اليمنيون يدفعون ثمن تصعيد «الحوثي» في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
دينا محمود (عدن، لندن)
أخبار ذات صلة «سنتكوم»: تدمير 14 صاروخاً وطائرة مسيرة في اليمن الأمم المتحدة تحذر من القرصنة قبالة الساحل الأفريقيلم يكد اليمنيون المنكوبون بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم يتعافون نسبياً من تبعات الصراع المستعر في بلادهم جراء الممارسات العدوانية لجماعة الحوثي، حتى وضعهم التصعيد العسكري الحالي للحوثيين، على شفا العودة للمربع الأول للاضطرابات التي تعصف بهم، منذ عقد كامل من الزمان.
فالهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون منذ عدة أشهر وتهدد حركة الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر، تلقي بظلال كثيفة من الشكوك على المكاسب التي تحققت على مدار العامين الماضييْن على الساحة اليمنية، تحديداً منذ أن تم التوصل في إبريل 2022، إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة، برعاية الأمم المتحدة، وهي التهدئة التي ظلت صامدة عملياً إلى حد كبير، حتى رغم انتهاء سريانها رسمياً، في مطلع أكتوبر من العام نفسه.
وزاد من خطورة هذه الاعتداءات، تزامنها مع مواصلة مسلحي الحوثي، فرض الحصار على عدد من المدن والبلدات اليمنية، ما يحول دون وصول المواد الغذائية والمياه والمساعدات الإنسانية الحيوية الأخرى إلى السكان، ممن يخشون من أن تصبح الأشهر القليلة المقبلة، أكثر صعوبة بالنسبة لهم، على ضوء تصاعد النزعات العدوانية للحوثيين.
وعزا محللون، إمعان جماعة الحوثي في تصعيدها الراهن، إلى ما شهدته شعبيتها من تراجع كبير، في الفترة السابقة مباشرة لشروعهم في شن هجماتهم على بعض السفن المارة في جنوب البحر الأحمر.
كما ربطوا ذلك أيضاً، بتصاعد مشاعر خيبة الأمل والاستياء بين اليمنيين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة، سواء بسبب ممارساتها القمعية ضد خصومها، أو جراء الظروف الاقتصادية المتردية، التي يعيش أولئك السكان في ظلها.
كما أشار هؤلاء إلى أن التصعيد المتمثل في تواصل الهجمات الحوثية على السواحل، يُنذر كذلك بتجدد المعارك على نطاق واسع في الداخل اليمني، خاصة وأن الحوثيين عكفوا - وفقاً لمراقبين - على تجنيد مزيد من العناصر في الفترة الأخيرة، لتعويض الخسائر الفادحة، التي كانت قد لحقت بهم، في الشهور القليلة السابقة، لبدء سريان التهدئة للمرة الأولى في ربيع 2022.
وحذر المحللون، في تصريحات نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، من أن جماعة الحوثي تعتبر ما يحدث حالياً «فرصة ذهبية» لإلهاء اليمنيين عما يكابدونه من معاناة على مختلف الأصعدة، جراء ممارساتها العدائية طيلة أعوام، مؤكدين أن الجماعة ستعمل على إلقاء تبعة كل ما نجم عن سياساتها واعتداءاتها من ويلات، على شماعة القوى الخارجية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تصاعدت تحذيرات مسؤولي وكالات الإغاثة المحلية والدولية، من أن الأوضاع الحالية وما تقود إليه من زيادة كبيرة في تكاليف الشحن البحري، قد تقلص كميات الأغذية والأدوية والوقود الواصلة إلى اليمن، الذي يعتمد على الاستيراد لسد نحو 90% من احتياجاته الغذائية، ويحتاج ثلثا سكانه، أي ما يزيد على 21 مليون شخص، إلى إمدادات إغاثية.
