"مُسجلة".. خبراء سياسيون يوضحون أسباب المرافعة الشفهية لمصر أمام العدل الدولية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
مرافعة “تاريخية” قامت بها مصر أمام محكمة العدل الدولية، هكذا وصفها خبراء وسياسيون، والذين أكدوا أن مضر وضعت الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، موضع مساءلة ومحاسبة؛ نتيجة لمخالفتها كافة الاتفاقيات الدولية والأعراف والمواثيق ضد الشعب الفلسطيني، وقد أوضحت موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال اللواء محمد الغباشي الخبير السياسي، إن المرافعات أمام محكمة العدل الدولية رغم أنها شفهية، لكنها تكون مُسجّلة، وكل تعبير وكلمة قيلت أثناء المرافعة يؤخذ بها، ويتم تسجيله.
وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن الجميع رأى مرافعات شفهية لعدد من الدول العربية والأجنبية، وحتى مرافعة الولايات المتحدة الأمريكية، وكما هو معتاد ومتوقّع منها، تقوم بالدفاع عن إسرائيل، حتى وإن كانت ظاهريًا تُعلن عن مواقفها لمنع استمرار قتل المدنيين، وأعمال الإبادة، والتفكير في حلول للسلام، ولكنها تملك قدر كبير من المناورة والبُعد عن الحقيقية؛ لاستمرار دعمها الكامل لإسرائيل.
وأكد “الغباشي” أن المرافعة الشفهية يتم تسجيلها، وفي العلم الحديث يتم تحويل كافة الكلام إلى مكتوب، ويتم أخذ نسخة من المرافعة، وأنه في القانون يقوم القضاه بتسجيل كافة النقاط التي يراها مهمة في المرافعة في المذكرات الخاصة بهم، لتكون مرجعية لهم عند اتخاذ القرار.
وأشار إلى وجود عددٍ من الدول العربية التي ترافعت، وجميعها كانت تدين إسرائيل، لكن كانت المرافعة المصرية شاملة وكاملة، أخذت البنود كملخّص للأحداث، وبوقائع تاريخية وإثباتات، طبقًا للقانون الدولي والأعراف والتقاليد الدولية، وأثبتت أن فلسطين هي أكثر دولة تحت الاحتلال في العصر الحديث، وأطول فترة احتلال تقوم به إسرائيل، وكل ما تقوم به السُلطات الإسرائيلية هي أعمال احتلال غاشمة لأطول فترة.
وتابع: “ذكرت المرافعة أن إسرائيل لم تقم بواجباتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بل احتلّت أرضهم، ونفّذت مجازر، ثم طرد لأبناء الشعب الفلسطيني، ومنعت رجوعهم إلى أرضهم، واستمرار المعاملة السيئة، ومنعهم من إبداء الشعائر الدينية، والصلاة في المسجد الأقصى، وكذلك الإجراءات التي يقوم بها المستوطنون، والعنف في مواجهة أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في القدس، والذي هو مدعوم بحماية الجيش الإسرائيلي”.
وأوضح أن المرافعة كشفت انسداد الأفق، وعدم وضوح الرؤية لأبناء الشعب الفلسطيني من حلول، سواءً اقتصادية، أو سياسية،أو أمنية، وتوافر وسائل الإعاشة، مؤكدًا أن المرافعة كانت شاملة، وتغطي كافة بنود المعاناة، والإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال، وإجراءات الإبادة، وعدم توفير الضمانات التي يحققها القانون الدولي للشعب تحت الاحتلال.
ولفت “الغباشي” إلى أن أن مصر ليست في حاجة إلى الدفاع عن نفسها أمام إسرائيل، وأكبر من أن تعلن لإسرائيل عن ماذا تفعل؛ لأنها تعلم علم اليقين كل الإجراءات التي تفعلها مصر، وحرص مصر على القضية الفلسطينية، ودائمًا ما تسعى إلى الكذب، ومحاولة إحداث شِقاق في الصف المصري العربي والفلسطيني؛ لبذل كل الجهد لتخريب الصف المصري العربي والفلسطيني.
رضا فرحات: رسالة مصر أمام المحكمة كانت “جامعة”وفي السياق ذاته، قال اللواء رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية، إن المرافعة أمام محكمة العدل الدولية تكون شفهية، ويليها تقديم مذكرة، وإن رسالة مصر أمام المحكمة كانت جامعة، وأوضحت للعالم الموقف الإسرائيلي المتعنّت، وركّزت على أن إسرائيل وضعت غزة في ظروف حياة مستحيلة، وقامت بإعاقة وصول المساعدات إلى الأشقاء في غزة.
وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن الكلمة أشارت إلى أن هناك مخطط مزمع الاقتحام رفح، وحذّرت من التعامل بريًا، كما ركّزت على موضوع المستوطنات، والتوسّع التي تقوم به إسرائيل في توسيع الاستطانة على حساب الأراضي الفلسطينية، وهذا أمر مخالف للاتفاقيات الدولية.
وأكد أن الكلمة أشارت إلى أن الحل الوحيد والآمن، لن يتحقق إلا بدولة فلسطينية مستقلّة، وأنه ليس هناك أُفق سياسي واضح وبوادر لحل القضية الفلسطينية سياسيًا، وأن إسرائيل وضعت نُصب أعينها الحل العسكري، والإشارة إلى أن مصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن المحكمة ستقوم بتجميع الآراء، ثم إصدار الرأي الاستشاري وتسليمه إلى الأمم المتحدة، ثم مروره على مجلس الأمن ليصطدم بالمواقف المتناقضة للولايات المتحدة الأمريكية، ودعمها الغير مباشر لإسرائيل، موضحًا أن مصر قدّمت أكثر من 80% من الدعم والمساعدات الإنسانية، على الرغم من الظروف الاقتصادية، وأن موقف مصر ثابت، ولن ينتهِ بشأن القضية الفلسطينية، والتي تسعى دائمًا إلى الهُدن الإنسانية للحل السلمي للقضية.
ولفت اللواء “فرحات” إلى أن وفد من حماس وصل إلى القاهرة؛ لاستكمال موضوع المفاوضات على تسليم الرهائن، للوصول إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ما بين الجانبين وإيقاف الحرب.
وتابع: “من المهم التركيز على أن إسرائيل ونتنياهو تحديدًا خسر العالم كله، بسبب محاولاته لكسب قضيته هو في الداخل الإسرائيلي، وكل ما يفعله الآن هو محاولة لإنقاذ نفسه، وإنقاذ حكومته من إجراءات المحاكمة التي تنتظره في حال انتهاء ولايته، لذا يحاول أن يغطّي كل ما يتعرّض له في الداخل الإسرائيلي، بما يحدث في قطاع غزة، وكلما طال الأمد كلما يخسر تأييد العالم”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محكمة العدل الدولية العدل الدولية مرافعة مصر أمام محكمة العدل القضية الفلسطينية انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العدل الدولیة أن إسرائیل مصر أمام إلى أن
إقرأ أيضاً:
أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
قالت الدكتورة فاتو بنسودة، المدعى العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامى الجامبى لدى المملكة المتحدة حالياً، فى أول حوار لها فى وسائل الإعلام بعد انتهاء عملها فى المحكمة، إنها اتخذت القرار الصحيح بفتح تحقيقات عن الوضع فى فلسطين، مشيرة إلى أنها تعرضت لتهديدات من أمريكا وإسرائيل بسبب فتح قضية الجرائم الإسرائيلية بالأراضى الفلسطينية.
وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أنها تعرضت للتهديدات هى وزوجها وأفراد عائلتها لترك القضية وعدم الاستمرار فيها، لكنها كانت واثقة بشكل كامل أنها على الطريق الصحيح ولم تلتفت للتهديدات، موضحة أن الجرائم الإسرائيلية خلال فترة عملها أوسع مما يحدث الآن، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حكمه فرض عقوبات عليها وعلى زميل لها فى قسم الاختصاص، لكنها لم تتوقف لأنها كانت متأكدة أن ما تفعله هو الصواب.. وإلى نص الحوار:
أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابقمتى بدأ عملكِ فى المحكمة الجنائية الدولية؟
خدمت فى المحكمة الجنائية الدولية منذ عام 2004، وتم انتخابى نائباً للمدعى العام فى عام 2004، ثم عملت حتى عام 2011 مع المدعى العام حينها حتى أكمل فترة ولايته كاملة، ثم أُعيد انتخابى، وانتُخبت مرة أخرى كمدعٍ عام رئيسى، ومن هنا بدأت خدمتى فى عام 2012 حتى انتهيت فى عام 2021، وأمضيت ما يقرب من 18 عاماً فى المحكمة.
