الورقة الفرنسية: افكار يمكن البناء عليها ولا تنتظر جواباً
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
تحول المقترح الذي حمله وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى السلطات اللبنانية خلال زيارته لبيروت قبل نحو ثلاثة أسابيع حول الوضع في الجنوب والالتزام بالقرار الدولي ١٧٠١، إلى ورقة رسمية أعدتها باريس بناء على طلب وزارة الخارجية اللبنانية، وذلك بعدما رفضت الحكومة الرد على طروحات غير رسمية، كما كشف رئيسها نجيب ميقاتي رداً على سؤال "النهار"، مؤكداً استعداده الرد على طلب رسمي.
وكتبت سابين عويس في" النهار": مصادر فرنسية رأت انه تم تحميل الورقة اكثر مما تحتمل، مشيرة إلى انها تمثل مجموعة افكار صالحة لفتح باب النقاش. وكشفت ان الورقة سلمت إلى الجانب اللبناني كما إلى الجانب الاسرائيلي خلال زيارة الوزير سيجورنيه، إلا ان لبنان طلب ان تتسم بالطابع الرسمي، فتمت ترجمتها وارسلت الى الجانب اللبناني قبل أسبوعين. وترى المصادر ان الهدف الأساسي من تلك الورقة ان تُظهر ان ثمة طريقا سالكة امام المساعي الديبلوماسية، ويجب استغلالها. وتقول لم تقدم فرنسا الورقة لكي تحصل على جواب، في إشارة إلى ان الجانب الفرنسي لا ينتظر جواباً، "لأننا لسنا في مسار تفاوضي، بل مجرد طرح افكار يمكن البناء عليها، ويمكن لكل فريق ان يأخذها في الاعتبار، لأن الهدف في النتيجة هو حث الجانبين على سلوك المسار الديبلوماسي.
في المقابل، اكدت مصادر لبنانية ان الورقة الفرنسية لا تزال مدرجة في السياق غير الرسمي. اذ أعيد إرسالها إلى وزارة الخارجية مرفقة بكتاب من السفارة الفرنسية يشير اليها بالمذكرة المستند"non papier” وفيها "اقتراحات للحد من التصعيد وانهاء ازمة الحدود اللبنانية الاسرائيلية في شكل مستدام، وذلك بناء على تنفيذ قرار مجلس الامن رقم ١٧٠١. وتشكر السفارة السلطات اللبنانية على الملاحظات التي قد تبديها في شأن هذه المقترحات. وقد ترجمت الورقة التي أتت تحت عنوان "اقتراح بشأن اجراء ترتيبات امنية بين لبنان وإسرائيل إلى اللغتين الفرنسية والعربية. وقسمت الى ٣ مراحل، تدعو الاولى المجموعات المسلحة اللبنانية إلى وقف العمليات العسكرية في إسرائيل وفي المناطق المتنازع عليها، والامتناع عن شن الهجمات على قوات اليونيفيل وضمان حرية تنقلها، بما في ذلك اجراء دوريات في المناطق المأهولة وغير المأهولة في جنوب الليطاني دون اية قيود. يقابل ذلك من جانب إسرائيل وقف عملياتها والامتناع عن اي عمل يعرض اليونيفيل للخطر، وضمان حرية تنقلها. ومن جانب لبنان الشروع في مراقبة الوضع ميدانياً وضمان تنفيذ وقف الأعمال العدائية. وتمتد المرحلة الثانية على ٣ ايام يطلب فيها من المجموعات اللبنانية الشروع في تفكيك مواقعها على الخط الأزرق وتراجع كل المقاتلين ومن بينهم أفراد ميليشيا الرضوان اولاً والمنظومات العسكرية ومنها الأسلحة البعيدة المدى والنظم المضادة للدبابات ثانيا. بمسافة ١٠ كلم على الاقل شمال الخط الأزرق. وتنص الورقة من جانب إسرائيل على الامتناع عن التحليق فوق الأراضي اللبنانية واستئناف المشاركة في اجتماعات اللجنة الثلاثية. ويطلب إلى لبنان الشروع في نشر ١٥ الف جندي في منطقة جنوب الليطاني وعلى طول الخط الأزرق دعم من قوات اليونيفيل والشركاء الدوليين المعنيين. وتطلب الورقة من قوات الامم المتحدة دعم انتشار القوى العسكرية اللبنانية وتأمين الدعم اللوجستي لها. يعقبها في المرحلة الثالثة الممتدة على عشرة ايام استئناف المفاوضات تدريجياً في شأن ترسيم الحدود البرية. والتركيز اولاً على المناطق التي جرى النقاش في شأنها سابقاً في اطار عمل اللجنة الثلاثية وعقد مفاوضات حول خارطة طريق لضمان انشاء منطقة بين الخط الأزرق والليطاني خالية من المسلحين.
