دينا محمود (عدن، لندن)

أخبار ذات صلة «سنتكوم»: تدمير 14 صاروخاً وطائرة مسيرة في اليمن الأمم المتحدة تحذر من القرصنة قبالة الساحل الأفريقي

لم يكد اليمنيون المنكوبون بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم يتعافون نسبياً من تبعات الصراع المستعر في بلادهم جراء الممارسات العدوانية لجماعة الحوثي، حتى وضعهم التصعيد العسكري الحالي للحوثيين، على شفا العودة للمربع الأول للاضطرابات التي تعصف بهم، منذ عقد كامل من الزمان.


فالهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون منذ عدة أشهر وتهدد حركة الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر، تلقي بظلال كثيفة من الشكوك على المكاسب التي تحققت على مدار العامين الماضييْن على الساحة اليمنية، تحديداً منذ أن تم التوصل في إبريل 2022، إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة، برعاية الأمم المتحدة، وهي التهدئة التي ظلت صامدة عملياً إلى حد كبير، حتى رغم انتهاء سريانها رسمياً، في مطلع أكتوبر من العام نفسه.
وزاد من خطورة هذه الاعتداءات، تزامنها مع مواصلة مسلحي الحوثي، فرض الحصار على عدد من المدن والبلدات اليمنية، ما يحول دون وصول المواد الغذائية والمياه والمساعدات الإنسانية الحيوية الأخرى إلى السكان، ممن يخشون من أن تصبح الأشهر القليلة المقبلة، أكثر صعوبة بالنسبة لهم، على ضوء تصاعد النزعات العدوانية للحوثيين.
وعزا محللون، إمعان جماعة الحوثي في تصعيدها الراهن، إلى ما شهدته شعبيتها من تراجع كبير، في الفترة السابقة مباشرة لشروعهم في شن هجماتهم على بعض السفن المارة في جنوب البحر الأحمر. 
كما ربطوا ذلك أيضاً، بتصاعد مشاعر خيبة الأمل والاستياء بين اليمنيين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة، سواء بسبب ممارساتها القمعية ضد خصومها، أو جراء الظروف الاقتصادية المتردية، التي يعيش أولئك السكان في ظلها.
كما أشار هؤلاء إلى أن التصعيد المتمثل في تواصل الهجمات الحوثية على السواحل، يُنذر كذلك بتجدد المعارك على نطاق واسع في الداخل اليمني، خاصة وأن الحوثيين عكفوا - وفقاً لمراقبين - على تجنيد مزيد من العناصر في الفترة الأخيرة، لتعويض الخسائر الفادحة، التي كانت قد لحقت بهم، في الشهور القليلة السابقة، لبدء سريان التهدئة للمرة الأولى في ربيع 2022.
وحذر المحللون، في تصريحات نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، من أن جماعة الحوثي تعتبر ما يحدث حالياً «فرصة ذهبية» لإلهاء اليمنيين عما يكابدونه من معاناة على مختلف الأصعدة، جراء ممارساتها العدائية طيلة أعوام، مؤكدين أن الجماعة ستعمل على إلقاء تبعة كل ما نجم عن سياساتها واعتداءاتها من ويلات، على شماعة القوى الخارجية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تصاعدت تحذيرات مسؤولي وكالات الإغاثة المحلية والدولية، من أن الأوضاع الحالية وما تقود إليه من زيادة كبيرة في تكاليف الشحن البحري، قد تقلص كميات الأغذية والأدوية والوقود الواصلة إلى اليمن، الذي يعتمد على الاستيراد لسد نحو 90% من احتياجاته الغذائية، ويحتاج ثلثا سكانه، أي ما يزيد على 21 مليون شخص، إلى إمدادات إغاثية.
وفي ديسمبر الماضي، انخفضت الواردات القادمة إلى اليمن عبر البحر الأحمر، بنسبة 17% على أساس شهري، وذلك وفقاً لبيانات كشف عنها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو ما يعود بشكل رئيس، لتكاليف الشحن الآخذة في التزايد. ويهدد كل ذلك، حسبما أكد الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، هدنة الأمر الواقع، التي جلبت فترة لا بأس بها من الهدوء النسبي إلى اليمن، وقد يقوض في الوقت نفسه، آمال الكثيرين في إمكانية استئناف المفاوضات الرامية لإيجاد تسوية للصراع، بعدما حصد أرواح مئات الآلاف من الأشخاص، وأجبر ملايين آخرين، على التحول إلى لاجئين ونازحين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليمن الأزمة اليمنية الأزمة في اليمن البحر الأحمر جماعة الحوثي البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

المجلس الأوروبي يمدد عملية «أسبيدس» في البحر الأحمر

عواصم (وام، الاتحاد) 