هل حاولت فلسطين رفع قضية ضد إسرائيل فى المحكمة من قبل؟
نعم، خلال عام 2009 حاولت فلسطين رفع قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولكن فى ذلك الوقت لم تكن فلسطين دولة طرفاً فى نظام روما الأساسى، وهو النظام الذى بموجبه تعمل المحكمة، وإذا لم تكن دولة عضواً فإن «الجنائية الدولية» ليس لها ولاية قضائية على أراضيك، لذا عندما حاولوا القيام بذلك فى عام 2009، قرر المدعى العام السابق وجميعنا فى ذلك الوقت أننا لا نستطيع تولى القضية لأنهم لم يكونوا دولة طرفاً فى نظام روما، وكان علينا رفض القضية.
فلسطين حاولت رفع قضية أمام «الجنائية الدولية» خلال عام 2009ماذا حدث بعد انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية؟
فى عام 2015 انضمت فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية ونظام روما الأساسى، وقدمت إلى الأمين العام للأمم المتحدة طلباً بانضمامها مصحوباً بإعلان مخصص تقبل بموجبه الدولة ولاية المحكمة على الأحداث هناك، وقدموا صكوك التصديق الخاصة بهم لدى الأمين العام لأن هذا هو الإجراء الذى يجب اتباعه، وحينها أصبحت دولة عضواً، وفى الوقت نفسه أصدروا إعلاناً بقبول اختصاص المحكمة.
كيف تعاملت مع انضمام فلسطين إلى الجنائية الدولية؟
لقد اتخذت القرار فى عام 2015 بفتح تحقيقات فى الوضع بفلسطين، وكان ذلك أول فحص وتحقيق بدأته، حينها كان هناك الكثير من المناقشات والجدال حول ما إذا كان بإمكانى أو لا ينبغى لى القيام بذلك، لأن فلسطين لم تكن دولة، لكننى أخبرتهم، وجادلت بأننى لست هناك لتحديد دولة فلسطين، لكننى هناك لتحديد ما إذا كان من الممكن الآن ممارسة اختصاص المحكمة فى فلسطين، و2019 تقدمت بطلب إلى القضاة أطلب منهم السماح لى بفتح تحقيق فى فلسطين، كنت أرغب فى ذلك بشكل كبير، وقررت التواصل مع القضاة حتى يتمكنوا من إعطائى الإذن أو إخبارى بأن الطريق الذى أسير فيه هو الطريق الصحيح، وقم تم بالفعل.
بنسودة: كنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقاً للقانون والأدلةهل تعرضتِ لضغوطات من داخل المحكمة أو الولايات المتحدة للعدول عن قرارك؟
بالفعل خلق تحركى بشأن فلسطين والتحقيقات فى الأوضاع هناك الكثير من الجدل، وانضمت العديد من الدول وقالت إنه لا يمكننى القيام بذلك، وقال لى البعض إننى لا أستطيع أن أفعل ذلك، وهناك من دعمنى، وهناك من لم يدعمنى، لكننى كنت واثقة بشكل كامل أننى على الطريق الصحيح، واستمررت فى القضية حتى عام 2020، وواجهت ضغوطات كما واجه مكتبى الضغوطات نفسها وقالوا إنه لا يجب أن أفتح القضية فى فلسطين، وهددونى بأنهم سيعاقبوننى إذا مضيت قُدماً فى القضية، لكننى واصلت ولم ألتفت لكل هذه الأمور، لأننى أعتقد أن هذا هو الشىء الصحيح الذى يجب القيام به، لذلك فرض الرئيس الأمريكى وقتها دونالد ترامب عقوبات علىَّ وعلى زميل آخر لى فى قسم الاختصاص، لكن كل ذلك لم يوقفنى لأننى أعلم أن ما أفعله هو الصواب، لقد كنت على حق وفقاً للقانون، ووفقاً للأدلة.
بنسودة: فُرضت عليّ عقوبات بسبب فتح قضية فلسطين أمام المحكمةكيف بدأت التحقيق بشأن الأوضاع والانتهاكات الإسرائيلية فى فلسطين؟
بعد وصول الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى السلطة، رفعوا العقوبات عنى وعن زميلى، وقرر القضاة إعطائى السلطة القضائية لفتح الوضع فى فلسطين، وقبل مغادرتى فتحت القضية لأنه يجب على المحكمة الجنائية الدولية أن تتدخل للتحقيق فيها، وأعتقد أن هذا مهّد الطريق لخليفتى المدعى العام الحالى ليكون قادراً على التحقيق فى الوضع وتوجيه الاتهامات، ومع مرور الوقت والتطورات الحالية وجَّه خليفتى اتهامات ضد نتنياهو وجالانت وآخرين، وأعتقد أن القضية مستمرة ولن تنتهى، ربما يكون أحد التحديات التى سنواجهها هى الاعتقالات، ولكن على الأقل كانت القضية مفتوحة وتم إصدار أوامر.
