كتب رضوان عقيل في" النهار": اتجهت انظار المراقبين في الداخل والخارج الى ما حمله وفد الكونغرس الاميركي الممثل للجنتي الخارجية والأمن في جولته على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. وضم الوفد سناتورين ناشطين يعرفان جيدا سياسة المنطقة واوضاعها هما ريتشارد بلومنتال وكريستوفر كونز (احتل موقع الرئيس جو بايدن بعد انتخابه رئيسا)، ورافقتهما السفيرة ليزا جونسون، وهما لا يمكنهما التحدث باسم ادارة البيت الابيض لكنهما يعملان تحت مظلة الحزب الديموقراطي.
كان لقاء الوفد "صعبا" مع رئيس المجلس نظراً الى التباعد في تقييم اسباب الحرب وارتداداتها على الارض مستقبلا حيث لم تتمكن اسرائيل منذ اكثر من اربعة اشهر من القضاء على القدرات العسكرية لحركة "حماس" ولا استعادة الاسرى، ولم يبقَ امامها إلا استعمال ورقتها العسكرية الاخيرة ضد الغزاويين في رفح. ولم يخفِ الوفد في نقاشه مع بري ان واشنطن لا تريد تمدد الحرب بصورة اكبر نحو لبنان مع تركيزهم على هواجس الاسرائيليين وما تعرّضوا له في قطاع غزة، فضلاً عن إبداء خشيتهم من الترسانة العسكرية لـ"حزب الله" وصواريخه وضرورة ابتعاد وحداته ولا سيما "قوة الرضوان" عن الحدود وتحديدا من منطقة جنوب الليطاني، وان اسرائيل وجيشها لن يقبلا باستمرار هذا المناخ العسكري في الجنوب والذي يهدد عمق امنها القومي. ولم تختلف تحذيرات الوفد وتحت عنوان من باب مصلحة لبنان عما نقله وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا وقبلهم المستشار في البيت الابيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين عندما حضروا الى بيروت بعد 7 تشرين الاول الفائت. ولدى ابداء وفد الكونغرس حرص اميركا على أمن لبنان وضرورة تحييده عما يحصل في الاراضي الفلسطينية، جاءه الرد من رئيس المجلس: "أوقفوا الحرب في غزة أولا" على ان ينسحب هذا الامر على الجنوب. ولم يشأ الدخول مع الوفد في كل ما يجري تناقله من اوراق ومطالب في وسائل الاعلام تغلّب مصلحة اسرائيل في الدرجة الاولى ليدخل معه في شكل مباشر بالدعوة الى الكفّ عن كل ما يُطرح في هذا الشأن والعمل فورا على تطبيق القرار 1701 من دون زيادة او نقصان وعلى تثبيت مندرجاته التي لم تتحقق منذ عام 2006 نتيجة الخروق الاسرائيلية المتواصلة التي تعرفها واشنطن جيدا والعواصم الاخرى المعنية في مجلس الامن اولا.
وكان رد بلومنتال وكونز ان التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة او الدخول في هدنة يشكل فرصة للبنان لمنع تطور الاعمال الحربية وتصاعدها قبل حلول شهر رمضان، ولا سيما ان الحكومة الاسرائيلية واركان جيشها لم يحققوا بعد ما اعلنوا عنه منذ اليوم الاول لحربهم في غزة التي حوّلوها ركاما بعد كل المجازر التي ارتكبوها.
وناقش وفد الكونغرس كل هذه المواضيع مع الرئيس ميقاتي والوزير بو حبيب، وكرر مخاوفه من تفلت الامور في الجنوب حيث تحدث السناتوران عن "خطر حقيقي" يهدد لبنان والمنطقة. وكان الرد اللبناني الموحد ان اسرائيل "هي التي تعمل على جرّنا الى الحرب".
وابلغ وزير الخارجية الوفد موقف لبنان نفسه حيال تمسكه بالـ 1701. وتناول معهما ايضا اخطار إقدام اميركا واكثر من دولة غربية ومانحة على وقف مساهماتها المالية في دعم وكالة "الاونروا" نظراً الى الارتدادات السلبية لهذا الاجراء على اللاجئين الفلسطينيين والدول المضيفة لهم، وخصوصا لبنان الذي يعاني ازمات عدة، وان الحلول التي يتعين ان تتوافر يجب ان تكون كاملة وليست مجتزأة.
في الخلاصة، ولو ان وفد الكونغرس لم ينقل تهديدا اسرائيليا بطريقة مباشرة، لكن لسان حاله كان على طريقة ان "عليكم الانتباه الشديد".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وفد الکونغرس فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحرير المختطفين بالسودان|«المصريين»: مصر ترسم لوحة وفاء ولاتعرف المستحيل.. سلامة أبنائنا أولاً
ثمَّن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، تحرير المصريين المختطفين من قبل ميليشيا الدعم السريع في السودان وإعادتهم سالمين إلى أرض الوطن، مؤكدًا أن توجيهات الرئيس السيسي للأجهزة والجهات المصرية المعنية بتحرير المصريين المختطفين وإعادتهم إلى أرض الوطن تُعلن بوضوح أن الدولة المصرية لا تتخلى عن أبنائها، وأنها حريصة على سلامتهم في أي مكان.
وقدم "أبو العطا"، في بيان اليوم الخميس، كل الشكر والتقدير للقيادة السياسية الحكيمة على حرصها على عودة المصريين من السودان والحفاظ عليهم، موضحًا أن الرئيس السيسي يولي ملف عودة المصريين من السودان اهتمامًا كبيرًا، وهو ما أكدته الدولة ومؤسساتها من خلال التحرك السريع لإجلاء المصريين من السودان، منوهًا بأن هذا الأمر ليس غريبًا على الدولة المصرية وقيادتها السياسية التي تتحرك دائمًا للحفاظ على المصريين داخل حدود الدولة وخارجها.
وأضاف رئيس حزب "المصريين" أن تحرك الدولة المصرية للحفاظ على مواطنيها في الخارج يؤكد أن مصر لا تنسى أبناءها، ولم ولن تدخر جهدًا في سبيل حماية المصريين، مقدمًا كل الشكر والتقدير لأجهزة الدولة على ما بذلته من جهود في سبيل عودة المصريين سالمين إلى أرض الوطن، مشيرًا إلى أن تحرير المصريين المختطفين من قبل ميليشيا الدعم السريع في السودان يؤكد قدرة الدولة المصرية على حماية أبنائها.
وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها الدولة المصرية خلال العقد الأخير حرصها على المصريين في الخارج، وهو ما يدل على أنها سياسة ثابتة للدولة المصرية، الأمر الذي يجعل المصري يفخر بمصريته ويعتز بها وبدولته. كما أوضح أننا نفخر بقدرة الدولة ونجاحها في الحفاظ على المواطنين في الداخل والخارج، منوهًا بأن تحرير المصريين المختطفين خير دليل على حرص القيادة السياسية على تقديم كل الدعم لمواطنيها خارج الحدود، مثمنًا التحرك السريع لأجهزة الدولة ونجاحها في إدارة هذا الملف.
وأكد أنه مما لا شك فيه أن التحرك السريع من الدولة المصرية للحفاظ على مواطنيها في الخارج يبعث برسالة طمأنينة مفادها أن مصر لا تنسى أبناءها، ودائمًا ما تحرص على تقديم كل سبل الدعم والمساعدة، ولا تألو جهدًا في سبيل الحفاظ عليهم.