لماذا احتج الأكراد على قرار الاتحادية بشأن قانون انتخابات كردستان العراق؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أربيل – حسمت المحكمة الاتحادية في العراق خلافا كرديا داخليا بشأن قانون الانتخابات في إقليم كردستان العراق حول نقطتين مهمتين، أولاهما مادة متعلقة بكوتا المكونات (المسيحيين والتركمان والأرمن) حيث ألغت المحكمة 11 مقعدا مخصصا لهم حسب قانون انتخابات برلمان كردستان من أصل 111 مقعدا.
أما النقطة الثانية، فقد قررت المحكمة إجراء الانتخابات في 4 دوائر انتخابية بدلا من الدائرة الانتخابية الواحدة كما كان في القانون السابق، وكان هذا الخلاف بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني سببا في تأخير إجراء انتخابات برلمان الإقليم لأكثر من سنتين.
وأصدرت المحكمة في بغداد، الأربعاء الماضي، قرارا بعدم دستورية عبارة "أحد عشر" الواردة في المادة الأولى من قانون انتخاب برلمان كردستان العراق رقم 1 لسنة 1992 المعدل، ليصبح النص كالآتي: "يتكون برلمان كردستان من مئة عضو".
وأقرت المحكمة أيضا بعدم دستورية المادة التاسعة من هذا القانون ونفاذ النص السابق الذي تم إلغاؤه بموجب المادة الرابعة من التعديل الثالث رقم 47 لسنة 2004، ليكون النص النافذ كالتالي: "تقسم كردستان العراق إلى مناطق انتخابية على ألا تقل عن 4 مناطق".
ويأتي قرار المحكمة لصالح شكوى قدمها الاتحاد الوطني الكردستاني بعد فشل حسم خلافه مع غريمه التقليدي الحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن قانون الانتخابات داخل برلمان كردستان العراق.
وعرقلت هذه الخلافات جلسات البرلمان، وأعقب ذلك قرار سابق من المحكمة الاتحادية بعدم دستورية جلسات برلمان كردستان بسبب تجاوز عمره القانوني وتمديده بطريقة غير دستورية، حسب قرار المحكمة.
واعترض ممثلو مكونات الإقليم، وهي "الكلدانية والآشورية والتركمانية والسريانية"، على قرار المحكمة في بيان مشترك خلال مؤتمر صحفي عُقد بعد إصدار القرار.
وعدت هذه المكونات القرار "انقلابا على الدستور العراقي"، وطالبت رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني -باعتباره "مدافعا عن حقوق الإنسان والمكونات"- بعدم قبول "هذا الظلم"، حسب نص البيان.
وقال وزير الإقليم لشؤون المكونات -التركماني- آيدن معروف خلال المؤتمر إن "هذا القرار سيئ وسياسي وغير قانوني"، وأكد أنه من حق المكونات المشاركة في انتخابات برلمان إقليم كردستان لضمان حقوقها.
في السياق، عقد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني أول أمس الخميس اجتماعا برئاسة البارزاني، وأصدر بيانا اعتبر فيه أن "قرارات المحكمة الاتحادية تتعارض مع روح الدستور والحقوق الدستورية لإقليم كردستان ومبادئ الفدرالية ومبدأ الفصل بين السلطات المنصوص عليه في الدستور العراقي".
أما صاحب الشكوى الاتحاد الوطني الكردستاني فقد كان موقفه مخالفا لذلك، وجاء على لسان متحدثه الرسمي سعدي بيرة أن "قرار المحكمة بشأن قانون الانتخابات يصب في مصلحة جميع الأحزاب، ويُمكّن المكونات من المشاركة في الانتخابات والتحالف مع الأحزاب الأخرى".
وفي تصريح للجزيرة نت، قال الأستاذ الجامعي والخبير القانوني جواس حسن إن المحكمة الاتحادية لها فقط الحق في تقرير ما إذا كانت المادة دستورية أو لا، لكنها في هذا القرار وضعت نفسها مكان المشرع والمنفذ وبدأت بصياغة النص التشريعي "وهذا لا يعتبر من صلاحياتها".
وأضاف "المواد الخاصة بشأن الكوتا في قانون الانتخابات لا تنفذ فقط داخل الإقليم بل في العراق نفسه، مثلا، هناك كوتا في قانون المجلس الوطني العراقي، وكذلك قانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية"، وتساءل "لماذا تعتبر المحكمة الاتحادية قانون الكوتا في الإقليم مخالفا للدستور وفي المقابل تسكت عن الكوتا في مجالس المحافظات؟".
