«ديوا» تعزز مفهوم الاستدامة بمشاريع واعدة وممارسات صديقة للبيئة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
دبي - الخليج
تتبنى هيئة كهرباء ومياه دبي خارطة طريق مدروسة تسعى من خلالها إلى تطبيق كافة معايير الاستدامة من خلال معاملاتها وأنشطتها المطبقة في كافة قطاعاتها، وتعتبر الممارسات البيئية ركيزة أساسية للوفاء بالتزام الهيئة بالريادة بوصفها مؤسسة عالمية كما تحرص على تعزيز الاستدامة بجميع جوانبها البيئية والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، وأهداف التنمية المستدامة الـ17 التي اعتمدتها الأمم المتحدة لعام 2030.
وواصلت الهيئة منذ عام 1992 تطوير قدراتها الإنتاجية وتوسيعها، كما تعمل على مواكبة ارتفاع حجم الطلب على الطاقة في إمارة دبي، ففي عام 2023، ارتفع الطلب على الطاقة إلى 56.5 تيراوات ساعة مقارنة بـ 53.2 تيراوات ساعة في عام 2022، بزيادة قدرها 6.3%.
وأنتجت الهيئة 6.2 تيراوات ساعة من الطاقة النظيفة خلال العام الماضي بزيادة بلغت 32.7% مقارنة بعام 2022، وشكلت الطاقة النظيفة نسبة 11% من إجمالي الطاقة التي أنتجتها الهيئة خلال عام 2023.
وتلتزم هيئة كهرباء ومياه دبي بالاستدامة في مزيج الطاقة واعتماد الطاقة النظيفة لتلبية الزيادة في الطلب، وقد وصلت القدرة الإنتاجية الحالية لهيئة كهرباء ومياه دبي إلى 16,270 ميجاوات من الكهرباء و495 مليون جالون من المياه المحلّاة يومياً، تتضمن 2,627 ميجاوات من مصادر الطاقة المتجددة وخاصةً الطاقة الشمسية.
وفي عام 2023، نجحت هيئة كهرباء ومياه دبي في خفض 9.1 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، منها 6.6 مليون طن من خلال مبادرات تحسين الكفاءة وخفض الانبعاثات، و2.5 مليون طن من مراحل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية قيد التشغيل حالياً.
وقال سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «انطلاقاً من حرصها على توفير خدمات مستدامة، تواصل الهيئة التزامها بتوفير الطاقة والمياه وفق أعلى المعايير، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة ومواكبة النمو السكاني في دبي، وتعمل بجهود دؤوبة على تعزيز تحويل امارة دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة من خلال ضمان توفير 100 % من القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. وتعمل الهيئة على تلبية الطلب المتزايد على خدمات الكهرباء والمياه من خلال تنفيذ مشاريع رائدة ومستدامة تعتمد على مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، لتساهم بذلك في دعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لمواكبة التحول في قطاع الطاقة من خلال تعزيز القدرات في مجال الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية محلياً وعالمياً».
يُعتبر مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2,627 ميجاوات.
كما أطلقت الهيئة عدداً من المشاريع الواعدة التي تقوم بتنفيذها في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية من بينها: «مشروع الهيدروجين الأخضر»، الذي نفذته الهيئة ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية.
وجرى تصميم وبناء المحطة التجريبية، بحيث تكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين؛ بما في ذلك إنتاج الكهرباء والتنقل، ويتم إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، ومن الجوائز التي فازت بها الهيئة خلال العام 2023، جائزة مشروع الهيدروجين الأخضر عن مشروع «الهيدروجين الأخضر» الذي نفذته في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
كما تنفذ الهيئة محطة كهرومائية في حتا بتقنية الطاقة المائية المخزنة، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، باستثمارات تصل إلى مليار و421 مليون درهم، وستصل القدرة الإنتاجية للمحطة إلى 250 ميجاوات بسعة تخزينية 1,500 ميجاوات ساعة وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وستصل كفاءة دورة عملية إنتاج وتخزين الكهرباء إلى 78.9% مع استجابة فورية للطلب على الطاقة خلال 90 ثانية.
وتسعى الهيئة إلى تطوير استراتيجية تحول رقمي واسعة النطاق، لتحديد تطلعاتها في المجال الرقمي، ومجالات العمل الرئيسية وإعداد خارطة طريق لتحقيق تحول رقمي فعال يوفر قيمة مضافة لجميع قطاعات الهيئة ويعزز سعادة المعنيين، وتقدم الهيئة خدمات رقمية نوعية ومتقدمة عبر قنوات مبتكرة تضمن التحسين الدائم للعمليات والإجراءات في الهيئة، وحتى نھایة 2023، بلغت نسبة التبني الذكي لخدمات الھیئة 99.62 % فیما أنجز متعاملو الھیئة ما یزید عن 12.5 ملیون معاملة رقمیة.
ويُعد «رمّاس» أول روبوت تطلقه جهة حكومية لخدمة المتعاملين والرد على استفساراتهم باللغتين العربية والإنجليزية، وتم تطوير "رمّاس” وإطلاقه لدعم مراكز خدمة المتعاملين التابعة للهيئة من خلال محاكاة موظفي الهيئة.