بنسودة: ما حدث في فلسطين خلال فترة ولايتي أفظع مما يحدث اليومما هى الاتهامات التى تم توجيهها لإسرائيل أثناء عملك كمدعٍ عام للمحكمة؟
ما يحدث فى غزة وفلسطين أمر فظيع ولا يمكن القبول به، ويتم ارتكاب العديد من الجرائم فى هذه الحرب، الوضع هناك لا يطاق، لكن خلال ولايتى كانت الجرائم التى طلبت توجيه اتهامات بسببها أوسع بكثير مما تم توجيه الاتهامات بسببه خلال الأحداث الجارية، لأننى فى ذلك الوقت طلبت التحقيق فى قضية المستوطنات الإسرائيلية التى كانت تحدث وجرائم أخرى، ولكن فى القضية المرفوعة حالياً، أعتقد أنها تقتصر على الجرائم التى حدثت منذ السابع من أكتوبر فقط، لذا هذا هو الفرق بينى وبين خليفتى، ربما يتم توجيه اتهامات أخرى فى المستقبل لكننى أدرك أن ما أردت أن أبحث فيه فى ذلك الوقت كان أوسع مما هو متهم به الآن.
تعرضت للتهديدات هي وأسرتها لإسقاط القضيةهل تعرضت للتهديدات من الولايات المتحدة وإسرائيل؟
نعم تعرضت لتهديدات عديدة، وليس أنا وحدى، بل وأسرتى، لقد كان وقتاً صعباً وعصيباً جداً بالنسبة لى، كانت هذه التهديدات فقط من أجل إسقاط القضية، وبالإضافة إلى العقوبات التى فُرضت ضدى، تم حظر حسابى المصرفى، وتأشيرتى إلى الولايات المتحدة، رغم أننى كانت لدىّ التزامات وكنت أريد إبلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما يحدث معى ولكن تم إلغاء تأشيرتى وبالطبع هناك بعض الأشخاص أو بعض الدول التى دعمت ذلك، وحاولت إسرائيل بطريقة ما التأثير علىَّ لعدم الاستمرار فى القضية، لكننى لم أتعامل مع كل ذلك على محمل الجد، أعلم أنه كان لدىَّ واجب ومسئولية للقيام بما كان من المفترض أن أفعله بصفتى المدعى العام الرئيسى فى هذا الموقف، لذلك مضيت قُدماً وقمت بعملى، وكان الأمر صعباً، وأثناء عملى كان من الصعب تكليف موظفىّ، وخاصة أولئك الذين هم من أمريكا، لأنهم سيتأثرون بشكل مباشر بالعقوبات التى فرضتها حكومة دونالد ترامب علىّ فى ذلك الوقت، وظلت العقوبات حتى جاء جو بايدن.
نشرت صحيفة جارديان منذ أشهر عن التهديدات التى تعرضت لها.. هل ما نُشر عنك حقيقى؟
أعتقد أن الصحفيين فى «جارديان» أجروا الكثير من الأبحاث خاصة فى مدينة لاهاى بهولندا، وهو مقر المحكمة، لأننى عندما تلقيت التهديدات أبلغت مكتبى وأفراد الأمن فى مكتبى وأبلغنا السلطات الهولندية بهذا الأمر، فكل ما نُشر وما قيل صحيح وأؤكد أنه صحيح، لقد تعرضت لهذه التهديدات وكذلك أفراد عائلتى، وحاولوا العثور على أدلة ضدى ربما أكون قد فعلت شيئاً ما أو أن زوجى فعل شيئاً وكانوا سيستخدمونه ضدى، والسبب الرئيسى وراء كل ما حدث هو ترك القضية وعدم الاستمرار فيها، وأشكر الله أننى تمكنت من المضى قدماً والاستمرار على الرغم من كل التهديدات التى وُجهت لى.
كيف تعلقين على التهديدات التى تطال المحكمة بعد قرار اعتقال نتنياهو وجالانت؟
لا ينبغى لنا إطلاقاً السماح لأى حسابات سياسية بالتأثير على المحكمة وعلى صنع القرار، ويجب على جميع الدول الموقعة على نظام روما الأساسى أن تتعاون وتحمى المحكمة من الضغوطات والتهديدات والتلاعب بقراراتها، ويجب أن نحمى المحكمة والعاملين بها للقيام بوظائفهم دون أى ضغوطات سياسية.
