الجديد برس:

رغم تاريخها السحيق في الحروب البحرية، تقف اليوم القوات البحرية الأمريكية والبريطانية عاجزة عن مواجهة العقل اليمني الذي يفاجئها كل يوم بجديد، سواء على مستوى القدرات الهجومية أو التقنية التسليحية، بحيث بدت تلك الأساطيل من مدمرات وبارجات متطورة مزودة بأحدث الأسلحة وأنظمة الاستشعار، غير قادرة على مواجهة هجمات قوات صنعاء، التي تكشف من أسبوع إلى آخر عن سلاح جديد، واستراتيجية جديدة.

تشير المعلومات إلى أن هجمات قوات صنعاء التي تأتي في سياق الرد على الغارات الجوية والقصف الصاروخي الذي تشنه القوات الأمريكية والبريطانية على اليمن، قد طالت العديد من القطع البحرية الأمريكية والبريطانية منذ أول مواجهة بحرية، في ١٠ يناير الماضي والتي تعرضت فيها المدمرة البريطانية لهجوم وصفه وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، بأنه الأكبر منذ عقود، لتنسحب بعد ذلك من البحر الأحمر، في ٧ فبراير الجاري، بعد تعرضها لهجومين لاحقين، وفق ما صرح به وزير الدفاع البريطاني في حينه.

وتأكيداً على استمرار قوات صنعاء في تطوير أسلحتها التي باتت تشكل كابوسا للقوات البحرية الأمريكية والبريطانية، كشف قائد حركة “أنصار الله” عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز عصر الخميس، عن دخول سلاح بحري جديد على خط المواجهة ضد الولايات المتحدة وبريطانيا الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، حيث قال إنه ”تم إدخال سلاح الغواصات في عملياتنا في البحر وهو مقلق للعدو، إلى جانب تطوير الصواريخ المتوفرة إلى درجة لا يتمكن الأمريكي من اعتراضها أو إسقاطها بكل ما يمتلك من تقنيات”.

وفي ظل المفاجآت التسليحية والتقنية التي تظهرها قوات صنعاء، والتي لم تكن متوقعة من قبل أمريكا وبريطانيا، بدت الأساطيل البحرية التي حشدتها كل من أمريكا وبريطانيا إلى البحر الأحمر بهدف حماية الملاحة الإسرائيلية، تحت لافتة تأمين الملاحة الدولية، عاجزة عن حماية نفسها، ناهيك عن حماية السفن التجارية التابعة لإسرائيل ولكل من أمريكا وبريطانيا، واللتين دخلت سفنهما دائرة الاستهداف بعد الهجمات التي شنتها الدولتان على اليمن بداية من ١٢ يناير الماضي.

وتوالت الاعترافات الأمريكية والبريطانية بخطورة المواجهات التي تخوضها السفن الحربية التابعة للدولتين، والقدرات الكبيرة لأسلحة قوات صنعاء، في الوصول إلى أهدافها، والصعوبات التي تواجهها طواقم هذه السفن في اعتراض تلك الهجمات التي تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وأخيرا الغواصات المسيرة أو ما بات يُعرف بـ”الدرون البحري”، والتي قالت البحرية الأمريكية قبل أيام إنها فجرت اثنتين منها، فيما تشير معلومات إلى أن إحدى هاتين الغواصتين على الأقل قد انفجرت على مسافة قريبة من إحدى البارجات الأمريكية بعد أن فشلت في اعتراضها.

وكانت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، قد نشرت في وقت سابق من الشهر الجاري تصريحات حصلت عليها من بحارة وطيارين على متن سفينتين تقودان الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، هما المدمرتان الأمريكيتان أيزنهاور  ويو إس إس غرافلي في جنوب البحر الأحمر، والذين قالوا إن “التهديد الحوثي لا يزال غير متوقع وغير مسبوق”، مشيرين إلى أن “البحرية الأمريكية تعمل بوتيرة محمومة، وتنشر الطائرات وتطلق الصواريخ في أي لحظة لمحاولة تدمير أسلحة الحوثيين وبنيتهم التحتية”.

وأكدت “سي إن إن” أنها حصلت على معلومات تفيد بأن “الجيش الأمريكي لا يزال لا يعرف بالضبط مقدار قدرات الحوثيين التي تم تدميرها، أو كم من الوقت سيستغرق ذلك لردعهم إلى الأبد”، خصوصاً بعد عشرات الضربات الجوية خلال الشهر الماضي ضد أهداف الحوثيين فوق البحر الأحمر وداخل اليمن.

