مخاوف عرب دارفور ما بعد هزيمة مليشيا الدعم السريع مخاوف طبيعية ويجب تفهمها ومعالجتها من قبل الدولة.

الرؤية الرسمية والسائدة لهذه الحرب هي أنها تمرد مليشيا ضد الدولة وهي مدعومة من الخارخ بالمال والسلاح والمرتزقة وأن التمرد مهما شاركت فيه قبائل عبر أفرادها أو عبر قيادتها يظل تمرد مليشيا على الدولة وليس تمرد قبيلة أو قبائل ضد الدولة، وهو توصيف موضوعي وسليم.

عليه فإن حرب الدولة هي ضد من يحاربونها ويحاربون الشعب وليست ضد قبيلة بعينها إلا بقدر ما تصنف القبيلة نفسها بنفسها بأنها في حرب مع الدولة. ولكن ما دامت القبائل لم تعلن أنها في حرب ضد الدولة فليس هناك ما يدعو لمحاربتها.

إن أفضل حل لمخاوف القبائل العربية في دارفور والتي لا تعتبر نفسها في حالة حرب مع الدولة هو إعلان موقف واضح وقاطع ضد مليشيات الدعم السىريع والانخراط في صفوف المقاومة الشعبية لحماية نفسها بنفسها. بذلك تكون هذه القبائل قد أمنت على نفسها. حل بسيط؛ أقطع بشكل نهائي مع مليشيا آل دقلو واندرج في صفوف الشعب السوداني ضمن المقاومة الشعبية تحت قيادة القوات المسلحة تأمن على نفسك من كل عدو.

و في الوقت يجب أن تسود سيادة القانون وأن يخضع كل من أجرم في حق الشعب السوداني للمحاسبة بموجب القانون مهما كان. من أعلن دعمه للتمرد يجب أن يتحمل مسئوليته وأن يخضع للمحاسبة، وكل من قتل أو سىرق أو اعتدى يجب أن يعاقب بموجب القانون وبواسطة الدولة وهي فوق الجميع. ولا أرى حلا آخر.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حديث الإفك والتقسيم

تكثر جماعة تقدم هذه الأيام “بالتحذير” من تقسيم السودان. ولكن هذا من جنس التدليس الذي أدمنته جماعة قحت/متحور تقدم.

نلاحظ أولا أن الدعم السريع طوال تاريخه لم يدع تمثيل إقليم دارفور فهو قد صنعه البشير لحماية نظامه ضد متمردي دارفور. لذلك فان الدعم السريع مكروه من أكبر واهم مكونات دارفور الإجتماعية لانه عدوها التاريخي الذي نفذ ضدها أبشع المجازر والانتهاكات.

كما أن الدعم السريع لا يمثل حتي الشق العربي من مكونات دارفور ولم تنتخبه قبيلة ولا بطن قبيلة وليس هناك أي قبيلة مسؤولة عما فعل الجنجويد فكل جنجا يمثل نفسه فقط ولو كان من مدني أو فداسي أو دار أم بادر أو كمبالا .

لذلك، في سياق خطاب إنفصالي، لو أدع الدعم السريع بانه يمثل دارفور كلها أو حتي عربانها تكون مصداقيته صفر بارد يستحق الضحك والرثاء في نفس الوقت.
إذا كان الدعم السريع لا يمثل أقليم ولا أثنية ويخلو تاريخه من أي دعوة للانفصال لماذا يبرز خطاب تقسيم السودان نتيجة للحرب الآن؟

الإجابة بسيطة، وهي أن الحلف الجنجويدي مني بهزيمة تلو أخري في سوح القتال والسياسة والدبلوماسية الدولية واخر كرت في جعبته هو تهديد فارغ بتقسيم السودان إن لم يحظ بسلام يحافظ علي وجوده العسكري والسياسي.

أما ساسة تقدم فان حديثهم عن التقسيم هو في حقيقته تهديد وابتزاز وان غلفوه بغلاف التحذير الحادب علي الوحدة. وتظل حقيقة خطابهم هي: “أعطونا نصيبنا من السلطة بضمان وجود جنجويد مسلحين أو سوف نقسم سودانكم هذا.” وهذا عار آخر في سلسلة طويلة من العار الوطني.

نلاحظ أيضا أن خطاب تقدم يهدد فعليا بتقسيم السودان بتشكيل حكومة موازية هي في الواقع تفعيل لما جاء في إعلان أديس أبابا الذي وقعته مع الجنجويد.

أما تظاهر شق من تقدم بمعارضة الفكرة فهو من باب التقية والحذر مضافا إليه تقسيم عمل، يقوم شق منه بالشروع في تشكيل الحكومة ويتظاهر شق آخر بالحكمة ولكنه يستعمل خطرها للابتزاز السياسي.
ولكن العقوبات والإدانات الأمريكية الأخيرة ضد الدعم السريع قد غيرت المعادلة والايام حبلي بجنا جداد جنجويد جديد لو دافقت تقدم بجنا الحكومة التعايشية.

إضافة إلي التهديد المغلف بلغة التحذير، يحرك كرت التقسيم جماعات إنفصالية تدعي تمثيل غرب السودان في نفس الوقت الذي يحرك فيه عملاء من الشمال يدعون للانفصال وتاسيس دولة نهر وبحر. ولكن هيهات.

وكالعادة، تتهم جماعة تقدم الكيزان والجيش بتهديد وحدة السودان وتعفى نفسها مسقطة بذلك إثمها عليهما.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • موسى هلال يرحب بالعقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع
  • حديث الإفك والتقسيم
  • القوات المسلحة والمشتركة بالفاشر تكبد مليشيا الدعم السريع بالمحور الجنوبي الشرقي المزيد من الخسائر في العتاد والارواح
  • الحملة الشعبية لإدانة مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية ترحب بالعقوبات الأمريكية على قائد التمرد
  • عقوبات أميركية على قائد الدعم السريع.. ماذا وراءها؟
  • السجن عشرة سنوات لمدان بتهمة دعم مليشيا الدعم السريع
  • مليشيا الحوثي تفرض حصارًا على قرية في البيضاء وسط تصاعد التوترات مع القبائل
  • «البيت الأبيض»: الدعم السريع ارتكب فظائع منهجية ومروعة ضد الشعب السوداني
  • وزارة الخارجية السودانية ترحب بالعقوبات الامريكية ضد قائد الدعم السريع 
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور