نقاد: غادة عبدالرازق تجيد اختيار أدوارها.. ومسلسل صيد العقارب تجربة فنية جديدة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
اختيار الأدوار بعناية والتنوع فى تقديم الشخصيات، بخلاف وجود سيناريو مُحكَم ومُخرج جيد، من العوامل المهمة لكل فنان موهوب حريص على تقديم أفضل ما لديه لجمهوره، وذلك حسب تصريحات نقاد فنيين لـ«الوطن» وتأكيدهم أن غادة عبدالرازق من الممثلات اللاتى يُجدن عملية الاختيار، مع عدم حصر نفسها فى شخصيات بعينها وقدرتها على تجديد دمائها باستمرار، الأمر الذى يجعلهم يترقبون عرض مسلسلها الجديد «صيد العقارب» المشارك فى موسم رمضان 2024.
قال الناقد الفنى محمود قاسم إن الفنانة غادة عبدالرازق تمتلك مقومات النجومية والنجاح، وتتمتع بقبول عالٍ لدى المشاهدين، ومن أكثر الممثلات اللاتى يتمتعن بـ«ذكاء فنى» وتُحسن اختيار أدوارها بعناية، وتبحث دائماً عن الاختلاف ولا تسجن نفسها فى دور بعينه، خصوصاً أن هناك بعض الممثلين الذين يخافون من فكرة التجديد وبالتالى يجدون أنفسهم وقعوا فى فخ التكرار.
وأوضح أن المشاهد دائماً يعلم أنه مع الأعمال الدرامية التى تقودها غادة عبدالرازق سيكون أمام عمل مختلف، ولذلك أتوقع النجاح لمسلسل «صيد العقارب»، والمؤشرات الأولية تخبرنا أننا سنكون أمام عمل قوى، وهو من نوعية الأعمال التى تستطيع «غادة» اللعب معها واستعراض موهبتها من خلالها فى ظل وجود شخصيات كثيرة يحيط بها الغموض، ما يمنح الأحداث المزيد من الإثارة والتشويق.
وأشار «قاسم» إلى أن فهم غادة عبدالرازق لطبيعة الشخصية التى تقدمها ينعكس على الأداء والملابس والمظهر الخارجى كله، وذلك فى ظل مهارتها فى تقديم الأدوار بكل تناقضاتها، سواء كانت سيدة شعبية، أو من طبقة راقية، أو هناك من يلاحقها ويحاول إيذاءها، وبالتالى هى تعلم ماذا تقدم ودائماً ما تحتاج لمخرج «شاطر» وسيناريست «ماهر» يهيئان لها كافة الظروف لتقديم مخزون الإبداع بداخلها.
«موريس»: العمل الفنى يضم نجوماً ذوى ثقلوقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن هناك ضرورة لأن يكون الفنان حريصاً على انتقاء أدواره والأعمال الفنية التى يشارك فيها لأنها بمثابة رصيده وإرثه الذى يتركه لجمهوره، وذلك استناداً فى المقام الأول على السيناريو الذى بحوزته، وإذا ما كان سيضيف له أم لا جديد على الإطلاق، فضلاً عن وجود مخرج يمتلك أدواته بمهارة.
وأشارت إلى أن غادة عبدالرازق، على مدار السنوات الماضية التى اعتلت فيها عرش البطولة، كان لديها هذا النوع من الحرص على اختيار الشخصيات التى تقدمها على الشاشة، وكانت تصيب فى اختياراتها، الأمر الذى جعل منها «نجمة» يترقب الجمهور ماذا ستقدم لهم فى كل مرة.
وأوضحت أن مسلسل «صيد العقارب» يضم مجموعة كبيرة من الممثلين المتميزين، أبرزهم الفنان رياض الخولى، وهو نجم ذو ثِقل ويفرق كثيراً بطلته على الشاشة، وهو بمثابة داعم قوى لأى عمل فنى يشارك فيه، ورغم كل ما قدّمه من أدوار وشخصيات مختلفة فإنه ما زال بحاجة لإعادة اكتشافه من جديد واستخراج مخزون الإبداع الذى بداخله.
«سعد الدين»: لديها شغف درامىوقال الناقد الفنى أحمد سعدالدين، إن غادة عبدالرازق من الممثلات اللاتى يُجدن اختيار أعمالهن بعناية شديدة، وتبحث دائماً عن النجاح من خلال السيناريوهات القوية التى تضيف لها، ومن ثم خطواتها مدروسة وتعى جيداً ماذا تقدم، مشيراً إلى أنها منذ انطلاقتها فى مسلسل «عائلة الحاج متولى» عام 2001 نجحت فى أن تلفت الأنظار إليها بشكل كبير، وبالتالى حظيت بأدوار البطولة لتميزها.
