مؤونة ومساندة طبية ونفسية.. مبادرة صندوق الحياة لمتضرري زلزال الحوز
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أسني- في صباح بارد من صباحات شهر فبراير/شباط الجاري، يصل شباب متطوعون من منظمة كشافة المغرب إلى قرية إمسكر البور الجبلية في منطقة أسني ضواحي مراكش، لتفقد أحوال المتضررين من زلزال الحوز.
وتنتقل صناديق المؤونة من يد إلى يد عبر سلسلة بشرية ممتدة، بينما تعلو وجوه الجميع ابتسامة جميلة ممزوجة بحزم واضح، وهم يرددون بعض الأناشيد الكشفية لزيادة الحماس خلال توزيع "سلة الشتاء" على سكان المنطقة.
يأخذ القائد الكشفي فيصل الزلوطي (19 سنة) نفسا، وهو يعدل وشاح الكشاف الملون، ويلقي تحية سريعة، ثم يقول هذا الشاب الجامعي المتطوع للجزيرة نت "أجد متعة كبيرة، وأنا أقدم المساعدة للآخرين، ما أبهرني حقا هو الحفاوة والكرم التي قابلنا بها أهل القرية، بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها في شتاء صعب تحت الخيام".
تعتبر جمعية كشافة المغرب من المنظمات القليلة التي تستمر بمواكبة احتياجات السكان، وتقدم لهم يد المساعدة بعد الزلزال على مدى الأشهر الخمسة الماضية، في حين لا يزال جُل المتضررين يعيشون حياة استثنائية تحت البرد القارس وانتظار أمل العودة إلى منازل آمنة.
ويشرح القائد العام للمنظمة صلاح الدين مبروم للجزيرة نت "لاحظنا أن المساعدات الآنية ضرورية، لكنها غير كافية، لذلك بدأنا برنامجا للمساعدة بعدد من القرى بإقليم الحوز وتارودانت".
ويضيف "أطلقنا مبادرة إنسانية نوعية بالتعاون مع منظمة (العمل من أجل الإنسانية الدولية) باسم صندوق الحياة، لتوفير آليات التدفئة والإنارة والملابس الشتوية والدعم الغذائي والحاجات الاجتماعية طيلة فصل الشتاء لمتضرري زلزال الحوز".
ويؤكد مبروم أن المشروع يستهدف حوالي 4300 شخص من الأسر المتضررة، تتمة لجهود الجمعية بالمساهمة في تخفيف معاناة الأسر المغربية.
يتسلح الشاب فيصل بحماس التطوع وبخبرة ميدانية، وينضم لمجموعة تضم ما يزيد على 360 متطوعا من قادة جمعية كشافة المغرب، ينحدرون من مختلف جهات المملكة، ويجد نفسه مطوقا بـ"رد الجميل لأناس الجبل المعروفين بالبساطة والطيبة"، كما يصفهم.
ويوضح القائد مبروم أن فيصل ورفاقه المتطوعين مستعدون لتقديم أكثر من 3600 ساعة من العمل التطوعي خلال فترة المشروع، الذي يستمر لمدة 3 أشهر لتحقيق الأثر المطلوب على حياة المتضررين من الزلزال، ويشرح "ركزنا على مناطق متضررة، وقدمنا لها المساعدة الضرورية المستمرة، بدل تشتيت الجهود في مناطق متفرقة بشكل متقطع".
ويقول المواطن محمد إكرماون (36 سنة) من إمسكر البور "تربطنا علاقة مميزة مع الكشافة، بات وجودهم المستمر بيننا جزءا من حياتنا، وساعد هذا التقارب على تجاوز المحنة والعودة إلى الحالة الطبيعية".
من داخل خيمة طبية تظهر سيدة أربعينية بجلبابها البسيط، وتتقدم وهي تمسك يد طفلها الصغير، وقد زين رأسه طربوش أحمر، وعلى يديه الصغيرتين حناء لا تخطئها العين، فيما تحمل شابة أخرى طبقا عامرا بأنواع الفواكه المحلية اليابسة والطرية، عربون محبة واعتراف بالفضل، إنه يوم ختان طال عددا من الأطفال، ضمن مبادرة طبية تقدم خدمات موازية أخرى.
ففي جانب آخر، يسابق أطباء متطوعون الزمن من أجل القيام بفحوصات طبية للسكان، يتبعها تقديم بعض الأدوية أو توجيه نحو المستشفيات المختصة.
ويشرح القائد مبروم "لا يقتصر عملنا على تقديم صندوق الحياة الذي يستعمله كل مستفيد عند الحاجة القصوى، لا سيما عند انعزال القرية لعوامل طبيعية، بل أيضا تقديم خدمات اجتماعية وتربوية تدخل البهجة على النساء والأطفال والرجال".
ويقول أحمد نايت احماد، رئيس جمعية محلية، للجزيرة نت إن "الكل هنا مستبشر خيرا بعمل الجمعية المتنوع"، ويضيف "إنهم يعاملوننا مثل أسرة كبيرة، ونحن بدورنا نبحث دائما عمن هو في أشد الحاجة إلى خدماتنا، ونقدمه على الباقين".
فيما يعلق المواطن محمد "التضامن ليس غريبا على السكان، فهم كانوا يخصصون صندوقا للحالات الطارئة حتى قبل وقوع الزلزال"، مضيفا " عند كل زيارة للكشافة، نحس أننا غير منسيين، ونستحق العيش بكرامة".
