فضائل شهر شعبان، مع قدوم شهر شعبان تصبح الأرواح عطشى لاكتساب الثواب والحسنات في مثل هذه الأيام المباركة، وذلك لأن فضائل شهر شعبان تشعرنا بروحانيات شهر الصيام، ومن أعظم فضائل شهر شعبان تأهيل النفس لشهر رمضان من خلال الصيام والدعاء والتضرع وصلة الرحم وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة، والتي على كل مسلم أن يستغلها خير استغلال حتى يتطهر من المعاصي ويدخل شهر رمضان خالي من أي ذنوب.

فضل صيام شهر شعبان.. الأحاديث النبوية الصحيحة دعاء ليلة 9 من شهر شعبان.. 8 كلمات تبدل همومك لسعادة وضيقك بفرج


يصعب إحصاء فضائل شهر شعبان لكثرتها والتي منها استحباب الصيام حتى يهيئ المرء نفسه وجسده وعقله لصيام شهر رمضان الكريم، وكذلك من فضائل شهر شعبان أنه شهر ترفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتنم هذه الفرص مثل فضائل شهر شعبان وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقضاء ليل شهر شعبان في الطاعات والاستغفار والقيام وقضاء نهاره في الصيام وقراءة القرآن.
من فضائل شهر شعبان أن الله جعل هذا الشهر ظرفًا لحدث عظيم والذي هو تحويل القبلة من المسجد الأقصى ببيت المقدس إلى المسجد الحرام، وجعل الله هذا الحدث العظيم إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يتمنى ذلك حيث كان يقلب وجهه في السماء يرجو من الله أن يحقق أمنيته، فكان الرد من الله بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام لتحقيق رغبة النبي صلى الله عليه وسلم. ورد في القرآن الكريم هذا الحدث الجليل في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون) وتعد هذا من أعظم فضائل شهر شعبان، كذلك من فضائل شهر شعبان أن الله أمر المسلمين فيه بالجهاد وجعل الله الجهاد أيضا واجبًا عليهم، ومن فضائل شهر شعبان وقوع غزوة بدر الصغرى فيه.
فضائل شهر شعبان مكتوب
فضائل شهر شعبان مكتوب، يرفع الله الأعمال ومعنى رفع الأعمال في فضائل شهر شعبان مكتوب هي الأعمال السنوية للعباد، ويستحب لكل مسلم في شهر شعبان أن يكثر من الاجتهاد حتى تكون خاتمة أعماله التي سترفع إلى الله حسنة، لأن حسن الخواتيم من المسائل التي يجب على المرء الإلحاح في دعائه بها راجيًا من الله أن يجعلها حقيقة، ففي الأدعية المأثورة هذا الدعاء: (اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقائك)
جاءت الكثير من الأحاديث في فضائل شهر شعبان مكتوب والتي منها- عن أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- قالت: (ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان) رواه البخاري ومسلم.
كان الصحابة رضوان الله عليهم يصبون اهتمامهم بشهر شعبان قدوة وأسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فحين يقدم عليهم شهر شعبان تجدهم منكبين على القرآن يقرأوه ويدرسونه فيما بينهم، ويعطون الصدقة من أموالهم، ويتسارعون في فعل الصالحات، كل ذلك من أجل تهيئة أنفسهم لشهر رمضان الكريم، فإذا أقبل رمضان تجد قلوبهم عامرة بالإيمان وألسنتهم رطبة بذكر الله سبحانه وتعالى، وجوارحهم عفيفة تتجنب كل ما هو حرام، وبسبب كل ذلك يشعرون لذة الصيام وحلاة القيام، فهم لا يملون ولا يكلون ولا يتعبون من فعل الخير والبعد عن كل ما نهى الله عنه من المنكرات، قال الله عز وجل في القرآن الكريم: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
فعل الصالحات في أوقات الغفلة هي بمثابة تقويم للنفس فهي أشق وأصعب على النفس من الأوقات التي تكون النفس فيها متيقظة، فترى ثواب ركعتين في جوف الليل أفضل من مثلهما في منتصف الليل، فقد جاء في السنة النبوية عن فضائل شهر شعبان مكتوب: (أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك)، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين لنا فضل شهر شعبان لما رأى الناس ينتبهون ويتيقظون لشهر رجب ويعظمونه ويبجلونه على بقية الأشهر، فقد جاء ذلك كتنبه لهم على اغتنام فضائل جميع الشهور وكون هذا الفضائل متفاوتة في الدرجات.
من فضائل شهر شعبان مكتوب، الصيام والذي يعتبره المسلمون كمرحلة تدريبية لاقتراب شهر رمضان، حتى لا ندخل شهر رمضان فنلاقي مشقة في تحمل الصيام، بل نكون اعتدنا على مشقة الصيام فيكون صيام شهر رمضان سهلًا كالماء يجري في القنوات، ويجعلنا أيضا مستعدين لشهر رمضان بروح عالية ونشاط كبير، فقد جاء في أسامة بن زيد رضيَ الله عنهما أنَّه سأل النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فقال: يا رسول الله، لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم) رواه الترمذي والنسائي.
يوجد الكثير منا يصوم الإثنين والخميس من النصف الأول من شعبان، ونجد من يكتفي بصيام النصف من شعبان لما يتضمنه هذا اليوم من روحانيات كثيرة، وتعتبر ليلة النصف من شعبان واحدة من أهم الأيام التي تكثر فيها العبادات ويستجيب الله فيها للدعوات، حيث كان المصطفى صلى الله عليه وسلم حريص على أن يكثر من الصيام في شهر شعبان حيث أنه شهر رفع الأعمال، بالإضافة إلى أن الصوم من السنن عظيمة الأجر التي لها مكانة كبيرة عند المولى عز وجل.
من المستحب على المسلم في شهر شعبان أن يبتعد عن الذنوب والمعاصي، وأن يكثف من فعل الطاعات ويكثر منها من أجل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والإكثار من ترديد الأدعية التي سيستجيب الله لنا بها بكرمه وعفوه عز وجل.


