مرافعة “تاريخية” قامت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية، هكذا وصفها خبراء وسياسيون، والذين أكدوا أن مضر وضعت الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضع مساءلة ومحاسبة؛ نتيجة لمخالفتها كافة الاتفاقيات الدولية والأعراف والمواثيق ضد الشعب الفلسطيني، وقد أوضحت موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

محمد الغباشي: المرافعات شفهية ولكنها تكون مُسجّلة

من جانبه، قال اللواء محمد الغباشي الخبير السياسي، إن المرافعات أمام محكمة العدل الدولية رغم أنها شفهية، لكنها تكون مُسجّلة، وكل تعبير وكلمة قيلت أثناء المرافعة يؤخذ بها، ويتم تسجيله.

وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن الجميع رأى مرافعات شفهية لعدد من الدول العربية والأجنبية، وحتى مرافعة الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هو معتاد ومتوقّع منها، تقوم بالدفاع عن إسرائيل، حتى وإن كانت ظاهريًا تُعلن عن مواقفها لمنع استمرار قتل المدنيين، وأعمال الإبادة، والتفكير في حلول للسلام، ولكنها تملك قدر كبير من المناورة والبُعد عن الحقيقية؛ لاستمرار دعمها الكامل لإسرائيل.

وأكد “الغباشي” أن المرافعة الشفهية يتم تسجيلها، وفي العلم الحديث يتم تحويل كافة الكلام إلى مكتوب، ويتم أخذ نسخة من المرافعة، وأنه في القانون يقوم القضاه بتسجيل كافة النقاط التي يراها مهمة في المرافعة في المذكرات الخاصة بهم، لتكون مرجعية لهم عند اتخاذ القرار.

وأشار إلى وجود عددٍ من الدول العربية التي ترافعت، وجميعها كانت تدين إسرائيل، لكن كانت المرافعة المصرية شاملة وكاملة، أخذت البنود كملخّص للأحداث، وبوقائع تاريخية وإثباتات، طبقًا للقانون الدولي والأعراف والتقاليد الدولية، وأثبتت أن فلسطين هي أكثر دولة تحت الاحتلال في العصر الحديث، وأطول فترة احتلال تقوم به إسرائيل، وكل ما تقوم به السُلطات الإسرائيلية هي أعمال احتلال غاشمة لأطول فترة.

وتابع: “ذكرت المرافعة أن إسرائيل لم تقم بواجباتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بل احتلّت أرضهم، ونفّذت مجازر، ثم طرد لأبناء الشعب الفلسطيني، ومنعت رجوعهم إلى أرضهم، واستمرار المعاملة السيئة، ومنعهم من إبداء الشعائر الدينية، والصلاة في المسجد الأقصى، وكذلك الإجراءات التي يقوم بها المستوطنون، والعنف في مواجهة أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في القدس، والذي هو مدعوم بحماية الجيش الإسرائيلي”.

وأوضح أن المرافعة كشفت انسداد الأفق، وعدم وضوح الرؤية لأبناء الشعب الفلسطيني من حلول، سواءً اقتصادية، أو سياسية،أو أمنية، وتوافر وسائل الإعاشة، مؤكدًا أن المرافعة كانت شاملة، وتغطي كافة بنود المعاناة، والإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال، وإجراءات الإبادة، وعدم توفير الضمانات التي يحققها القانون الدولي للشعب تحت الاحتلال.

ولفت “الغباشي” إلى أن أن مصر ليست في حاجة إلى الدفاع عن نفسها أمام إسرائيل، وأكبر من أن تعلن لإسرائيل عن ماذا تفعل؛ لأنها تعلم علم اليقين كل الإجراءات التي تفعلها مصر، وحرص مصر على القضية الفلسطينية، ودائمًا ما تسعى إلى الكذب، ومحاولة إحداث شِقاق في الصف المصري العربي والفلسطيني؛ لبذل كل الجهد لتخريب الصف المصري العربي والفلسطيني.

رضا فرحات: رسالة مصر أمام المحكمة كانت “جامعة”

وفي السياق ذاته، قال اللواء رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية، إن المرافعة أمام محكمة العدل الدولية تكون شفهية، ويليها تقديم مذكرة، وإن رسالة مصر أمام المحكمة كانت جامعة، وأوضحت للعالم الموقف الإسرائيلي المتعنّت، وركّزت على أن إسرائيل وضعت غزة في ظروف حياة مستحيلة، وقامت بإعاقة وصول المساعدات إلى الأشقاء في غزة.

وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن الكلمة أشارت إلى أن هناك مخطط مزمع الاقتحام رفح، وحذّرت من التعامل بريًا، كما ركّزت على موضوع المستوطنات، والتوسّع التي تقوم به إسرائيل في توسيع الاستطانة على حساب الأراضي الفلسطينية، وهذا أمر مخالف للاتفاقيات الدولية.

وأكد أن الكلمة أشارت إلى أن الحل الوحيد والآمن، لن يتحقق إلا بدولة فلسطينية مستقلّة، وأنه ليس هناك أُفق سياسي واضح وبوادر لحل القضية الفلسطينية سياسيًا، وأن إسرائيل وضعت نُصب أعينها الحل العسكري، والإشارة إلى أن مصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين.

ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن المحكمة ستقوم بتجميع الآراء، ثم إصدار الرأي الاستشاري وتسليمه إلى الأمم المتحدة، ثم مروره على مجلس الأمن ليصطدم بالمواقف المتناقضة للولايات المتحدة الأمريكية، ودعمها الغير مباشر لإسرائيل، موضحًا أن مصر قدّمت أكثر من 80% من الدعم والمساعدات الإنسانية، على الرغم من الظروف الاقتصادية، وأن موقف مصر ثابت، ولن ينتهِ بشأن القضية الفلسطينية، والتي تسعى دائمًا إلى الهُدن الإنسانية للحل السلمي للقضية.

