“اللي فات مات”… مصر وتركيا قوة إضافية للمنطقة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
اعتدنا في ثقافتنا العربية أن ندفن أي ماض، أو تجربة مؤلمة بمقولة “اللى فات مات”، كتعبير ضمني أننا نتخطى المشكلة، وننتقل خطوة جديدة، وكأن الذي كان لم يكن، وقد نزيد على المقولة بـ”احنا ولاد دلوقتي” أي يتم الحساب من الآن.
هذا ما حدث بين مصر وتركيا، فبعد خلاف عادت العلاقة التي لم تنقطع، لكنها تجمدت لفترة حتى “عادت المياه لمجاريها”، لذا اكتسبت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، ولقاء رئيسها عبد الفتاح السيسي، بعد سنوات من القطيعة والخلاف، أهمية كبرى، لتشهد البلدان سعيا نحو إعادة ترميم العلاقات وبناء الشراكة، في ظل مرحلة جديدة، وقف خلف تحقيقها جهود دؤوبة بذلت بهدوء خلف الأبواب المغلقة.
بين مصر وتركيا كثير من المشتركات، فهما بلدان كبيران في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، يجمعهما تاريخ مشترك، ليس على مدى عقود، إنما قرون، فيه من مناطق الفخار لمصر، مثلما به من مناطق الفخار لتركيا، وبه مساحات أخرى تشكل هي أيضاً جزءاً من المشترك التاريخي المعزز لعلاقات الحاضر.
فلو نظرت لمستوى السكان؛ فالحجم السكاني متقارب، ويضع البلدين في مراتب القوى الوسطى بالعالم، يعززه توجهاتهما السياسية البراغماتية.
لذا عادت العلاقات مرة ثانية كعلاقة بين دولتين، ونظامي حكم، ومؤسسات صنع السياسة الخارجية والأمن القومي، لا مصلحة لأي منهما في تغيير أوضاع داخلية لدى الآخر، وذلك كان هو جوهر موقف مصر على مدى السنوات الماضية، وهو السعي لضبط العلاقات في الأطر الرسمية.وأوجز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكشف حقيقة الأوضاع، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره التركي، عقب توقيع الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الستراتيجي بين مصر وتركيا، وقال: “ان البلدين تواجهان العديد من التحديات المشتركة؛ مثل خطر الإرهاب والتحديات، الاقتصادية والاجتماعية، التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة”.
وبدوره أظهر الرئيس التركي حقيقة الموقف، وقال: “نتقاسم مع مصر تاريخًا مشتركًا يزيد على ألف عام، وأملي الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى لائق، وتم رفع مستوى التعاون بين مصر وتركيا إلى مستوى مجلس التعاون الستراتيجي رفيع المستوى”.
وفي محاولة لوضع اليد على أهم ملفات المرحلة الحالية، فإن الملف الأهم حالياً هو الاقتصاد، الذي يستدعي تعزيز الاستثمار والمشروعات المشتركة، الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية، وبناء الشراكة والمصالح التي تفرض استمرار العلاقات السياسية وتصونها.
إذ تعد مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية، فانقرة تعد أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال العام 2023، بل كانت البوابة الأكثر انفتاحا لعودة العلاقات الرسمية بين البلدين.
وتعتبر تركيا بوابة مصر للأسواق الأوروبية، فكل من مصر وتركيا تدركان أهمية الثقل الجغرافي الستراتيجي لبعضهما البعض، وحققت معدلات التجارة البينية بين مصر وتركيا خلال عام 2022 زيادة غير مسبوقة منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ.
وبناء على ما سبق فإن عودة العلاقات المصرية- التركية هي قوة إضافية للشرق الأوسط في مواجهة موجات الأزمات العالمية، وقوة إضافية لنصرة غزة في وجه عدو صهيوني غاشم.
فبوجود مصر وتركيا والسعودية والإمارات والكويت والأردن وعُمان في خندق واحد معناه دحر العدو على مختلف الأصعدة وإعلاء لشأن الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية.
بسام القصاص – صحافي مصري – السياسة الكويتية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بین مصر وترکیا
إقرأ أيضاً:
كامل الوزير يبحث مع نظيره الإيطالي زيادة حجم التعاون المشترك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اجتماعًا عبر الفيديو كونفرانس مع ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والبنية التحتية الإيطالي، وذلك لبحث تدعيم التعاون بين الجانبين في مجالات النقل المختلفة وحضر اللقاء السفير ميكيلي كواروني سفير إيطاليا بالقاهرة والمهندس وجدي رضوان نائب وزير النقل للسكك الحديدية والجر الكهربائي.
في بداية اللقاء أشاد الوزير بعمق العلاقات المصرية الإيطالية وبالتعاون القائم بين الجانبين في تنفيذ عدد من المشروعات في مجالات (النقل الذكي على الطرق ومترو الأنفاق والسكك الحديدية والنقل البحري)، مؤكدا على التطلع لزيادة حجم التعاون بين الجانبين في مجالي النقل والصناعة، مؤكدا أن مصر منفتحة على التعاون مع كافة دول العالم والشركات العالمية
في كافة المجالات ومنها مجال النقل وخاصة وأن المناخ الاستثماري في مصر مناخ واعد، وأن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة النقل تولي اهتماما كبيرا بتعظيم التعاون مع القطاع الخاص الدولي والمحلي تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وخلال الاجتماع تباحث الجانبان حول المناقشات الجارية حاليا بين وزارة النقل المصرية وشركة سكك حديد إيطاليا لبحث إمكانية قيام الشركة بتقديم عرض لإدارة وتشغيل شبكة القطار الكهربائي السريع بمصر، وكذلك آخر المستجدات الخاصة
بالتعاون مع شركة ميرمك الإيطالية في مجالات السكك المختلفة مثل توريد ماكينة فحص السكة وتطوير نظم الإشارات بخط الفردان بئر العبد وأهمية قيام الشركة بإنشاء مصنع كبير لأنظمة الإشارات في مصر بهدف توطين مثل هذه الصناعات.
كما تطرقت المباحثات إلى خط الرورو المصرى الإيطالي الذي تتواصل رحلاته بانتظام من ميناء دمياط إلى ميناء تريستا بإيطاليا ومنه إلى أوريا والعكس، حيث أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل على أهمية هذا الخط بين مصر وإيطاليا، مشيرا إلى أنه نتاج وثمرة جهود كبيرة من الجانبين المصري والإيطالي لإنشاء ممر أخضر بين جمهورية مصر العربية والجمهورية الإيطالية لنقل البضائع باستخدام الشاحنات المبردة والجافة وهو ما يجسد العلاقات المتميزة بين القيادة السياسية والشعبين في البلدين الصديقين، لافتا إلى أن هذا الخط البحرى يعتبر جسر صداقة مستديم وثابت بين البلدين وليس فقط خط تجاري لنقل البضائع.
ووجه الفريق مهندس كامل الوزير الدعوة لنائب رئيس الوزراء ووزير النقل والبنية التحتية الإيطالي لزيارة مصر وعقد مباحثات مكثفة بين الجانبين بحضور المختصين لوضع خارطة طريق لأوجه التعاون المستقبلي، خاصة مع حرص الجانبين على زيادة حجم التعاون في مجالات النقل المختلفة وتحقيق انطلاقة وشراكة استراتيجية في هذا المجال وهو ما رحب به لنائب رئيس الوزراء ووزير النقل والبنية التحتية الإيطالي، والذي أكد على حرص الحكومة الإيطالية على زيادة حجم التعاون المشترك مع الجانب المصري، خاصة وأن المناخ الاستثماري في مصر مناخ واعد.