تخصيص الرسول شهر شعبان للصيام
تخصيص الرسول شخر شعبان للصيام، خصص لنا النبي صلى الله عليه وسلم شهري شعبان والمحرم للصيام، فقد قال الإمام ابن رجب رحمة الله عليه في بيان التفضيل بين صيام نبي الله داوود وصيام شهر شعبان وكذلك صيام اللإثنين والخميس من كل أسبوع بقوله:( أن الرسول بين أن صفة صيام داود كانت لنصف الدهر فقط، وكان الرسول يفرق بين أيام صيامه تحريًا للأوقات والأيام الفاضلة).
ذكر الحافظ بن رجب الحنبلي رحمة الله عليه في بيان حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في سبب الإكثار من الصوم في شهر شعبان: (أن شهر شعبان يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، حيث يكتنفه الناس شهران عظيمان، الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فقد اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفول عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام شهر رجب أفضل من صيامه، لأن رجب شهر حرام، وليس الأمر كذلك في شعبان).
شهر شعبان هو منحة إيمانية من الله عيز وجل، يجب على كل فرد مسلم أن يغتنم وينتهز ليالي هذا الشهر وأيامه في القرب من الله وفعل الخيرات بشتى أنواعها، قيام وصدقات وصيام وتلاوة قرآن وصلة رحم ودعاء واستغفار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فضائل شهر شعبان النبی صلى الله علیه وسلم فی شهر شعبان شهر رمضان إلى الله صیام شهر من الله ذلک من

إقرأ أيضاً:

ملتقى الجامع الأزهر: شهر شعبان شهد تحويل القبلة‏ وفيه ترفع الأعمال إلى الله

عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء ملتقى الأزهر الأسبوعي للقضايا المعاصرة تحت عنوان «فضائل شهر ‏شعبان»، وحاضر فيه الدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مجدي عبد ‏الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، وأدار الملتقى الشيخ أحمد عبد ‏العظيم الطباخ، مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر، وحضور جمهور الملتقى من رواد الجامع الأزهر.‏
‏ ‏
أوضح الدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين، أن شهر شعبان من الأشهر التي بها الكثير من ‏الفضائل، حيث قال رسول الله ﷺ: «ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها»، وسُمي شهر ‏شعبان بهذا الاسم لأنه يتشعب فيه الخير، وهو شهر وقعت فيه الكثير من الأحداث العظيمة التي غيرت ‏مجرى تاريخ البشرية، منها الإعداد والمقدمة لفتح مكة، الذي كان بمثابة بيان لعالمية دولة الإسلام، وغزوة ‏بني المصطلق، التي برَّأ الله سبحانه وتعالى فيها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وكان فيه الحدث ‏الأبرز وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.‏

