أمازون تدفع 1.9 مليون دولار لتسوية دعاوى انتهاكات حقوق الإنسان
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
ستدفع أمازون 1.9 مليون دولار لأكثر من 700 عامل مهاجر لتسوية دعاوى انتهاكات حقوق الإنسان بعد عقود العمل الاستغلالية، وفقًا لما أوردته CNBC. وكان العمال المتأثرون يعملون في اثنين من مستودعات الشركة في المملكة العربية السعودية.
واعترفت أمازون بالمشكلة في منشور على مدونتها، قائلة إنها عينت خبيرًا خارجيًا في حقوق العمال للتحقيق في ظروف المستودعات.
يأتي ذلك في أعقاب تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في أكتوبر الماضي، والذي تناول بالتفصيل تجارب مختلفة مزعومة لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل أولئك الذين تم التعاقد معهم للعمل في منشآت أمازون في المنطقة، وأشار إلى أن العديد من العمال المتأثرين "من المرجح جدًا أن يكونوا ضحايا للاتجار بالبشر". وأشار التقرير أيضًا إلى أن أمازون كانت على علم بالمخاطر العالية لإساءة معاملة العمال عند العمل في المملكة العربية السعودية، لكنها ما زالت "فشلت في اتخاذ الإجراءات الكافية لمنع مثل هذه الانتهاكات".
قدمت التقارير المتزامنة الصادرة عن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين والمراسلون العرب للصحافة الاستقصائية روايات مفصلة عن الظروف التي يُزعم أن هؤلاء العمال يعانون منها، وفقًا لشبكة إن بي سي نيوز. وخلصت التحقيقات إلى أن العمال اضطروا إلى دفع رسوم توظيف غير قانونية تصل إلى 2040 دولارًا للحصول على وظيفة. وأجبر هذا العمال المهاجرين، وكثير منهم من نيبال، على الحصول على قروض بأسعار فائدة مرتفعة.
وعلم المحققون أيضًا أن هؤلاء العمال كانوا يعيشون في ظروف مزرية، حيث قال أحد العمال إنه كان يعيش "في غرفة مزدحمة مع سبعة رجال آخرين، مكتظة بأسرة بطابقين موبوءة ببق الفراش". وقيل إن الماء مالح وغير صالح للشرب. وقد رددت منظمة العفو الدولية هذه النتائج، قائلة إن أماكن الإقامة "تفتقر حتى إلى أبسط المرافق".
وزعمت منظمة العفو الدولية في تقريرها أن الجمع بين رسوم التوظيف الباهظة، إلى جانب القروض المرتبطة بها، يرقى إلى مستوى "الاتجار بالبشر لغرض الاستغلال في العمل على النحو المحدد في القانون والمعايير الدولية".
وذكرت أمازون أنها "عالجت المخاوف الأكثر خطورة" المتعلقة بالمستودعين السعوديين، بما في ذلك ترقية أماكن الإقامة. "هدفنا هو أن يكون لدى جميع البائعين لدينا أنظمة إدارة تضمن ظروف عمل آمنة وصحية؛ وكتبت الشركة أن هذا يشمل ممارسات التوظيف المسؤولة.
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن هذا الرقم البالغ 1.9 مليون دولار يبدو مرتفعًا، إلا أنه ينقسم إلى حوالي 2700 دولار لكل موظف. حققت أمازون 576 مليار دولار في عام 2023، أي ما يزيد عن 1.5 مليار دولار يوميًا.
لا تتمتع أمازون بسجل حافل عندما يتعلق الأمر بالعمل. وتُتهم بانتظام بانتهاك قوانين العمل، خاصة في مستودعات المنتجات العديدة التابعة لها. كما أن الشركة مناهضة للنقابات بشدة، حيث أن العديد من هذه الشكاوى تتعلق بمحاولات لمنع العمال من الانضمام إلى النقابات. تواجه أمازون العديد من التحقيقات الفيدرالية المستمرة في ممارسات السلامة الخاصة بها، وقد تم تغريمها من قبل منظمي السلامة الفيدراليين لتعريض عمال المستودعات لمخاطر غير ضرورية.