ولفت اللواء “فرحات” إلى أن وفد من حماس وصل إلى القاهرة؛ لاستكمال موضوع المفاوضات على تسليم الرهائن، للوصول إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ما بين الجانبين وإيقاف الحرب.

وتابع: “من المهم التركيز على أن إسرائيل ونتنياهو تحديدًا خسر العالم كله، بسبب محاولاته لكسب قضيته هو في الداخل الإسرائيلي، وكل ما يفعله الآن هو محاولة لإنقاذ نفسه، وإنقاذ حكومته من إجراءات المحاكمة التي تنتظره في حال انتهاء ولايته، لذا يحاول أن يغطّي كل ما يتعرّض له في الداخل الإسرائيلي، بما يحدث في قطاع غزة، وكلما طال الأمد كلما يخسر تأييد العالم”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محكمة العدل الدولية العدل الدولية مرافعة مصر أمام محكمة العدل القضية الفلسطينية انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العدل الدولیة أن إسرائیل مصر أمام إلى أن

إقرأ أيضاً:

القيادية الفلسطينية المحررة خالدة جرار: إسرائيل لا تعامل الأسرى كبشر

#سواليف

قالت الأسيرة المحررة والقيادية الفلسطينية #خالدة_جرار، إن إدارات #السجون_الإسرائيلية لا تتعامل مع #الأسرى والأسيرات كبشر، ووصفت أوضاع السجون في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها الأسوأ منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش استقبالها المهنئين في قاعة عامة بمدينة رام الله، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال ليلة الأحد/ الاثنين ضمن أخريات، بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

في المقابل، أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” الأحد سراح 3 أسيرات “مدنيات” إسرائيليات من قطاع #غزة كن في حالة صحية جيدة ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل ومنحتهن هدايا تذكارية.

مقالات ذات صلة من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه 2025/01/21

وذكرت جرار أن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل “هي الأصعب منذ عام 1967”.

وقالت: “لم تكن الظروف بمثل هذه القسوة، سواء من حيث الاعتداء المتكرر على الأسرى والأسيرات أو رش الغاز المستمر، أو رداءة نوعية وكمية الطعام، أو سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها سلطات الاحتلال”.

وأضافت: “مكثت 6 أشهر في العزل وخرجت منه أمس الاثنين”.

والأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين #حماس وإسرائيل ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، كما تم إطلاق 3 إسرائيليات من غزة، و90 أسيرة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، بينهم خالدة جرار.

وأشارت القيادية الفلسطينية إلى أن “ما يجري في السجون نتيجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية و(وزير الأمن القومي المستقيل) إيتمار بن غفير الذي يحاول أن يتعامل مع الأسيرات والأسرى وكأنهم ليسوا بشرا”.

وظهرت جرار (61 عاما) لحظة الإفراج عنها فجر الاثنين من سجن عوفر غرب رام الله، بمظهر غير مألوف: بيضاء الشعر نحيلة الجسد لا تكاد تقوى على السير.

وتعد جرار قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإحدى أبرز الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيات لا سيما الأسيرات، وهي برلمانية سابقة، وتملك حضورا شعبيا، وتحظى بتقدير واحترام واسعين.

واعتقلت في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023 من منزلها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري.

والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفا سريا يُمنع المحامي و/ أو المعتقل من الاطلاع عليه.

وقالت الأسيرة المحررة: “قبيل الإفراج عنا، تم التعامل معنا بقسوة كبيرة جدا وتعرضنا للاعتداء بالضرب في محاولة لإذلالنا وإهانتنا بشكل مقصود متعمد”.

وشددت في حديثها على أن قضية الأسرى والأسيرات “جزء من قضايا شعبنا ويجب التصدي بشكل وطني لكل السياسات التي تمارس بحقهم لحين تحررهم جميعا”.

ولفتت إلى عدم تمييز سلطات السجون الإسرائيلية بين الأسرى والأسيرات “فالجميع يتلقى #معاملة_قاسية: استفزاز ليلي، مصادرة كل شيء حتى الملابس، حرمان من الزيارات”.

وتحدثت جرار عن “وجود عدد كبير من الأسرى في زنازين انفرادية وظروف قاسية جدا”.

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل 1737 أسيرا فلسطينيا بينهم 295 محكومون بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وفق ما أعلنه مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس.

وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • عضو منظمة التحرير الفلسطينية: إسرائيل تهدف للاستيلاء على نابلس وجنين
  • جبريل الرجوب قيادي حركة فتح التي ترأس السلطة الفلسطينية يتراجع عن تصريحات “مغربية الصحراء”
  • اقتصاديون يوضحون: "إي آند" الإماراتية الأسرع نمواً في العالم لهذه المقومات
  • مسؤول ألماني: سموتريتش يضر بموقف إسرائيل أمام الجنائية الدولية
  • إيران تشكك في اختصاص محكمة العدل الدولية بقضية الطائرة الأوكرانية
  • لا مجال لعودة السلطة الفلسطينية..إسرائيل تؤكد استمرار سيطرتها على معبر رفح
  • ألونسو يكشف أسباب الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد
  • رئيس الحكومة الفلسطينية يكشف خطوات التصعيد ضد إسرائيل
  • أسبابٌ أجبرت “إسرائيل” على الصفقة
  • القيادية الفلسطينية المحررة خالدة جرار: إسرائيل لا تعامل الأسرى كبشر