فتح طريق مأرب صنعاء.. بين اهتمام الشرعية واستغلال الحوثيين! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب سلطان بن علي العرادة يوم الخميس الموافق2022/2/22، ومعه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز عن فتح الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء عبر فرضة نهم من جانب واحد.
وأبدى العرادة استعداد القيادة السياسية والعسكرية إلى فتح الطرق الأخرى (مأرب – البيضاء – صنعاء) وطريق ( مأرب – صرواح – صنعاء ) من جانب واحد ، متمنياً استجابة الطرف الآخر لهذه المبادرة التي تهدف بدرجة رئيسية إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم.
جاءت هذه المبادرة في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون أشد أنواع المتاعب؛ جراء عبورهم مناطق صحراوية وعرة تكلفهم الكثير من الجهد والمال والوقت، وقد تصل أحيانًا بالكثير منهم إلى فقدان الحياة أو المال.
واستبشر اليمنيون خيرًا بعد إعلان العرادة لهذه المبادرة! لكن الحوثيين أرادوا إلا أن يزيدوا من تنغيص حياة المواطنين فأعلنوا رفضها؛ معللين ذلك بأعذار واهية وغير منطقية.
ونشر محمد علي الحوثي عبر حسابه في منصة إكس” جيد إنهاء الحصار على صنعاء من قبل التحالف الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه، بإعلان فتح طريق مأرب صنعاء الفرضة، إذا استمر وسمح لليمنيين بالعبور منه مستقبلا”.
وطالب الحوثي بفتح طريق مأرب صرواح صنعاء، ومأرب البيضاء داعيًا إلى ما أسماه بـ “فك الحصار عن بقية الطرقات في جميع المحافظات وإزالة عسكرة الطرقات تباعًا”.
كما دعا إلى الإفراج عن المختطفين الذين زعم أنه تم اختطافهم من الطرقات أثناء العبور منها خلال سفرهم، في السنوات الماضية.
وقوبل هذا التعنت الحوثي بغضب شديد من الشعب الذي كان يتطلع خيرًا من وراء هذا المبادرة والذي ضاق بالوضع ذرعًا، واصفًا الحوثي بأنه عدو للمواطن في الداخل وعميل للأعداء في الخارج.
في الوقت الذي يدعي فيه الحوثيون الحرب في البحر الأحمر من أجل رفع الحصار عن غزة.. هم يحاصرون اليمنيين في الداخل ويضيقون عليهم
بهذا الشأن يقول، العميد عبد الرحمن الربيعي(محلل سياسي وخبير عسكري واستراتيجي)”الشعب اليمني يعاني منذ تسع سنوات من الحرب وويلاتها وما ألحقته به من أضرار مادية وبشرية، ولكن الحرب في الوقت نفسه أحدثت عملية تقطيع الأوصال للمجتمع اليمني بين المدن والمحافظات والقرى والبلدات، من خلال قطع الطرق الرئسية التي كان يمر اليمنيون عبرها”.
وأضاف الربيعي لـ”يمن مونيتور” مبادرة الشيخ العرادة هي مبارة جريئة، جاءت نتيجة ضغط الرأي العام في جميع مناطق اليمن سواء في مناطق الحوثي أو الشرعية، مطالبة الموطنين بفتح الطرقات بسبب أنهم يعانون من مشقة كبيرة خلال السفر في الصحاري والجبال الوعرة التي لا تتوفر فيها طرق ومسالك صالحة للسير والسفر عبرها”.
وأردف” هناك في الصحاري يتعرض المسافرون إلى جانب مشقة وعورة الطريق إلى عملية التقطع وسلب الأموال وسيارات المغتربين المسافرين أو العائدين.. وأمام هذه المطالب من قبل الشعب جاءت الخطوة الجريئة التي قام بها عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة والتي أراد بها فتح الطريق الرئيسي المؤدي من منفذ الوديعة عبر مأرب- مفرق الجوف- نهم- صنعاء وهو الطريق الرئيسي المعترف به دوليًا”.
الحوثيون محشورون في زاوية ضيقة
وتابع الربيعي في تصريحه لـ” يمن مونيتور” هذه الخطوة وضعت الحوثيين في موقف محرج، فهناك مطالبة شعبية كبيرة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم تطالب بفتح الطرق وقد كانت ردود الأفعال من قبلهم مؤيدة لهذه الخطوة التي قام بها العرادة مستبشرة خيرًا بها”.
