نجمة سينمائية متوهجة الموهبة، رشحت لجائزة الأوسكار خمس مرات كأفضل ممثلة، وتمكنت من الفوز بها عن دورها في فيلم "رجل ميت يمشي"، كما رشحت ثمان مرات لجائزة الغولدن غلوب.

ناشطة سياسية برزت بشكل خاص من خلال مساندتها للقضية الفلسطينية لسنوات تمتد لأكثر من 20 عاما. وكثيرا ما تظهر وهي تضع الكوفية الفلسطينية على كتفيها ورقبتها، وكانت من بين مجموعة متظاهرين اقتحموا الكونغرس هذا الشهر لوقف الحرب في غزة.



سيدة مهذبة وناشطة سياسية، وإحدى جميلات هوليوود.

ولدت سوزان ساراندون في مدينة نيويورك عام 1946 لأب من أصل إنجليزي وأيرلندي وغالي (بلاد الغال)، كان يعمل مسؤولا تنفيذيا في مجال الإعلانات، ومنتجا تلفزيونيا، ومغنيا سابقا في مقهى ونادي ليلي. بينما تعود أصول والدتها إلى مناطق توسكانا وصقلية بإيطاليا.

نشأت لتكون رومانية كاثوليكية، وتخرجت من ثانوية إديسون عام 1964، ثم التحقت بالجامعة الكاثوليكية الأمريكية بين عامي 1964و1968، وحصلت على درجة البكالوريوس في الفن المسرحي، وعملت مع المدرب المرموق للفن المسرحي، الأب غيلبرت هاتكه.

وفي تلك الفترة تزوجت الممثل كريس ساراندون واستمر زواجهما أكثر من 10 سنوات، حتى عام 1979. ثم المخرج والممثل تيم روبنز، الذي انفصلت عنه في عام 2009.

دخول مجال السينما كان مصادفة بحتة فقد عملت بداية حياتها كوجه إعلاني لوكالة "فورد" العالمية، ولكن أثناء مرافقتها زوجها آنذاك، كريس ساراندون، إلى اختبارات انتقاء ممثلين لفيلم "جو" عام 1970 تم اختيارها للعب دور في الفيلم، فكانت انطلاقة مسيرتها المهنية، وقدمت بعدها 167 فيلما للسينما العالمية.



ظهرت للمرة الأولى على مسرح برودواي الشهير من خلال مسرحية "أيفننغ وذ ريتشارد نيكسون" واستمرت في العمل فيه حتى عام 1982، قبل أن تعود إليه من جديد عام 2009.

رشحت  لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في فترة مبكرة من مسيرتها عن دورها في فيلم "أتلانتيك سيتي" عام 1980، و"ثيلما أند لويز" 1991، و"لورينزوز أويل" 1992، و"ذا كلاينت" 1994، قبل حصولها على الجائزة عن دورها في فيلم " ديد مان ووكينغ " عام 1995.

كما لعبت أدوارا في المسرح والتلفزيون وفازت بعدة جوائز عن أدائها المسرحي والتلفزيوني والسينمائي.

في موازاة عملها السينمائي والفني اتخذت ساراندون موقفا مبكرا ضد غزو العراق عام 2003، حيث اعتبرتها "ضربة استباقية". وأعربت عن دعمها لعارضة الأزياء الفلسطينية الأمريكية بيلا حديد "لامتلاكها الشجاعة للتضامن مع شعبها".

كما شاركت في التوقيع على رسالة مفتوحة تنتقد دولة الاحتلال لتصنيفها ست مجموعات فلسطينية لحقوق الإنسان على أنها "منظمات إرهابية"، واقتبست في عام 1921 عن كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو قوله :"لن تحصل إسرائيل أبدا على الأمن والأمان الحقيقيين من خلال قمع شعب آخر. لا يمكن بناء السلام الحقيقي في النهاية إلا على العدالة".

وكانت ساراندون المنتج التنفيذي لفيلم "سفرة"، وهو فيلم وثائقي غطى تطوير شاحنة طعام في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت.  وعبرت عن تعاطفها مع قضية اللاجئين الفلسطينيين بزيارتها للمخيمات الفلسطينية في لبنان عام 2019.

خلال أحداث حي الشيخ جراح عام 2021، التزمت ساراندون بالدفاع عن فلسطين وحق شعبها في أرضهم، ولعل أشهر تغريدة انتشرت لها وقتها حين كتبت: "هذه ليست اشتباكات، هذه قوة عسكرية فائقة التسليح تقتل مدنيين لسرقة منازلهم. هذا احتلال واستعمار".

كما تفاعلت بشكل بارز مع اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لمراسلة شبكة الجزيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة عام 2022. وكتبت ساراندون في تغريدة لها عبر حسابها الخاص على موقع أكس (تويتر)، قائلة: "تم إعدام شيرين أبو عاقلة برصاصة في رأسها من قبل قناصة إسرائيليين بينما كانت ترتدي خوذتها وسترة واقية من الرصاص كتب عليها صحافة".



واتخذت موقفا شجاعا من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكانت من بين أكثر من 2000 فنان وفنانة حول العالم أصدروا بيانا، اتهموا من خلاله الحكومات بمساعدة الاحتلال على ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة، وطالبوا بإنهاء الدعم العسكري والسياسي لدولة الاحتلال.

ونشطت أيضا في دعمها لفلسطين على منصات التواصل الاجتماعي، وكانت قد كتبت بجانب صورة مع أعضاء التجمع النسوي الفلسطيني: "ليس من الضروري أن تكون فلسطينيا حتى تهتم بما يحدث في غزة، أنا أقف مع فلسطين، لا أحد حرا حتى يتحرر الجميع".

وأعادت نشر تغريدة جاء فيها: "وقف إطلاق النار ليس كافيا. لا تديروا ظهركم عن التطهير العرقي. تحتاجون إلى أطفال ميتين للتكلم؟! ارفعوا أصواتكم من أجل تحرير فلسطين والمطالبة بإنهاء الاحتلال الغاشم الممول من الولايات المتحدة ورفع الحصار عن غزة".

وتشير إلى الظروف الصعبة التي يعيشها سكان غزة، بقولها "محبوسون في مساحة صغيرة جدا، ولا يستطيعون الهروب ويتم قتلهم واصطيادهم بسهولة"، مضيفة "إنها فخورة بأنها ترفع صوتها"، وأن "تكون ممثلة لكل هؤلاء الناس الذين يطالبون بوقف تمويل الإبادة الجماعية".

ونتيجة لمواقفها التي سارت بها عكس تيار هوليوود، فقد انضمت ساراندون إلى قائمة الفنانين الذين تعرضوا للضرر بسبب مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية، إذ ألغت وكالة المواهب "يو تي إيه" تعاقدها مع الممثلة الحاصلة على الأوسكار بعدما عملت على إدارة أعمالها منذ عام 2014.

ويحفل تاريخ الممثلة الهوليودية بالمواقف الداعمة لحقوق الأقليات في الولايات المتحدة الأميركية والعالم، إذ دافعت عن العديد من القضايا خلال حياتها المهنية، وعملت سابقا سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كما جرى تكريمها بجائزة العمل ضد الجوع الإنسانية في عام 2006.

سوزان ساراندون، سيدة مستقلة وفخورة بنفسها تقول رأيها ولا تنظر إلى حساب الأرباح والخسائر .

ولم تتوقف يوما عن مشاركة المنشورات على مدار الساعة، لإظهار حقيقة ما يحصل في غزة، و تسخر حسابها الرسمي لنشر كل جرائم الاحتلال.

وهي تعرف ومدركة تماما أن اللوبي الصهيوني يمسك بكل خيوط صناعة السينما بأمريكا، لكنها لا تخون إنسانيتها وقيمها، وستواصل رفع صوتها عاليا حتى يصبح الجميع أحرارا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة الاحتلال احتلال غزة بورتريه طوفان الاقصي بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من خلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصر والأردن تدربان الشرطة الفلسطينية لنشرها في غزة

أعلن وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، اليوم الإثنين، بدء بلاده والأردن في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال اجتماع الوزير عبد العاطي، اليوم الإثنين، مع أكثر من مئة سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات دولية حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة بمقر وزارة الخارجية والهجرة وبحضور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، حيث تم تقديم عرض مرئي حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وفق بيان لوزارة الخارجية.

واستعرض الوزير عبد العاطي الخطة المتكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة التي وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مشيراً إلى وجود متطلبات أساسية لنجاح الخطة، وهي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية، وتمكين السلطة من العودة للقطاع للاضطلاع بمسؤولياتها من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شئون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وشدد الوزير عبد العاطي على أن خطة إعادة إعمار غزة حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع، وأن مصر تعمل حالياً على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة، مشيراً إلى وجود مقترح بأن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك من خلال تبني قرار للمجلس لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار وبرنامج زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

مقالات مشابهة

  • مصر والأردن تدربان الشرطة الفلسطينية لنشرها في غزة
  • 80 % من سكان القطاع لا يملكون الغذاء.. والسلطة الفلسطينية تحذر.. جيش الاحتلال يخطط لحكم غزة عسكريا
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48،572
  • «الخارجية» الفلسطينية: 40 ألف مشرد شمال الضفة
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من حملة تضييقات الاحتلال على المنظمات الإنسانية
  • تقرير جديد: أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مارست عشرات الانتهاكات بالضفة
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين تدعو إلى التظاهر اليوم للمطالبة بصفقة للإفراج عن ذويهم دفعة واحدة
  • آليات الاحتلال تطلق الرصاص تجاه مخيم الشابورة فى رفح الفلسطينية جنوب غزة