وأشار «سعدالدين» إلى أن غادة عبدالرازق مع كل عمل درامى تقدمه وتظهر من خلاله على شاشة التليفزيون تؤكد أنها «ممثلة فاهمة» وتعرف ماذا تقدم للجمهور، وكيف تكون مختلفة فى كل مرة، ولديها شغف بشأن البحث عن سيناريو قوى، خصوصاً أن الكتابة والموضوع الذى تقدمه هو العنصر الأول الذى يضيف لرصيد الممثل.
وأوضح أن المقطع الدعائى لمسلسل «صيد العقارب» يشير إلى أن المشاهدين على موعد مع عمل درامى مميز فى رمضان 2024، لا سيما أنه يتطرق إلى ما يتعلق بـ«سم» العقارب والأمصال التى تُصنع منه الأدوية والمعارك التى قد تدور بسببه، وأن هناك غموضاً وألغازاً ستكشف عنها الأحداث، متابعاً: وهذه من القضايا والموضوعات الجديدة التى تتطرق لها الدراما، ومن ثم الأمل فى أن تكون الحلقات الأولى قوية.
واستطرد بقوله «غادة عبدالرازق بطلة نسائية قوية ولها جمهورها الذى يترقب أعمالها، ويترقب معها القضية التى تطرحها، والسيناريو الذى يسير عليه العمل، لأن الفنان حتى لو كان صاحب شعبية طاغية إذا لم يكن هناك سيناريو قوى يسنده ويبنى عليه إبداعه لن يحقق العمل النجاح المطلوب، الجمهور ينتظر نجمه المفضّل من خلال عمل مصنوع بمهارة واحترافية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: النقاد الدراما صيد العقارب رمضان 2024 غادة عبدالرازق صید العقارب إلى أن
إقرأ أيضاً:
سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” (1-4)
الدكتور ضيو مطوك ديينق وول
بتاريخ 5 فبراير 2025 بالقاهرة تم تدشين رواية "إعدام جوزيف " وهي عملٌ إنساني، كُتِبَ بدارجةٍ سودانيةٍ، وكنتُ أخشي أنْ يجدَ النقادُ المصريون صعوبةً في التعاملِ معها، خاصةً الحواراتِ التي جرتْ بالعاميةِ السودانية داخلَ الكتابِ، لكنِّي تاكدتُ أنَّ الشعبَ في وادي النيلِ مُتَدَاخلٌ، يتمتعُ بمشتركاتٍ كثيرةٍ نتيجةً لأواصرِ التاريخِ والجغرافيا والحضارةِ الممتدةِ، ولذلك يستطيعُ أنْ يتعاملَ مع مفرداتِ اللغةِ بمحيطِ وداي النيل.
وأنا أبتدر هذا السجال الودي، لابد من التحيةُ والشكرُ للذين ساهموا في إخراج هذا العمل الأدبي وعلي رأسهم الأستاذان أسماءِ الحسيني ونبيل نجم الدين، لِجُهْدِهما في إقامةِ مناسبةِ التدشين والمناقشة والتوقيع علي الكتاب.
الشكرُ موصولٌ لمركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية والمنتدي الثقافي المصري لاستضافتِهِما هذا اللقاءِ المتميزِ، خاصة البروفيسور مدحت حماد الأستاذ بكلية الآداب بجامعة طنطا والأمين العام للمنتدي الثقافي المصري .
الشكرُ ممتدٌ لكلِ من شاركَ في مناقشة الكتاب وتقديم آراء ثرة، أعطت الرواية قيمتها الأدبية؛ النُقادِ، الدبلوماسين، الإعلاميين، أساتذةِ الجامعات والجمهورِ خاصةً أبناءِ جَنَوبِ السودان والسودان، بجمهورية مِصْرِ العربية وعلي رأسهم رئيس بعثة جنوب السودان بجمهورية مصر العربية السفير كوال نيوك والدكتور عبدالحميد موسي كاشا رئيس مركز كاشا لدراسات السلام والدكتور محمد عيسي علوة نائب حاكم إقليم دارفور والدكتورة إشراقة مصطفي الكاتبة والباحثة في القضايا السودانية والدبولماسي المصري السفير محمد النقلي وآخرين .