المصدر: YNP

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأمریکیة والبریطانیة البحریة الأمریکیة أمریکا وبریطانیا البحر الأحمر قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

الجزائر وروسيا والصين تمتنع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن هجمات الحوثيين البحرية

الجديد برس:

امتنعت الجزائر وروسيا والصين عن التصويت على مشروع قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي يدعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.

وقد بررت هذه الدول موقفها بالعلاقة بين هذه الهجمات وجرائم الإبادة الجماعية في غزة، بالإضافة إلى هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على اليمن بموجب قرار سابق لمجلس الأمن صدر في يناير الماضي.

ومساء الخميس، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2739 الذي يدعو الحوثيين إلى “الكف فوراً عن جميع الهجمات ضد سفن النقل والسفن التجارية”. وقد حظي القرار بتأييد 12 عضواً في المجلس، بينما امتنعت الجزائر والصين وروسيا عن التصويت.

وجدد القرار مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح السفينة “غالاكسي ليدر” وطاقمها، وحث جميع الأطراف على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة. كما أكد على أهمية تعزيز الدبلوماسية ومواصلة تقديم الدعم للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.

وبرر الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع امتناع بلاده عن التصويت بأنه يعكس قلقها بشأن تطبيق القرار 2722 وإساءة استخدام حق الدفاع عن النفس، مشدداً على ضرورة الامتثال للقانون الدولي وضمان عدم التعدي على سيادة الدول.

وأكد بن جامع على الضرورة القصوى لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر الراهن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.

وقال ممثل الجزائر: “لا يمكننا تجاهل العلاقة الواضحة بين الوضع المدمر في غزة وتصاعد الهجمات في البحر الأحمر. واليوم مجدداً لا يمكننا التأكيد بما يكفي على الحاجة الملحة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة”.

ومن جانبه، أشار نائب السفير الصيني غينغ شوانغ إلى الهجمات التي شنتها سبع دول على اليمن بعد اعتماد القرار 2722، والتي أدت إلى أضرار بالبنية التحتية ووقوع ضحايا مدنيين، مما فاقم المخاطر الأمنية في البحر الأحمر.

وفي السياق نفسه، أكدت نائبة السفير الروسي آنا يفستيغنييفا على أن القرار الحالي يتضمن عيوباً خطيرة من وجهة نظر القانون الدولي، وأنه يتضمن بنوداً حاولت بعض الدول الغربية ترجمتها بطريقتها الخاصة لتبرير الهجمات على اليمن.

وشددت يفستيغنييفا على أن التركيز يجب أن يكون على تحقيق الاستقرار في فلسطين وإنهاء الحرب الإسرائيلية لعودة الأمور إلى طبيعتها في البحر الأحمر.

وقد سلطت الدول الثلاث بعد امتناعها عن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة واليابان، الضوء على العلاقة بين الوضع في غزة وتصاعد الهجمات في البحر الأحمر، مشددة على الحاجة الملحة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة ومعالجة الأسباب الجذرية للتوتر في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • قناة السويس تبني 10 قاطرات جديدة بترسانة البحر الأحمر
  • إظهار القوة في البحر الأحمر… كيف طرد اليمنيون البارجة “أيزنهاور”؟
  • رئيس ترسانة البحر الأحمر: مصنع مصر للقاطرات يستهدف تحقيق ميزة تنافسية
  • باعتراف أمريكي: السلاح اليمني يتفوق على حاملات الطائرات
  • معهد واشنطن يحذر من “تصعيد أكبر”: هجمات الحوثيين البحرية تتصاعد وفشل أمريكي في الحد منها
  • الجزائر وروسيا والصين تمتنع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن هجمات الحوثيين البحرية
  • هجوم حوثي يستهدف سفينة تجارية متوجهة إلى السعودية
  • كولومبيا تخشى مفاجآت كوستاريكا في كوبا أمريكا 2024
  • وكالة صينية: الحوثيون يتحدون الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر
  • حكومة صنعاء تجدد اتهامها للتحالف الأمريكي البريطاني بالتسبب في عطل كابلات الإنترنت البحرية