الديباني: التشكيلات المسلحة تسعى للسيطرة على أكبر رقعة جغرافية من العاصمة طرابلس
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
ليبيا – رأى المحلل السياسي عبد الله الديباني، أن إشكالية وجود التشكيلات المسلحة هي إشكالية موجودة في ليبيا منذ انطلاق ثورة فبراير، وقوبلت بالعديد من الحلول التلفيقية كان جلها غير مبني على استراتيجية إنهاء وجودها وإنما اعتمد على عملية التقليل منها بدمج بعضها ببعض.
الديباني، وفي تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك”، تابع حديثه:” أن تصريحات وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية قريبة من تصريحات وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا عندما بدأ بعملية أطلق عليها اسم عملية رأس الأفعى، التي أدى من خلالها إلى تخفيض عدد كبير من التشكيلات المسلحة غير الشريعة وغير المنضوية بشكل رسمي في الدولة، ولكن عادت هذه التشكيلات بقوة في عهد حكومة الدبيبة بعد انشطارها من داخل تشكيلات أخرى تأتمر بإمرة الدبيبة وتنفذ تعليماته”.
ورأى بأن وزير الداخلية لا يقصد بإخراج التشكيلات المسلحة من العاصمة هو إنهاء وجودها، وإنما هو إخلاء العاصمة من هذه التشكيلات التي بدأت تتمايز فيما بينها بالاستحواذ الأكبر داخل العاصمة، ومنها التشكيلات الشرعية وغير الشرعية، وقال لن يكون هذا الأمر هو الحل إن استطاع تنفيذ ما قاله، وهذا لا يعني إخفاء تواجدهم من المشهد حتى وأن تم إخراجهم من العاصمة، ولكن لا يعني بأنهم سوف يتغيبون عن المشهد السياسي والأمني.
وأشار إلى أن الحل هو دمج أفرادهم فرادى للأجهزة الرسمية كوزارة الداخلية والدفاع، وإعطاء الباب للخيار في عملية إعادة تنسيب هؤلاء الأفراد المنضوين في هذه المؤسسات بمؤسسات الدولة المدنية، فمنهم من يرغب أن يترك السلاح وأن يترك هذه المهمة الخطرة، وبأنه سوف يكون في مقدمة أي صراع قد ينشب داخلة العاصمة، ولديه الخيار بوجوده في مكان أفضل بمؤهله وما لديه من سيرة ذاتية مدنية ومزايا الراتب المدني، فإن جل الأفراد سوف ينتسبون لهذه المؤسسات.
وأوضح أن هذه الحلول هي حلول تلفيقية، التي لا تزال الدولة تدور في كنفها، ولا تزال هناك جهات تريد استعمال هذه التشكيلات لتحقيق المصالح الشخصية، وأن وزير الداخلية المكلف يريد أن يكون نسخة كربونية لفتحي باشاغا، وزير الداخلية السابق، ولكن هذا الأمر بعيد عليه لأن معايير القدرات تختلف والقيادة تختلف، لهذا لن يتعدى هذا الإجراء سوى كونه بيانا لا يمكن تطبيقه على الأرض.
واعتبر أن الحل السليم هو دمج هذه التشكيلات بشكل فردي في مؤسسات الدولة من هذه التشكيلات كلا حسب مؤهله، بمزايا تضاهي المزايا من هذه التشكيلات، وفتح الباب للمشاريع الصغرى لهؤلاء الشباب لبداية مشاريع صغرى من الممكن أن تجني ثمارا أفضل مما هم عليه اليوم، فهم بتواجدهم على صفيح ساخن وهم في مقدمة أي مواجهات عسكرية بين هذه التشكيلات المتصارعة في العاصمة.
وأكد بأن هذه التشكيلات تسعى للسيطرة على أكبر رقعة جغرافية من العاصمة طرابلس ليكونوا ذوي هيمنة كبيرة بها
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: التشکیلات المسلحة وزیر الداخلیة هذه التشکیلات من العاصمة
إقرأ أيضاً:
مليشيات الخراب
قبل أن أبدا حديثى عن مليشيات الخراب، لابد ان أوضح شيئا مهما حتى لا يتصيد البعض أو يفهم أحد مقالى هذا على غير المراد منه.
فالأمر في حالة فلسطين مختلف ولا يدخل فى إطار المقصود من مليشيات الخراب، لأن حركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى كالجهاد الإسلامي والقسام وغيرها يرتبط وجودها بشكل مباشر بظروف الاحتلال والاضطهاد التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لذا يعد الوجود المسلح لهذه الفصائل بالنسبة للكثيرين حقا مشروعا في الدفاع عن الأرض، رغم اختلاف الأراء حول الأسلوب.