ومع ذلك، لا تزال الشركة متحدية في جهودها الرامية إلى التقليل من حقوق العمال. قدمت أمازون مؤخرًا وثيقة قانونية تدعي أن المجلس الوطني لعلاقات العمل (NLRB) غير دستوري، لتنضم إلى شركة SpaceX التابعة لإيلون ماسك وعملاق البقالة Trader Joe's. NLRB هو ذراع مستقل للحكومة الفيدرالية يفرض قانون العمل الأمريكي ويعمل منذ عام 1935.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العدید من
إقرأ أيضاً:
تدشين برنامج قيم وانتماء لتعزيز المواطنة المسؤولة للأطفال
دشنت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان اليوم البرنامج التوعوي "قيم وانتماء" بالتعاون مع "جمعية الأطفال أولًا"، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم.
يهدف البرنامج إلى تعزيز مبادئ المواطنة المسؤولة والانتماء الوطني لدى الأطفال، إلى جانب مناقشة مشكلة التنمر بجميع أشكالها وتأثيرها على الأطفال، مع تقديم حلول وقائية وعلاجية عبر برامج موجهة للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور. كما يسعى البرنامج إلى إبراز دور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في حماية حقوق الطفل وتفعيل الشراكات المجتمعية لتحقيق بيئة متكاملة لدعمه.
وقالت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد رئيسة "جمعية الأطفال أولًا": إن الجمعية تتبنى في خطتها الاستراتيجية الخمسية 2021-2025 رؤية واضحة تهدف إلى توعية وتنمية وتمكين الطفل من المجالات التربوية والصحية والثقافية، بما يعزز قدراته ويحقق حقوقه ليصبح فردًا فاعلاً في المجتمع، وأضافت أن الجمعية تسعى من خلال استراتيجيتها إلى إيجاد بيئة ثقافية تعزز مفاهيم المواطنة والهُوية الوطنية، وتدعم قيم المواطنة بما يتكامل مع جهود الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم.
وأوضحت سموها أن هذا التعاون بين الجمعية واللجنة يعكس رغبة الجهتين في وضع إطار محدد للتنسيق المشترك، مما يعزز حقوق الإنسان من خلال تبادل المعارف، مثل البيانات والإحصاءات والزيارات، إلى جانب إقامة البرامج التدريبية وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات المشتركة. كما أكدت أن هناك عددًا من البرامج التي سيتم تنفيذها هذا العام، والتي تتناول موضوعات حقوق الطفل، والقيم الوطنية، والانتماء، بالإضافة إلى حماية الطفل من الإساءة والتنمر، وذلك في إطار قانون الطفل رقم 22/2014 واتفاقية حقوق الطفل.
وأشادت سموها بالدعم الذي تحظى به مؤسسات المجتمع المدني من الحكومة لتحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن هذا الدعم أسهم في مشاركة الجمعيات الأهلية في تنمية المجتمع، كما أوضحت أن الجمعية قامت العام الماضي بتقييم برامجها وأنشطتها لقياس مدى نجاحها وتأثيرها، بهدف تحديث الأهداف والعمل عليها خلال السنوات الخمس القادمة بما يتوافق مع الخطة الخمسية الحادية عشرة للدولة.
من جانبه، أكد الدكتور راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان أن إطلاق البرنامج التوعوي يعد نتيجة للتعاون البناء بين اللجنة و"جمعية الأطفال أولًا"، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، مشيرا إلى أن حماية حقوق الطفل وغرس قيم الانتماء والمواطنة هي مسؤولية وطنية وإنسانية تتطلب تعاونًا مستمرًا بين مختلف الجهات الحكومية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة تدعم نمو الأطفال جسديًا، ونفسيًا، واجتماعيًا، وتعليميًا.