نظام المستند الذكي هو تطبيق ذكي على الهواتف الذكية، ويهدف إلى توفير مجموعة متنوعة من الخدمات والعمليات لموظفي الهيئة، حيث يمكن لجميع الموظفين الوصول بسهولة إلى التطبيق في أي وقت وفي أي مكان لأداء أنشطتهم اليومية.
استكملت الهيئة التكامل الرقمي لما يزيد عن 70 مشروعاً مع جهات حكومية وخاصة. ومن خلال هذه الخطوة، تم تسهيل توفير مجموعة كبيرة من الخدمات منها خدمة سداد الفواتير، وتحديث المعلومات، وخدمة تشغيل الكهرباء والمياه، وتعديل رسوم السكن، واسترداد المبالغ المستحقة، وتحديث الرخصة التجارية وغيره، كما حصلت الهيئة على ختم (100 % لا ورقية) من هيئة دبي الرقمية عام 2021.
نظمت الهيئة 4 حملات خلال العام 2023 لتنظيف الشاطئ في محمية جبل علي البحرية، بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، وزراعة أشجار القرم في المحمية، وذلك لما تمثله أشجار القرم من أهمية للحفاظ على التنوع البيولوجي، لا سيما في البيئة البحرية، وانسجاماً مع الأهداف الوطنية لتعزيز استدامة غابات القرم، وزراعة 100 مليون شجرة قرم في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول 2030.
دأبت هيئة كهرباء ومياه دبي على الالتزام بإعداد تقرير الاستدامة السنوي منذ عام 2013 وفقاً لمعايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير GRIووفقاً لأهداف التنمية المستدامة ومبادئ الميثاق العالمي للأمم المتحدة.
تُظهر الجهود المستمرة للهيئة في الاستمرار في مواكبة التطورات، حيث حرصت الهيئة على اعتماد أحدث المبادئ التوجيهية للمبادرة العالمية في عام 2021. ينص هذا الميثاق على بدء سريان هذا الإصدار للبيانات التي ستُنشر خلال أو بعد عام 2023. وقد قامت الهيئة بمواءمة تقريرها السابق (العاشر)، الذي يعكس أداء الهيئة لعام 2022، مع النسخة المحدثة من المبادئ التوجيهية للمبادرة العالمية 2021 قبل تاريخ سريانها الفعلي، كما يتوافق التقرير مع إفصاحات المؤسسات الخدماتية في قطاع الكهرباء للمبادرة العالمية لإعداد التقارير (G4).
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات ديوا الإمارات هیئة کهرباء ومیاه دبی الهیدروجین الأخضر القدرة الإنتاجیة الطاقة النظیفة مصادر الطاقة على الطاقة من خلال عام 2023 فی عام
إقرأ أيضاً:
مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض و”توتال إنرجيز” يدشّنان مشروعا رائدا للطاقة الشمسية
دشن مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بالتعاون مع شركة "توتال إنرجيز" لتوليد الطاقة المتجددة الموزعة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبدعم من مجموعة عُمران، مشروع الطاقة الشمسية على الأسطح، الذي بدأ تشغيله بالكامل في بدايات العام الجاري، وذلك في خطوة جديدة نحو تعزيز الاستدامة البيئية.
ويُعد مشروع الألواح الشمسية من أبرز مبادرات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، حيث يضم 8,300 وحدة كهروضوئية متطورة تغطي مساحة تبلغ 16,600 متر مربع فوق أسطح الأتريوم وقاعات المعارض، أي ما يعادل 63 ملعب تنس أو ملعبين لكرة القدم بحجم كامل، وقد تم تنفيذ المشروع في وقت قياسي عقب توقيع الاتفاقية في مارس 2024.
ويهدف النظام إلى تقليل البصمة الكربونية للمركز، حيث من المتوقع أن يسهم في تجنب انبعاث نحو 3,300 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا، ما يعادل أكثر من 72,000 طن على مدار عمر المشروع؛ لأن خفض البصمة الكربونية يساعد في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعاني منها العالم ويُسهم في مكافحة تغيّر المناخ، كما سيوفر المشروع نحو 25% إلى 30% من احتياجات المركز السنوية من الطاقة، إلى جانب فوائده الإضافية المتمثلة في خفض درجات الحرارة الداخلية، وحماية الأسطح من الأشعة فوق البنفسجية والأمطار، وذلك ضمن استراتيجية المركز نحو تعزيز الاستدامة، تماشيًا مع رؤية سلطنة عُمان لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأوضح المهندس سعيد الشنفري، الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أن المشروع الحالي للطاقة الشمسية هو مبادرة مستقلة تهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة لتلبية احتياجات المركز، ولتشجيع التوجه نحو الاستدامة، مؤكدا رغبتهم في أن يكونوا قدوة في هذا المجال، وأن لا يكتفوا باستضافة الفعاليات التي تتعلق بالاستدامة، بل تجسيدها في ممارساتهم.