وأضاف وكيل كلية أصول الدين أنَّ النبي ﷺ كان يكثر من الصيام في هذا الشهر، فقد روي عن السيدة ‏عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «قلت يا رسول الله لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في ‏شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب ‏العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». ويخبرنا النبي ﷺ أن هذا الشهر فيه الكثير من الثواب، لأن ‏الناس تغفل فيه عن العبادة، ولذا يكثر الثواب، وأوقات الغفلة كثيرة. مختتمًا فضيلته بقوله: ينبغي على ‏الإنسان في هذا الشهر أن يُهيئ نفسه لشهر رمضان، بالتزود من العبادات والصدقات والصيام، فرجب شهر ‏الزرع، وشعبان شهر سقي الزرع، ورمضان شهر الحصاد.‏

من جهته أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار، أن كثيرًا من الناس يغفلون عن العبادة في شهر شعبان، لأنه ‏يقع بين رجب ورمضان، فنرى الناس يتسارعون في الطاعات في شهر رجب ورمضان، حيث يسارعون في ‏الصدقات والصلوات وأداء العمرة، وكأن شهر شعبان يمثل بين الناس راحة الأنفاس، مع أنّ لهذا الشهر ‏مكانة كبيرة، فإذا كان شهر رجب يُعرف بشهر الله، وشهر رمضان يعرف بشهر العباد، فإن شهر شعبان هو ‏شهر النبي ﷺ.‏

وبيَّن الدكتور مجدي عبد الغفار، أن العبادة في أوقات الغفلة لها ثواب عظيم؛ ففي أوقات الغفلة، تندر القدوة ‏وتعظم في أوقات اليقظة، وما أكثر ذلك فعلى سبيل المثال، فإن قيام الليل وصلاة الفجر، اللتين يغفل ‏عنهما الناس، يُضاعف أجرهما، لأنهما يتطلبان مجاهدة للنفس حتى تعتاد على الطاعة، وقد قال أحد ‏السلف: «ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي، فعودتها حتى سقتها إليه وهي تضحك». ‏

وأكد رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية أنَّ شهر شعبان يمثل فرصةً للمران، فمن أحسن فيه المران، لانَ ‏له الصيام والقيام، ونحن بحاجة إلى تعظيم العبادات بكل مستوياتها، سواء كانت أقوالًا مثل الذكر، كما قال ‏تعالى: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ»، وقال ﷺ: «الكلمة الطيبة صدقة»، وقال ﷺ: «إنَّ ‏في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللهُ لمَنْ أطعم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ ‏وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ»، فيجب أن نعتاد على الكلام الطيب وننشره بين أفراد المجتمع حتى يسود الود، ‏ويجب أيضًا التعود على أفعال الخير، لأن الأعمال تُرفع إلى الله في هذا الشهر، فمن لم يتغير حاله في ‏شعبان فلا عمار له في رمضان بين الرجال.‏

وفي ذات السياق أوضح الشيخ أحمد عبد العظيم الطباخ، أن شهر شعبان هو من الأشهر المباركة في الإسلام، وله فضائل عديدة، فهو فرصة للمؤمنين للتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات، حيث يكثر فيه الصيام والصدقات وتُرفع فيها الأعمال إلى الله، وهو فترة تحضير لشهر رمضان المبارك، حيث يُهيئ المسلم نفسه لاستقبال الشهر الفضيل بالعبادة والذكر، كما أن فيه ليلة النصف من شعبان، التي تُعد من الليالي المباركة، والتي يُستحب فيها الدعاء وقراءة القرآن، فشهر شعبان هو شهر الرحمة والمغفرة، ويحرص فيه المسلمون على تعزيز علاقتهم مع الله من خلال الأعمال الصالحة.

يُذكر أن ملتقى «الأزهر للقضايا المعاصرة» الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع ‏الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل ‏الأزهر الشريف، بهدف مناقشة القضايا الفكرية التي تمس المجتمع، بهدف بيانها وتوضيح رأي الإسلام ‏منها، للوقوف على الفهم الصحيح لهذه القضايا من وجهة نظر شرعية منضبطة.‏

مقالات مشابهة

  • فضل الصيام في شعبان.. اغتنم ليلة النصف ولا تهملها
  • ليلة النصف من شعبان .. صحابيات مجهولات عشن في حياة الرسول
  • خالد الجندي: النصوص الشرعية ذكرت معراج الرسول بشكل واضح (فيديو)
  • مرحبا شعبان
  • "فضائل شهر شعبان".. أمسية دعوية بمسجد سيلا الكبير بالفيوم 
  • الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بعنوان: "فضائل الذكر"
  • ملتقى الجامع الأزهر: شهر شعبان شهد تحويل القبلة‏ وفيه ترفع الأعمال إلى الله
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. ترفع فيها الأعمال