كما شهدت الفعاليات تكريم الكاتب من قبل اعضاء مجموعة مناصرة اللاجئين السودانيين برئاسة البروفسور صديق تلور عضو المجلس السيادي السوداني السابق، لدوره في دعم المبادرة.
ايضا شارك في التدشين، اعضاء المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق و الحريات برئاسة الاستاذ الصادق علي حسن المحامي.
شكرٌ خاصٌ لأستاذِنا أسامة إبراهيم رئيسِ مجلسِ إدارةِ ومديرِ دارِ النخبة العربيةِ، الذي كان من الأوائلِ الذين قرؤوا الروايةَ، ودفعوني إلى نشرِها، وَقَبِل تحدي كتابةِ المقدمةِ عندما طلبتً منه ذلك، وهي الآن تشكلُ جزءًا من النَقْدِ الذي تَضَمَّنَتْهُ الروايةُ بمفرداته الجميلةِ.
لابدَّ من شُكْرِ الدورِ الذي قام به البروفيسور قاسم نسيم حماد، أستاذُ الأدبِ والنقدِ بجامعةِ إفريقيا العالميةِ، والأستاذُ الصحفي غبريال جوزيف شدار، والأستاذُ الصحفي مثيانق شريلو، الذين قراءوا المخطوطةَ، وقدموا إرشاداتٍ مُهِمَّةٍ، ساهمت في إخراجِ الروايةِ بهذا الشَّكْلِ.
الشكرُ أخصُّه لأساتذتنا الذين قَبِلُوا دعوتَنا للمشاركةِ في التدشين، وتقديمِ آراء نقدية، وأدبية للرواية، وأخصُّ بالشكرِ الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بجامعة عين شمس ورئيس ملتقي السرد العربي، و الأستاذَ نادر السماني نقيبَ الصحفيين السودانيين والأستاذَ الكاتبَ الصحفي ديفيد داو أروب كوات وكل من قرأ الرواية ونشر رأيه في وسائط الإعلام المختلفة. أقولُ لهم جميعا: إنَّ آراءكم ستكونُ محلَّ تقديرِنا.
هذا السجال الودي عبارة عن تفاعل مع الكتاب الذين قدموا جهداً عظيمًا لتعطير الرواية ومنحها روحاً جديدةً تستطيع بها أن تدخل الواقع المعاش، وتساهم في معالجة قضايا سياسية و اجتماعية ليس للسودان فقط ولكن العالم أجمع. الأستاذ الصحفي أسامة إبراهيم رئيسِ مجلسِ إدارةِ ومديرِ دارِ النخبة العربيةِ كان من الأوئلِ الذين أكدوا هذا الأمر، ولخصَّ الروايةَ تحت عنوانٍ جديدٍ "اغتيالُ العدالةِ"وهذا الوصفُ يحملُ كثيرًا من المعاني في عالمنِا المُعَاصرِ، حيثُ إنَّ غيابَ العدالةِ يجردُنا من الإنسانيةِ، ويضعُنا في مقامِ أمَّةٍ غيرِ متحضرةٍ لا تحترمُ حقوقَ الإنسانِ وتتعاملُ مع البشريةِ بعقليةٍ وحشية.
الأستاذُ دينق ديت أيوك الناقدُ الأدبي، وهو أيضًا كاتبٌ صحفيٌ من جنوب السودان، ينظر لهذه القضيةِ بأنَّها نتاجٌ للإسلامِ السياسيِ في السودان، وهو رأيٌ تساندُه كثيرٌ من الأحداث التي جرتْ في السودانِ قَبْلَ و بعد استيلاء الإسلاميين علي مقاليدِ السلطةِ عام 1989 .
أجد نفسي متفق مع الأستاذ دينق ديت فيما ذهب إليه من اعتقاد لأن الأحزابِ السياسيةِ الكبيرةِ التي تقلدت السلطةَ بعدَ خروجِ المستعمرِ كانتْ قياداتُها من بيوتاتٍ إسلاميةٍ يتخذون العروبة كايدويولجية للدولة السودانية، تاركين القومية السودانية خلفهم ، سواء كان ذلك عند حزبِ الأمةِ بزعامةِ الإمامِ الراحل الحبيب الصادق المهدي أم الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ولاحقا الجبهة الاسلامية القومية بقيادة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي.
هذه التنظيمات السياسية لم تستفد من تجربة المستعمر البريطاني الذي حاول جاهدًا إيجاد معادلٍ مرضٍ لأهل السودان بخلق المناطق المقفولة حفاظا للتراث المحلي بعد شعورهم بتعرض هوية السكان الأصليين لطمس متعمد من قبل العروبة والإسلام. هذا الفعل تعززه توجههات رجال الاستقلال الذين وعدوا جنوب السودان بتطبيق النظام الفيدرالي بعد خروج المستعمر وعادوا ليصفوا المطالبة بالفيدرالية بالخيانة العظمي. لا نريد الخوض في هذا الاتجاه في هذه العجالة بحيث أرغب في كتابة مذكراتي وسأتطرق لهذا الجانب باستفاضة.
الكثيرُ من النقادِ الذين سنحت لهم فرصةُ قراءةِ الروايةِ وعلي رأسهم أستاذُنا حمدي الحسيني الإعلامي والكاتب الصحفي المصري الذي قال: إن هذا العمل "يكافح العنصرية والتمييز في السودان" أصابَ الهدفَ بهذا التلخيصِ، هذا يجسدُ واقعنا لأكثرَ من قرنين، حيث كانت حملاتُ الرقِ في مناطق الدينكا، وكاتب هذه الرواية واحدٌ من ضحايا هذه الحملات، حيثُ تَمَّ اختطافُ جدته ومعها توأم إلي اتجاه دارفور، لا أحدَ يعرفُ عنهم شيئًا إلى يومنا هذا. لكن من المؤسف أن يستمر هذا الوضع حتي الآن بحيث نشهد يوميا استهداف الأبرياء بسبب لون بشرتهم أو ديانتهم أو لغتهم. يجب على السياسيين السودانيين أن يستفيدوا من دروس تاريخهم الغني وينقذوا ما تبقي من الأمة بايقاف الاستهداف الممنهج علي أسس التمييز العنصري.
كما ذهب كثيرون، فإنَّ الروايةَ تشخصُ المشكلةَ السودانيةَ وتؤكدُ أنَّها مصطنعةٌ من الساسةِ وليس من قبل الشعبِ الذي يتمتعُ بمكارم الأخلاقِ، يحبُ الكرمَ ويخافُ من الخالقِ. فالشعبُ السوداني، شعبٌ مميزٌ يحبُ الخيرَ لغيرِه، وله إرثٌ اجتماعيٌ كبيرٌ في المسامحةِ والمواساةِ والتصالحِ والضيافةِ والتعايشِ السلمي مع الآخرين، إلا أنَّ الساسةَ الذين حكموا هذا البلدَ العظيمَ منذ استقلالِه من المستعمرِ البريطاني كانوا سببًا في إشعالِ الحروبِ العبثيةِ، وتقسيمُ المجتمعَ علي أساسِ العرقِ والدينِ والجغرافيا وحتي القبيلةِ. قد شهدنا هذا الأمرَ في أحداثِ الراويةِ، خاصةً مأساة الرقيب سانتو الذي خَدَمَ الجنديةَ بإخلاصٍ في الهجانة بالأبيض، لكنْ بسببِ ديانتِه ونسبةً لسياسات الحكوماتِ في الخرطومِ وجدَ نفسه عدوًا لمهنة أحبها منذ الصغر، وأصبحَ ضحيةً لاعتناقِ الديانةِ المسيحيةِ، كما جاء في أحداث الفصل الثاني. فالرقيب سانتو دخلَ في صدامٍ مع قائدِ الدفاع الشعبي- بالجبهة الغربية لعدم مشاركتِه المسلمين في صلاةِ الفجرِ، وكاد أنْ يُودي ذلك بحياتِه لولا تدخل الجندي محمد آدم الذي يسكنُ معه في ثُكنات الجيشِ.
جوزيف جون باك أُعدمَ بسببِ أنَّه جنوبي رغم أنّه لم يكنِ القاتل وهذا العملُ يثيرُ كثيرًا من الشكوك فيما نقومُ به بشكلٍ يومي من تطبيقٍ للعدالةِ داخل المجتمعات، وهل فعلًا نحن كبشرٍ حقا منصفين لبعضنا؟ ولذلك هذه الروايةُ تريدُ أنْ تُرسلَ رسالةً خاصةً مفادها أنَّ الموسسات العدلية في السودان تحتاج لإصلاح لما أصابها من تسيسٍ وانحرافٍ عن مسارها وأصبحت أدواتٍ للانتقامِ في قضايا وهميةٍ لم يكنْ لها وجود أصلًا وقد لحظنا ان المقالات التي كتبها أستاذنا الصادق علي حسن ركزت علي هذا الجانب وسناتي إليها لاحقا.
aromjok@gmail.com