أما مليشيات الخراب التى أعنيها، فهى الجماعات المسلحة التى تعمل خارج سيطرة الدول المستقرة، وتمثل تهديدا كبيرا على استقرار المجتمعات وأمنها، حيث يمكن أن تؤدي هذه المجموعات إلى آثار سلبية تتعلق بالأمن الوطني، والاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية، وتمزق النسيج الاجتماعي، حيث يمكن أن تتحدى هذه الميليشيات سلطة الحكومة وتؤدي إلى تصاعد النزاعات المسلحة أو الحروب الأهلية، مثل ما يحدث في كل من العراق واليمن وليبيا والسودان، لأنها تتصرف بمعزل عن النظام القضائي وتفرض قوانينها الخاصة، مما يضعف هيبة الدولة ويجعل المواطنين أقل احتراما للقوانين الرسمية، وتشيع ثقافة قانون القوة.
كما أن وجود ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة يؤدى إلى تهريب السلاح، والمخدرات، والبضائع، مما يلحق ضررا مباشرا بالاقتصاد المحلي ويؤدي إلى فقدان الثقة في الاستثمار، ويزيد من تكلفة الحياة بسبب انعدام الأمان. وعندما تعجز الحكومة عن السيطرة على الميليشيات المسلحة، ينشأ شعور بعدم الثقة لدى المواطنين تجاه قدرتها على حماية الدولة وحفظ الأمن، مما يفتح المجال لتنامي نفوذ هذه الميليشيات وجذب تأييد مجتمعي في بعض الأحيان. وغالبا ما تستغل هذه الميليشيات الانقسامات الدينية أو الطائفية أو العرقية، مما يعزز الانقسامات داخل المجتمع ويؤدى إلى صراعات بين المجموعات المختلفة، كما قد تؤدى إلى تهجير السكان وانتهاكات لحقوق الإنسان. وغالبا ما تحاول الميليشيات التأثير على القرارات السياسية والانتخابات من خلال التهديد والترهيب، مما يعطل أي عملية ديمقراطية، ويفقد المواطنين حقهم في المشاركة الإيجابية في أى انتخابات رئاسية أو برلمانية، أو حتى انتخابات الوحدات المحلية.
وعلى سبيل المثال، فقد عانت الحكومة العراقية منذ عام 2003 من تزايد نفوذ الميليشيات الطائفية التي يتم تمويلها ودعمها من دول خارجية. وكذلك اليمن التى شهدت صعود ميليشيا الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد، ما أدى إلى نزاع مدمر. وحزب الله اللبناني هو مثال آخر على ميليشيا مسلحة خارج إطار الدولة، حيث يمثل لاعبا عسكريا وسياسيا مستقلا بشكل كبير عن الحكومة اللبنانية.
من هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن وجود ميليشيات مسلحة منفصلة عن الدولة يعقد المشهد الأمني والسياسي، ويجعل أي جهود لإرساء السلام أو تحقيق النمو الاقتصادي مستحيلة دون معالجات جذرية لهذا الوضع.
وهذا ما فطنت إليه قواتنا المسلحة فى عهد الرئيس السيسى، وتحركت بقوة نحو تطهير سيناء الحبيبة من دنس الإرهابيين المتسربلين برداء الدين، والدين منهم براء. حيث كانوا يخططون للاستقلال بسيناء وإعلانها بالزور والبهتان ولاية إسلامية، ثم سرعان ما تقدم لها الدول التى ترغب فى زعزعة استقرار الدولة المصرية يد العون وتمدها بالسلاح حتى تقوى شوكتها وتمثل تهديدا وخطرا حقيقيا على مصر وشعبها.
وفى سبيل القضاء على هذه المليشيات، خاضت قواتنا المسلحة حربا حقيقية على هؤلاء المجرمين الخونة، تكبدت خلالها خسائر كبيرة فى المعدات والعتاد والأرواح، حماية لوحدة الأمة المصرية، وكسرا لشوكة هذه المليشيات قبل ان يقوى نفوذها، وتفرض سيطرتها على جزء من أرض مصر عزيز وغال على كل المصريين.
اللهم احفظ مصر وشعبها، ووحد صفها، وانصرها على من عاداها، واجعل كيد المتربصين بها فى نحورهم، وكن معنا عليهم، اللهم آمين.
[email protected]