بنسودة: هناك أفريقيا إيجابية.. وأخرى سلبيةكيف ترين مستقبل أفريقيا فى ظل الصراعات المتنامية والداخلية؟
أفريقيا تنقسم لنصفين، أحدهما إيجابى والآخر سلبى، وما يتعلق بالسلبى، أنه ما زالت هناك الصراعات السيئة للغاية، وكل هذه الصراعات تؤثر على الأفارقة ويكون الضحايا دائماً من المدنيين، ويكفى ما يحدث فى السودان الآن وتيجراى وأماكن أخرى، وهذا ليس إيجابياً، وأعتقد أنه بصفتنا أفارقة، يتعين علينا إيجاد طريقة لمعرفة السبب الجذرى وراء كل هذه الصراعات ونحاول التعامل معها، لكن على الجانب الآخر هناك بعض الأشياء الإيجابية التى تحدث، على سبيل المثال، فيما يتعلق بالانتخابات، معظم الأحيان تندلع الصراعات بعد الانتخابات أو محاولة الحصول على السلطة أو محاولة الاحتفاظ بالسلطة، وإذا نظرت إلى بوتسوانا مثلاً والطريقة التى تحولت بها السلطة بشكل سلمى فهذا أمر جيد، وغانا أيضاً هى مثال آخر، أعتقد أنه منذ أيام فقط فقط كانت السلطة تتغير دون قتال ثم تجد الرئيس المنتهية ولايته والرئيس القادم يجلسان ويتناقشان، وأعتقد أننا يجب أن نحاول كأفارقة قدر الإمكان محاكاة هذا النوع من الأمثلة حتى نتمكن من تجنب الصراعات التى تحدث.
هل سيؤدى التعاون بين أفريقيا وأوروبا إلى التنمية المستقبلية والنمو الاقتصادى للقارة؟
بالطبع سيحدث ذلك، لكن فى أفريقيا نحن بحاجة إلى إعادة ضبط العلاقات التى لدينا، يجب علينا دائماً أن نحاول الوصول إلى وضع مربح للجانبين، فلا ينبغى لنا أن نتعرض للظلم من أجل مصلحة الآخرين، ولأننا كأفارقة لدينا الكثير لنقدمه من حيث الموارد، سواء الموارد البشرية أو موارد أخرى، وهذه القارة لديها ما يكفى بالفعل لتقدمه، نحن بحاجة للبدء فى إقامة تعاون أفضل بين بلدان الجنوب، وأعتقد أن هذا أمر بالغ الأهمية، وعندما نتعامل مع الخارج، أو مع الغرب، فلنتأكد من أننا فى وضع لا نخسر فيه، فنحن يجب ألا نكون فى وضع غير مناسب أو يستفيد فيه شركاؤنا ونحن نخسر، هذا ما يجب على أفريقيا أن تفعله.
السعى للسلطة.. أبرز أسباب الصراعات في القارة السمراءما هو السبب الرئيسى وراء الصراعات فى أفريقيا؟
هناك العديد من الأسباب، ولكن بشكل أساسى السبب محاولة اكتساب السلطة أو محاولة الاحتفاظ بالسلطة، وهناك أسباب أخرى، على سبيل المثال هناك أسباب اقتصادية، ومن المؤسف أن هناك أحياناً أسباباً قبلية وراء حدوث الصراعات، وفى أغلب الأحيان يكون الهدف هو السيطرة ومحاولة فرضها، سواء كان ذلك على الأراضى، أو الموارد، أو السلطة، أو عدم فقدان السلطة، وهذا هو المصدر الرئيسى للعديد من الصراعات التى نشهدها فى أفريقيا، والتى تتلخص فى القتال على الأراضى أو التنافس على منصب الرئيس.
كيف كان شعورك حين أعلنت مجلة فوربس أنك ضمن الأكثر تأثيراً فى العالم؟
كان خبراً ساراً بالفعل، أعتقد أنه شرف كبير أن أجد نفسى جديرة بالوجود فى القائمة، لكننى أريد أن أذكّرك أنها ليست المرة الأولى، ففى 2015 أدرجتنى مجلة تايم ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة فى العالم فى عددها السنوى، وذلك بسبب دورى باعتبارى صوتاً رائداً يضغط على الحكومات لدعم السعى لتحقيق العدالة.