أعذارٌ واهية
وأشار الربيعي إلى أن” هذه المبادرة قابلتها قيادات حوثية بكثير من المبررات وبأعذار واهية وغير موضوعية وغير منطقية، من تلك الأعذار إطلاق سراح المختطفين الذين تم اختطافهم من تلك الطرق خلال السنوات الماضية؛ وهم بهذا يريدون أن يدخلوا مع الشرعية في دوامة أخرى من المفاوضات التي لن تجدي نفعًا كسابقاتها”.
وبين أن” الحوثيين أرادوا أن يهربوا من الضغط الشعبي من الناس الموجودين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم فاحتالوا بذلك بالمطالبة بفتح طريق صرواح- خولان- صنعاء، وهذه طريق صحراوية وليست اسفلتية إلا في قليل من المناطق وفي الوقت نفسه لا تستطيع القاطرات أو العربات الثقيلة أن تقطعها”.
وأوضح أنه” أثناء إعلان العرادة فتح طريق مأرب الجوف- نهم- صنعاء فقد أبدى استعداده لفتح جميع الطرق بما فيها طريق صرواح خولان وطريق البيضاء، والذي كان مطلوبا من الحوثيين هو استجابتهم لهذه الخطوة وأن تكون ردة فعلهم إيجابية بهذا الاتجاه من أجل تخفيف معاناة المواطنين”.
واختتم” لو كان الحوثي استجاب لهذه المبادرة لكانت هذه بداية مبشرة بخير في هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك، ولكانت بداية لتطور عملية سلمية لتخفيف معاناة المواطنين والتوجه نحو تحقيق السلام الشامل في اليمن”.
في السياق ذاته يقول، نجيب الشغدري، (الأمين العام لمنظمة مساواة للحقوق والحريات)”مبادرة فتح طريق مأرب صنعاء من طرف واحد، جاءت كخطوة إنسانية من قبل الشرعية اليمنية تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين اليمنيين الذين يعانون من ويلات الحرب منذ سنوات، وهذه المبادرة تعكس حرص الحكومة الشرعية على مصلحة الشعب اليمني، ورغبتها في التوصل إلى حلول سلمية تنهي الأزمة وتحقق السلام المنشود”.
استغلال أوجاع الشعب
وأضاف الشغدري لـ” يمن مونيتور” في الوقت الذي تقدم فيه الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا تنازلاتٍ من أجل تخفيف معاناة الشعب، نرى جماعة الحوثي المصنفة جماعة إرهابية تستغل أوجاع الشعب وتزيد من معاناته من خلال إغلاق الطرقات الرئيسية وفرض قيود على حرية التنقل بين المحافظات”.
وأردف” معاناة المسافرين بسبب وعورة الطرق الفرعية وكثرة أعمال التقطع ونهب المسافرين أمر لا يمكن السكوت عنه، فإغلاق الطرقات من قبل الحوثيين يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تنص على أهمية فتح الطرقات وعدم التضييق على حرية تنقل المسافرين، ومن أهم هذه القوانين: العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية: الذي ينص على” حق جميع الأشخاص في حرية التنقل داخل وخارج أي بلد”، كذلك اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني بشكل عام يوجب على جميع الأطراف المتحاربة احترام حرية تنقل المدنيين”.
وتابع” ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين لفتح الطرقات الرئيسية والسماح للمواطنين بالتنقل بحرية دون قيود، كما
نأمل أن تستجيب جماعة الحوثي لهذه المبادرة الإنسانية وتضع حداً لمعاناة الشعب اليمني”.
من جهته يقول، عبد الحميد المجيدي (ناشط إعلامي وسياسي)” تعالت أصوات الشعب وبحت من كثرة مطالباتها بفتح الطرق بين المدن في اليمن وخاصة مدينة مأرب وتعز اللتين تتعرضان لحصار خانق وحرب تدميرية من قبل مليشيات الحوثي الإجرامية منذ عام 2015م”.
وأضاف المجيدي لـ” يمن مونيتور” الطريق حقٌ عام للمواطنين؛ ولذا يجب فتحه دون اشتراطات مهما كان الصراع في الحرب؛ ففتح الطرق فيه فائدة للوطن والمواطن على حد سواء، ولأجل هذا تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة بالمطالبة بفتح الطريق، خاصة في مأرب؛ كونها خط دولي عام ومنفذ تجاه المملكة العربية السعودية يخفف عن المواطنين المعاناة والمشقة بالسفر والكلفة المادية والمعنوية والبشرية”.