ومع تسلم لبنان الورقة في شكل رسمي، علم ان رئيس الحكومة سيعقد مطلع الاسبوع المقبل مع وزير الخارجية والمغتربين والمعنيين اجتماعات لتحضير الرد اللبناني الرسمي على المقترحات، علماً ان مصادر سياسية كشفت ان الرد الرسمي لن يكون مختلفاً عن الموقف الذي أعلنه رئيس المجلس نبيه بري وحزب الله، ومفاده غزة اولاً وتطبيق ال ١٧٠١ من جانب إسرائيل اولاً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخط الأزرق من جانب
إقرأ أيضاً:
مديرة «أوتشا» في بيروت لـ«الاتحاد»: العائلات اللبنانية النازحة تواجه مشكلات متفاقمة
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلةقالت كريستن كنوتسون، مديرة مكتب تنسيقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» بلبنان، إن العائلات المتضررة من عدم الاستقرار بجنوب لبنان، سواء ممن نزحت أو عادت، تواجه تحديات إنسانية متفاقمة في مراكز الإيواء الجماعية.
واصطفت أمس طوابير سيارات طويلة، منذ ساعات الصباح الأولى في انتظار سماح الجيش اللبناني للسكان بالدخول إلى بلداتهم، بعدما أعلنت إسرائيل انسحاب قواتها أمس الأول، والإبقاء على تواجدها في خمس نقاط استراتيجية.
وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني منذ ليل الاثنين الماضي داخل 11 قرية، وأزالت سواتر ترابية من الطرق كان أقامها الجيش الإسرائيلي خلال سيطرته على المنطقة.
ولم تتحمّل عائلات كثيرة الانتظار، فأكملت طريقها سيراً على الأقدام لتفاجأ بهول الدمار الذي طال المنازل والطرق والحقول الزراعية المجروفة على نطاق واسع.
وأوضحت كنوتسون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن النازحين يواجهون أزمات نقص الغذاء وشح المياه النظيفة وضعف الرعاية الصحية، إضافة إلى المعاناة النفسية نتيجة ما تعرضوا له.
وأضافت أن من اختاروا العودة إلى منازلهم بجنوب لبنان يواجهون مزيداً من المخاطر، مثل الذخائر غير المنفجرة، وديارهم المتهدمة، بجانب انهيار منظومة الصرف الصحي بتلك المناطق ما يعرض الموجودين للإصابة بالأمراض المعدية.
وأشارت مديرة «أوتشا» في لبنان إلى تضرر أكثر من 80 ألف وحدة سكنية بين تهدم كلي وجزئي مما دفع حوالي 100 ألف شخص نزحوا من جنوب لبنان للبقاء في مناطق إيواء لأسباب تتعلق بانهيار منازلهم أو خوفاً من الأوضاع غير المستقرة.
وحسب كنوتسون، فإن هناك جهوداً حثيثة بالتعاون مع شركاء المنظمة الأممية لتعزيز قدرة الصمود للنازحين والمتضررين، لتوزيع الطرود الغذائية وأدوات النظافة الصحية والمياه في الضاحية الجنوبية.
وطالبت بمزيد من الدعم للنازحين بلبنان في ظل الحاجة الماسة للموارد لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهم، حيث إن مختلف الفئات السكانية في لبنان تضررت وتأثرت بالأزمة، من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين.
وأشارت كنوتسون إلى أن لبنان يواجه أزمة حادة في الأمن الغذائي بعدما تسببت الأعمال العسكرية في نهاية العام الماضي في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ونزوح المزارعين عن بساتينهم لأشهر عدة، وهو ما أضعف إنتاج الغذاء.