ما هي مناسبة ليلة النصف من شعبان وفضل العبادة في وقتها المبارك؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
ما هي مناسبة ليلة النصف من شعبان، نجد العديد من المناسبات الهامة المتصلة بهذه الليلة الشريفة ليلة النصف من شعبان، بالإضافة إلى منزلة ليلة النصف من شعبان وما تتضمنه هذه الليلة في طياتها من روحانيات، وعلى مر السنين نجد دائمًا ليلة النصف من شعبان مكانًا للمناسبات الجليلة، كما يؤمن عدد كبير من المسلمين على أن لشهر شعبان عبادات خاصة به عن باقي الأشهر.
يدرك المسلمون ما هي مناسبة ليلة النصف من شعبان، وفضل العبادة في هذه الليلة، وكذلك في الشهر كله، وذلك حسب الاعتقاد المنتشر لدى الناس، فتراهم في شهر شعبان جادين يصومون أيامه ويقومون لياليه وبالأخص في ليلة النصف من شعبان، من أجل التقرب لله سبحانه وتعالى، كما جاء الكثير من الآراء حول موضع تفضيل ليلة النصف من شعبان وتخصيص الصيام والقيام في هذه الليلة.
ماذا هي مناسبة ليلة النصف من شعبان مكتوب
ماذا هي مناسبة ليلة النصف من شعبان مكتوب، سؤال يخطر على بال الكثيرين ويبحثون عن معرفته، مناسبة ليلة النصف من شعبان ليست مناسبة واحد بل هناك أكثر من مناسبة مرتبطة بهذه الليلة، المناسبة الأولي لليلة النصف من شعبان كان لها تأثير كبير على النبي صلى الله عليه وسلم، من حيث رفع الروح المعنوية واشتياقه وتمنيه لحدوثها ألا وهي تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة بمكة، فكما نعلم جميعًا مدى حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة وتعلقه بها، فعند هجرته وخروجه من مكة إلى المدينة قال: (والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)، فهذا يدل على ما يكنه النبي من حب لهذه البلد.
كرم الله وجه النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان بأن حول وجهة المسلمين وجعلهم يصلون ناحية المسجد الحرام، فكانت بمثابة استجابة لأمنية كانت مكنونة في صدره صلى الله عليه وسلم ولكن استحى النبي من طلبها، حيث قال الله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
من مناسبة ليلة النصف من شعبان، أنها ليلة ترفع فيها الأعمال، ويغفر الله فيها للعباد ذنوبهم بفضله وكرمه وعفوه وبرحمته، ويكفر لهم عن سيئاتهم، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك: (يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن) رواه الطبراني، فهذه تعد واحدة من المناسبات الهامة الموجودة في ليلة النصف من شعبان والتي لابد أن نقف عندها ونضعها في عين الاعتبار، حتى يفوز العبد في هذه الليلة بمغفرة للذنوب، فمن منا لا يريد أن ينظر الله إليه نظرة في تلك الليلة يمحو الله بها خطاياه ويرفع أعماله ويكفر بها عن خطاياه.
في ليلة النصف من شعبان
ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان، حيث جاء عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، ومعنى نزول الله في ليلة النصف من شعبان أي نزول رحمته ولطفه على عباده فالله عز وجل منزه عن الحلول والجسمية، فيغفر الله لعباده في هذه الليلة، وود أيضا حديث آخر عن نزول رحمة الله في ليلة النصف من شعبان، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله عز وجل ينزل فيها غروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، حتى يطلع الفجر) رواه وابن ماجه والبيهقي.
أعمال ليلة النصف من شعبان
أعمال ليلة النصف من شعبان، ليس هناك نص صريح، يخصص بعض العبادات بليلة النصف من شعبان، ولكن لا حرج من إحياءها مثلها مثل أي ليلة أخرى من الليالي دون أن نزيد أو نجتهد أو نخصص بعض الأعمال لها، بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والتسبيح والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة، لا حرج من صيام ليلة النصف من شعبان كونها من الأيام القمرية، ولا حرج أيضا من الصيام عموما في شهر شعبان، فقد ورد في الصحيحين ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان).
الدعاء مرتبط الأعمال الصالحة ارتباط وثيق، فكل فعل أو عبادة من العبادات نجد فيها أننا ندعو الله عز وجل، فكل عبادة نفعلها تكون مرضاة وجهة الله ومن الأدعية المفضلة في ليلة النصف من شعبان:
بسم الله طريقي والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني، اللهم أعوذ بك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد.
- اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
-اللهم في ليلة النصف من شعبان لا تشمت اعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي، اللهم ثبت على عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وابعد عني شر من يؤذيني، ولا تحوجني لطبيب يداويني، اللهم استرني على وجه الارض، اللهم ارحمني في بطن الارض، اللهم اغفر لي يوم العرض عليك.
-اللهم انك لا تحمل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة مالا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا وتقلب حوادثها كما باعدت بين المشرق والمغرب.
- اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى، اللهم يامن لا تضيع لديك الودائع، إني أمانة لديك فأحفظني وأهلي والمؤمنين في هذه الساعة المباركة، اللهم أنزل على قبور موتانا الضياء والنور والفسحة والسرور.
- اللهم جازهم بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا حتى يكونوا في بطون الالحاد مطمئنين، يارب أجبر كسر قلوبنا على فراقهم، ولا تجعل آخر عهدنا بهم في الدنيا، وابني لنا ولهم بيوتا في الجنة، وأجعل ملتقانا هناك، وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم يا مسهل الشديد، ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، اخرجني من حلق الضيق الى أوسع الطريق، بك ادفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أسألك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد الابتلاء ألا تبق لي هما ولا حزنا ولا ضيقا ولا سقما إلا فرجته، وإن أصبحت بحزن فأمسيني بفرح وإن نمت على ضيق فايقظني على فرج، وإن كنت بحاجه فلا تكلني إلى سواك وأن تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي احبتي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان أعمال ليلة النصف من شعبان فی لیلة النصف من شعبان صلى الله علیه وسلم رسول الله صلى فی هذه اللیلة
إقرأ أيضاً:
بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قالت دار الإفتاء المصرية إن الأمي في كلام العرب هو الذي لا يَقرأ ولا يَكتب، والقراءة والكتابة، وهو حاصلٌ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي الإلهي والعِلم اللَّدُنِّيِّ الرَّبَّانِيِّ الذي لا يضاهيه فيه أحدٌ، ولا يَرْقَى لمثله مَلَكٌ ولا بَشَر، فكانت الحكمةُ مِن وصفه بـ"الأُمِّيِّ" هي إظهار كمالاته الذاتية التي لا واسطة فيها للأسباب المتعارَف عليها بين البشر، ولتكون الأميةُ في حقه صلى الله عليه وآله وسلم آيةً على ما حصل له مِن علومٍ إلهية وفيوضاتٍ ربَّانيةٍ.
وقد نص العلماء على أنَّ مِن جملة معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان أُمِّيًّا؛ لأنَّه لو كان ممن يَكتب ويَقرأ لصار مُتَّهَمًا بأنه ربما طالَعَ كُتُبَ الأَوَّلين فَحَصَّلَ هذه العلوم بتلك المطالعة، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا جاء بهذا القرآن العظيم المشتمل على علوم الأَوَّلين والآخِرين مِن غير قراءةٍ ولا مطالعةٍ كان ذلك مِن جُمْلَةِ معجزاته الباهرة.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ على قومه كتاب الله تعالى منظومًا مرةً بعد أخرى مِن غير تبديلِ ألفاظه ولا تغييرِ كلماته، والخطيبُ مِن العرب إذا ارتَجَل خُطبةً ثم أعادها فإنه لا بد وأن يَزيد فيها وأن يَنقص عنها بالقليل والكثير، فكان ذلك معجزًا في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
معنى وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأمي
أوضحت الإفتاء أن الأميةُ وصفٌ خَصَّ الله به سيدَنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم دون سائر الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله جميعًا، فثبت ذلك في حقه الشريف دون غيره؛ قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ [الأعراف: 157]، وقال سبحانه: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158]، وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجمعة: 2].
قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "هُوَ مِنْكُمْ، كَانَ أُمِّيًّا لَا يَكْتُبُ وَلَا يَقْرَأُ وَلَا يُحَاسِبُ"، كما قال الإمام أبو إسحاق الثَّعْلَبِي في "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" (4/ 291، ط. دار إحياء التراث العربي).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ.. الحديث» أخرجه الشيخان.
ومِن ثَمَّ فالأميَّة في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تَعني الجهل وقلة المعرفة؛ لأنَّ القراءة والكتابة ليست لها قيمة ذاتية في نَفْسها، وإنما هي وسيلةٌ مُعينةٌ على اكتساب العلوم وتحصيلها، وهذا حاصلٌ في حقه صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي الإلهي والعِلم اللَّدُنِّيِّ الرَّبَّانِيِّ؟
قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء: 113]، وقال تعالى: ﴿وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا﴾ [طه: 99]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [النمل: 6]، حتى جعله سبحانه وتعالى ملازِمًا له في شأنه صلى الله عليه وآله وسلم ومَقاله، فقال سبحانه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4]، وقال جَلَّ شأنُه: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ﴾ [يونس: 61]، وهما "أمران مخصوصان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم"، كما قال الإمام فخر الدين الرَّازِي في "مفاتيح الغيب" (17/ 273، ط. دار إحياء التراث العربي).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فلما سَلَّمَ قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أنَّ بين يديها أمورًا عِظَامًا، ثم قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا»، قال أنس: فأكثَرَ الناسُ البكاءَ، وأكثَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول: «سَلُونِي»، فقال أنس: فقام إليه رجلٌ، فقال: أين مَدخَلي يا رسول الله؟ قال: «النَّارُ»، فقام عبد الله بن حذافة فقال: مَن أبي يا رسول الله؟ قال: «أَبُوكَ حُذَافَةُ»، قال: ثم أكثَرَ أن يقول: «سَلُونِي، سَلُونِي.. الحديث» أخرجه الشيخان.