشتراكيين بدعم 22 بالمئة من الآراء.
ويعتقد فاديم تروخاتشيف أن نتائج الانتخابات البرلمانية في مولدوفا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بولاء الرئيسة الحالية مايا ساندو للاتحاد الأوروبي.
انتخابات مجلس العموم في كندا
يرى إيفان لوشكاريف، الخبير بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أن المنافسة في انتخابات مجلس العموم في كندا ستكون أساسا بين الحزب الليبرالي الحاكم بزعامة جاستن ترودو، وحزب المحافظين بزعامة بيير بويليفر. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الفجوة بين الليبراليين والمحافظين في جميع أنحاء البلاد ناهزت نسبة 20 بالمئة.
ويضيف لوشكاريف أن الخريطة الانتخابية في كندا تميل إلى الليبراليين، لكن في حال فوز حزب المحافظين، من المتوقع أن تتبع الحكومة الجديدة سياسة أكثر صرامة تجاه روسيا.
هل يترشح زيلينسكي؟
قالت الصحيفة إن المرحلة الانتقالية في البرلمان الأرجنتيني ستكون بمثابة الاختبار الأول لشعبية رئيس البلاد خافيير مايلي، كما ستشهد بوليفيا انتخابات رئاسية قد يترشح اليها الرئيس الحالي لويس آرسي والرئيس السابق إيفو موراليس.
وختمت بأن أوكرانيا قد تشهد أيضا انتخابات رئاسية في شهر أيار/ مايو، وسيكون الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي، الذي انتهت فترة ولايته في آيار/ مايو الماضي، أحد المتنافسين على المنصب.
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يعتبر المنافس الرئيسي للرئيس زيلينسكي، السفير الأوكراني الحالي لدى بريطانيا فاليري زالوجني، والذي كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويرى النائب السابق في البرلمان الأوكراني سبيريدون كيلينكاروف أن احتمال إجراء الانتخابات وارد للغاية، وقد يُتخذ قرار نهائي بهذا الشأن في 7 شباط/ فبراير.
واستبعد كيلينكاروف مشاركة زيلينسكي في الانتخابات المقبلة، معتبرا أنه أصبح شخصية غير مرغوب بها حتى لدى الدول الغربية المؤثرة.