يربط بعض المحللين هذه القرارات التي تخرج من المحكمة الاتحادية ضد أطراف مختلفة داخل العراق، بسياسات خارجية وتدخل من الدول الإقليمية في الشأن العراقي.
يقول الكاتب والصحفي جمال عبد الله، للجزيرة نت، إن إيران نجحت نسبيا حتى الآن في تفتيت القوى السياسية العربية السنية والكردية وحتى القوى السياسية التركمانية والمسيحية من خلال ضم بعضها إلى أجنداتها السياسات.
وأضاف أن طهران استطاعت -إلى حد كبير- أن تسيطر وتحتكر جميع المؤسسات في العراق بما فيها المحكمة الاتحادية، وتسخيرها لشرعنة السياسات الإيرانية في العراق، وفق قوله.
وتابع "يكفي أن نلقي نظرة حسابية على جميع قرارات المحكمة إلى حد الآن ومن ثم نسأل: لماذا لم نر صدور أي قرار إلى حد هذه اللحظة ضد القوى السياسية الشيعية الموالية لإيران؟".
وأضاف "لكن هناك قرارات عدة لهذه المحكمة ضد القوى السياسية العربية السنية والكردية الذين لم يخضعوا لسياسات وأجندات إيران في العراق، أليس هذا مبررا مشروعا لكي نشك في حيادية المحكمة الاتحادية؟".
وجاء قرار المحكمة بعد جلسات عديدة وتأجيل البت عدة مرات، ومن المتوقع أن تعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، التي كلفتها المحكمة بالإشراف على عملية إجراء انتخابات برلمان كردستان، موعد الانتخابات الذي أُجل عدة مرات بسبب الشكوى المقدمة من الاتحاد الوطني الكردستاني.
وكانت المفوضية قد صرحت سابقا بأنها تحتاج على الأقل 4 أشهر للإعداد لإجراء هذه الانتخابات بعد أن تبت المحكمة في قرارها بشأن الخلاف الكردي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدیمقراطی الکردستانی الوطنی الکردستانی المحکمة الاتحادیة قانون الانتخابات انتخابات برلمان برلمان کردستان القوى السیاسیة کردستان العراق قرار المحکمة بشأن قانون فی العراق
إقرأ أيضاً:
اللجنة المشرفة على انتخابات الصحفيين تجتمع مع المرشحين غدا
وجهت اللجنة العليا المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين الزملاء المرشحين على مقعد النقيب وعضوية المجلس إلى الاجتماع مع اللجنة، لعرض ومناقشة إجراءات الانتخابات المقرر عقدها في مارس المقبل، وذلك في تمام الساعة الرابعة مساء غدٍ الخميس 20 فبراير 2025، بقاعة أمين الرافعي بمبنى النقابة.
إعلان الكشوف النهائيةوأوضحت اللجنة أن الاجتماع سيتضمن مناقشة تفاصيل العملية الانتخابية وإجراءاتها. وكانت اللجنة المشرفة على الانتخابات، برئاسة جمال عبد الرحيم السكرتير العام، قد أعلنت اليوم الكشوف النهائية للمرشحين على مقعد نقيب الصحفيين وعضوية المجلس، حيث بلغ إجمالي عدد المرشحين 51، منهم 8 على مقعد النقيب و43 لعضوية المجلس، وذلك بعد تنازل الزميلين أحمد فتحي أحمد محمد «أخبار اليوم» وعبد الجواد أبوكب «روزاليوسف» عن الترشح لمقعد النقيب.
الدعوة لانعقاد جمعية عموميةوأكد السكرتير العام أن المجلس سيوجه الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية يوم الجمعة 7 مارس 2025 للنظر في جدول الأعمال وإجراء الانتخابات، وفي حال عدم اكتمال النصاب القانوني بحضور نصف الأعضاء المسددين للاشتراكات على الأقل، يؤجل الاجتماع إلى 21 مارس 2025، حيث يكون الانعقاد صحيحًا بحضور ربع الأعضاء.
وأشار رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات إلى أن مجلس النقابة قرر إجراء العملية الانتخابية، بما يشمل التصويت والفرز، تحت إشراف قضائي كامل.