وأضاف أن بعض القطاعات الأخرى، مثل النفط والغاز، بدأت استخدام الطاقة الشمسية في عملياتها، كمثال على استخدامها في حقن المياه في باطن الأرض، غير أن مشروع المركز يركز على توليد طاقة نظيفة للاستهلاك المباشر داخل المنشأة.
وأشار الشنفري إلى أن المشروع انطلق من فكرة في البداية ولم يكن واضحًا ما إذا كانت هناك جهات مستعدة للشراكة فيه، حتى جاءت شركة توتال إنرجيز برغبة في الاستثمار، فبدأ التعاون بين الجانبين لتطوير هذه المبادرة، موضحًا أن المشروع لا يزال صغيرًا نسبيًّا، لكنه خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة.
وفيما يتعلق بقدرة المشروع الحالية، أوضح أن المرحلة الأولى تمثل نحو 25% من إجمالي استهلاك الطاقة، وهي المرحلة الأصعب تقنيًّا؛ كونها تضمنت تصميم وتركيب الأنظمة وتشغيلها على الأسطح، وأضاف أن هناك خطتين لاحقتين للتوسعة، نعمل عليهما بالشراكة مع توتال إنرجيز، ونأمل أن تتطور اللوائح في المستقبل بحيث تسمح ببيع فائض الكهرباء إلى الشبكة، وهو ما سيزيد من الجدوى الاقتصادية للمشروع، موضحا أنه في الوقت الحالي لا فائدة من إنتاج طاقة أكثر مما نستهلك دون إمكانية إعادة بيعها أو الاستفادة منها في مكان آخر، لذا فإن الـ30% من الطاقة التي ننتجها اليوم تكفي لهذه المرحلة، ولكن المستقبل يحمل المزيد.
وحول مكانة المشروع على مستوى سلطنة عُمان، أكد الشنفري أن هذا المشروع يُعد أول مشروع تجاري أو مؤسسي للطاقة الشمسية يُنفذ على سطح مبنى بهدف الاستهلاك المباشر وليس البيع، باستثناء بعض مشاريع قطاع النفط والغاز، وقد يكون الأكبر من نوعه على مستوى المباني في السلطنة، بالنظر إلى مساحته وقدرته.
قال جورجيو عقيقي، مسؤول في شركة توتال إنرجيز إن مشاريع الطاقة الشمسية المقامة على الأسطح تختلف في طبيعتها عن تلك التي تُقام على الأرض، حيث تكون الأخيرة غالبًا هي أكبر حجمًا نظرًا للمساحات المتوفرة. وأشار إلى أن المشروع الحالي، الذي تبلغ قدرته 4.6 ميجاوات وتم تنفيذه على أسطح المبنى، يُعد من المشاريع النادرة على مستوى المنطقة، بل ومن بين الأكبر على الإطلاق، إذ يضم أكثر من 8000 لوحة شمسية تغطي مساحة تتجاوز 16,600 متر مربع.
وأكد أن الشركة تسعى إلى الإسهام الفعّال في التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، موضحًا أن توتال إنرجيز تتعاون في سلطنة عمان مع مؤسسات من القطاعين العام والخاص، لتركيب أنظمة طاقة شمسية مخصصة على أسطح المباني التجارية والمنشآت الصناعية والبنية التحتية، مشيرا إلى أن المشروع في هذا المبنى الأيقوني هو خطوة مهمة نحو تعميم استخدام الطاقة الشمسية في السلطنة، ويجسد قفزة نوعية في هذا الاتجاه.
وحول مصدر الألواح الشمسية المستخدمة، أوضح عقيقي أن 99% من الألواح عالميًّا تُصنّع في الصين. وقال: "كان هناك إنتاج للألواح في أوروبا وأمريكا قبل 10 إلى 15 عامًا، لكن هذا لم يعد موجودًا اليوم، وفي المقابل، تسعى توتال إنرجيز إلى تعزيز المحتوى المحلي في باقي مكونات المشروع من هياكل وكابلات وخدمات تركيب وتشغيل وصيانة، بالتعاون مع مقاولين ومشغلين محليين.
وفي رده على تساؤل حول أسباب عدم تصنيع الألواح الشمسية في سلطنة عمان، قال عقيقي إن الأمر يرتبط بالتكلفة؛ فالصين تتمتع بقدرات إنتاجية ضخمة ووفورات هائلة في الحجم، مما يمنحها ميزة تنافسية يصعب مضاهاتها، الأمر ليس تحديًا خاصًّا بعمان، بل هو واقع عالمي، وحتى دول صناعية كبرى مثل الهند لا تزال تعتمد على الاستيراد من الصين.
وأكد عقيق على أن وجود صناعة محلية للألواح في عمان سيكون أمرًا مثاليًّا بالنسبة لتوتال إنرجيز؛ لما سيوفره من خفض في التكاليف اللوجستية وزيادة في المحتوى المحلي، إلا أن الأمر يحتاج إلى دراسة جدوى اقتصادية شاملة وقدرة على التنافس مع الكلفة الصينية.