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي يتعهد بالرد على الرسوم الجمركية الأميركية مجلس الأمن يدين مقتل موظف أممي معتقل لدى "الحوثيين"

قرر المجلس الأوروبي في بروكسل، أمس، تمديد ولاية عملية الأمن البحري التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، والمعروفة باسم عملية «أسبيدس»، حتى 28 فبراير 2026، بمبلغ مبدئي يزيد على 17 مليون يورو لهذه الفترة.
كما قرر المجلس، في أعقاب المراجعة الاستراتيجية لعمليته الأمنية في البحر الأحمر، أن تكون العملية قادرة على جمع المعلومات حول الاتجار بالأسلحة وأساطيل الظل، بغية تقاسم هذه المعلومات مع الدول الأعضاء، والمفوضية الأوروبية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون «اليوروبول»، والمنظمة البحرية الدولية، بالإضافة إلى البيانات اللازمة لحماية السفن.
 وتأسست العملية الأمنية البحرية الأوروبية في البحر «أسبيدس» في فبراير 2024، كعملية أمنية دفاعية بهدف استعادة وحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتنشط العملية على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي، وتضمن وجوداً بحرياً للاتحاد الأوروبي في المنطقة التي استهدفت فيها العديد من هجمات «الحوثيين» السفن التجارية الدولية منذ أكتوبر 2023.
ويقع المقر الرئيسي لعملية «أسبيدس» في مدينة «لاريسا» بشمال وسط اليونان، ويرأسها العميد البحري فاسيليوس غريباريس.
وفي سياق ذي صلة، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أمس، إلى تضامن دولي واسع مترجم بخطوات عملية لدعم جهود استعادة الدولة في اليمن، وبسط نفوذه على كامل التراب الوطني، من أجل تحويل البحر الأحمر «من مصدر تهديد إلى جسر سلام». جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية حول أمن البحر الأحمر، على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن. ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد قال العليمي إن «السبيل لإيجاد حلول مستدامة هو دعم الحكومة اليمنية لحماية وتأمين ترابها الوطني، جنباً إلى جنب مع تنفيذ قرارات حظر تدفق الأسلحة إلى المليشيات في البلاد». وحذر من أن أي تأخير في إنهاء هذا التهديد «سيكلف العالم خسائر فادحة». وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أهمية التركيز على جذور المشكلة الرئيسية التي تحتاج إلى «إنهاء الانقلاب، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحظر الأسلحة، وردع القوى الداعمة للميليشيات عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن». 
وفي الفترة بين نوفمبر 2023 ويناير 2025، نفذ «الحوثيون» العديد من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أن هذه الهجمات تهدد البحر الأحمر بوصفه ممراً دولياً مهماً للتجارة العالمية، وبدأتا ضمن تحالف عسكري دولي في يناير 2024 تنفيذ ضربات جوية على مواقع لـ«الحوثيين»، الذين قاموا باستهداف سفن أميركية وبريطانية.  
 وفي سياق آخر، تحدث العليمي حول رؤية مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بشأن تحقيق السلام الشامل والدائم في اليمن والمنطقة، والدعم الأميركي والدولي المطلوب للحكومة في الجوانب التنموية والعسكرية والأمنية لتعزيز قدراتها بغية استكمال استعادة مؤسسات الدولة اليمنية، وبسط نفوذها على كامل ترابها الوطني.
  جاء ذلك خلال لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي مع السيناتور «الجمهوري» جو ويلسون، عضو لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي.
ونوه العليمي بقرار الإدارة الأميركية القاضي بإعادة تصنيف جماعة «الحوثي» منظمة إرهابية أجنبية، مجدِّداً التزام الحكومة اليمنية بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتنفيذ قرار التصنيف، كخيار ضغط لإحلال السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأوروبي يمدد عملية «أسبيدس» في البحر الأحمر
  • “11 فبراير” يعود بحصيلة تاريخية لـ 12 شهرًا.. اليمن يضاعف “الخروج الأمريكي المذل”
  • قبائل نهم بمأرب وصنعاء تعلن النفير العام استعدادًا لمواجهة أي تصعيد ضد اليمن
  • صحيفة إماراتية: تصعيد الحوثيين واحتواء الأمم المتحدة انتهاكاتهم يهدد التهدئة في اليمن
  • الاتحاد الأوروبي يمدد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر حتى 2026
  • ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء السودان
  • خبير سياحى بالغردقة.. عضوية مصر بالمجلس التنفيذي بمنظمة الأمم المتحدة لقطاع السياحةإضافة للسياحة المصرية
  • خبير سياحى: عضوية مصر بالمجلس التنفيذي بمنظمة الأمم المتحدة لقطاع السياحة تسهم فى دعم القطاع
  • أمام مجلس الأمن.. “هانس” يحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن
  • اليمن يبحث مع البحرين التطورات الإقليمية وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر