ياسر عرفات حذر من تهجير الفلسطينيين ورفض تل أبيب لحل الدولتين قبل 34 عاما
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
سرايا - حل الدولتين، مصطلح تعود جذوره إلى العام 1967 حين وافقت الأمم المتحدة على خطة لتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية، مع فرض حكم دولي على القدس، وفق قرار مجلس الأمن 242، بالإضافة إلى سيطرة تل أبيب على أراضي فلسطين التاريخية.
اتفقت منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب على حل الدولتين في العام 1988، وتم تأكيد هذا الاتفاق في الخطاب الذي ألقاه ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1988.
وقال عرفات وقتها: "إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعرف أن شهادة الميلاد الوحيدة لقيام دولة إسرائيل هي القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، والذي وافقت عليه، في حينه، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي، وهو ينص على قيام دولتين في فلسطين واحدة عربية فلسطينية والثانية يهودية".
وفي حينها حذر عرفات من تهجير الفلسطينيين، وأكد القبول بالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس على حدود الرابع من حزيران 1967، والتنازل عن أراضي العام 1948 مقابل الاعتراف بدولة فلسطين.
ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا -34 عاما- ما زالت تل أبيب تراوغ حل الدولتين، وتستمر في قتل الفلسطينيين وتصفيتهم في تطهير عرقي لم يشهد العالم له مثيلا، وتهجيرهم كذلك، رغم موافقتها على مبدأ حل الدولتين كجزء من عمليات السلام المتعددة التي جرت خلال العقود الماضية. ومن أبرز تلك الاتفاقيات، اتفاقية أوسلو عام 1993، حيث اتفقت تل أبيب ومنظمة التحرير الفلسطينية على الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وقيام دولة فلسطينية ولكن التنفيذ الفعلي لهذا المبدأ واجه على مر السنوات "قتلا إسرائيليا متعمدا".
مر على "إسرائيل" منذ خطاب عرفات واتفاقية أوسلو 15 حكومة ترأسها 7 رؤساء استمروا في المراوغة بـ"حل الدولتين"، في حين كانت تواصل مشاريعها الاستيطانية وقضم الأراضي الفلسطينية، إلى أن تفاجأ العالم -في وقت تفكر فيه دول غربية بالاعتراف بدولة فلسطينية- بقرار كنيست الاحتلال المصادقة على إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (الأربعاء 2024/2/21)، الرافض لإقامة دولة فلسطينية "من جانب واحد"، بعد تزايد الدعوات الدولية لإحياء جهود التسوية على أساس حل الدولتين.
وظهرت أغلبية مطلقة في تبني الإعلان، لا سيما من حزب الليكود -الذي يتزعمه نتنياهو- حيث صوت 99 نائباً من أصل 120 في الكنيست لصالح إقراره.
البرجولات
وفي التفاصيل، يبين الإعلان أن أي اتفاق دائم مع الفلسطينيين يجب أن يتم التوصل إليه من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين، وليس من خلال إملاءات دولية، حسب وصف حكومة الاحتلال.
ويأتي الإعلان في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى توظيف صفقة إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس -يجري التفاوض عليها- للانتقال من حرب غزة إلى تحقيق اختراق إقليمي تاريخي أوسع بين "إسرائيل" ودول المنطقة.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن أمريكا تجري مناقشات بالاشتراك مع عديد من الدول العربية لتطوير خطة سلام مفصلة وشاملة لتحقيق سلام طويل الأمد بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، بما في ذلك جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية، يمكن إعلانه في أقرب وقت ممكن خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
كما لفتت إلى أنه من المتوقع أن يكون الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق فعلي قصير بسبب الانتخابات الأمريكية المقبلة، خصوصاً أن إدارة بايدن تريد إبرام صفقة مع بعض الدول العربية وخاصة السعودية.
تحقيق السلام طويل الأمد للفلسطينيين على يد أمريكا، حديث عاده مرارا وتكرارا 7 رؤساء للولايات المتحدة، أبرزهم بيل كلينتون عراب المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية بقيادة إسحق رابين في تسعينيات القرن الماضي، والتي أدت إلى التوصل لاتفاقية أوسلو عام 1993 التي كانت يفترض أن تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا انتقاليا، تمهيدا لحل الدولتين، إلا أنه لن يحقق شيء من هذه الخطط.
ووفق مراقبون لا تحظى المساعي الأمريكية بالكثير من التفاؤل لا سيما مع التجارب السابقة التي انطوت على خداع الفلسطينيين تحت شعار "حل الدولتين".
إقرأ أيضاً : ترامب يدعو مناصريه إلى سحق هايلي في كارولاينا الجنوبيةإقرأ أيضاً : ترامب يدعو مناصريه إلى سحق هايلي إقرأ أيضاً : الرئيس البرازيلي يجدد اتهام "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية في غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مجلس فلسطين فلسطين العالم العالم الاحتلال رئيس الوزراء صوت غزة أمريكا بايدن الاحتلال العالم فلسطين ترامب المنطقة مجلس السعودية أمريكا بايدن القدس غزة الاحتلال الثاني رئيس الوزراء الرئيس صوت دولة فلسطینیة حل الدولتین تل أبیب
إقرأ أيضاً:
عضو بالشيوخ: القمة العربية الطارئة بمصر تستهدف موقفا عربيا موحدا لدعم القضية الفلسطينية
أكد النائب عمرو فهمي عضو مجلس الشيوخ، والأمين المساعد لأمانة الصناعة المركزية بحزب مستقبل وطن، أن استضافة مصر لـ القمة العربية الطارئة في الرابع من مارس المقبل، يستهدف الخروج بموقف عربي موحد تجاه الأزمة الفلسطينية، ورفض مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية تماما وضياع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، بما يعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وتعديا سافرا على حقوق الإنسان.
وقال فهمي في بيان له اليوم، إن القمة العربية من شأنها الحفاظ على حقوق وكرامة المواطن الفلسطيني بصفة خاصة والمواطن العربي بصفة عامة، وردع أية محاولات من شأنها تهديد الأمن القومي المصري والعربي وزعزعة السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، وتوفير كافة سبل الدعم للفلسطينيين بما يضمن فرص إعادة الإعمار دون الحاجة إلى تهجير سكان القطاع.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن مصر منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وعبر أكثر من ٧ عقود تقريبا، تحمل على عاتقها مهمة الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفض أية تجاوزات أو محاولات لتصفيتها، مؤكدا أنه لا سبيل لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة إلا بحل الدولتين، وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وحقه في أن ينعم بحياة كريمة ومستوى معيشة آدمي بعيدا عن الصراعات والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي هناك.
وشدد النائب عمرو فهمي، أن موقف مصر سيظل ثابتا وراسخا تجاه دعم القضية الفلسطينية ورفض مخططات التهجير القسري، والتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، على الرغم من الضغوط الكبيرة والتحديات الصعبة المفروضة عليها جراء موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والمدافع عن حقوق الشعوب العربية، والرافض لأية محاولات من شأنها المساس بالأمن القومي العربي والإقليمي.