الإرهاب يفاقم الأزمات الإنسانية في «الساحل الأفريقي»
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةتسببت جماعات العنف والتطرف في تحويل منطقة الساحل الأفريقي إلى واحدة من أبرز بؤر الإرهاب في العالم.
وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة توسعاً ملموساً في أنشطة المنظمات المتشددة بدول المنطقة، وخاصة مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، ما تسبب في تفاقم الأزمات الإنسانية وتدهور الأوضاع المعيشية لملايين السكان.
وبحسب التقديرات الأممية فإن الأنشطة الإرهابية تفرض تحديات إنسانية متزايدة في بوركينا فاسو، إذ احتاج نحو 4.7 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، وتسببت بتشريد أكثر من مليوني نازح داخلياً، و8.8 مليون شخص في مالي.
وشددت السفيرة سعاد شلبي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، عضو لجنة الحكماء في «الكوميسا»، على خطورة التداعيات الإنسانية والمعيشية المترتبة على توسع أنشطة الجماعات الإرهابية في دول منطقة الساحل الأفريقي، بعدما تمكنت الميليشيات من الاستيلاء على مساحات من الأراضي بالقوة، وهو ما جعل المنطقة إحدى أبرز بؤر العنف والإرهاب المشتعلة.
وذكرت الخبيرة في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد» أن تزايد معدلات الأنشطة الإرهابية ساهم في تفاقم الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية في تلك المنطقة، وأصبح الملايين من سكانها بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وحذرت من خطورة الممارسات الممنهجة التي ترتكبها الجماعات المتطرفة لاستهداف المدنيين من أجل ترهيب المجتمعات المحلية، ما يدفع الملايين إلى النزوح، على المستويين الداخلي والخارجي عبر رحلات الهجرة غير النظامية، كما أدت إلى تزايد معدلات الهجرة إلى الدول الساحلية الشمالية ثم إلى أوروبا.
من جانبه، أوضح منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، أن منطقة الساحل الأفريقي تُعد الأكثر تأثراً بالأنشطة الإرهابية، وهو ما ينعكس بشكل كبير على الأوضاع المعيشية فيها وباتت تعاني من أزمات حادة، إضافة إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 43 % من الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم توجد في منطقة الساحل الأفريقي، وسبق أن حذرت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا في إحاطة لمجلس الأمن من تفاقم الوضع الإنساني المتردي بسبب الهجمات الواسعة النطاق ضد أهداف مدنية، والمواجهات للوصول إلى الموارد وفرض السيطرة.
وذكر أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تنامي الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي ساهم في زيادة أعداد المشردين بشكل غير مسبوق، ومن بينهم ملايين النساء والأطفال، وبالتالي لا بد من تضافر جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة، إضافة إلى العمل على مكافحة جماعات العنف والتطرف في القارة الأفريقية بشكل عام.
وتتسبب الأنشطة الإرهابية في تعطيل الخدمات والمرافق الأساسية مثل التعليم، والصحة، إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي لملايين السكان، وخاصة المشردين والنازحين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجماعات الإرهابية الجماعات المسلحة منطقة الساحل الأفريقي الإرهاب مكافحة الإرهاب منطقة الساحل الأفریقی الأنشطة الإرهابیة
إقرأ أيضاً:
رئيس الصومال يفضح علاقة الحوثيين بالتنظيمات الإرهابية في بلاده ويكشف معلومات استخباراتية خطيرة
أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وجود علاقة متطورة بين مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن وتنظيمي "داعش" و"الشباب" الإرهابيين في الصومال، مشيراً إلى ضبط شحنات أسلحة كانت مرسلة من الحوثيين إلى بلاده.
وقال الرئيس الصومالي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط، الثلاثاء، إن أجهزة الاستخبارات الصومالية رصدت مؤخراً تواصلاً مستمراً بين جماعة الحوثي في اليمن وكل من تنظيمي "داعش" و"الشباب" في الصومال.
وكشف عن رصد الاجهزة الاستخبارية مؤخراً تواصلاً مستمراً بين جماعة الحوثي في اليمن وكل من تنظيمي «داعش» و«الشباب» في الصومال، تطوَّر إلى تبادل شحنات الأسلحة والخبرات. مضيفا' وقد تمكَّنا من اعتراض ومصادرة شحنات متفجراتٍ وطائراتٍ مسيّرة قادمة من اليمن إلى الصومال، وألقينا القبضَ على شبكة من المهربين.
وقال الرئيس الصومالي في مقاله المعنون بـ "حماية أمن البحر الأحمر وخليج عدن مسؤوليتنا المشتركة": "إنَّ معركتنا ضد الإرهاب ليست معركة محلية فحسب، بل هي معركة من أجل سلام المنطقة واستقرارها بأسرها. فالإرهاب لا يعترفُ بالحدود، والانتصار عليه في الصومال يعني تجفيف منابعه قبل أن يهدد جيراننا والعالم".
وشدد على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن على الصعيدين الأمني والاقتصادي العالمي. التي قال إن جماعاتٌ إرهابية عديدة، تنشط فيها أبرزها "القاعدة"، و"الشباب"، و"داعش"، و"الحوثي"، التي – رغم خلافاتها الظاهرة – تتحالف سراً وتتبادل الأدوارَ ضد دول المنطقة، بما فيها الصومالُ والمملكة العربية السعودية ودول الخليج عامة.
وحذر من سعي الإرهابيين للسيطرة على المياه البحرية الحيوية، سواء في خليج عدن أو على سواحل المحيط الهندي، اللذين يمثلان شريانين حيويين للمنطقة والعالم. مشدداً على ضرورة القضاء عليهم بما يساهم في رسم المستقبل الأمني والاقتصادي المشترك، للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنع انتشار الحريق الإرهابي إلى مناطق أخرى.