استعرض بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق منذ عام 2019 إلى 2023، في مقاله بصحيفة “تليجراف”، مقابلة تاكر كارلسون، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما قدمه من رؤية مشوهة للتاريخ، وهو الأمر الذي أثار انتقادات وقلق المراقبين في جميع أنحاء العالم.

وبالرغم من تأكيدات بوتين أنه لا يُقهر؛ يؤكد المقال أن الواقع على الأرض يحكي قصة مختلفة.

 

وعلى مدى العامين الماضيين، واجهت العمليات العسكرية الروسية نكسات كبيرة، الأمر الذي أظهر أن طموحات بوتن ليست بمنأى عن الهزيمة. 

وبالرغم من ادعاءاته المبالغ فيها، فإن عملية بوتين الخاصة "التي استمرت ثلاثة أيام" في أوكرانيا استمرت لمدة عامين، الأمر الذي أدى إلى خسائر فادحة للكرملين. 

ومع استنفاد القوة العسكرية وتزايد تحديات التجنيد، فإن قدرة روسيا على مواصلة عدوانها تتضاءل.

ورغم أن بوتن قد يتشبث بأوهام العظمة، فإن المجتمع الدولي يدرك الحقيقة: وهي أن روسيا تتعثر. لقد أظهرت أوكرانيا، على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجهها، مرونة وعزيمة في مواجهة العدوان الروسي. 

ومن خلال تأمين الدعم من الحلفاء والاستفادة من التضامن الدولي، تمكنت أوكرانيا من الصمود في مواقعها والرد على التوغلات الروسية.

ومع ذلك، فإن الطريق أمامنا لا يزال محفوفا بالتحديات. وتحتاج أوكرانيا بشكل عاجل إلى دعم إضافي، وخاصة في ما يتعلق بالمدفعية والذخائر. 

وعلى الرغم من وعود الاتحاد الأوروبي، فإن عمليات التسليم لم تكن كافية، مما ترك أوكرانيا عرضة للتقدم الروسي. ومن الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لتعزيز دفاعات أوكرانيا ومواجهة التفوق العسكري الروسي.

وعلاوة على ذلك، يتعين على أوكرانيا أن تحشد قواتها وأن تعزز قدراتها العسكرية لمواجهة التهديد المستمر الذي تفرضه روسيا. ومن خلال الاستثمار في تدريب وتجهيز قواتها، تستطيع أوكرانيا أن تعزز استعدادها وقدرتها على الصمود في مواجهة الهجمات المستقبلية. والتعاون الدولي، وخاصة من الدول الأوروبية، ضروري في هذا المسعى.

ويمثل الاستيلاء على الأصول الروسية في الخارج ملموسة لتمويل الجهود الدفاعية لأوكرانيا، ومن خلال إعادة توظيف هذه الأصول لصالح أوكرانيا، يستطيع المجتمع الدولي أن يبعث برسالة واضحة إلى بوتين، مفادها بأن “العدوان لن يمر دون عقاب”.

وتؤكد المقابلة التي أجراها بوتين على أهمية السياق التاريخي في فهم دوافعه. وكما أثبت التاريخ فإن زعماء روسيا ليسوا محصنين ضد الهزيمة، وبوتين ليس استثناءً. 

ومن خلال البقاء صامدين في التزامنا تجاه أوكرانيا ومحاسبة روسيا عن تصرفاتها، يمكننا أن نضمن إحباط طموحات بوتين، واستعادة السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي مواجهة الشدائد، فمن واجبنا الأخلاقي أن نقف مع أوكرانيا ونمنع عدوان بوتين من التصاعد إلى صراع أوسع نطاقا. 