وأوضح الدكتور البلوشي أن اللجنة عملت على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التوعوية خلال السنوات الماضية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث قدمت محاضرات توعوية لطلبة المدارس في مختلف المحافظات شملت المدارس الحكومية والخاصة والأجنبية. كما نظمت حلقات تدريبية للمعلمين والمختصين لتعزيز قدراتهم في مجال حقوق الطفل. وأضاف أن جهود اللجنة لم تقتصر على العام الدراسي فقط، بل شملت البرامج الصيفية التي تنظمها الوزارة، حيث شاركت اللجنة بشكل فاعل في استغلال وقت الأطفال بأفضل الطرق.
وأشار إلى أن البرنامج التوعوي يعد خطوة مهمة نحو تحقيق بيئة تعليمية وثقافية تعزز من قيم المواطنة والانتماء والمسؤولية لدى الأجيال القادمة. ولفت إلى أن البرنامج لا يقتصر على الجانب التوعوي فحسب، بل يتضمن محاور متعددة تتناول أهم القضايا المرتبطة بالطفل، أبرزها التعريف بحقوق الطفل وفقًا للمواثيق والتشريعات الوطنية والدولية، وتعزيز مفهوم الحماية من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف، بالإضافة إلى توعية الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين بآليات التبليغ والدعم. كما يشمل البرنامج ترسيخ قيم المواطنة والهُوية الوطنية والانتماء، وتنمية مهارات الأطفال وتمكينهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع.
وأوضح أن البرنامج لا يستهدف الأطفال والطلبة فحسب، بل يمتد ليشمل المعلمين، والأخصائيين الاجتماعيين، وأولياء الأمور، وجميع الفئات المعنية. ويهدف البرنامج إلى تزويد المعلمين بالمعرفة والمهارات اللازمة لنشر ثقافة حقوق الطفل، وقيم المواطنة والانتماء في البيئة التعليمية، وكذلك تعريف الأخصائيين الاجتماعيين بآليات الحماية والتدخل الفعّال، إضافة إلى تمكين أولياء الأمور من تعزيز أساليب التربية الإيجابية.
تخلل تدشين البرنامج إقامة ورقتي عمل، الأولى كانت بعنوان "جهود وبرامج اللجنة العمانية لحقوق الإنسان لتعزيز وحماية حقوق الطفل"، قدمتها شذى بنت عبدالمجيد الزدجالية، مديرة دائرة المنظمات والعلاقات الدولية باللجنة العمانية لحقوق الإنسان. استعرضت الزدجالية خلالها جهود اللجنة في مجال حقوق الطفل على المستوى الوطني، مشيرة إلى أن اللجنة عملت على وضع استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان ومتابعة تنفيذها بالتنسيق مع كافة الجهات المختصة، كما قدمت اللجنة المشورة للجهات الوطنية المعنية في قضايا حقوق الطفل وحرياته. وتحدثت الزدجالية عن وسائل رصد الانتهاكات المتعلقة بحقوق الطفل، التي تشمل الرصد الميداني والزيارات التفقدية للمؤسسات الإصلاحية مثل مراكز الأحداث، أماكن التوقيف، والمستشفيات، وكذلك متابعة تقارير الإعلام من الصحف والقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الزدجالية أن اللجنة شاركت في البرنامج الصيفي لطلبة المدارس (صيفي همم وقيم) لعام 2024، والذي استهدف 13 مركزًا صيفيًا و700 طالب وطالبة، وتم إصدار 1500 كتيب توعوي، إلى جانب 11 مطبوعة للأطفال و5 أفلام توعوية.
أما الورقة الثانية، فقد قدمتها جوخة بنت علي المعمرية، عضو مجلس إدارة "جمعية الأطفال أولًا"، تحت عنوان أدوار وبرامج "جمعية الأطفال أولًا"، لتنمية أطفال سلطنة عمان"، تحدثت خلالها عن جهود الجمعية في توعية وتنمية وتمكين الطفل في المجالات التربوية والصحية والثقافية لتلبية احتياجاته وتطوير قدراته وتعزيز حقوقه، بهدف تمكينه ليكون فردًا فاعلًا في المجتمع. وأكدت المعمرية أن الجمعية تسعى إلى خلق بيئات آمنة ومحفزة للأطفال، وترسيخ مفاهيم المواطنة والانتماء لديهم، بالإضافة إلى تعزيز الانفتاح الواعي على الثقافات.