كان لافتا للنظر حضور علم فلسطين إلى جانب علم المغرب خلال ورشة فنية تربوية نظمها الشاب فيصل. ويقول "ظهور اللون الأحمر أولا دليل على ما يبذله أهل غزة من دماء في مواجهة حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال، قبل أن تظهر باقي الألوان، ليصبح العلم مكتملا بألوان الأرض والحب والقوة والعزم".
ووضح الشاب في حديث عفوي أن "ورشة الصباغة تعتبر مدخلا جميلا، يُظهر فيه الأطفال تعلقهم بقضية تشغل بال الصغير قبل الكبير". ويضيف "يعتبر هذا النشاط داعما للقضية الفلسطينية، في ظل ما يواجه الفلسطينيين من انتهاكات الاحتلال، وتأكيدا على الأخوة بين الشعبين الشقيقين المغربي والفلسطيني، وهو محاولة لتكريس الوعي بالمعركة، ونقلها إلى الأجيال الصاعدة في جميع ربوع المملكة، وحتى في أعالي قمم جبال الأطلس".
يستمر عمل المتطوعين على مدار اليوم، وفي نهايته تسرب لجسم الشاب فيصل والجميع تعب لذيذ. أما رياح الجبل الرطبة التي تلف وجهه من حين لآخر، وتشعره ببرد الشتاء في هذه المنطقة النائية، فلن تنال من عزمه وحماسه، فهو مستعد للعودة مرة ثانية، كما يعبر هو عن ذلك، بالروح نفسها الذي بدأ بها تطوعه في أول الصباح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: صندوق الحیاة الشاب فی
إقرأ أيضاً:
ارتفاع عدد قتلى زلزال ميانمار المدمر إلى أكثر من 1700 شخص
قالت الحكومة العسكرية في ميانمار، اليوم الاثنين، إن عدد القتلى جراء زلزال ميانمار ارتفع إلى أكثر من 1700 شخص مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض.
وقال المتحدث باسم الحكومة الميجور جنرال زاو مين تون لتلفزيون "إم آر تي في" الحكومي إن 3400 شخص آخرين أصيبوا بجروح فيما لا يزال أكثر من 300 شخص في عداد المفقودين.
أخبار متعلقة ترامب: لا أمزح بشأن السعي إلى ولاية ثالثة في البيت الأبيضمصرع شخص.. تحطم طائرة لاصطدامها بمنزل في مينيابوليس الأمريكيةوكان الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر قد ضرب البلاد في منتصف نهار الجمعة الماضية، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك في العاصمة نايبيداو وثاني أكبر مدينة، ماندالاي.
وأدى الزلزال، الذي كان مركزه بالقرب من مدينة ماندالاي، إلى انهيار عشرات المباني وتضرر البنية التحتية الأخرى مثل مطار المدينة.
وقال تون كيي عضو اللجنة التوجيهية لشبكة ثورة ربيع مسلمي ميانمار اليوم الاثنين إن الزلزال وقع وقت صلاة الجمعة، كما لقى 700 مصل حتفهم عندما انهارت مساجد. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مرضى يرقدون على أسرّتهم في مجمع مستشفى ماندالاي العام بسبب زلزال ميانمار - أ ف ب مرضى يرقدون على أسرّتهم في مجمع مستشفى ماندالاي العام بسبب زلزال ميانمار - أ ف ب var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
عدد الصحايا في زلزال ميانمار
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الضحايا في المساجد ضمن الحصيلة الرسمية لضحايا الزلزال التي بلغت حتى الآن أكثر من 1700 قتيل.
وأضاف كيي أن نحو 60 مسجدا تضرروا أو تدمروا عندما وقع الزلزال، وأظهرت مقاطع فيديو على موقع إيراوادي الإخباري الإلكتروني انهيار عدة مساجد أثناء الزلزال، وفرار الأشخاص.
وقالت لورين إيلي نائب مدير برامج في ميانمار في لجنة الإنقاذ الدولي لوكالة أسوشيتد برس (أب) " لا نعلم بالتحديد نطاق الدمار في هذه المرحلة".
فرض الطوارئ بميانمار
وأضافت أنه تم فرض حالة الطوارئ في ست مناطق، موضحة أن فرقها على الأرض وشركاءها المحليين يعملون حاليا على الأماكن الأكثر احتياجا مع توفير الرعاية الطبية الطارئة والإمدادات الإنسانية والأشكال الأخرى من المساعدات.
وأوضحت "يتحدثون عن بلدة بالقرب من ماندالاي، حيث يتردد أن 80% من المباني انهارت، ولكن لم يتم ذكرها في الأخبار بسبب بطء الاتصالات".
وأدى نقص المعدات الثقيلة إلى تباطؤ عمليات البحث والإنقاذ، مما اضطر الكثيرون للبحث عن ناجين بالأيدي في درجات حرارة مرتفعة تجاوزت 40 درجة مئوية.
وفي تايلاند المجاورة، هز الزلزال معظم أنحاء البلاد وأودى بحياة 18 شخصا على الأقل، العديد منهم في موقع بناء في بانكوك حيث انهار مبنى شاهق تحت الإنشاء.
ويتردد أن 33 شخصا آخرين أصيبوا، كما فقد 78 شخصا، بصورة أساسية في موقع بناء بالقرب من سوق تشاتوشاك.