وفي ديسمبر الماضي، انخفضت الواردات القادمة إلى اليمن عبر البحر الأحمر، بنسبة 17% على أساس شهري، وذلك وفقاً لبيانات كشف عنها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو ما يعود بشكل رئيس، لتكاليف الشحن الآخذة في التزايد. ويهدد كل ذلك، حسبما أكد الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، هدنة الأمر الواقع، التي جلبت فترة لا بأس بها من الهدوء النسبي إلى اليمن، وقد يقوض في الوقت نفسه، آمال الكثيرين في إمكانية استئناف المفاوضات الرامية لإيجاد تسوية للصراع، بعدما حصد أرواح مئات الآلاف من الأشخاص، وأجبر ملايين آخرين، على التحول إلى لاجئين ونازحين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الأزمة اليمنية الأزمة في اليمن البحر الأحمر جماعة الحوثي البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
تصعيد مفاجئ.. كوريا الشمالية تهاجم الولايات المتحدة
في تصعيد مفاجئ للأحداث العالمية، هاجمت كوريا الشمالية، الولايات المتحدة في بيان رسمي فجر اليوم الاثنين، بعد أن وصف وزير الخارجية الأمريكية بيونج يانج بأنها «دولة مارقة»، لترد بأنها لن تتسامح مع ما وصفته بـ«الاستفزاز» الأمريكي، وفق ما نقل موقع سكاي نيوز.
كوريا الشمالية تهاجم أمريكاهاجمت كوريا الشمالية، فجر اليوم الاثنين، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بسبب تصريحاته التي وصف فيها بيونغ يانغ بأنها «دولة مارقة»، مؤكدة أنها لن تتسامح مع أي «استفزاز» أمريكي.
وفي بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية قائلاً: «لن نتسامح أبداً مع أي استفزاز من الولايات المتحدة، وسنتخذ إجراءات مضادة قوية كما نفعل دائماً».
تصريحات روبيو واستياء بيونج يانجوندد المتحدث الكوري الشمالي بما وصفه «هراء» ماركو روبيو، معتبرًا أن تصريحاته تمثل «استفزازًا سياسيًا خطيرًا» وتهدف إلى تشويه صورة بلاده، مضيفًا أن وصف كوريا الشمالية بـ«الدولة المارقة» يعد محاولة عدائية لتعزيز العداء تجاه بيونج يانج.
وكان روبيو قد صرح في مقابلة إعلامية مؤخرًا بأن كوريا الشمالية وإيران دولتان «مارقتان» يجب التعامل معهما بحزم في إطار السياسة الخارجية الأمريكية.
وأثارت هذه التصريحات غضب بيونج يانج، التي اعتبرتها جزءًا من حملة أمريكية مستمرة ضد سيادتها.
يعد هذا الهجوم على روبيو أول انتقاد رسمي توجهه كوريا الشمالية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي تولى منصبه مؤخرًا.
ورغم أن ترامب كان قد عقد عدة لقاءات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال ولايته الأولى، إلا إن العلاقات بين البلدين لم تحقق تقدمًا يذكر على صعيد نزع السلاح النووي.
ترامب وجونج أونمنذ فشل القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلت بيونج يانج عن المسار الدبلوماسي مع واشنطن، وواصلت تطوير برنامجها النووي والصاروخي.
وكان كيم جونج أون قد تعهد الأسبوع الماضي بمواصلة تعزيز القدرات النووية لبلاده «إلى أجل غير مسمى»، ردًا على ما تعتبره تهديدات أمريكية وحصارًا اقتصاديًا.
ورغم العقوبات الاقتصادية الصارمة المفروضة عليها، أعلنت كوريا الشمالية نفسها رسميًا كدولة نووية «لا رجعة فيها» عام 2022. وتبرر تطويرها للأسلحة النووية بأنه ضروري لحماية أمنها القومي من التهديدات الأمريكية وحلفائها، لا سيما كوريا الجنوبية.
ورغم العداء المستمر بين واشنطن وبيونج يانج، فإن ترامب خلال ولايته الأولي وصف كيم جونج أون بأنه «رجل ذكي»، وأبدى رغبته في إعادة التواصل معه، مشيرًا إلى أنه قد يطرح مبادرات دبلوماسية جديدة تجاه كوريا الشمالية خلال فترة حكمه.