في تطور مقلق.. “مرض زومبي الغزلان” الصامت يجتاح الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
الولايات المتحدة – كشف باحثون عن ظاهرة صامتة ومثيرة للقلق، يطلق عليها مرض الهزال المزمن (CWD)، تنتشر “خلسة” بين مجموعات الغزلان عبر غابات ومراعي أمريكا الشمالية.
واكتُشف المرض العصبي، الذي يسمى أيضا “مرض زومبي الغزلان”، لدى نحو 800 عينة من الغزلان والأيائل في ولاية وايومنغ وحدها. ويتميز المرض بأعراض لا تعد ولا تحصى، مثل سيلان اللعاب والخمول.
وأوضح الباحثون في جامعة “نوتنغهام ترينت” أن ما يسمى “البريونات” (الجزيئات البروتينية المسببة للعدوى) قد يحل لغز CWD، حيث تأتي عبارة عن بروتينات مشوهة يمكن أن تتسبب في اختلال البروتينات الطبيعية في الدماغ، ما يؤدي إلى تنكس عصبي.
كما تُعرف “البريونات” بمرونتها ويمكن أن تظل على قيد الحياة في البيئة لسنوات، وتقاوم طرق التطهير التقليدية مثل الإشعاع والحرق في درجات حرارة قصوى.
وأظهرت أمراض “البريونات”، مثل مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD) لدى البشر و”مرض جنون البقر” في الماشية، أنها قادرة على تخطي حاجز الأنواع والكائنات المختلفة، مع عواقب مدمرة لانتشارها.
وعلى سبيل المثال، أدى تفشي مرض جنون البقر في بريطانيا إلى ذبح الملايين من الماشية، ووفاة 178 شخصا بسبب الطفرة البشرية للمرض منذ عام 1995.
وعلى الرغم من عدم وجود حالات مؤكدة من مرض CWD لدى البشر، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بسبب عدة عوامل، منها قدرة “البريونات” المسؤولة عن مرض CWD على إصابة الخلايا البشرية والانتشار داخلها في ظروف المختبر، ما يثير القلق من انتقال العدوى المحتمل.
كما يتعرض البشر “عن غير قصد” لحيوانات يحتمل أن تكون مصابة بالمرض.
وتزيد الصعوبات المرتبطة باكتشاف وتشخيص أمراض “البريونات” لدى البشر من تعقيد الوضع. فعلى عكس العوامل المعدية التقليدية، لا تثير “البريونات” استجابة مناعية، ما يصعب اكتشافها بالوسائل التقليدية.
وقد يتعرض البشر للمرض من خلال طرق غير مباشرة، مثل التربة والمياه الملوثة والمصادر البيئية الأخرى.
وبعيدا عن المخاوف الصحية المباشرة، فإن انتشار مرض CWD يشكل أيضا مخاطر بيئية واقتصادية كبيرة. ويهدد انتشار مرض CWD بالقضاء على الغزلان وتعريض الأمن الغذائي في المناطق المتضررة للخطر، حيث تلعب الغزلان دورا حاسما في تشكيل ديناميكيات الغطاء النباتي عبر الرعي.
الجدير بالذكر أنه تم رصد حالات تفشي مرض CWD لدى الغزلان البرية في النرويج عام 2016، ما يمثل أول حالات مرض CWD في أوروبا، ما يؤكد على إمكانية انتشار CWD إلى ما هو أبعد من نطاقه الحالي، ويسلط الضوء على الحاجة إلى التعاون الدولي في مراقبة المرض ومكافحته.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
من مقر الأمم المتحدة بنيويورك: الرابطة تُسمع العالم صوت الشعوب المسلمة في يوم مكافحة “الإسلاموفوبيا”
استضافت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك، اليوم، معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ليكون متحدثاً رئيسيًّا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.
وعقد فضيلة الدكتور العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثاتٍ ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتعكس دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضورياً” ، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وكذلك تأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق.
وفي كلمته الرئيسية في احتفاء الأمم المتحدة باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، أكد الدكتور العيسى، أن (رُهاب الإسلام) يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، مشدِّدًا على أنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني، ويعتبر -وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصائيات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية.
وتحدَّث معاليه بإسهاب عن أسباب نشوء (رُهاب الإسلام)، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم إذ يقول الله تعالى: ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)).
وشدَّد على أن (رُهاب الإسلام) ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
اقرأ أيضاًالمملكةأمير القصيم يشارك منسوبي الصحة بالمنطقة طعام الإفطار
وأضاف الشيخ العيسى: “ولذلك نقول: “لا”لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، و”لا” للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، و”لا” لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، و”لا” للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، و”لا” للإعلام الذي يغذي العنصرية، و”لا” للمنصات التي تروج للفتنة، و”لا” للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضا: “لا” لربط الإرهاب بدين يعتنقه حوالي ملياري إنسان، و”لا” للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل: “لا” لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع: “كما نقول أيضًا: ” لا ” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل فضيلتُه المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤوليةَ أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة في عقول الصغار والشباب.
بعد ذلك تتالت كلماتُ وفود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متحدثةً بالنيابة عن جهود مؤسساتها الحكومية في محاربة “الإسلاموفوبيا”.