وأردف” سمعنا سابقًا أصوات بعض القيادات التابعة للمليشيات الحوثية تزايد في موضوع فتح الطريق بين خط صنعاء ومأرب وأنهم ينتظرون ردا من قبل السلطات في مأرب؛ وكانوا بذلك يتوقعون أن السلطات في مأرب سوف تعارض هذا المقترح لما يمثل من خرق من قبل الحوثي ومليشياته الذين لا ينضبطون بميثاق شرف ولا عهد ولا وعد فهم كما عهدناهم ناقضو العهد والوعد في كل الاتفاقات التي أبرمت معهم من قبل الأطراف اليمنية”.
وتابع” سارعت السلطة المحلية في مأرب ممثلة بعضو مجلس القيادة الرئاسي الشيخ سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب ومعه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز وأعلنوا عن فتح الطريق من جهة مأرب لعبور السيارات والعربات الكبيرة تخفيفًا للمعاناة”.
وأشار إلى أن” رد الحوثيين على مبادرة العرادة لم يزد الناس إلا إحباطًا ويأسًا من هذه المليشيات التي تهدف دائما إلى إقلاق حياة المواطنين وتنغيص معيشتهم إضافة إلى تلك الردود السلبية على الواقع فقد أرسلت مليشيات الحوثي كعادتها التي دائما ما تفاجئ بها الجميع، بحجم الردود الإجرامية وكميتها، أرسلت صواريخ وقذائف إلى مأرب ردا على تلك المبادرة في فتح الطريق”.
ولفت المجيدي إلا أن” المواطنين اليوم أرهقوا وتعبوا وأصابهم اليأس والإحباط من هذا الوقع المرير الذي تفرضه المليشيات الإجرامية على اليمن، المواطنون أرادوا فتح نافذة للمستقبل ولو بسيطة لإعادة الحياة للناس ولو بالاشياء البسيطة التي ترفع عنهم تلك المعاناة وتزيلها عن عاتق الشعب اليمني الصابر والمغلوب على أمره غير أنهم تأكدوا أن الحوثي لا يأبه ولا ينظر لتلك التطلعات والآمال التي تراود الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه فهو يطبق سياسة الدمار الشامل للوطن والمواطن”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثي اليمن مارب لهذه المبادرة فتح طریق مأرب الشعب الیمنی هذه المبادرة یمن مونیتور فتح الطریق فتح الطرق فی الوقت فی مأرب من قبل
إقرأ أيضاً:
رفض واسع في صنعاء لتأجير المنازل لعناصر الحوثي والتجار يرفعون الكرت الأحمر في وجه المليشيات
كشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء أن ملاك المنازل يرفضون تأجير عقاراتهم لعناصر وقيادات مليشيات الحوثي في تطور مثير يعكس المزاج العام المتوتر ضد المليشيات في مناطق سيطرتها.
وأكدت المصادر لوكالة خبر أن هذا الرفض يأتي على خلفية تزايد القلق من "استيلاء دائم" على الممتلكات، من قبل عناصر وقيادات ومشرفي مليشيات الحوثي، خاصة أن بعض المؤجرين السابقين وجدوا أنفسهم ضحايا لعمليات رفض إخلاء المنازل.
وأفاد مالك منزل في صنعاء لوكالة خبر "نأجر لهم؟ مستحيل!" إذا دخلوا، ما يخرجوا! البيت يتحول لمقر أو شيء آخر، ومش ممكن نواجههم بعدين."
وتحول هذا الرفض إلى ظاهرة متصاعدة، حيث يتجنب المواطنون تأجير منازلهم لأي شخص يشتبه بارتباطه بالحوثيين.
وأكدت المصادر أن بعض الملاك يلجأون لتحريات إضافية عن المستأجرين للتأكد من هوياتهم قبل توقيع أي عقود.
وفي خطوة جريئة تعكس حالة السخط المتزايدة بين أوساط التجار في العاصمة صنعاء، قرر أصحاب المحال التجارية التوقف عن منح عناصر وقيادات ميليشيا الحوثي بضائع بالدَّين أو "الأجل".
وجاء هذا القرار غير المعلن بعد تراكم الديون وامتناع الحوثيين عن السداد في كثير من الحالات، مما تسبب في خسائر كبيرة للتجار.
وأكد التجار أن هذا القرار جاء لحماية أعمالهم من الانهيار، خاصة بعد أن أصبحت مطالباتهم بحقوقهم تقابل بالتجاهل أو التهديد.
وأشاروا إلى أن عناصر الحوثيين يستغلون نفوذهم للحصول على البضائع دون نية حقيقية للسداد.
وتعكس هذه الأزمة تصاعد التوتر بين المواطنين والتجار في صنعاء مع الجماعة الحوثية الإرهابية، ويزيد من خوف المليشيات وتوجسها من انفجار ثورة غضب شعبية، في ظل تزايد حالات النهب والسلب والسطو على الأملاك.