وكما يؤكد النائب بن والاس عن حق، فإن التاريخ لديه طريقة في إعادة نفسه، ويتعين علينا أن نضمن تلبية بوتين لنده.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ومن خلال

إقرأ أيضاً:

روسيا تواصل تقدمها شرق أوكرانيا والكرملين يشترط ضمانات لإنهاء الحرب

أعلن الكرملين أن مسألة "الضمانات الأمنية" ستكون جزءا أساسيا من أي تسوية محتملة بين روسيا وأوكرانيا، وفي حين قال الجيش الروسي إنه سيطر على قرية تضم منجما للفحم قرب بوكروفسك شرقي أوكرانيا، أعلنت كييف أن دفاعاتها الجوية أسقطت 78 طائرة مسيرة من أصل 110 أطلقتها روسيا خلال الليل.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين -خلال مؤتمر صحفي- إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى مرارا استعداده للتواصل مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بشأن تأمين إنهاء الصراع.

تقدم روسي

من جانبه، أعلن الجيش الروسي سيطرته على قرية بيشتشاني، وهي قرية تضم منجما للفحم شرقي أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها "حررت" هذه البلدة الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات جنوب غرب بوكروفسك، وتضم منجما رئيسيا لاستخراج الفحم، لكن إنتاجه توقف بسبب المعارك.

وفي الأسابيع الأخيرة، أحكمت القوات الروسية قبضتها حول مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجيستية للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في المنطقة.

وستشكل سيطرة القوات الروسية على بوكروفسك ضربة قاصمة بالنسبة لكييف، ليس من الناحية العسكرية فحسب بل الاقتصادية أيضا، كونها تضم المنجم الوحيد الذي لا يزال حتى الآن تحت سيطرة الأوكرانية لإنتاج فحم الكوك الضروري لصناعة الفولاذ.

إعلان

وألحق الهجوم الروسي أضرارا بالغة بصناعة الصلب الأوكرانية، وهي ثاني أكبر قطاع تصدير بعد الزراعة، لكنها لا تزال تلعب دورا حيويا رغم الحرب الواسعة النطاق منذ نحو 3 سنوات.

بيانات أوكرانية

على صعيد آخر، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها أسقطت 78 طائرة مسيرة من أصل 110 أطلقتها روسيا خلال الليل، مشيرة إلى أن 31 مسيرة "فقدت" في إشارة لاستخدام وسائل الحرب الإلكترونية لإعادة توجيه مسار تلك الطائرات.

وقال المصدر ذاته إن حطاما متساقطا من طائرات مسيرة ألحق أضرارا بعدة بنايات تجارية وسكنية في 4 مناطق أوكرانية في الوسط والشمال والجنوب الشرقي.

كما أعلن الجيش الأوكراني اليوم ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، إلى نحو 809 آلاف و760 جنديا، بينهم 1510 لقوا حتفهم، أو أصيبوا، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على فيسبوك، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

وبحسب البيان، فقد دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 9764 دبابة، منها 8 دبابات أمس الأحد، و20 ألفا و315 مركبة قتالية مدرعة، و21 ألفا و876 نظام مدفعية، و1261 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1044 من أنظمة الدفاع الجوي.

وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 369 طائرة حربية، و331 مروحية، و22 ألفا و204 طائرات مسيرة، و3018 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و33 ألفا و708 من المركبات وخزانات الوقود، و3695 من وحدات المعدات الخاصة.

ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصادر مستقلة.

مقالات مشابهة

  • روسيا تكشف سبب تصعيد هجماتها على البنية التحتية في أوكرانيا
  • وزير المالية خلال مؤتمر التعدين الدولي يؤكد أهمية الاستثمار في قطاع التعدين
  • الجيش الروسي يعلن السيطرة بلدة في شرق أوكرانيا
  • الكويت.. حبس وزير الداخلية والدفاع السابق 14 عاما
  • روسيا: إسقاط 146 مسيرة أوكرانية خلال يوم واحد
  • وزير الخارجية الروسي يؤكد ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي
  • وزير الدفاع الألماني يؤكد لزيلينسكي استمرار الدعم لأوكرانيا مهما كانت نتيجة الانتخابات
  • الكويت.. حكم بحبس وزير الداخلية السابق طلال الخالد 14 عامًا
  • روسيا تواصل تقدمها شرق أوكرانيا والكرملين يشترط ضمانات لإنهاء الحرب
  • روسيا تطلب ضمانات بشأن اتفاق محتمل مع أوكرانيا